الشيطان يموت مرتين (2)
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشيطان يموت مرتين (2)
الشيطان يموت مرتين (2)
ركبنا القطار من مدينة حلب الى الموصل.. وكان القطار يومها يقطع الاراضي التركية دون توقف الا من محطة واحدة ثم يدخل الى الاراضي العراقية .. وفي الطريق وقف صديقي الى نافذة القطار واخذ نفسه يعلو ويهبط فظننته مريضا .. قلت له: أبك مرض ايها الصديق..؟ قال : لا .. ولكن هذه المنطقة الممتدة عبر النظر سبق ان زرتها.. ؟ قلت : هل عدنا الى هرطقاتك واحلامك .. قال : لا .. هذه منطقة أعرفها جيدا .. كان نفسه يزاد علوا وهبوطا كلما اقتربنا من منطقة الجبال المطلة على الاراضي التركية ..
وفجأة ..أخذ صديقي حقيبته الصغيرة من الغرفة التي نجلس فيها واخذ يركض في ممرات القطار فتبعته وقد خشيت ان يكون مسا قد اصابه .. وعدما لحقته سألته: ماذا بك ؟ قال .. أتذكر ما قلته لك والاطباء قبل سنوات سبع .. قلت: أتعني احلامك ( الذهبية) قال نعم.. احلامي الذهبية .. اريد ان يتوقف القطار هنا .. اريد ان ارى هذه المنطقة .. قلت : أجننت .. القطار لا يتوقف بناء على رغبتك.. قال : اذن سنهبط عند اول محطة للنزول .. قلت له : أجننت؟ ان هذه المنطقة لا وجود للسكان فيها.. اتريد ان تقودنا احلامك الى الجحيم .. قال : ان اردت النزول فهيا معي ..وان لم ترد فواصل طريقك الى الموصل.. اريد ان أتوقف هنا بعض الوقت ..
وخشيت ان يصيبه مكروه فوافقت على النزول عند المحطة الاولى لتوقف القطار.. وسألنا من يعرف المكان فقيل لنا ان هناك محطة على بعد دقائق خمس من هذا المكان .. وهي محطة ليست للراحة اذ لا وجود للسكان او العمران في هذه المنطقة .. واننا قد دخلنا الاراضي التركية.. وخمنت ان يصدق صديقي ما قاله الرجل فيعدل عن النزول .. لكنه أصر اصرارا قاطعا على ان يهبط في هذه المنطقة .. وهكذا هبطنا من القطار خفية واختبأنا خلف مبنى المحطة لأن نزولنا في الاراضي التركية يقتضي منا الحصول على تأشيرة دخول للبلاد..
عدنا ادراجنا الى مسافة لا تقل عن خمسة أميال سيرا على اقدامنا. . وصديقي يحث الخطى كأنه على موعد ما .. وأخيرا .. ركع على ركبتيه واخذ يبكي ويصرخ بجنون وهو ينظر الى جبل شاهق بالقرب منا.. قال بعد ان هدأ قليلا.. هذا هو المكان.. هنا مكان المعركة.. قلت بجدية .. أنت مجنون.. ويجب ان تراجع طبيبا نفسيا عند رجوعنا .. قال : أقسم انني اقول الحق .. سأعطيك دليلا على ما اقول .. قلت : هاته.. قال ..أتعرف انني ازور هذا المكان للمرة الاولى في حياتي .. قلت : بلا شك ، فأنت صديق الطفولة ولو كنت تعرفه لما أنكرت .. قال : خلف هذا الجبل واد ضيق لا يكاد يمر فيه سوى اثنان متلاصقين على الاكثر .. هناك فاجأنا العدو..
قلت : هل لنا قدرة على صعود هذا الجبل.. قال : لقد سبق ان صعدته بعدتي وعتادي ودرعي وسيفي وما احمله من احمال ثقيلة .. وضحكت ولكني قلت : هيا ..
وصعدنا الى الجبل.. وعند قمته ظهر لنا واد ضيق لا يكاد يتسع لشخصين وفي مسيرهما معا .. فوجئت .. واصابتني حالة من الرهبة والدهشة معا .. قال صديقي : هل صدقتني .. قلت هذا أغرب من الخيال .. قال : انتظر قليلا .. تعال معي .. سرنا سويا .. وقرب صخرة كبيرة قال بصوت مرتفع كأنه الصراخ .. اللعين .. لقد طعنني هنا.. خلف هذه الصخرة.. و.. قتلني ..
جلس صديقي ساعة او دون ذلك وهو مطرق.. كنت خلالها انظر حولي فلا أجد في هذا القفر شيئا.. واخيرا وقع نظري على بيت صغير من القش حوله مزرعة صغيرة على بعد لا يقل عن ميل من مكان وجودنا .. قلت : أترافقني الى ذلك المكان (واشرت له الى البيت) قال نعم.. وسرنا سويا حتى وصلنا .. كانت هنالك عجوز وصبي يجلسان باب بيت القش فاستقبلانا بالترحاب.. ومن حسن حظنا انهما كانا يعرفان العربية ..
سألت العجوز .. ما اسم هذا المكان .. قالت : اننا نسميه الطور ولا ادري اصل هذه التسمية.. قال صديقي للعجوز: كيف تعيشان في هذا المكان الذي لا وجود للحياة فيه .. ردت العجوز بعد ان تفحصتنا بعناية .. أأنتما من تجار الاثار .. قال صديقي على الفور: نعم .. قالت .. لدينا بعض السيوف والحراب الاثرية.. هل تشتريانها .. قال صاحبي .. نعم دعني اراها ..
أثناء ذهابها لاحضار السيوف والحراب قال لنا الصبي .. هذه منطقة فيها رزق كثير.. اننا نعثر في كثير من الحالات على بعض السيوف والحراب والتروس وادوات الحرب القديمة مغطاة بالرمال حينا وتحت الصخور وفي الكهوف احيانا ..نأخذها فنبيعها لبعض التجار في المدينة.. قلت: وما أقرب مدينة اليكم .. قال الصبي : انها ميرسين.. على بعد نحو عشرين ميلا من هنا .
جاءت العجوز فاصاب صاحبي ما يمكن ان يكون جنونا حقيقيا : قال .. هذه سيوفهم .. وهذا سيف لنا .. وهذه حربة كان جنودنا يقاتلون بها ..انني اذكر ذلك جيدا .. ثم هدأ كأنما هناك حالة من الارتياح قد لفته من قمة رأسه الى اخمص قدميه .. قلنا للعجوز بأننا سنعود ثانية لأننا لا نحمل كفاية من النقود لشراء عدة الحرب هذه .. قال : انها رخيصة .. ونحن بحاجة للمال.. قلت لها : على رسلك يا اماه.. اننا لا نحمل شيئا.. فظهر على وجهها الكدر وعادت بعدتها الحربية من حيث اتت.. ويبدو ان تلك العدة كانت مدفونة خلف كوخها ..
ذهبنا الى الموصل ثم عدنا الى عمان .. ولم يمض على صاحبي غير سبعة ايام انتقل بعدها الى جوار ربه دون ان يصيبه مرض معين .. اذ كان مثل الحصان في قوته.. ولكنه مات فجأة ودون سبق إنذار..
قال صديقي : هذه قصة غريبة جدا ..
قلت : انها أغرب من الخيال ..أما زلت لا تعتقد بوجود حياة اخرى نعيشها او عشناها دون ان ندري..
قال : انت كنت قد صدقت في قصتك .. فاني أؤمن بذلك.
حدثني صديقي قال : هل قرأت القران الكريم وصورة سيدتنا مريم بالذات ؟: قلت :نعم ...قال ..الم تقرأ معجزة الله في سيدنا عيسى وهو في المهد؟؟ .. قلت : نعم ... قال : الم تسمع في ان بعض الاطفال قد نبغوا في صغرهم نبوغا غريبا؟ قلت : نعم .. فقد كان هناك (بيتهوفن) الموسيقار العظيم الذي كتب اول سمفونية وهو في الثامنة من عمره... وهناك أطفالا لا يتجاوزون السادسة حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب.. وقد سمعنا عن شعراء قالوا شعرا رصينا وهم في الخامسة من أعمارهم.. أليس هذا غريبا؟؟ قلت: نعم..انه غريب .. ولكنه حدث فعلا..
تزوجت في صغري من امرأة عابدة وهي اليوم في رحاب الله .. وانجبت منها ستة أولاد يعيشون اليوم مع زوجاتهم آمنين مطمئنين.. وكان كل شيء طبيعي في حياتنا الى ان جاءنا الولد الاخير الذي رزق بستة اولاد أيضا من زوجته الحالية..
سمينا ذلك الصغير محمدا.. وهو محمود حتى اليوم.. وكان بارا بي وبوالدته منذ نعومة اظفاره.. غير انه كان يأتي بأشياء غريبة وعجيبة منذ صغره.. فمثلا .. عندما كان في الرابعة من عمره وكنا نزور مكانا ما يراه للمرة الاولى يقول: .. لقد سبق ان زرت هذا المكان .. ثم يصفه وصفا دقيقا قبل ان ندخله .. وبعد ان ندخل المكان نرى ان وصفه كان دقيقا..
في مرة كنا نزور حديقة للحيوان في احدى المدن.. ووصف لنا اقفاص الحيوانات واحدا اثر الاخر .. ثم ذهبنا الى اقفاص الثعابين.. تلك التي تعيش مئات السنين وقال لنا : هنا ثعبان من نوع الفيبرا القاتل .. انه ضخم البدن مخيف ذو عينين براقتين حمراوين.. ولكننا عندما ذهبنا الى الثعبان وجدنا ثعبانا صغيرا الحجم ولكن الاوصاف التي ذكرها ولدي تنطبق عليه.. كان صغيرا ولكنه مخيف.. عيناه حمراوان وذو نظرة نفاذة.. ضحكت وقلت لمحمد.. ها ان أوهامك قد ذهبت سدى.. فهذا ثعبان صغير وديع .. ثم ان اخوته اخذوا يتندرون عليه.. وجلس في ركن واخذ يبكي .. ودفعني الفضول لكي اسأل حارس الثعابين عن ثعبان كبير كان يعيش هنا فقال الرجل : انا لا اعرف شيئا.. بإمكانك ان تذهب الى السجل التاريخي للحديقة .. وهناك سوف تعرف كل شيء ..
ذهبت الى مدير الحديقة تصحبني زوجتي واولادي .. وتحدث اليه عن ثعبان كبير له مواصفات الثعبان الصغير ماعدا جسمه.. فاستغرب الرجل سؤالي واجابني : ولكن ذلك الثعبان قد مات منذ ما يقرب من مائة سنة على الاقل.. وهذا رسم له اذ لم تكن الكاميرات قد اخترعت بعد.. من الذي اوحى لك بالسؤال عن ذلك الثعبان .. فأنا لم اره.. ولكني قرأت عنه فقط.. والثعبان الموجود حاليا هو من فصيلته.. وخشية ان يتهمني بالجنون لم اسرد عليه حكاية ابني.. وقلت .. انه الفضول .. لقد قرأت عنه ايضا..
وأخذت صورة الثعبان فشاهدها محمد فأخذ يصرخ ويصيح.. هذا هو الثعبان... هذا هو الثعبان..
أصابنا الوجوم للحظات.. ثم ذهبنا الى بيتنا ونحن في حالة ذهول كامل..
غير ان محمدا كانت تصيبه حالات من النسيان عندما نزور تلك الاماكن.. وما ان بلغ العاشرة من عمره حتى اخذ هو نفسه يتندر على تلك الحالة التي كانت تصيبه.. وأخذ يقتنع بأنها تخيلات لكنه لم يزل يذكرها بصورة ضبابية..
في مرة جلسنا نتسامر معه وهو في الثامنة من عمره.. قال : اسمي عماد الدين.. وانا متزوج من امرأة تدعى ساجدة... ولي ثلاثة أولاد أكبرهم يدعى صالح ..انا فلاح اعيش من كد عرقي ولي بستان جميل أزرعه بكل أنواع الحبوب في كل عام .. وعندما سالناه : أين هو ذلك البيت قال : انه في الهند..
قلت : هذه تخيلات اطفال لا يجب ان يعتد بها.. قال : ربما كانت فقرتنا الاخيرة من تخيلات محمد .. لكنك ما تقول بوصفه للأمكنة قبل ان نزورها ؟؟ قلت : لا ادري..
قال لي صديقي : دعنا من محمد ولنذهب الى ناحية اخرى ..ألم تسمع بمن مات ثم عاد الى الحياة .. قلت : كلا لم اسمع .. اعرف ان من يموت لا يعود ..
قال : وانا اعرف ذلك .. ولكن البعض ممن أغمى عليهم لفترات طويلة اعتبروا في عداد الاموات ثم عادوا ليتحدثوا عن تجربتهم مع الموت..
قلت : ان فقدان الوعي ليس موتا.. فالروح لا تزال في الجسد.. وهذا لم يحدث عبر تاريخ هذه الارض ان تعود الروح الى الجسد بعد ان تخرج منه..
قال : بل حدث ذلك .. اسمع ما يقوله طبيب بريطاني وهو يتحدث عما حصل له بعد ان اشرف اهله على دفنه نتيجة خروج الروح من جسده وموته طبيا..
يقول الطبيب : تألمت الما شديدا في صدري .. وغبت عن الوعي للحظات ثم فتحت عيني فوجدت ان اهلي يبكون على جثة امامهم.. وعندما حدقت في الجثة كانت جثتي.. نفس ملابسي ووجهي ورباط عنقي وبدلتي القديمة التي كنت احب ان ارتديها لانها بدلة زواجي.. واستغربت لأنهم يبكون على جثتي .. وحاولت ان اصرخ وان اقول لهم انني هنا في مكاني قربهم ولكن لم يسمع احد صوتي مع انني كنت اتحدث واصرخ واسمع نفسي .. لمست امي التي كانت تصرخ بحرقة ولكنها لم تشعر بلمستي.. وادركت اننا اصبحنا شخصين في واحد.. جثتي في ناحية .. وانا شخصيا في ناحية اخرى.. ولكن لا يشعر بي احد..
ارسلوني الى المستشفى ووضعوا جثتي في الثلاجة.. وجاء بعض الاطباء واخذوا يعبثون بجثتي وانا أضحك تارة وابتسم اخرى .. ثم اعادوني الى البيت..
ولما كنت طبيبا مشهورا فقد وضعوني في نعش جميل الشكل .. وجاء المعزون يدورون حول النعش لالقاء نظرة اخيرة على جثتي .. كنت اضحك من اعماقي وانا اقول لهم هذا انا .. لماذا تبكون حول هذه الجثة.. انظروا .. وانني حولكم ومعكم.. ولكن احدا لم ينتبه لصراخي ولا لصوتي..
جاء صديقي (مسفيلد) الذي كان يحبني حبا شديدا في حياتي .. اذ كنا لا نفترق .. بكى بكاء مرا وقبل جثتي .. وضحكت وامسكته من يده وانهضته وقلت له : مسفيلد لماذا تبكي على جثتي ؟؟ انا هنا بالقرب منك.. ولكنه لم ينتبه لي أبدا..
بعد كل هذا الاحتفال حملوا النعش الى مكان اخر في المنزل .. وقام ثلاثة من الرجال بإغلاق النعش بالمسامير الطويلة .. كنت انظر اليهم وانا مشدوه مما يفعلون.. حاولت ان افهمهم انني هنا ولا يجب ان يغلقوا على جثتي بمثل هذا الشكل ولكن لم ينتبه لي احد.. وبدا لي انني اتعامل مع اناس لا يسمعون ولا يرون او يعقلون..
وفجأة .. شعرت بنفس الالم الذي شعرت به اول مرة عندما اغمي علي.. انتفضت .. وفي لحظة واحدة كنت احط في داخل الصندوق المغلق.. واخذت ادقه بعنف وضراوة.. بعدها لم اعد ارى الناس في خارج النعش.. وقد سمعت احدهم يصرخ من الخارج .. انه حي .. لا يزال حيا .. يا الهي.. ان الصندوق يرتجف.. وفتح باب النعش .. الا ان الرجال الثلاثة الذين كانوا يغلقون ويفتحون الصندوق فروا هاربين وكانوا يصيحون.. انه حي.. انه لا يزال حيا.. وسمعت لغطا لأناس آخرين في الصالة الأخرى..بعضهم يقول : اهربوا ..البعض الاخر يضحك بهستيريه.. الثالث اخذ يجري نحو النعش لاستطلاع الامر.. ثم جاءت امي فاحتضنتني .. وهي الوحيدة التي لم تخف عندما رأتني سليما معافى اجلس في النعش جلسة انظر فيها الى كل الاتجاهات.
قلت لصديقي.. انها اضغاث احلام يا رفيقي..
قال صديقي: ربما .. ولكن دعنا نتحدث بما رأى الرجل في رحلته تلك بالتفصيل..
قلت: أو هناك قصة اخرى ..
قال : انها نفس القصة .. ولكن الطبيب تحدث عن فترة زمنية طويلة جدا كانت في عمر الزمان قصيرة.. عن رحلته عندما رأى الناس يبكون حول نعشه.
وفجأة ..أخذ صديقي حقيبته الصغيرة من الغرفة التي نجلس فيها واخذ يركض في ممرات القطار فتبعته وقد خشيت ان يكون مسا قد اصابه .. وعدما لحقته سألته: ماذا بك ؟ قال .. أتذكر ما قلته لك والاطباء قبل سنوات سبع .. قلت: أتعني احلامك ( الذهبية) قال نعم.. احلامي الذهبية .. اريد ان يتوقف القطار هنا .. اريد ان ارى هذه المنطقة .. قلت : أجننت .. القطار لا يتوقف بناء على رغبتك.. قال : اذن سنهبط عند اول محطة للنزول .. قلت له : أجننت؟ ان هذه المنطقة لا وجود للسكان فيها.. اتريد ان تقودنا احلامك الى الجحيم .. قال : ان اردت النزول فهيا معي ..وان لم ترد فواصل طريقك الى الموصل.. اريد ان أتوقف هنا بعض الوقت ..
وخشيت ان يصيبه مكروه فوافقت على النزول عند المحطة الاولى لتوقف القطار.. وسألنا من يعرف المكان فقيل لنا ان هناك محطة على بعد دقائق خمس من هذا المكان .. وهي محطة ليست للراحة اذ لا وجود للسكان او العمران في هذه المنطقة .. واننا قد دخلنا الاراضي التركية.. وخمنت ان يصدق صديقي ما قاله الرجل فيعدل عن النزول .. لكنه أصر اصرارا قاطعا على ان يهبط في هذه المنطقة .. وهكذا هبطنا من القطار خفية واختبأنا خلف مبنى المحطة لأن نزولنا في الاراضي التركية يقتضي منا الحصول على تأشيرة دخول للبلاد..
عدنا ادراجنا الى مسافة لا تقل عن خمسة أميال سيرا على اقدامنا. . وصديقي يحث الخطى كأنه على موعد ما .. وأخيرا .. ركع على ركبتيه واخذ يبكي ويصرخ بجنون وهو ينظر الى جبل شاهق بالقرب منا.. قال بعد ان هدأ قليلا.. هذا هو المكان.. هنا مكان المعركة.. قلت بجدية .. أنت مجنون.. ويجب ان تراجع طبيبا نفسيا عند رجوعنا .. قال : أقسم انني اقول الحق .. سأعطيك دليلا على ما اقول .. قلت : هاته.. قال ..أتعرف انني ازور هذا المكان للمرة الاولى في حياتي .. قلت : بلا شك ، فأنت صديق الطفولة ولو كنت تعرفه لما أنكرت .. قال : خلف هذا الجبل واد ضيق لا يكاد يمر فيه سوى اثنان متلاصقين على الاكثر .. هناك فاجأنا العدو..
قلت : هل لنا قدرة على صعود هذا الجبل.. قال : لقد سبق ان صعدته بعدتي وعتادي ودرعي وسيفي وما احمله من احمال ثقيلة .. وضحكت ولكني قلت : هيا ..
وصعدنا الى الجبل.. وعند قمته ظهر لنا واد ضيق لا يكاد يتسع لشخصين وفي مسيرهما معا .. فوجئت .. واصابتني حالة من الرهبة والدهشة معا .. قال صديقي : هل صدقتني .. قلت هذا أغرب من الخيال .. قال : انتظر قليلا .. تعال معي .. سرنا سويا .. وقرب صخرة كبيرة قال بصوت مرتفع كأنه الصراخ .. اللعين .. لقد طعنني هنا.. خلف هذه الصخرة.. و.. قتلني ..
جلس صديقي ساعة او دون ذلك وهو مطرق.. كنت خلالها انظر حولي فلا أجد في هذا القفر شيئا.. واخيرا وقع نظري على بيت صغير من القش حوله مزرعة صغيرة على بعد لا يقل عن ميل من مكان وجودنا .. قلت : أترافقني الى ذلك المكان (واشرت له الى البيت) قال نعم.. وسرنا سويا حتى وصلنا .. كانت هنالك عجوز وصبي يجلسان باب بيت القش فاستقبلانا بالترحاب.. ومن حسن حظنا انهما كانا يعرفان العربية ..
سألت العجوز .. ما اسم هذا المكان .. قالت : اننا نسميه الطور ولا ادري اصل هذه التسمية.. قال صديقي للعجوز: كيف تعيشان في هذا المكان الذي لا وجود للحياة فيه .. ردت العجوز بعد ان تفحصتنا بعناية .. أأنتما من تجار الاثار .. قال صديقي على الفور: نعم .. قالت .. لدينا بعض السيوف والحراب الاثرية.. هل تشتريانها .. قال صاحبي .. نعم دعني اراها ..
أثناء ذهابها لاحضار السيوف والحراب قال لنا الصبي .. هذه منطقة فيها رزق كثير.. اننا نعثر في كثير من الحالات على بعض السيوف والحراب والتروس وادوات الحرب القديمة مغطاة بالرمال حينا وتحت الصخور وفي الكهوف احيانا ..نأخذها فنبيعها لبعض التجار في المدينة.. قلت: وما أقرب مدينة اليكم .. قال الصبي : انها ميرسين.. على بعد نحو عشرين ميلا من هنا .
جاءت العجوز فاصاب صاحبي ما يمكن ان يكون جنونا حقيقيا : قال .. هذه سيوفهم .. وهذا سيف لنا .. وهذه حربة كان جنودنا يقاتلون بها ..انني اذكر ذلك جيدا .. ثم هدأ كأنما هناك حالة من الارتياح قد لفته من قمة رأسه الى اخمص قدميه .. قلنا للعجوز بأننا سنعود ثانية لأننا لا نحمل كفاية من النقود لشراء عدة الحرب هذه .. قال : انها رخيصة .. ونحن بحاجة للمال.. قلت لها : على رسلك يا اماه.. اننا لا نحمل شيئا.. فظهر على وجهها الكدر وعادت بعدتها الحربية من حيث اتت.. ويبدو ان تلك العدة كانت مدفونة خلف كوخها ..
ذهبنا الى الموصل ثم عدنا الى عمان .. ولم يمض على صاحبي غير سبعة ايام انتقل بعدها الى جوار ربه دون ان يصيبه مرض معين .. اذ كان مثل الحصان في قوته.. ولكنه مات فجأة ودون سبق إنذار..
قال صديقي : هذه قصة غريبة جدا ..
قلت : انها أغرب من الخيال ..أما زلت لا تعتقد بوجود حياة اخرى نعيشها او عشناها دون ان ندري..
قال : انت كنت قد صدقت في قصتك .. فاني أؤمن بذلك.
حدثني صديقي قال : هل قرأت القران الكريم وصورة سيدتنا مريم بالذات ؟: قلت :نعم ...قال ..الم تقرأ معجزة الله في سيدنا عيسى وهو في المهد؟؟ .. قلت : نعم ... قال : الم تسمع في ان بعض الاطفال قد نبغوا في صغرهم نبوغا غريبا؟ قلت : نعم .. فقد كان هناك (بيتهوفن) الموسيقار العظيم الذي كتب اول سمفونية وهو في الثامنة من عمره... وهناك أطفالا لا يتجاوزون السادسة حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب.. وقد سمعنا عن شعراء قالوا شعرا رصينا وهم في الخامسة من أعمارهم.. أليس هذا غريبا؟؟ قلت: نعم..انه غريب .. ولكنه حدث فعلا..
تزوجت في صغري من امرأة عابدة وهي اليوم في رحاب الله .. وانجبت منها ستة أولاد يعيشون اليوم مع زوجاتهم آمنين مطمئنين.. وكان كل شيء طبيعي في حياتنا الى ان جاءنا الولد الاخير الذي رزق بستة اولاد أيضا من زوجته الحالية..
سمينا ذلك الصغير محمدا.. وهو محمود حتى اليوم.. وكان بارا بي وبوالدته منذ نعومة اظفاره.. غير انه كان يأتي بأشياء غريبة وعجيبة منذ صغره.. فمثلا .. عندما كان في الرابعة من عمره وكنا نزور مكانا ما يراه للمرة الاولى يقول: .. لقد سبق ان زرت هذا المكان .. ثم يصفه وصفا دقيقا قبل ان ندخله .. وبعد ان ندخل المكان نرى ان وصفه كان دقيقا..
في مرة كنا نزور حديقة للحيوان في احدى المدن.. ووصف لنا اقفاص الحيوانات واحدا اثر الاخر .. ثم ذهبنا الى اقفاص الثعابين.. تلك التي تعيش مئات السنين وقال لنا : هنا ثعبان من نوع الفيبرا القاتل .. انه ضخم البدن مخيف ذو عينين براقتين حمراوين.. ولكننا عندما ذهبنا الى الثعبان وجدنا ثعبانا صغيرا الحجم ولكن الاوصاف التي ذكرها ولدي تنطبق عليه.. كان صغيرا ولكنه مخيف.. عيناه حمراوان وذو نظرة نفاذة.. ضحكت وقلت لمحمد.. ها ان أوهامك قد ذهبت سدى.. فهذا ثعبان صغير وديع .. ثم ان اخوته اخذوا يتندرون عليه.. وجلس في ركن واخذ يبكي .. ودفعني الفضول لكي اسأل حارس الثعابين عن ثعبان كبير كان يعيش هنا فقال الرجل : انا لا اعرف شيئا.. بإمكانك ان تذهب الى السجل التاريخي للحديقة .. وهناك سوف تعرف كل شيء ..
ذهبت الى مدير الحديقة تصحبني زوجتي واولادي .. وتحدث اليه عن ثعبان كبير له مواصفات الثعبان الصغير ماعدا جسمه.. فاستغرب الرجل سؤالي واجابني : ولكن ذلك الثعبان قد مات منذ ما يقرب من مائة سنة على الاقل.. وهذا رسم له اذ لم تكن الكاميرات قد اخترعت بعد.. من الذي اوحى لك بالسؤال عن ذلك الثعبان .. فأنا لم اره.. ولكني قرأت عنه فقط.. والثعبان الموجود حاليا هو من فصيلته.. وخشية ان يتهمني بالجنون لم اسرد عليه حكاية ابني.. وقلت .. انه الفضول .. لقد قرأت عنه ايضا..
وأخذت صورة الثعبان فشاهدها محمد فأخذ يصرخ ويصيح.. هذا هو الثعبان... هذا هو الثعبان..
أصابنا الوجوم للحظات.. ثم ذهبنا الى بيتنا ونحن في حالة ذهول كامل..
غير ان محمدا كانت تصيبه حالات من النسيان عندما نزور تلك الاماكن.. وما ان بلغ العاشرة من عمره حتى اخذ هو نفسه يتندر على تلك الحالة التي كانت تصيبه.. وأخذ يقتنع بأنها تخيلات لكنه لم يزل يذكرها بصورة ضبابية..
في مرة جلسنا نتسامر معه وهو في الثامنة من عمره.. قال : اسمي عماد الدين.. وانا متزوج من امرأة تدعى ساجدة... ولي ثلاثة أولاد أكبرهم يدعى صالح ..انا فلاح اعيش من كد عرقي ولي بستان جميل أزرعه بكل أنواع الحبوب في كل عام .. وعندما سالناه : أين هو ذلك البيت قال : انه في الهند..
قلت : هذه تخيلات اطفال لا يجب ان يعتد بها.. قال : ربما كانت فقرتنا الاخيرة من تخيلات محمد .. لكنك ما تقول بوصفه للأمكنة قبل ان نزورها ؟؟ قلت : لا ادري..
قال لي صديقي : دعنا من محمد ولنذهب الى ناحية اخرى ..ألم تسمع بمن مات ثم عاد الى الحياة .. قلت : كلا لم اسمع .. اعرف ان من يموت لا يعود ..
قال : وانا اعرف ذلك .. ولكن البعض ممن أغمى عليهم لفترات طويلة اعتبروا في عداد الاموات ثم عادوا ليتحدثوا عن تجربتهم مع الموت..
قلت : ان فقدان الوعي ليس موتا.. فالروح لا تزال في الجسد.. وهذا لم يحدث عبر تاريخ هذه الارض ان تعود الروح الى الجسد بعد ان تخرج منه..
قال : بل حدث ذلك .. اسمع ما يقوله طبيب بريطاني وهو يتحدث عما حصل له بعد ان اشرف اهله على دفنه نتيجة خروج الروح من جسده وموته طبيا..
يقول الطبيب : تألمت الما شديدا في صدري .. وغبت عن الوعي للحظات ثم فتحت عيني فوجدت ان اهلي يبكون على جثة امامهم.. وعندما حدقت في الجثة كانت جثتي.. نفس ملابسي ووجهي ورباط عنقي وبدلتي القديمة التي كنت احب ان ارتديها لانها بدلة زواجي.. واستغربت لأنهم يبكون على جثتي .. وحاولت ان اصرخ وان اقول لهم انني هنا في مكاني قربهم ولكن لم يسمع احد صوتي مع انني كنت اتحدث واصرخ واسمع نفسي .. لمست امي التي كانت تصرخ بحرقة ولكنها لم تشعر بلمستي.. وادركت اننا اصبحنا شخصين في واحد.. جثتي في ناحية .. وانا شخصيا في ناحية اخرى.. ولكن لا يشعر بي احد..
ارسلوني الى المستشفى ووضعوا جثتي في الثلاجة.. وجاء بعض الاطباء واخذوا يعبثون بجثتي وانا أضحك تارة وابتسم اخرى .. ثم اعادوني الى البيت..
ولما كنت طبيبا مشهورا فقد وضعوني في نعش جميل الشكل .. وجاء المعزون يدورون حول النعش لالقاء نظرة اخيرة على جثتي .. كنت اضحك من اعماقي وانا اقول لهم هذا انا .. لماذا تبكون حول هذه الجثة.. انظروا .. وانني حولكم ومعكم.. ولكن احدا لم ينتبه لصراخي ولا لصوتي..
جاء صديقي (مسفيلد) الذي كان يحبني حبا شديدا في حياتي .. اذ كنا لا نفترق .. بكى بكاء مرا وقبل جثتي .. وضحكت وامسكته من يده وانهضته وقلت له : مسفيلد لماذا تبكي على جثتي ؟؟ انا هنا بالقرب منك.. ولكنه لم ينتبه لي أبدا..
بعد كل هذا الاحتفال حملوا النعش الى مكان اخر في المنزل .. وقام ثلاثة من الرجال بإغلاق النعش بالمسامير الطويلة .. كنت انظر اليهم وانا مشدوه مما يفعلون.. حاولت ان افهمهم انني هنا ولا يجب ان يغلقوا على جثتي بمثل هذا الشكل ولكن لم ينتبه لي احد.. وبدا لي انني اتعامل مع اناس لا يسمعون ولا يرون او يعقلون..
وفجأة .. شعرت بنفس الالم الذي شعرت به اول مرة عندما اغمي علي.. انتفضت .. وفي لحظة واحدة كنت احط في داخل الصندوق المغلق.. واخذت ادقه بعنف وضراوة.. بعدها لم اعد ارى الناس في خارج النعش.. وقد سمعت احدهم يصرخ من الخارج .. انه حي .. لا يزال حيا .. يا الهي.. ان الصندوق يرتجف.. وفتح باب النعش .. الا ان الرجال الثلاثة الذين كانوا يغلقون ويفتحون الصندوق فروا هاربين وكانوا يصيحون.. انه حي.. انه لا يزال حيا.. وسمعت لغطا لأناس آخرين في الصالة الأخرى..بعضهم يقول : اهربوا ..البعض الاخر يضحك بهستيريه.. الثالث اخذ يجري نحو النعش لاستطلاع الامر.. ثم جاءت امي فاحتضنتني .. وهي الوحيدة التي لم تخف عندما رأتني سليما معافى اجلس في النعش جلسة انظر فيها الى كل الاتجاهات.
قلت لصديقي.. انها اضغاث احلام يا رفيقي..
قال صديقي: ربما .. ولكن دعنا نتحدث بما رأى الرجل في رحلته تلك بالتفصيل..
قلت: أو هناك قصة اخرى ..
قال : انها نفس القصة .. ولكن الطبيب تحدث عن فترة زمنية طويلة جدا كانت في عمر الزمان قصيرة.. عن رحلته عندما رأى الناس يبكون حول نعشه.
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
يقول الطبيب : تألمت الما شديدا في صدري .. وغبت عن الوعي للحظات ثم فتحت عيني فوجدت ان اهلي يبكون على جثة امامهم.. وعندما حدقت في الجثة كانت جثتي.. نفس ملابسي ووجهي ورباط عنقي وبدلتي القديمة التي كنت احب ان ارتديها لانها بدلة زواجي.. واستغربت لأنهم يبكون على جثتي .. وحاولت ان اصرخ وان اقول لهم انني هنا في مكاني قربهم ولكن لم يسمع احد صوتي مع انني كنت اتحدث واصرخ واسمع نفسي .. لمست امي التي كانت تصرخ بحرقة ولكنها لم تشعر بلمستي.. وادركت اننا اصبحنا شخصين في واحد.. جثتي في ناحية .. وانا شخصيا في ناحية اخرى..
قصة ممتعة تستحق المتابعة
شدتني وماشدني أكثر هو طريقة عرض الرواية كمسلسل تلفزيوني
رائعة انابيل :سقفة:
قصة ممتعة تستحق المتابعة
شدتني وماشدني أكثر هو طريقة عرض الرواية كمسلسل تلفزيوني
رائعة انابيل :سقفة:
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
بتصدف اني معكون عم تابع الحلقات لكي اكون مثلي مثلكمaboezra كتب:
يقول الطبيب : تألمت الما شديدا في صدري .. وغبت عن الوعي للحظات ثم فتحت عيني فوجدت ان اهلي يبكون على جثة امامهم.. وعندما حدقت في الجثة كانت جثتي.. نفس ملابسي ووجهي ورباط عنقي وبدلتي القديمة التي كنت احب ان ارتديها لانها بدلة زواجي.. واستغربت لأنهم يبكون على جثتي .. وحاولت ان اصرخ وان اقول لهم انني هنا في مكاني قربهم ولكن لم يسمع احد صوتي مع انني كنت اتحدث واصرخ واسمع نفسي .. لمست امي التي كانت تصرخ بحرقة ولكنها لم تشعر بلمستي.. وادركت اننا اصبحنا شخصين في واحد.. جثتي في ناحية .. وانا شخصيا في ناحية اخرى..
قصة ممتعة تستحق المتابعة
شدتني وماشدني أكثر هو طريقة عرض الرواية كمسلسل تلفزيوني
رائعة انابيل :سقفة:
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
هايلة أنابيل طريقة عرضة للقصة مثيرة
تقبلي تحياتي ومروري
تقبلي تحياتي ومروري
خالد جمعة- عضو قيادي
-
عدد الرسائل : 230
العمر : 45
المزاج : رومنسي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/10/2007
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
خالد جمعة كتب:هايلة أنابيل طريقة عرضة للقصة مثيرة
تقبلي تحياتي ومروري
اهلاً وسهلاً خالد وينك يا خيّ وين هالغيبة اكيد الاحداث يلي عم بتصير بغزة هي يلي مخليتك تغيب عنا
عموماً للقصة تتمة خليك معي وتابعها اذا بتحب وبالنسبة الي رح كون سعيدة لمتابعتك لها
تقبل تحياتي
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
تسلمي انابيل هذه الايام تبدعين
عماد الربيعي- عضو مميز في اسرة التحرير
-
عدد الرسائل : 427
العمر : 53
المزاج : جيد جداً
الاوسمة :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2007
رد: الشيطان يموت مرتين (2)
عماد الربيعي كتب:تسلمي انابيل هذه الايام تبدعين
شكراً عماد هذا بعض ما عندكم
وانا سعيدة ان ما اضعه قد نال استحسانك
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
مواضيع مماثلة
» الشيطان يموت مرتين (5)
» الشيطان يموت مرتين (6)
» الشيطان يموت مرتين (7)
» الشيطان يموت مرتين (1)
» الشيطان يموت مرتين (3)
» الشيطان يموت مرتين (6)
» الشيطان يموت مرتين (7)
» الشيطان يموت مرتين (1)
» الشيطان يموت مرتين (3)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى