بريطانيا تنهي وجودها في العراق ولكن هل من منتصر؟..
صفحة 1 من اصل 1
بريطانيا تنهي وجودها في العراق ولكن هل من منتصر؟..
بريطانيا تنهي وجودها في العراق ولكن هل من منتصر؟..
وزير الدفاع البريطاني ديس براون
بغداد (رويترز) - تقترب الحرب البريطانية في العراق من نهايتها لكن لن تدور كؤوس الشمبانيا احتفالا بالنصر.
في غضون أقل من أسبوعين تسلم القوات البريطانية المسؤولية الأمنية عن البصرة آخر محافظة تسيطر عليها في جنوب العراق لقوات عراقية.
وبعد نحو خمسة أعوام من إرسال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير 46 ألف جندي بريطاني لمساعدة الولايات المتحدة على الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين ستبقي بريطانيا قوة لا تزيد عن بضعة آلاف يقتصر تواجدها على قاعدة جوية وحيدة قرب البصرة.
وتقول لندن ان قواتها أحسنت اداء مهمتها فالمناطق التي كانت تسير فيها دورياتها في جنوب العراق ستنتقل مسؤوليتها الى جنود ورجال شرطة عراقيين انهوا تدريبهم حديثا.
وقال وزير الدفاع البريطاني ديس براون لرويترز خلال زيارة للبصرة قبل شهر "الامور تتحسن هنا لسبب شديد الوضوح. العراقيون انفسهم أكثر قدرة على تحمل مسؤولية أمنهم."
غير أن نتائج أكبر عملية عسكرية خارجية لبريطانيا فيما يزيد عن 50 عاما تبدو غامضة على أحسن تقدير.
ويقول منتقدون ان البصرة تحولت الى مدينة تطبق فيها ميليشيات شيعية القانون وتكتب على جدرانها تهديدات بقتل النساء غير المتحجبات. واختطف مترجمون عملوا مع القوات البريطانية وعذبوا وقتلوا.
وخلص بعض الخبراء الى ان بريطانيا خسرت الحرب.
وقال المحلل الامريكي انتوني كوردسمان من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في اغسطس اب "من الواضح تماما ان البريطانيين هزموا. انهم مهمشون الى حد كبير داخل جيب". وربما يكون هذا الحكم قاسيا جدا.
وذكر تيم ريبلي الذي يكتب في مطبوعات جينز الدفاعية لرويترز في مطلع الاسبوع "صورت حكومة بلير ذلك على انه جهد باسل لتغيير الشرق الاوسط ليصبح منارة للمنطقة لكن هذا لم يكن قط هدفا قابلا للتحقيق في ضوء الموارد التي خصصتها (الحكومة) له."
وتابع "لعبوا من أجل التعادل. وأقول انه تقييم اكثر واقعية. تعادل بدون اهداف في الوقت الاضافي. ليست نتيجة جيدة."
على الجانب الايجابي من التقييم نرى البصرة مدينة تعج بالنشاط حيث تفتح المطاعم ابوابها حتى وقت متأخر من الليل والشوارع مزدحمة والتجارة مزدهرة على النقيض تماما من احياء بغداد التي تحيط بها الاسوار.
وتصدر البصرة أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط يوميا تمثل جزءا رئيسيا من ايرادات الحكومة المركزية.
لكن من يسيطرون على شوارع البصرة ليسوا من اصدقاء بريطانيا او الولايات المتحدة وهو الامر الذي قد يسبب مشاكل للحكومة المتحالفة مع الولايات المتحدة في بغداد.
وقال ريبلي "الهدف كان ان يتحمل المسؤولية أصدقاء لنا. بعد إرسال هذا العدد الكبير من القوات وإنفاق مليارات الجنيهات الاسترلينية ماذا حققنا في المقابل؟.."
وربما تكون أسوأ مرحلة للقوات البريطانية في العراق هي المرحلة الأخيرة. فعلى مدار خمس سنوات تقريبا سقط 134 جنديا بريطانيا قتيلا في معارك مع العدو في العراق وقتل أكثر من 30 منهم في أربعة أشهر من ابريل نيسان الى يوليو تموز من هذا العام بعد اعلان بلير خطط الانسحاب من البصرة.
واستقبلت الميليشيات الشيعية اعلان بلير بهجمات مكثفة بالقنابل وقذائف المورتر لم تتوقف فعليا على مدار أشهر.
وعقب اعلان الجيش البريطاني ان الامير هاري حفيد الملكة اليزابيث سيخدم في العراق ألغى الجنرالات القرار في اللحظة الاخيرة في مايو ايار. لم يعد العراق آمنا للامير الذي يأتي في المرتبة الثالثة في ترتيب الولاية على العرش بعد والده الامير تشارلز ولي العهد وشقيقه الاكبر الامير وليام.
وقال القائد البريطاني الميجر جنرال جراهام بينز في الشهر الماضي "من مايو الى يوليو كان لواؤنا في البصرة يقف في مواجهة الميليشيات الشيعية في المدينة وخاض أعنف المعارك التكتيكية التي خضناها في نحو اربع سنوات منذ ان قدمنا الى هنا."
وأضاف "اذا كان 90 في المئة من اعمال العنف موجهة ضدنا فماذا سيحدث اذا انسحبنا وهل سيحسن ذلك الوضع بالنسبة للمواطن العادي من سكان البصرة؟."
وفي سبتمبر ايلول انسحبت بريطانيا من قصر سابق لصدام في وسط البصرة الى قاعدة جوية خارج المدينة لتنهي تواجدها في شوارع البصرة على مدار أربعة أعوام ونصف العام.
ومنذ ذلك الحين انخفضت أعمال العنف وكما هو متوقع قلت أعمال العنف ضد البريطانيين لانهم غير موجودين في المدينه. ويضيف بينز ان اعمال العنف بين الميليشيات المتناحرة لم تتزايد على عكس التوقعات وهو على نقيض ما حدث في محافظات أخرى.
ويقول بينز ان ذلك يرجع في جزء منه لسيطرة جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على البصرة.
وتابع "كنا نتوقع تصعيدا (لاعمال العنف). في كل محافظة سلمت (للسلطة العراقية) تصاعدت أعمال العنف بين الشيعة. لم نر ذلك في البصرة. اعتقد ان ذلك نتيجة قوة ميليشيات الصدر الكبيرة."
ويسيطر على مجلس مدينة البصرة حزب شيعي أصغر منافس للتيار الصدري وكبار قادة الجيش والشرطة موالون للحكومة في بغداد التي تسيطر عليها احزاب شيعية أخرى.
واستعرض مسلحون عضلاتهم في اكتوبر تشرين الاول واستولوا على مركز شرطة. وانهت الشرطة المواجهة دون اراقة دماء ودون طلب مساندة من بريطانيا.
ومع انقضاء نصف مدة الهدنة التي اعلنها الصدر في اغسطس أب لمدة ستة أشهر تحاشت ميليشيات جيش المهدي وقوات الامن الدخول في اي مواجهات.
وحتى الان يمكن القول ان الطرفين متعادلان.
بغداد (رويترز) - تقترب الحرب البريطانية في العراق من نهايتها لكن لن تدور كؤوس الشمبانيا احتفالا بالنصر.
في غضون أقل من أسبوعين تسلم القوات البريطانية المسؤولية الأمنية عن البصرة آخر محافظة تسيطر عليها في جنوب العراق لقوات عراقية.
وبعد نحو خمسة أعوام من إرسال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير 46 ألف جندي بريطاني لمساعدة الولايات المتحدة على الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين ستبقي بريطانيا قوة لا تزيد عن بضعة آلاف يقتصر تواجدها على قاعدة جوية وحيدة قرب البصرة.
وتقول لندن ان قواتها أحسنت اداء مهمتها فالمناطق التي كانت تسير فيها دورياتها في جنوب العراق ستنتقل مسؤوليتها الى جنود ورجال شرطة عراقيين انهوا تدريبهم حديثا.
وقال وزير الدفاع البريطاني ديس براون لرويترز خلال زيارة للبصرة قبل شهر "الامور تتحسن هنا لسبب شديد الوضوح. العراقيون انفسهم أكثر قدرة على تحمل مسؤولية أمنهم."
غير أن نتائج أكبر عملية عسكرية خارجية لبريطانيا فيما يزيد عن 50 عاما تبدو غامضة على أحسن تقدير.
ويقول منتقدون ان البصرة تحولت الى مدينة تطبق فيها ميليشيات شيعية القانون وتكتب على جدرانها تهديدات بقتل النساء غير المتحجبات. واختطف مترجمون عملوا مع القوات البريطانية وعذبوا وقتلوا.
وخلص بعض الخبراء الى ان بريطانيا خسرت الحرب.
وقال المحلل الامريكي انتوني كوردسمان من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في اغسطس اب "من الواضح تماما ان البريطانيين هزموا. انهم مهمشون الى حد كبير داخل جيب". وربما يكون هذا الحكم قاسيا جدا.
وذكر تيم ريبلي الذي يكتب في مطبوعات جينز الدفاعية لرويترز في مطلع الاسبوع "صورت حكومة بلير ذلك على انه جهد باسل لتغيير الشرق الاوسط ليصبح منارة للمنطقة لكن هذا لم يكن قط هدفا قابلا للتحقيق في ضوء الموارد التي خصصتها (الحكومة) له."
وتابع "لعبوا من أجل التعادل. وأقول انه تقييم اكثر واقعية. تعادل بدون اهداف في الوقت الاضافي. ليست نتيجة جيدة."
على الجانب الايجابي من التقييم نرى البصرة مدينة تعج بالنشاط حيث تفتح المطاعم ابوابها حتى وقت متأخر من الليل والشوارع مزدحمة والتجارة مزدهرة على النقيض تماما من احياء بغداد التي تحيط بها الاسوار.
وتصدر البصرة أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط يوميا تمثل جزءا رئيسيا من ايرادات الحكومة المركزية.
لكن من يسيطرون على شوارع البصرة ليسوا من اصدقاء بريطانيا او الولايات المتحدة وهو الامر الذي قد يسبب مشاكل للحكومة المتحالفة مع الولايات المتحدة في بغداد.
وقال ريبلي "الهدف كان ان يتحمل المسؤولية أصدقاء لنا. بعد إرسال هذا العدد الكبير من القوات وإنفاق مليارات الجنيهات الاسترلينية ماذا حققنا في المقابل؟.."
وربما تكون أسوأ مرحلة للقوات البريطانية في العراق هي المرحلة الأخيرة. فعلى مدار خمس سنوات تقريبا سقط 134 جنديا بريطانيا قتيلا في معارك مع العدو في العراق وقتل أكثر من 30 منهم في أربعة أشهر من ابريل نيسان الى يوليو تموز من هذا العام بعد اعلان بلير خطط الانسحاب من البصرة.
واستقبلت الميليشيات الشيعية اعلان بلير بهجمات مكثفة بالقنابل وقذائف المورتر لم تتوقف فعليا على مدار أشهر.
وعقب اعلان الجيش البريطاني ان الامير هاري حفيد الملكة اليزابيث سيخدم في العراق ألغى الجنرالات القرار في اللحظة الاخيرة في مايو ايار. لم يعد العراق آمنا للامير الذي يأتي في المرتبة الثالثة في ترتيب الولاية على العرش بعد والده الامير تشارلز ولي العهد وشقيقه الاكبر الامير وليام.
وقال القائد البريطاني الميجر جنرال جراهام بينز في الشهر الماضي "من مايو الى يوليو كان لواؤنا في البصرة يقف في مواجهة الميليشيات الشيعية في المدينة وخاض أعنف المعارك التكتيكية التي خضناها في نحو اربع سنوات منذ ان قدمنا الى هنا."
وأضاف "اذا كان 90 في المئة من اعمال العنف موجهة ضدنا فماذا سيحدث اذا انسحبنا وهل سيحسن ذلك الوضع بالنسبة للمواطن العادي من سكان البصرة؟."
وفي سبتمبر ايلول انسحبت بريطانيا من قصر سابق لصدام في وسط البصرة الى قاعدة جوية خارج المدينة لتنهي تواجدها في شوارع البصرة على مدار أربعة أعوام ونصف العام.
ومنذ ذلك الحين انخفضت أعمال العنف وكما هو متوقع قلت أعمال العنف ضد البريطانيين لانهم غير موجودين في المدينه. ويضيف بينز ان اعمال العنف بين الميليشيات المتناحرة لم تتزايد على عكس التوقعات وهو على نقيض ما حدث في محافظات أخرى.
ويقول بينز ان ذلك يرجع في جزء منه لسيطرة جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على البصرة.
وتابع "كنا نتوقع تصعيدا (لاعمال العنف). في كل محافظة سلمت (للسلطة العراقية) تصاعدت أعمال العنف بين الشيعة. لم نر ذلك في البصرة. اعتقد ان ذلك نتيجة قوة ميليشيات الصدر الكبيرة."
ويسيطر على مجلس مدينة البصرة حزب شيعي أصغر منافس للتيار الصدري وكبار قادة الجيش والشرطة موالون للحكومة في بغداد التي تسيطر عليها احزاب شيعية أخرى.
واستعرض مسلحون عضلاتهم في اكتوبر تشرين الاول واستولوا على مركز شرطة. وانهت الشرطة المواجهة دون اراقة دماء ودون طلب مساندة من بريطانيا.
ومع انقضاء نصف مدة الهدنة التي اعلنها الصدر في اغسطس أب لمدة ستة أشهر تحاشت ميليشيات جيش المهدي وقوات الامن الدخول في اي مواجهات.
وحتى الان يمكن القول ان الطرفين متعادلان.
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» بولندا تنهي مهمتها في العراق عام 2008
» في تقرير بريطاني مثير عن العراق جنود بريطانيا غرقوا
» حجم الثقوب السوداء و أدلة وجودها
» بعد الحصول علي الحصانة «بلاك ووتر» تنهي شهر العسل
» التصنيف العالمي: الارجنتين تنهي العام في المركز الاول
» في تقرير بريطاني مثير عن العراق جنود بريطانيا غرقوا
» حجم الثقوب السوداء و أدلة وجودها
» بعد الحصول علي الحصانة «بلاك ووتر» تنهي شهر العسل
» التصنيف العالمي: الارجنتين تنهي العام في المركز الاول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى