متمردو دارفور يعلنون المسؤولية عن هجوم ثان على حقل نفط..

احد متمردي دارفور في نوبة حراسة خلال زيارة مسؤول من الامم المتحدة لبلدة كورما بشمال غرب الفاشر
جنيف (رويترز) - قالت الرئيسة المنتهية ولايتها لعمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دارفور ان الوكالة اصبحت قادرة على دخول الاقليم السوداني بشكل افضل لكن انعدام القانون مازال يهدد المدنيين الذين يبحثون عن مأوى في المخيمات المزدحمة.
وقالت ياسمين دزيموز التي كانت ايضا نائبة رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر لشؤون السودان ان اللجنة تعطي اولوية لمساعدة مئات الآلاف من الاشخاص في المناطق القروية بدارفور التي تعاني من العنف وانعدام الامن.
وفي مقابلة مع رويترز من المقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الاحمر قالت السويسرية البالغة من العمر 35 عاما والتي قضت عاما ونصف العام في السودان في اكبر عملية انسانية في العالم "على الصعيد الميداني تحسنت امكانية الوصول الى الداخل خلال الاشهر الثلاثة أو الاربعة وتمكنا من التجول في الاقليم الى حد ما وهو ما كان مهما جدا بالنسبة لنا قبل حلول موسم المطر لكن هذا لا يعنى أن الموقف بشكل عام تحسن."
وقالت دزيموز التي كانت تتولي سابقا منصب نائب عمليات الاغاثة في العراق ان تشرذما اصاب جماعات مسلحة منخرطة في صراع دارفور وشهدت المناطق المتضررة ايضا "معدلا مرتفعا للجريمة واعمال العصابات."
وأضافت أنه "المناخ العام للتسيب وانعدام الامن الذي يدفعهم (المدنيين) للتحرك. انهم لا يعتقدون أن بقاءهم حيث هم امن."
ويقدر خبراء دوليون أن صراع دارفور حصد ارواح 200 الف شخص وتسبب في تشريد 2.5 مليون اخرين من ديارهم منذ اندلاع التمرد عام 2003 .
وتتهم واشنطن الحكومة والميليشيات المتحالفة معها بما تسميه ابادة جماعية. وترفض الخرطوم هذه التسمية وتقول ان عدد القتلى تسعة آلاف واتهمت الصحافة الغربية بتهويل الصراع.
وعادة ما تعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومقرها سويسرا بمفردها لسد احتياجات هذه المنطقة الشاسعة في غرب السودان. ونشرت في ولايات دارفور الثلاثة 80 مغتربا فضلا عن 1100 سوداني بدءا من مهندسي الاشغال المائية حتى الجراحين المتخصصين في الحروب.
وقالت دزيموز ان استراتيجية اللجنة الدولية للصليب الاحمر تهدف الى التركيز على على دعم الوسائل التقليدية لاسباب العيش بما في ذلك الزراعة و تربية الماشية.
وقالت ان الهدف هو تمكين الشعب من البقاء في اماكنهم بمنحهم الحبوب والادوات والمياه النظيفة.
لكن اللجنة اضطرت العام الجاري لتولي مسؤولية مد 160 الف نازح في معسكرات كبرى عديدة بالاحتياجات الاساسية بعد ان انسحبت الوكالات الانسانية الاخرى بسبب الهجمات.
وقالت دزيموز عن مخيم جريدة وهو اكبر مخيم للنازحين في جنوب دارفور "تعين علينا ان نتولى الامر لم يكن لدينا بالفعل اي خيار الا ان نغطى الاحتياجات الاساسية لنحو 120 الف شخص."
وقامت اللجنة بتركيب مراحيض في ثلاثة مخيمات اصغر قرب منطقة طويلة شمالي درافور قبل حلول موسم المطر الذي تصاحبه عادة زيادة حالات الامراض التنفسية والاسهال.
وعلى غرار مايحدث في كل النقاط الساخنة في العالم يحتفظ الصليب الاحمر بنهج محايد في الصراع وبحوار خاص مع كل الاطراف حول اساسيات القانون الدولي الانساني المنصوص عليه في معاهدات جنيف حول قواعد الحرب.
وقالت دزيموز "قد تكون الحكومة او المتمردين او اي فصيل مسلح اخر .. نحاول ان نخلق حوارا وأن نحدث تغييرا في السلوكيات المستقبلية."
واضافت "نحاول ان نبنى تفاهما ثم نتأكد من أن التسلسل القيادي (العسكري) برمته على دراية بما يجري على الارض.. لانهم لا يعرفون احيانا.. وبالتالي يمكن ان يتخذوا الاجراءات التصحيحية الضرورية."