الشيطان يموت مرتين (1)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشيطان يموت مرتين (1)
الشيطان يموت مرتين (1)
هذه بضع كتابات عن عالم لا نراه.. غيبي وروحي وما وراء الحس البشري.. بعضه مشتق من كتابات بعض العلماء الذين تحدثوا الى اناس عادوا الى الحياة بعد ان ظنوا موتهم، والبعض الاخر تخيلي امتزجت فيه الحقيقة ولكنه يثبت ان هنالك من يرعى هذا الكون بقوة غريبة لا نعرف كنهها.انه عالم ممزوج بكل أنواع الغرابة، فتعالوا معنا في هذه الرحلة العجيبة..
****
حدثني صديقي قال : هل سبق ان زرت مكانا ما للمرة الاولى ثم شعرت انك تعرف هذا المكان من قبل.. وانك رأيته في أحلامك مثلا او حتى في يقظتك.. وكانت لك فيه ذكريات قاسية او جميلة ..
قلت لصديقي: نعم.. هذه حالة تحدث لكثير من الناس.. وقد حدث لي في هذا المجال قصة قد تكون غريبة وعجيبة.. فقد زرت ( الهند) للمرة الاولى قبل سنين طويلة.. ثم تجولت في حارة من حواريها الضيقة التي تكتظ بالسكان و يعيش فيها الفقراء.. فقد نشأت فقيرا وما زلت احب الفقراء.. ولغرابة الامر شعرت انني قد عشت سابقا في هذا المكان بالذات.. وانني امتلك زخما كبيرا من الصور الغائمة التي تدنيني من القوم كثيرا .. ثم تعرفت الى بعض البيوت التي يسكنها فقراء الهند وادركت بحاستي وتخيلي ان تلك البيوت كانت لأناس سكنوا في هذا المكان منذ آلاف السنين.. وزاد الامر غرابة عندما عددت اسماء ساكني تلك البيوت ما قبل التاريخ.. فقد رأيت عجوزا ضامرا لا تكاد رجلاه تحمل جسده وتخيلت انني رأيته منذ الاف السنين .. وزاد الامر غرابة اكبر .. عندما تذكرت ان له شامة سوداء كبيرة في اعلى الكتف .. وان تلك الشامة كانت سببا في اصابته بمرض مات نتيجته .. اذ كانت في ذلك العهد البعيد جزءا من سرطان اصابه .. ولكني لم اعرف ذلك الا في هذا العصر الذي تأكد فيه ان الكثير من البثور على الجلد تحوي خلايا سرطانية ..
قال صديقي: هذه حالة مرضية نفسية.. يجب ان تعرض نفسك على طبيب مختص..
قلت لصديقي كلا ايها الصديق ..أريد ان اسألك سؤالا ارجو ان تجيبني عليه بصدق.. قال : تفضل .. قلت: ألم يسبق لك ان رأيت انسانا ثم كرهته منذ النظرة الاولى دون ان تكلمه أو يكلمك.. أو رأيت انسانا آخر أحببته منذ النظرة الاولى حتى دون ان يكلمك او تكلمه أيضا.. قلت: نعم.. قال : في هذا الامر حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما معناه ان الارواح جنود مجندة.. ما تآلف منها ائتلف.. وما تخالف منها اختلف.. او كما قال.
قال : نعم.. هذه حالة انسانية بحته..
قلت: بل هي حالة تدل دلالة واضحة على ان روحك قد قابلت روح ذلك الذي ألفته أو كرهته فيما سبق من السنوات.. ربما كانت سنوات تعد بالقرون وربما كانت سنوات تعد بالالاف.. لا أحد يعرف .. وقد كان لصاحبك الذي كرهته أو أحببته بعض الجولات معك.. سواء كانت كرها أو حبا.. ومن هنا فإن روحك عندما اصطدمت بروحه عرفته فورا فكرهته أو أحبته.. ثم تابعت : اعرف ان هذا مناف لعقيدة الاسلام .. ولكنه شعور يجعلك غامضا حتى في تصرفك مع الاخرين ..
قال صديقي: لا أدري بم أجيبك.. ولكني أؤمن بالمحسوسات ولا أؤمن بالغيبيات.. تلك حالة نفسية ربما انسحبت على الكثيرين منا..
قلت: جوابك يا صديقي يؤكد صدق نظريتي ..اسمع سوف أسرد عليك هذه القصة .. ولسوف تعرف ان هناك عالما آخر لا نستطيع سبر اغواره أو معرفته.. انه فوق العقل البشري ولا يمكن ان يستوعبه عقلنا الذي تحكمنا محدوديته ولا نستطيع النفاذ من تلك الحدود.. فعقل الانسان كما قيل يتكون من ملايين الخلايا ولم يستعمل منه في هذا القرن الا ثمانية وعشرين بالمائه .. اما الباقي فلا يزال بكرا ولم يستخدم بعد .
قال صديقي: تفضل..
قلت : سنة 1968 دخلت مجموعة فلسطينية فدائية الى داخل الارض المحتلة للقيام بعملية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.. وعند نهر الاردن ..اصطدمت تلك الدورية بدورية اخرى من جيش الاحتلال فوقع القتال بينهما .. فأوقعت تلك المجموعة في صفوف العدو بعض القتلى والجرحى .. وأوقعت الدورية الاسرائيلية ببعض الفدائيين بعض القتلى والجرحى أيضا .. وتمكنت باقي المجموعة المكونة من اثني عشر فردا ان تحضر اربعة جرحى الى المنطقة العربية من نهر الاردن.. ثم جيء بهم الى المستشفيات في عمان..
احتاج هؤلاء الجرحى الى نقل الدم كي يبقوا على قيد الحياة.. وكنا ثلاثة نجلس في مقهى ذات ليلة .. وإذا بمن يأتينا ليخبرنا ان اربعة من جرحى الفدائيين يحتاجون الى دم ينقل لهم.. فقمنا ثلاثتنا لنلبي هذا الواجب الوطني..
كان تبرعنا مضاعفا .. اذ كان الوقت متأخرا فيه بدت تباشير الصباح والناس نيام .. استشارنا الطبيب المعالج ان ياخذ كمية من الدم منا فوق المعدل العادي للتبرع.. فوافقنا فورا.. وتوزعنا ثلاثتنا على غرفتين في المستشفى .. وبعد التبرع طلب مني الطبيب ان لا اتحرك من سريري لأنه يريد ان يحضر لي بعض السوائل كي تعوض الدم الذي تبرعت به.. غير ان فتوتي وشبابي اغرياني بمخالفة امر الطبيب ..إذ كنت أشعر بالنشاط والحيوية فقمت من سريري ولم ابرحه لخطوات حتى اغمي علي ولم ادر ما الذي حدث بعد ذلك.. وبعد ان أفقت أخبرني الطبيب بما حدث وقال لي بالحرف : ان غيبوبتي دامت حوالي الدقيقتين فقط .. وقال لي بأن زميلي في الغرفة الثانية قد حدث له ما حدث لي.. فذهبت الى الغرفة المجاورة فورا..
كان صديقي مستلق على السرير بعد ان نقلوه من ارضية الغرفة حيث أغمي عليه.. وطالت غيبوبته حتى انتابتني الظنون..اذ تعدت الدقائق الخمس دون ان تظهر عليه بوادر الإفاقة.. واخيرا بدأ يتحرك..ثم فتح عينيه .. ورآني ولكنه لم يعرفني .. ورأى الطبيب فسأله بصوت واهن ضعيف : أين أنا ..؟ قال له الطبيب : انت في المستشفى وقد تبرعت ببعض دمك للجرحى ولكنك لم تستمع الى اوامر الطبيب الذي حذرك من النهوض من سريرك قبل ان يحضر لك بعض السوائل وتأخذ قسطا قليلا من الراحة .. ولكن بدا على صديقي انه لم يفهم شيئا مما قاله الطبيب.. فدنوت منه وناديته باسمه فلم يعرفني .. ولم يفهم مني شيئا.. واصابته حالة من الذهول بحيث غدا تائها شارد الذهن كأنه يعيش في عالم آخر..
أمضينا ساعة بالقرب منه ..واجتمع الاطباء في المستشفى حائرين.. ولكنه في النهاية بدأ يستفيق ويتعرف الى الاشياء القريبة منه.. ثم ينظر اليها باستغراب.. ونظر الى وجهي وسألني عن اسمي فقلت له : قال .. نعم.. الان عرفتك وتذكرت ما جرى.. لقد جئنا للتبرع ببعض دمنا للمقاتلين.. واضاف : ياه.. ما هذه الرحلة الطويلة.. قلت : أية رحلة تتحدث عنها .. قال ..: هذا العالم الذي نعيش فيه (مزور) مكاننا ليس فيه .. اننا في عالم آخر.. قلت: عن ماذا تتحدث : قال .. أنا أعيش هنا منذ آلاف السنين .. لقد خضت معركة استغرقت أكثر من خمس ساعات.. كنت ضمن جيش كبير خاض معركة يائسة لبست خلالها درعا حديديا وحملت سيفا ثقيلا وقاتلت عدوا شرسا لا قبل لنا به.. واعتقد انه هزمنا .. فقد كان آخر ما تذكرته ان جنديا مدججا بالحديد ويلبس على رأسه خوذة نحاسية قد نحرني بسيفه.. فقتلني .. وتحسست الدم الذي نفر من جرحي وأغلقت الجرح بكفي .. انظر ثم قلب راحة يده ليرى آثار الدماء ولكنه لم ير عليها نقطة دم واحدة.. فقال: هل كنت أحلم؟.. قال له الطبيب بالتأكيد .. قال صديقي.. كلا ..!! لم يكن حلما ... لقد قاتلت في صفوف جيش كان قائدي فيه اسمه (عبد المجيد)لقد فاجأنا العدو بكمين نصبه لنا بين الجبال والصخور .. واعتقد ان قتلانا كانوا بالمئات.
قلت له مازحا.. اذا كان قائدك اسمه عبد المجيد فلا شك انها معركة اسلامية ضد الكفر والزندقة.. قال : لا تسخر .. لقد كان الطرف الاخر يلتحف بالدروع من قمة رأسه الى أخمص قدميه.. كان قويا.. في البداية فاجأنا ولكننا بعد ان افقنا من الصدمة رددنا له المفاجأة.. لكنهم كانوا يفوقوننا عددا وعدة.. قتلانا وقتلاهم انفردوا على ارض المعركة .. وكنت ترى الرؤوس طائرة كأنها مجموعات من كرات الاقدام التي تملأ الصخور والوهاد وتحملها الريح الى امكنة بعيدة..
قلت متصنعا بعض الجد: وماذا كان اسمك ؟؟ قال : لا ادري .. قلت : الم تعرف مكان الموقعة؟ .. قال بلى .. لقد عرفته .. أو خمنت اني اعرفه .. لقد كان معظم الجنود الذي يقاتلون معنا لا يتكلمون اللغة العربية .. بعضنا كان يتكلمها اما البعض الاخر فلا .. واعتقد ان الموقعة في تركيا أو ايران او جبال القفقاس او اوروبا الشرقية .. ولكني اعتقد انها كانت في تركيا .. وما ذلك الا لان والدي كان يتحدث امامي باللغة التركية القديمة واعرف بعض مفرداتها .. ولابد انها في منطقة قريبة من الوطن العربي ..
قلت ضاحكا : ربما قاتلت مع (اتاتورك) ايها اللعين.. فأنت الذي ساعدت على ادخال العلمانية الى تركيا.. قال : للمرة الثانية ..اقول لك لا تسخر .. اقسم انني رايت كل شيء بعيني هاتين (واشار الى عينيه باصبعيه السبابة والوسطى )
انتهى الامر .. واعطانا المستشفى سيارة اسعاف لنقلنا الى منازلنا.. وفي طريقنا الى البيت اصر على ان نذهب للمقهى .. فذهبنا..
وكم كان استغرابي كبيرا عندما حاول صاحبي ان يتذكر اسماء بعض من في المقهى وقد كان بينه وبينهم ألفة وصداقة ومودة .. وظنه البعض يهزأ فصرفوا نظرهم عنه ، وأخذوا يداعبونه بشيء من الجفاء..
قدته في طريقي الى بيته.. ولم يعرف باب بيته الرئيس الا عندما نبهته..
مضت بعض الاعوام ربما كانت سبعا او ثمانية .. واستعاد صديقي ذاكرته كليا.. ولم نعد نتندر سويا على ما جرى له إلا لماما.. وفي غضون ذلك اصدرت كتابي الاول واخذنا نوزعه على المكتبات شخصيا لجهلنا بأصول التوزيع وبأن هناك شركات متخصصة لتولي هذا الامر.. وعرض علي صاحبي اقتراحا بأن نسافر الى مدينة الموصل بالعراق .. حيث يعرف صديقا نافذا يمكن ان يساعدنا على توزيع الكتاب.. وربما رجعنا ببعض النقود فوافقت على الفور..
للبحث صلة
****
حدثني صديقي قال : هل سبق ان زرت مكانا ما للمرة الاولى ثم شعرت انك تعرف هذا المكان من قبل.. وانك رأيته في أحلامك مثلا او حتى في يقظتك.. وكانت لك فيه ذكريات قاسية او جميلة ..
قلت لصديقي: نعم.. هذه حالة تحدث لكثير من الناس.. وقد حدث لي في هذا المجال قصة قد تكون غريبة وعجيبة.. فقد زرت ( الهند) للمرة الاولى قبل سنين طويلة.. ثم تجولت في حارة من حواريها الضيقة التي تكتظ بالسكان و يعيش فيها الفقراء.. فقد نشأت فقيرا وما زلت احب الفقراء.. ولغرابة الامر شعرت انني قد عشت سابقا في هذا المكان بالذات.. وانني امتلك زخما كبيرا من الصور الغائمة التي تدنيني من القوم كثيرا .. ثم تعرفت الى بعض البيوت التي يسكنها فقراء الهند وادركت بحاستي وتخيلي ان تلك البيوت كانت لأناس سكنوا في هذا المكان منذ آلاف السنين.. وزاد الامر غرابة عندما عددت اسماء ساكني تلك البيوت ما قبل التاريخ.. فقد رأيت عجوزا ضامرا لا تكاد رجلاه تحمل جسده وتخيلت انني رأيته منذ الاف السنين .. وزاد الامر غرابة اكبر .. عندما تذكرت ان له شامة سوداء كبيرة في اعلى الكتف .. وان تلك الشامة كانت سببا في اصابته بمرض مات نتيجته .. اذ كانت في ذلك العهد البعيد جزءا من سرطان اصابه .. ولكني لم اعرف ذلك الا في هذا العصر الذي تأكد فيه ان الكثير من البثور على الجلد تحوي خلايا سرطانية ..
قال صديقي: هذه حالة مرضية نفسية.. يجب ان تعرض نفسك على طبيب مختص..
قلت لصديقي كلا ايها الصديق ..أريد ان اسألك سؤالا ارجو ان تجيبني عليه بصدق.. قال : تفضل .. قلت: ألم يسبق لك ان رأيت انسانا ثم كرهته منذ النظرة الاولى دون ان تكلمه أو يكلمك.. أو رأيت انسانا آخر أحببته منذ النظرة الاولى حتى دون ان يكلمك او تكلمه أيضا.. قلت: نعم.. قال : في هذا الامر حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما معناه ان الارواح جنود مجندة.. ما تآلف منها ائتلف.. وما تخالف منها اختلف.. او كما قال.
قال : نعم.. هذه حالة انسانية بحته..
قلت: بل هي حالة تدل دلالة واضحة على ان روحك قد قابلت روح ذلك الذي ألفته أو كرهته فيما سبق من السنوات.. ربما كانت سنوات تعد بالقرون وربما كانت سنوات تعد بالالاف.. لا أحد يعرف .. وقد كان لصاحبك الذي كرهته أو أحببته بعض الجولات معك.. سواء كانت كرها أو حبا.. ومن هنا فإن روحك عندما اصطدمت بروحه عرفته فورا فكرهته أو أحبته.. ثم تابعت : اعرف ان هذا مناف لعقيدة الاسلام .. ولكنه شعور يجعلك غامضا حتى في تصرفك مع الاخرين ..
قال صديقي: لا أدري بم أجيبك.. ولكني أؤمن بالمحسوسات ولا أؤمن بالغيبيات.. تلك حالة نفسية ربما انسحبت على الكثيرين منا..
قلت: جوابك يا صديقي يؤكد صدق نظريتي ..اسمع سوف أسرد عليك هذه القصة .. ولسوف تعرف ان هناك عالما آخر لا نستطيع سبر اغواره أو معرفته.. انه فوق العقل البشري ولا يمكن ان يستوعبه عقلنا الذي تحكمنا محدوديته ولا نستطيع النفاذ من تلك الحدود.. فعقل الانسان كما قيل يتكون من ملايين الخلايا ولم يستعمل منه في هذا القرن الا ثمانية وعشرين بالمائه .. اما الباقي فلا يزال بكرا ولم يستخدم بعد .
قال صديقي: تفضل..
قلت : سنة 1968 دخلت مجموعة فلسطينية فدائية الى داخل الارض المحتلة للقيام بعملية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.. وعند نهر الاردن ..اصطدمت تلك الدورية بدورية اخرى من جيش الاحتلال فوقع القتال بينهما .. فأوقعت تلك المجموعة في صفوف العدو بعض القتلى والجرحى .. وأوقعت الدورية الاسرائيلية ببعض الفدائيين بعض القتلى والجرحى أيضا .. وتمكنت باقي المجموعة المكونة من اثني عشر فردا ان تحضر اربعة جرحى الى المنطقة العربية من نهر الاردن.. ثم جيء بهم الى المستشفيات في عمان..
احتاج هؤلاء الجرحى الى نقل الدم كي يبقوا على قيد الحياة.. وكنا ثلاثة نجلس في مقهى ذات ليلة .. وإذا بمن يأتينا ليخبرنا ان اربعة من جرحى الفدائيين يحتاجون الى دم ينقل لهم.. فقمنا ثلاثتنا لنلبي هذا الواجب الوطني..
كان تبرعنا مضاعفا .. اذ كان الوقت متأخرا فيه بدت تباشير الصباح والناس نيام .. استشارنا الطبيب المعالج ان ياخذ كمية من الدم منا فوق المعدل العادي للتبرع.. فوافقنا فورا.. وتوزعنا ثلاثتنا على غرفتين في المستشفى .. وبعد التبرع طلب مني الطبيب ان لا اتحرك من سريري لأنه يريد ان يحضر لي بعض السوائل كي تعوض الدم الذي تبرعت به.. غير ان فتوتي وشبابي اغرياني بمخالفة امر الطبيب ..إذ كنت أشعر بالنشاط والحيوية فقمت من سريري ولم ابرحه لخطوات حتى اغمي علي ولم ادر ما الذي حدث بعد ذلك.. وبعد ان أفقت أخبرني الطبيب بما حدث وقال لي بالحرف : ان غيبوبتي دامت حوالي الدقيقتين فقط .. وقال لي بأن زميلي في الغرفة الثانية قد حدث له ما حدث لي.. فذهبت الى الغرفة المجاورة فورا..
كان صديقي مستلق على السرير بعد ان نقلوه من ارضية الغرفة حيث أغمي عليه.. وطالت غيبوبته حتى انتابتني الظنون..اذ تعدت الدقائق الخمس دون ان تظهر عليه بوادر الإفاقة.. واخيرا بدأ يتحرك..ثم فتح عينيه .. ورآني ولكنه لم يعرفني .. ورأى الطبيب فسأله بصوت واهن ضعيف : أين أنا ..؟ قال له الطبيب : انت في المستشفى وقد تبرعت ببعض دمك للجرحى ولكنك لم تستمع الى اوامر الطبيب الذي حذرك من النهوض من سريرك قبل ان يحضر لك بعض السوائل وتأخذ قسطا قليلا من الراحة .. ولكن بدا على صديقي انه لم يفهم شيئا مما قاله الطبيب.. فدنوت منه وناديته باسمه فلم يعرفني .. ولم يفهم مني شيئا.. واصابته حالة من الذهول بحيث غدا تائها شارد الذهن كأنه يعيش في عالم آخر..
أمضينا ساعة بالقرب منه ..واجتمع الاطباء في المستشفى حائرين.. ولكنه في النهاية بدأ يستفيق ويتعرف الى الاشياء القريبة منه.. ثم ينظر اليها باستغراب.. ونظر الى وجهي وسألني عن اسمي فقلت له : قال .. نعم.. الان عرفتك وتذكرت ما جرى.. لقد جئنا للتبرع ببعض دمنا للمقاتلين.. واضاف : ياه.. ما هذه الرحلة الطويلة.. قلت : أية رحلة تتحدث عنها .. قال ..: هذا العالم الذي نعيش فيه (مزور) مكاننا ليس فيه .. اننا في عالم آخر.. قلت: عن ماذا تتحدث : قال .. أنا أعيش هنا منذ آلاف السنين .. لقد خضت معركة استغرقت أكثر من خمس ساعات.. كنت ضمن جيش كبير خاض معركة يائسة لبست خلالها درعا حديديا وحملت سيفا ثقيلا وقاتلت عدوا شرسا لا قبل لنا به.. واعتقد انه هزمنا .. فقد كان آخر ما تذكرته ان جنديا مدججا بالحديد ويلبس على رأسه خوذة نحاسية قد نحرني بسيفه.. فقتلني .. وتحسست الدم الذي نفر من جرحي وأغلقت الجرح بكفي .. انظر ثم قلب راحة يده ليرى آثار الدماء ولكنه لم ير عليها نقطة دم واحدة.. فقال: هل كنت أحلم؟.. قال له الطبيب بالتأكيد .. قال صديقي.. كلا ..!! لم يكن حلما ... لقد قاتلت في صفوف جيش كان قائدي فيه اسمه (عبد المجيد)لقد فاجأنا العدو بكمين نصبه لنا بين الجبال والصخور .. واعتقد ان قتلانا كانوا بالمئات.
قلت له مازحا.. اذا كان قائدك اسمه عبد المجيد فلا شك انها معركة اسلامية ضد الكفر والزندقة.. قال : لا تسخر .. لقد كان الطرف الاخر يلتحف بالدروع من قمة رأسه الى أخمص قدميه.. كان قويا.. في البداية فاجأنا ولكننا بعد ان افقنا من الصدمة رددنا له المفاجأة.. لكنهم كانوا يفوقوننا عددا وعدة.. قتلانا وقتلاهم انفردوا على ارض المعركة .. وكنت ترى الرؤوس طائرة كأنها مجموعات من كرات الاقدام التي تملأ الصخور والوهاد وتحملها الريح الى امكنة بعيدة..
قلت متصنعا بعض الجد: وماذا كان اسمك ؟؟ قال : لا ادري .. قلت : الم تعرف مكان الموقعة؟ .. قال بلى .. لقد عرفته .. أو خمنت اني اعرفه .. لقد كان معظم الجنود الذي يقاتلون معنا لا يتكلمون اللغة العربية .. بعضنا كان يتكلمها اما البعض الاخر فلا .. واعتقد ان الموقعة في تركيا أو ايران او جبال القفقاس او اوروبا الشرقية .. ولكني اعتقد انها كانت في تركيا .. وما ذلك الا لان والدي كان يتحدث امامي باللغة التركية القديمة واعرف بعض مفرداتها .. ولابد انها في منطقة قريبة من الوطن العربي ..
قلت ضاحكا : ربما قاتلت مع (اتاتورك) ايها اللعين.. فأنت الذي ساعدت على ادخال العلمانية الى تركيا.. قال : للمرة الثانية ..اقول لك لا تسخر .. اقسم انني رايت كل شيء بعيني هاتين (واشار الى عينيه باصبعيه السبابة والوسطى )
انتهى الامر .. واعطانا المستشفى سيارة اسعاف لنقلنا الى منازلنا.. وفي طريقنا الى البيت اصر على ان نذهب للمقهى .. فذهبنا..
وكم كان استغرابي كبيرا عندما حاول صاحبي ان يتذكر اسماء بعض من في المقهى وقد كان بينه وبينهم ألفة وصداقة ومودة .. وظنه البعض يهزأ فصرفوا نظرهم عنه ، وأخذوا يداعبونه بشيء من الجفاء..
قدته في طريقي الى بيته.. ولم يعرف باب بيته الرئيس الا عندما نبهته..
مضت بعض الاعوام ربما كانت سبعا او ثمانية .. واستعاد صديقي ذاكرته كليا.. ولم نعد نتندر سويا على ما جرى له إلا لماما.. وفي غضون ذلك اصدرت كتابي الاول واخذنا نوزعه على المكتبات شخصيا لجهلنا بأصول التوزيع وبأن هناك شركات متخصصة لتولي هذا الامر.. وعرض علي صاحبي اقتراحا بأن نسافر الى مدينة الموصل بالعراق .. حيث يعرف صديقا نافذا يمكن ان يساعدنا على توزيع الكتاب.. وربما رجعنا ببعض النقود فوافقت على الفور..
للبحث صلة
بقلم: وليد رباح
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (1)
اقدم لكم الجزء الاول من الشيطان يموت مرتين وسوف اقدم لكم غداً الجزء الثاني وهكذا الى ان اصل الى النهاية وقد إرتئيت اني لو قمت على تنزيلها مجتمعة لاصاب القارئ نوعاً من الملل فهكذا اجنبكم طول السرد واترك لكم المجال لقراءتها كاملة بدون ملل وعلى مراحل متتالية
ولكن اطلب منكم ان تعدوني ان لا تقرأونها في مكان آخر وتنتظروني لاتممها عليكم في منتدانا المتواضع هذا
وشكراً على صبركم وآمل ان تنال اعجابكم وانا انتظر تعليقاتكم كيفما كانت
وتقبلوا احترامي
ولكن اطلب منكم ان تعدوني ان لا تقرأونها في مكان آخر وتنتظروني لاتممها عليكم في منتدانا المتواضع هذا
وشكراً على صبركم وآمل ان تنال اعجابكم وانا انتظر تعليقاتكم كيفما كانت
وتقبلوا احترامي
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (1)
انه فوق العقل البشري ولا يمكن ان يستوعبه عقلنا الذي تحكمنا محدوديته ولا نستطيع النفاذ من تلك الحدود.. فعقل الانسان كما قيل يتكون من ملايين الخلايا ولم يستعمل منه في هذا القرن الا ثمانية وعشرين بالمائه .. اما الباقي فلا يزال بكرا ولم يستخدم بعد .
واعطانا المستشفى سيارة اسعاف لنقلنا الى منازلنا.. وفي طريقنا الى البيت اصر على ان نذهب للمقهى .. فذهبنا..
وكم كان استغرابي كبيرا عندما حاول صاحبي ان يتذكر اسماء بعض من في المقهى وقد كان بينه وبينهم ألفة وصداقة ومودة .. وظنه البعض يهزأ فصرفوا نظرهم عنه ، وأخذوا يداعبونه بشيء من الجفاء..
:اقرا:
وكم كان استغرابي كبيرا عندما حاول صاحبي ان يتذكر اسماء بعض من في المقهى وقد كان بينه وبينهم ألفة وصداقة ومودة .. وظنه البعض يهزأ فصرفوا نظرهم عنه ، وأخذوا يداعبونه بشيء من الجفاء..
:اقرا:
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: الشيطان يموت مرتين (1)
هذه الاشياء تحدث في عالم البرزخ ونطبقها في الد
نيا
نيا
عماد الربيعي- عضو مميز في اسرة التحرير
-
عدد الرسائل : 427
العمر : 53
المزاج : جيد جداً
الاوسمة :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2007
مواضيع مماثلة
» الشيطان يموت مرتين (2)
» الشيطان يموت مرتين (3)
» الشيطان يموت مرتين (4)
» الشيطان يموت مرتين (5)
» الشيطان يموت مرتين (6)
» الشيطان يموت مرتين (3)
» الشيطان يموت مرتين (4)
» الشيطان يموت مرتين (5)
» الشيطان يموت مرتين (6)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى