تحركات مشبوهة!!
صفحة 1 من اصل 1
تحركات مشبوهة!!
تحركات مشبوهة!!
منذ قدومها إلى أرض القاهرة والسفيرة الأمريكية الجديدة «مارجريت سكوبى»
تواصل اتصالاتها بالإعلاميين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدنى بهدف
التواصل معهم واستكشاف رؤيتهم للواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى
البلاد.
وخلال الآونة الأخيرة بدأت السفيرة «سكوبى» خطوة جديدة بإجرائها اتصالات
مباشرة مع عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة فى البلاد، كان
آخرها لقاءها بوفد من حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى بمقر الحزب
بشارع طلعت حرب.
وقد أكد الأمين العام للحزب سيد عبدالعال أن زيارة سكوبى للحزب عادية
جاءت فى إطار بروتوكول تسعى من خلاله السفيرة الأمريكية إلى استكشاف رؤى
أحزاب المعارضة، وأن اللقاء تناول التجربة الحزبية فى مصر ورؤية حزب
التجمع لقضية الإصلاح السياسى فى البلاد.
وقبيل ذلك التقت سكوبى بوفد من حزب الوفد، كما أن وفداً أمريكياً التقى
بعدد من الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين، وجميع هذه اللقاءات
لم تكن لقاءات للتعارف أو الزيارات البريئة، بل إن الهدف الأمريكى من
ورائها لا يخفى على أحد.
إن أحداً لا يستطيع أن يشكك فى وطنية أحد، خاصة تلك القيادات التاريخية
والوطنية التى لها باعها الطويل فى النضال الوطنى، ودفعت سنوات طويلة من
عمرها خلف القضبان دفاعاً عن رؤيتها السياسية للإصلاح، غير أن للأمريكان
أجندتهم على أرض مصر،. وهو أمر لا يخفى على أحد.
إن السفيرة الأمريكية استفزت الشارع المصرى قبيل وصولها إلى القاهرة عبر
تصريحاتها العدائية عندما توعدت بمواصلة الضغوط الأمريكية على الحكومة
المصرية بهدف السير بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية فى مصر، وقالت: إنها
ستعمل بكامل طاقتها على ايصال الرسائل التى ترغب فى تعميمها إلى أكبر
شريحة ممكنة من الشعب المصرى.
وهذا أمر يعنى باختصار أن سعادة السفيرة تخطت كل حدود العمل الدبلوماسى،
وراحت تعلن عن تدخلها المباشر فى الشئون المصرية وتعميم رسالتها إلى
قطاعات واسعة من المصريين.
لقد جاءت سكوبى لتكمل مسيرة ديفيد وولش وريتشاردونى، اللذين سعيا تحديداً
إلى مد جسور التواصل مع العديد من فئات الشعب المصرى بدءاً من القوى
السياسية وحتى رجال الطرق الصوفية فى البلاد، ووصل الحال بالأول إلى أن
يعلن عن قيام السفارة الأمريكية بتوزيع مليون دولار على ست منظمات مجتمع
مدنى لمراقبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية ودعم الديمقراطية فى
البلاد.
إن الكل يدرك عن يقين أن الولايات المتحدة تقف على النقيض من الديمقراطية
الحقيقية، كما أن سجلها حول حقوق الإنسان ينضح بالتجاوزات والانتهاكات
المشينة، وكل ذلك يجعلها غير مؤهلة للحديث عن الحريات أو أجندة الإصلاح
فى أى من بلاد العالم.
والجميع يدرك أن ما جرى فى سجن أبو غريب أو فى جوانتانامو أو فى مزار
الشريف بأفغانستان لهو وصمة عار لن يمحوها الزمن أو التاريخ.
لو كانت أمريكا جادة فى الإصلاح والديمقراطية لاعترفت بحكومة حماس التى
جاءت عبر انتخابات تشريعية نزيهة أقر بها الجميع، غير أن واشنطن تصر
دائما على التعامل بمعايير مزدوجة تبعاً لمصالحها ومصالح «إسرائيل».
إن الذين يظنون أن الولايات المتحدة جادة فى دفاعها عن الإصلاح السياسى
فى بلادنا هم واهمون، لأن واشنطن لديها أجندة تقف على النقيض من حقوقنا
المهدرة ومصالحنا الوطنية.
إن نضالنا فى مواجهة الاستبداد والفساد لن يتوقف، بل سنظل نواجه ونكشف
بكل ما نملك من قوة، لكن بأجندتنا نحن وليس بإملاءات خارجية.
لقد طلب السفير الأمريكى السابق ريتشاردونى فى مقابلة له مع برنامج
«العاشرة مساء» مقابلتى وقال إنه على استعداد أن يأتى لمقابلتى فى مجلس
الشعب أو فى أى مكان آخر، ولكن كان ردى واضحاً ليس لنا اعتراض على
الأشخاص، وإنما على السياسات، وسياسة واشنطن هى رديف للسياسة الإسرائيلية
بلا جدال.
إننى لن أطالب السفيرة الأمريكية بأن تلزم دارها وتتوقف عن التدخل فى
شئون بلادنا، ولكن من حقنا أن نطالب الزملاء ورفاق النضال بإغلاق الأبواب
فى مواجهتها مهما كانت المبررات.
بقلم مصطفي بكري
أعجبني فكان هنا
منذ قدومها إلى أرض القاهرة والسفيرة الأمريكية الجديدة «مارجريت سكوبى»
تواصل اتصالاتها بالإعلاميين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدنى بهدف
التواصل معهم واستكشاف رؤيتهم للواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى
البلاد.
وخلال الآونة الأخيرة بدأت السفيرة «سكوبى» خطوة جديدة بإجرائها اتصالات
مباشرة مع عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة فى البلاد، كان
آخرها لقاءها بوفد من حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى بمقر الحزب
بشارع طلعت حرب.
وقد أكد الأمين العام للحزب سيد عبدالعال أن زيارة سكوبى للحزب عادية
جاءت فى إطار بروتوكول تسعى من خلاله السفيرة الأمريكية إلى استكشاف رؤى
أحزاب المعارضة، وأن اللقاء تناول التجربة الحزبية فى مصر ورؤية حزب
التجمع لقضية الإصلاح السياسى فى البلاد.
وقبيل ذلك التقت سكوبى بوفد من حزب الوفد، كما أن وفداً أمريكياً التقى
بعدد من الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين، وجميع هذه اللقاءات
لم تكن لقاءات للتعارف أو الزيارات البريئة، بل إن الهدف الأمريكى من
ورائها لا يخفى على أحد.
إن أحداً لا يستطيع أن يشكك فى وطنية أحد، خاصة تلك القيادات التاريخية
والوطنية التى لها باعها الطويل فى النضال الوطنى، ودفعت سنوات طويلة من
عمرها خلف القضبان دفاعاً عن رؤيتها السياسية للإصلاح، غير أن للأمريكان
أجندتهم على أرض مصر،. وهو أمر لا يخفى على أحد.
إن السفيرة الأمريكية استفزت الشارع المصرى قبيل وصولها إلى القاهرة عبر
تصريحاتها العدائية عندما توعدت بمواصلة الضغوط الأمريكية على الحكومة
المصرية بهدف السير بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية فى مصر، وقالت: إنها
ستعمل بكامل طاقتها على ايصال الرسائل التى ترغب فى تعميمها إلى أكبر
شريحة ممكنة من الشعب المصرى.
وهذا أمر يعنى باختصار أن سعادة السفيرة تخطت كل حدود العمل الدبلوماسى،
وراحت تعلن عن تدخلها المباشر فى الشئون المصرية وتعميم رسالتها إلى
قطاعات واسعة من المصريين.
لقد جاءت سكوبى لتكمل مسيرة ديفيد وولش وريتشاردونى، اللذين سعيا تحديداً
إلى مد جسور التواصل مع العديد من فئات الشعب المصرى بدءاً من القوى
السياسية وحتى رجال الطرق الصوفية فى البلاد، ووصل الحال بالأول إلى أن
يعلن عن قيام السفارة الأمريكية بتوزيع مليون دولار على ست منظمات مجتمع
مدنى لمراقبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية ودعم الديمقراطية فى
البلاد.
إن الكل يدرك عن يقين أن الولايات المتحدة تقف على النقيض من الديمقراطية
الحقيقية، كما أن سجلها حول حقوق الإنسان ينضح بالتجاوزات والانتهاكات
المشينة، وكل ذلك يجعلها غير مؤهلة للحديث عن الحريات أو أجندة الإصلاح
فى أى من بلاد العالم.
والجميع يدرك أن ما جرى فى سجن أبو غريب أو فى جوانتانامو أو فى مزار
الشريف بأفغانستان لهو وصمة عار لن يمحوها الزمن أو التاريخ.
لو كانت أمريكا جادة فى الإصلاح والديمقراطية لاعترفت بحكومة حماس التى
جاءت عبر انتخابات تشريعية نزيهة أقر بها الجميع، غير أن واشنطن تصر
دائما على التعامل بمعايير مزدوجة تبعاً لمصالحها ومصالح «إسرائيل».
إن الذين يظنون أن الولايات المتحدة جادة فى دفاعها عن الإصلاح السياسى
فى بلادنا هم واهمون، لأن واشنطن لديها أجندة تقف على النقيض من حقوقنا
المهدرة ومصالحنا الوطنية.
إن نضالنا فى مواجهة الاستبداد والفساد لن يتوقف، بل سنظل نواجه ونكشف
بكل ما نملك من قوة، لكن بأجندتنا نحن وليس بإملاءات خارجية.
لقد طلب السفير الأمريكى السابق ريتشاردونى فى مقابلة له مع برنامج
«العاشرة مساء» مقابلتى وقال إنه على استعداد أن يأتى لمقابلتى فى مجلس
الشعب أو فى أى مكان آخر، ولكن كان ردى واضحاً ليس لنا اعتراض على
الأشخاص، وإنما على السياسات، وسياسة واشنطن هى رديف للسياسة الإسرائيلية
بلا جدال.
إننى لن أطالب السفيرة الأمريكية بأن تلزم دارها وتتوقف عن التدخل فى
شئون بلادنا، ولكن من حقنا أن نطالب الزملاء ورفاق النضال بإغلاق الأبواب
فى مواجهتها مهما كانت المبررات.
بقلم مصطفي بكري
أعجبني فكان هنا
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
مواضيع مماثلة
» اعترافات مشبوهة
» مخاوف الحرب تعقد تحركات فرض عقوبات على ايران
» مصادر بريطانية: علاقات مشبوهة بين (بوش) والشركات
» مخاوف الحرب تعقد تحركات فرض عقوبات على ايران
» مصادر بريطانية: علاقات مشبوهة بين (بوش) والشركات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى