طموح يتحدى القهر - الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
طموح يتحدى القهر - الجزء الاول
:طموح يتحدى القهر..
القصة واقعية ..ليس عليها غبار ابدا..
من مذكرات نزار خزرجي..
- 1-
-
الزمان : 1980
المكان : بغداد
هبطت الطائرة في مطار بغداد الدولي.. ..عدت من المانيا ، بعد ان امضيت بضع سنوات هناك حصلت فيها على شهادة الهندسة...
اشعر في اعماقي.اني لم احصل على طموحي..لم تكن في يوم من الايام اية صداقة بيني وبين الهندسة..تتدفق في داخلي مشاعر رقيقة ارسم منها لوحات ادبية احس بها تسمو بروحي فوق السحاب....
اهرب من الواقع المؤلم للحياة ..احيا في صومعة الوذ فيها اتلمس عالما" خاصا" انسجه في الخيال...
..صرت اعيش في صراع مرير..بيني وبين نفسي....انها ارهاصات تتدفق في الاعماق..اخيرا اتخذت القرار..ان اعود للجامعة من جديد.....
لكي اعود للجامعة ..يتوجب ان اعود ادرس المرحلتين الاخيرة من الدراسة الثانوية ..ادخل فحصا في مواد المرحلتين معا" ..وفي حالة النجاح في هذا الأمتحان ، عندها يتسنى لي الدخول لأمتحان البكلوريا..
موعد الفحص التمهيدي هو الشهر الرابع..، نحن الان في الشهر الثاني...لدي شهرين فقط للاعداد لدراسة مرحلتين معا"...حسنا" اذن ..توكلت على الله ، وتقدمت للاشتراك في هذا الامتحان..واجهت صعوبات كثيرة اهمها التهكم من قبل الاخرين ...وتساؤلات منطقية في نظر الجميع ..لكني اتخذت القرار ولا رجعة فيه..
معقول استطيع تجاوز الامتحان لمرحلتين معا" خلال فترة شهرين ؟؟؟ضحكات السخرية اسمعها هنا وهناك..الغريب ان هناك طلبة متفرغين للدراسة ومع اضافة دروس خصوصية ولمرحلة منفردة لا يحققوا نتيجة فيها..فكيف حين تكون مرحلتين معا وبشهرين فقط ومن دون تفرغ..
كانت طبول الحرب تقرع بين العراق وايران..وكنت في التصنيع العسكري حينذاك وكل المؤسسات في استنفار كامل للظروف التي يمر بها البلد..
سهرت الليالي وانا اختزل المواد الدراسية ..عندي شهرين فقط كنت انام كل يوم اربع ساعات فقط..والتزامي في دوام التصنيع العسكري استنفذ كل طاقتي ..لذا لابد ان اعوض ..لا يمكن ان اسمح للأخرين ان يكملو ا ضحكاتهم وسخريتهم للاخير...
حان موعد الامتحان...لابد ان اتقدم بأجازة من عملي في التصنيع العسكري كي يتسنى لي اداء الامتحان ..
تقدمت بطلب الاجازة ..أرفقت معها نموذجا" من وزارة التربية يؤيد اشتراكي في الأمتحان التمهيدي..رفضها السيد المدير العام..
منذ اول خطوة ..مغلقة الابواب امامي..لكن باب الله لاتغلق..
طلبت مقابلة المدير العام ....شرحت له كيف سهرت وتعبت وجاهدت كي اهيء نفسي بالمدة القصيرة لاداء الامتحان..لم يسمح لي في تكملة الحديث....سألني بأمتعاض.:
كم دفعت ثمنا" لهذا النموذج المرفق بطلب الاجازة..؟؟؟
كم هي سهلة الكلمة القاسية نرميها بازدراء دون ان ندرك تأثيرها عند الاخرين ..انه الزمن الصعب..لابد ان اتحمل..
ساعتين وانا اناقش سيادة المدير العام ..حتى رضخ لطلبي مع همسة ناعمة اودعها في اذني..: سوف اوافق على اجازتك ..لكنك لاتحلم ان تكون في الجامعة ولو ليوم واحد فقط فلن اسمح لك بذلك.
توكلت على الله...دخلت الامتحان التمهيدي ..وبفضل الله كنت متفوقا" فيه...
خاب امل الخائبين ...وتنفست الصعداء..مازال امامي امتحان البكلوريا بعد شهرين من الان ..
الظروف تزداد صعوبة ..الدوام اصبح 12 ساعة يوميا في التصنيع العسكري.. ..كنت ادرّس نفسي ..العزيمة تكبر في نفسي..رغم تهكم الاخرين ..لكن طموحي يسمو فوق المستحيل.
حان موعد امتحان البكلوريا...تقدمت بطلب اجازة مع نموذج مرفق يؤيد اشتراكي بالامتحان ..رفض السيد المدير العام..وعدت اليه من جديد ..رفض..واقاوم الرفض..يحاول ان يثني عزيمتي ..فيجدني اكثر اصرارا على تكملة المشوار..
يوافق المدير العام على اجازتي ...يودعني نفس الهمسة الماضية..لن اسمح لك بدخول الجامعة ..لاتنسى كلامي هذا...
اجتاز الامتحان بنجاح...تغمرني الفرحة..اوزع الحلوى بالمناسبة على الجميع..واخص المدير العام بعلبة صغيرة فاخرة اضعها على طاولته ..ليفهم المعنى انني نجحت رغم توقعه بفشلي..ولن اتنازل عن تكملة المشوار..
اتقدم بأوراقي للجامعة...مشكلة قادمة احتار في تجاوزها...وهي لايجوز الجمع بين الدراسة والوظيفة .
. يتبع
القصة واقعية ..ليس عليها غبار ابدا..
من مذكرات نزار خزرجي..
- 1-
-
الزمان : 1980
المكان : بغداد
هبطت الطائرة في مطار بغداد الدولي.. ..عدت من المانيا ، بعد ان امضيت بضع سنوات هناك حصلت فيها على شهادة الهندسة...
اشعر في اعماقي.اني لم احصل على طموحي..لم تكن في يوم من الايام اية صداقة بيني وبين الهندسة..تتدفق في داخلي مشاعر رقيقة ارسم منها لوحات ادبية احس بها تسمو بروحي فوق السحاب....
اهرب من الواقع المؤلم للحياة ..احيا في صومعة الوذ فيها اتلمس عالما" خاصا" انسجه في الخيال...
..صرت اعيش في صراع مرير..بيني وبين نفسي....انها ارهاصات تتدفق في الاعماق..اخيرا اتخذت القرار..ان اعود للجامعة من جديد.....
لكي اعود للجامعة ..يتوجب ان اعود ادرس المرحلتين الاخيرة من الدراسة الثانوية ..ادخل فحصا في مواد المرحلتين معا" ..وفي حالة النجاح في هذا الأمتحان ، عندها يتسنى لي الدخول لأمتحان البكلوريا..
موعد الفحص التمهيدي هو الشهر الرابع..، نحن الان في الشهر الثاني...لدي شهرين فقط للاعداد لدراسة مرحلتين معا"...حسنا" اذن ..توكلت على الله ، وتقدمت للاشتراك في هذا الامتحان..واجهت صعوبات كثيرة اهمها التهكم من قبل الاخرين ...وتساؤلات منطقية في نظر الجميع ..لكني اتخذت القرار ولا رجعة فيه..
معقول استطيع تجاوز الامتحان لمرحلتين معا" خلال فترة شهرين ؟؟؟ضحكات السخرية اسمعها هنا وهناك..الغريب ان هناك طلبة متفرغين للدراسة ومع اضافة دروس خصوصية ولمرحلة منفردة لا يحققوا نتيجة فيها..فكيف حين تكون مرحلتين معا وبشهرين فقط ومن دون تفرغ..
كانت طبول الحرب تقرع بين العراق وايران..وكنت في التصنيع العسكري حينذاك وكل المؤسسات في استنفار كامل للظروف التي يمر بها البلد..
سهرت الليالي وانا اختزل المواد الدراسية ..عندي شهرين فقط كنت انام كل يوم اربع ساعات فقط..والتزامي في دوام التصنيع العسكري استنفذ كل طاقتي ..لذا لابد ان اعوض ..لا يمكن ان اسمح للأخرين ان يكملو ا ضحكاتهم وسخريتهم للاخير...
حان موعد الامتحان...لابد ان اتقدم بأجازة من عملي في التصنيع العسكري كي يتسنى لي اداء الامتحان ..
تقدمت بطلب الاجازة ..أرفقت معها نموذجا" من وزارة التربية يؤيد اشتراكي في الأمتحان التمهيدي..رفضها السيد المدير العام..
منذ اول خطوة ..مغلقة الابواب امامي..لكن باب الله لاتغلق..
طلبت مقابلة المدير العام ....شرحت له كيف سهرت وتعبت وجاهدت كي اهيء نفسي بالمدة القصيرة لاداء الامتحان..لم يسمح لي في تكملة الحديث....سألني بأمتعاض.:
كم دفعت ثمنا" لهذا النموذج المرفق بطلب الاجازة..؟؟؟
كم هي سهلة الكلمة القاسية نرميها بازدراء دون ان ندرك تأثيرها عند الاخرين ..انه الزمن الصعب..لابد ان اتحمل..
ساعتين وانا اناقش سيادة المدير العام ..حتى رضخ لطلبي مع همسة ناعمة اودعها في اذني..: سوف اوافق على اجازتك ..لكنك لاتحلم ان تكون في الجامعة ولو ليوم واحد فقط فلن اسمح لك بذلك.
توكلت على الله...دخلت الامتحان التمهيدي ..وبفضل الله كنت متفوقا" فيه...
خاب امل الخائبين ...وتنفست الصعداء..مازال امامي امتحان البكلوريا بعد شهرين من الان ..
الظروف تزداد صعوبة ..الدوام اصبح 12 ساعة يوميا في التصنيع العسكري.. ..كنت ادرّس نفسي ..العزيمة تكبر في نفسي..رغم تهكم الاخرين ..لكن طموحي يسمو فوق المستحيل.
حان موعد امتحان البكلوريا...تقدمت بطلب اجازة مع نموذج مرفق يؤيد اشتراكي بالامتحان ..رفض السيد المدير العام..وعدت اليه من جديد ..رفض..واقاوم الرفض..يحاول ان يثني عزيمتي ..فيجدني اكثر اصرارا على تكملة المشوار..
يوافق المدير العام على اجازتي ...يودعني نفس الهمسة الماضية..لن اسمح لك بدخول الجامعة ..لاتنسى كلامي هذا...
اجتاز الامتحان بنجاح...تغمرني الفرحة..اوزع الحلوى بالمناسبة على الجميع..واخص المدير العام بعلبة صغيرة فاخرة اضعها على طاولته ..ليفهم المعنى انني نجحت رغم توقعه بفشلي..ولن اتنازل عن تكملة المشوار..
اتقدم بأوراقي للجامعة...مشكلة قادمة احتار في تجاوزها...وهي لايجوز الجمع بين الدراسة والوظيفة .
. يتبع
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» طموح يتحدى القهر - الجزء الثاني
» طموح يتحدى القهر - الجزء الثالث
» طموح يتحدى القهر - الجزء الرابع
» طموح يتحدى القهر - الجزء الخامس والاخير
» الدرس الاول تصميم استايل ؛الجزء الاول.
» طموح يتحدى القهر - الجزء الثالث
» طموح يتحدى القهر - الجزء الرابع
» طموح يتحدى القهر - الجزء الخامس والاخير
» الدرس الاول تصميم استايل ؛الجزء الاول.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى