تنبؤات‏2008..‏ وتخاريف‏2007!‏

‏90 %‏ من التنبؤات التي يصدرها الفلكيون في نهاية كل عام لا تتحقق‏,‏ وحتي ما يتحقق منها إما أن يكون من قبيل المصادفة‏,‏ أو من قبيل استقراء بعض الأحداث وتخمينها والربط بين حدث وآخر‏!‏

ونظرة سريعة علي توقعات الفلكيين في نهاية عام‏2006‏ لأهم أحداث عام‏2007‏ كفيلة بأن تعبر عن حقيقة ما يدعيه هؤلاء‏,‏ ومع ذلك‏,‏ فالناس لا يتوقفون عن انتظار توقعات كل عام بفارغ الصبر‏,‏ وتتهافت وسائل الإعلام العربية والعالمية في نهاية كل عام علي نشر أبرز التوقعات‏,‏ ولا يستثني من ذلك وسيلة إعلامية جادة ومحافظة أو شعبية‏!‏

وكانت من بين التنبؤات التي لم تتحقق في عام‏2007‏ محاولة إسرائيلية لاغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني‏,‏ ووقوع عمليات إرهابية في دول عربية لم تقع فيها عمليات إرهابية‏,‏ ومن أطرف تنبؤات الفلكيين الفاشلة قبل عام‏2007‏ أن عام‏2007‏ سيشهد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون‏,‏ معتمدين في ذلك بطبيعة الحال علي أن حالته الميئوس منها لن تطول‏,‏ وأن حياته ستنتهي بالتأكيد في عام‏2007,‏ ولكن شارون خذل الجميع‏,‏ إذ إنه مازال طريح الفراش بين الحياة والموت‏,‏ ولكنه لم يتم الإعلان رسميا عن وفاته طوال عام كامل‏!‏

ومن التوقعات السهلة التي يرددها الفلكيون التنبؤ بوفاة أحد الزعماء أو القادة وهم يعرفون أنه مريض أو مهدد بالاغتيال‏,‏ وأكثر هذه التنبؤات تبوء بالفشل‏,‏ كما أن التنبؤ بالزلازل والفيضانات أمر طبيعي لأنه لا يخلو مكان من حدوث بعض الظواهر الطبيعية بين حين وآخر‏.‏

أما من أبرز توقعات عام‏2008‏ التي نشرتها بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة‏:'‏ رحيل‏'‏ رئيس وزراء إسرائيلي‏,‏ والتعبير مائع‏,‏ إذ لم يتضح ما إذا كان المقصود هو شارون أم إيهود أولمرت أم أي رئيس وزراء سابق أو أسبق‏,‏ كما لم يتضح المقصود بكلمة‏'‏ الرحيل‏'‏ وما إذا كان المقصود الرحيل السياسي أم الرحيل عن الحياة‏!.‏

وعلي الصعيد العربي كانت أهم التوقعات‏:‏ اختيار رئيس للبنان أخيرا‏,‏ علي اعتبار أنه من المستحيل أن يمر عام‏2008‏ هو الآخر دون توصل الفرقاء اللبنانيين إلي اتفاق بشأن الرئاسة‏,‏ وهناك توقعات بصدور قرارات‏'‏ مفاجئة‏'‏ في ليبيا تجذب أنظار العالم كله‏,‏ وهناك انتكاسة متوقعة لمسيرة الديمقراطية في موريتانيا‏,‏ وهناك أيضا تغيرات سياسية وأمنية كبيرة في عدد من دول منطقة شمال إفريقيا‏,‏ دون ذكر تفاصيل‏.‏ويتوقع الفلكيون حدوث سلسلة من الأعمال العنصرية والعنف والإرهاب في دول أوروبية كبيرة مثل إنجلترا وألمانيا وفرنسا‏,‏ مع توقع عمل إرهابي جديد في الولايات المتحدة‏,‏ في الوقت الذي ستتعرض فيه حياة الرئيس الأمريكي جورج بوش لخطر كبير غير محدد‏,‏ بينما كانت التوقعات بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية تنحصر في الفوز الساحق الذي سيحققه مرشح الحزب الديمقراطي الذي لم يتضح اسمه بعد‏.‏وهناك توقعات كل عام‏,‏ مثل احتمال حدوث مواجهة عسكرية مفاجئة بين الولايات المتحدة والصين‏,‏ ومواجهة مشابهة بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب حادث عرضي بين قوات الجانبين يتطور بشكل درامي ويكاد ينذر بحرب نووية‏,‏ ولكنها لن تقع‏.‏ وكانت ظاهرة التغير المناخي‏
'‏ ملهمة‏'‏ لخيال تنبؤات عام‏2008,‏ إذ توقع الفلكيون أن تتسبب الظاهرة في سلسلة من الكوارث الطبيعية التي سيكون من بينها أسوأ فيضان في تاريخ القارة الأوروبية‏,‏ وتحديدا في ألاسكا‏,‏ بالإضافة إلي زلزال في الولايات المتحدة‏,‏ وتحديدا في لاس فيجاس‏.‏ فهل تصدق توقعات الفلكيين والمنجمين؟ أم أنهم يعرفون أن الجميع سينسي هذه التوقعات مع نهاية عام وقدوم عام آخر؟‏!‏