هل أسم المرأة عورة في القرن الواحد والعشرين‏

من طرف **aboezra** الأربعاء سبتمبر 02, 2009 8:37 am

نقلته لنا الأستاذة ثريا من السعودية .. وفيه يشير إلي نظرة الغرب للمرأة قبل بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم بثلاثون سنة ومناقشتهم ماهية المرأة ..ثم يتناول نظرة الأسلام للمرأة ..وتكريمه لها ولأمهات المؤمنين وتداول النبي لأسمائهم بدون أن يعتبرها عورة ..كما يحدث الأن من بعض معتقدي أن المرأة عورة .. يصل بهم الأمر لدرجة أعتبار أسمها عورة .. وتعليقي : أن هؤلاء من الذين حرموا بأهوائهم ما لم يحرم الله..ولدي بعضهم جرأة في فرض المحرمات من غير علم .. وإذا أستند.. استند لكلام بعض دعاة الفضائيات من غير المؤهلين للدعوة ..من أصحاب المظاهر الشكلية والعلوم القشرية
وما آآسف عليه حقيقة .. أن يشغلنا مثل هذا الموضوع التافه في القرن الواحد والعشرين ..ونحن نعلم أن أسم المرأة يتردد يوميا في العمل وفي دور العلم وفي دواوين الحكومة.. وفي كل مكان ..فما الذي جعل منها عورة عند بعضنا ..ومن المؤكد أن الدين لم يحرم أسم المرأة وفي القرآن.. ذكر للنساء .. بأسمائهم ..مثل السيدة مريم ولم يخاطبها الله مثل بأم عيسي أو أم المسيح ..ولكن نادها بمريم واضحة وجلية ..ومن السنة عرفنا آسيا امراة فرعون وبلقيس ملكة سبأ ..و في السنة النبوية أيضا ذكرت السيدات خديجة وعائشة واسماء وكل زوجات الرسول بأسمائهم ..وغير أمهات المؤمنين كالشيماء وغيرها كثير .. ولكن عدم ذكر أسم بعض السيدات يرجع إلي غيرة بعض الرجال علي نسائهم ..حتي الأسم لا يرغب أن يتردد .. علاوة علي أنها عادة من عادات بعض العرب ..حيث يذكر الرجال والنساء بأسماء مكناه ..مثل أبي فلان أو أم فلان .. وفي القرآن جاء ذكر امرأة العزيز للدلالة علي شخصيتها وليس تحريما لأسمها.. وأحيانا لايذكر الأسم حتي لا ينال شرف ذكره في كتاب الله الذي نتعبد به .. ولكن عندما أختلط الحابل بالنابل ..أعتقد بعض من يمارس الدين علي غير علم أن من المحرم وليس من العيب ..ذكر أسم زوجته وأخته الخ....وكأن المرأة كشفت عن عورتها بكشفها عن أسمها .. رغم ظهورها في القنوات الدينية المتخصصة بلحمها وشحمها وأسمها ومحجبة وليست منقبة .. والدين ليس أهواء وأنما هو علم له رجاله ..وما ضيع بعض أهل الكتاب إلا أنهم حرفوا الكلم عن مواضعه سواء بحسن او سوء نية..وحرموا وأحلوا بغير علم .. وساغدهم علي ذلك أن كتبهم غير محفوظة من الله ..كما تعهد ربنا بحفظ القرآن بأعتباره الكتاب الخاتم المنزل علي النبي الخاتم.
ودائما حتي نهتدي للأسلام .. أبحث عن الوسطية ..وعدم المغلاة ..سوف تجد الأسلام..فهو دين الفطرة .. يحرم السفور للمرأة ولكنه في ذات الوقت لا يحرم ..بل يحلل الأختلاط في وقار وحشمة ..فالنساء شقائق الرجال ..وكلاهما عون للأخر.. عندما كرم الله بني آدم لم يقتصر التكريم علي الرجال ..بل كرم كل بني آدم ..رجالا ونساء..كرمهم بنعمة العقل ..كرمهم بنعمة الأحساس ..كرمهم بالقدرة علي التفريق بين الحق والباطل ..كرمهم بأشياء كثيرة لاتعد ولاتحصي من نعم الله علينا .. ولم ينال هذا التكريم كثير من المخلوقات الأخري..ثم قسم بينهم وظائفهم ..فيسر أمور للرجل ولم يحرم منها المرأة .. وييسر أمور للمرأة ولم يحرم منها الرجل .. فجعل الأمومة للمرأة ..وأختصها هي بحضن وحمل الأنسان ذكر وأنثي ..فهي منبع الحنان ولم يحرم الرجل من المشاركة بالأبوة من خلال مشاركة مشتركة في العلاقة الزوجية ..والله كان قادر علي أن يحرم أحدهما هذا التكريم ويجعل التكاثر تلقائي عند أحدي الطرفين .. وهو الخالق ولايعجزه أن يفعل ما يريد .
في الحقيقة ..هناك مفاهيم كثيرة لدي أغلب الناس ..تتعلق بالدين يجب حصرها وجمعها وعلي رجال الدين من العلماء الأجلاء حسمها وتوضيحها للناس حتي تنهي هذه البلبلة القائمة في المجتمع والخلط بين العادات والدين.. أمور تتعلق بسماحة الأسلام ..بعلاقات الأفراد رجالا ونساء ..بالتحريم والتحليل ..بدور المرأة في المجتمع ..وصورتها وعلاقتها بالرجل .
يجب أن نتجاوز سريعا مثل هذه الموضوعات ونعمل علي تقدم الأمة بالدين والعلم ..ونعلم أن الدين جاء لسعادتنا ولخدمة حياتنا الدنيا ..جاء لتقدمنا لالتعصبنا ..لم يأتي بالأرهاب لأتباعه أو أرهاب الأمنيين من أتباع الأديان الأخري وأنما جاء بالأرهاب للمعتدين من أعداء الأسلام علي الأسلام وأتباعه وعلي أوطانهم ..فكثير من الأصدقاء يفرض عليك نصا يرسله لك ويتوعدك بالجحيم والهلاك إذا لم تستجب له وترسله للأخرين ..وفي أعتقاده أن هذا هو الدين ..وأنه بهذا ينال رضاء الله .. وأن هذه هي الخيرات ..لا أيها الأصدقاء .. الدين يحترم خصوصية الأنسان ..وعقل الأنسان ..وأحساس الأنسان .. ومن يقدم الدواء لابد أن يكون طبيب ..علماء الدين لاتفرض علينا مثل هذه النصوص التي قد تدس لنا ..لايفرضوها علينا ..فلماذا تفرضها أيها الأخ الكريم وأنت مازال يغيب عنك الكثير من أمور دينك ..أترك النصيحة والعلم بالدين لمن تمكن وقدر علي الخوض فيه..لاترسل لأحد ما قد ينتقد من أعداء الدين ..لاترسل ما قد يحتوي علي السم في العسل .. ولو أردت.. تسلح أولا بالعلم الديني ..ثم كن داعية مؤهل ..وأكتفي الأن بأن تكون داعية من خلال سلوكك الطيب ..كن سفيرا لدينك بحسن الخلق واترك مسائل العلم لأهل العلم ..ومن قال لاأعلم فقد أفتي ..كفي فوضي وخوض في الدين .
أخواني وأخواتي ..في هذا الشهر الفضيل نحتاج لأعادة نظر في قناعاتنا ..في نظرتنا للآخر ..أن نترك لله حساب الآخرين وننشغل بانفسنا ..في تثقيف أنفسنا بالعلم ..في تطبيق مبادئ الدين من حيث الخلق والسماحة وعدم الغش أوالكذب وقلة الأنتاج التي نعني منها والكسل الذي أصابنا وموت الضمائر والفهلوة والمحسوبية.. والفصل بين الشعائر والمعاملات ..تناقض بين القول والفعل ..بين الأماني في الوصول إلي الجنة والأفعال والواقع المتخلف وقد أصبحنا عالة علي الشعوب غير المسلمة ..هم أخذوا بالأسباب فأعطاهم الله وزادهم ونحن أكتفينا بالشعارات وتركنا الأسباب ..لو كل فرد أستطاع أن يصلح نفسه ..فسوف ننصلح.. القرآن الكريم ليس نصا للتلاوة فقط أو للحفظ من أجل التبرك والتسابق في عدد مرات قرأته خلال شهر رمضان .. لا القرآن يجب أن يقرأ خلال هذا الشهر الفضيل مرة واحدة بأمعان وتدبر وتعقل وفهم لمعانيه ومغزاه ..ونتوقف لمعرفة تفسير ومقصد الآيات ..كل آية نزلت لحكمة ..هو دستور حياة ..ودستور يحتاج سكينة وهدوء ..إذا أستطعت أن تقرأ في مصحف مفسر معتمد من علماء المسلمين فهذا أفضل ..لو قرأت خلال الشهر السور التي تستطيع فهمها ..أستفدت .. نصلح أنفسنا بأن نتعلم سنة نبيننا الثابته والصحيحة في كتب معتمده من العلماء ..وكذلك نأخذ العبرة ممن سبق من الرسل والأنبياء وما تركوا من تاريخ .. نصلح أنفسنا بأن نجعلهم قدوة من خلال برامج هادفة كبرنامج الداعية عمرو خالد عن سيدنا موسي الكليم – قصص القرآن .
هذا ليس خروجا عن موضوعي الأصلي عن المرأة ..لان النظرة للمرأة مرتبطة بقناعات تنقل إلينا بدون تفكر وتدبر ..وأحيانا بتعصب والتعصب آفة تصيب من لا علم لديه ..فالمرونة والسماحة دليل أعمال الفكر ووسع الأفق ورجاحة العقل وحياء صاحبه وحياة مشاعره وأحساسه.