حياة جديدة بعد الحج..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من طرف زائر الأربعاء ديسمبر 26, 2007 10:45 am

حياة جديدة بعد الحج..كيف
علماء الدين :
تجنب المعاصي.. الإكثار من الصدقات.. الوفاء بالعهد.. الالتزام بالطاعة
أبواب المغفرة والرحمة مفتوحة للجميع..
استجابة للفريضة الخامسة

مرت أيام الحج التي تفرغ المسلمون فيها للعبادة لله عزوجل وخرجوا منها بشعور إيماني جعلهم راضين مطمئنين آمنين بعد أن أدوا حق الله سبحانه وتعالي وزاروا بيته الحرام ومسجد نبيه صلي الله عليه وسلم.. فالحج بداية لحياة جديدة يسير فيها المسلم في أثنائه وبعد أداء الشعيرة راجيا أن يكون بالله ومن الله وإلي الله وعلي ملة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: وماذا بعد الحج؟.. وما علي الحاج اتباعه حتي يكون حجه مبروراً ويتقبل الله منه؟
يقول د. منيع عبدالحليم محمود عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر: لقد ورد في الحديث الشريف: "من حج بيت الله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".. إن الحج المبرور في هذه الحالة ليس له جزاء إلا الجنة.. فعلي المسلم بعد انقضاء فترة الحج التي أخلص وجهه لله فيها أن يصبح من البراءة والطهر كيوم ولدته أمه خالصا من الدنس مبرأ من الآثام.. هذا هو الاساس المطلوب منه بعد الحج لأن في الحج تعرف علي الله تعالي بحيث يصبح في يقين المسلم بعد عودته أنه سبحانه مصدر الخير كل الخير ومصدر النعمة كل النعمة ومصدر الكمال علي المعني الصحيح للكمال الإنساني.
اضاف أن الذي يتعرف علي الله يصبح من الكمال الإنساني في الذروة لأن الحج يزكي النفس فإذا ماتزكت النفس يصبح المسلم في حالة يفيض الله سبحانه وتعالي عليه نوراً يعرف هذه التزكية به فتتعرف عليه وتلزمه بعد الحج وتقف عنده وإذا ماتوجه الإنسان بكل كيانه إلي مولاه غمره بنعمته وأكرمه بالمغفرة وأهله لدخول الجنة والتنعم بالثواب.. ولقد فتح الله سبحانه وتعالي أبواباً كثيرة يدخل منها طلاب المغفرة والرحمة إلي مغفرته ورحمته منطلقة من الحج.
مقاصد الشريعة
يؤكد د. رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون السابق أن العبادات كلها إنما جاءت لإصلاح حال الإنسان لتحقيق المصالح للأفراد والجماعات.. فللشريعة مقاصد هي تحقيق مصلحة الإنسان.. لو تتبعت ذلك في كل العبادات بل وفي كل أنواع التعامل بين أفراد الإنسان لوجدت المصلحة هي المقصد من أحكام الشريعة.. قال إن الحج لايخرج عن هذا الإطار.. فشعيرة الحج إذا أديت بصورة كاملة أدت إلي تغيير سلوك الفرد تغييرا كبيراً.. فالإنسان عند أداء مناسك الحج يعيش في اطارها ويدرك معانيها فإن ذلك من شأنه ان يهذب من سلوكه وأن يصلح مابينه وبين الله عزوجل.. وهذا ليس غريباً ان تكون أفعال الحج مؤداة لصورة تخضع هوي الإنسان بأحكام الشرع حتي إن الإنسان في أثناء أداء هذه الفريضة مطالب بأن يمسك نفسه فلايطلق العنان لنفسه في المجادلة وإطلاق الكلمات التي تخدش الحياء. أو تؤذي مشاعر الناس يشهد بهذا قول الله عزوجل "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج".
أشار إلي أن أفعال الحج مليئة بالعظات والعبر.. فالمظهر الذي يشاهده الإنسان في يوم عرفه خليق لأن يذكره بيوم البعث والنشور وأن الخلق كلهم مجتمعون كل ينتظر حسابه من الله عزوجل.. وهو شعور يجب ان ينعكس علي الإنسان في حياته بعد أداء الحج.. فيقوم سلوكه بما يتفق مع أحكام الشرع وإلا ماكان للحج من تأثير في نفسه.. فلو تصورنا ان حالة الإنسان بالنسبة للعمل الصالح هي واحدة قبل أداء الحج وبعد أدائه فإن معني هذا فإن الحج لم يهذب طبيعته لأنه أدي أفعاله دون ان يحيا فيها وتدخل في كيانه.
فرمي الجمرات مثلا يذكرنا بخضوع الإنسان لأحكام الله عزوجل وإطاعة أوامره.. فالرجم يشير إلي ماحدث من سيدنا ابراهيم عليه السلام واسماعيل ووالدته عندما أراد الشيطان أن يجعلهم جميعا كل علي حده ألا يمتثلوا لأوامر الله عزوجل في ذبح إسماعيل.. فكانت عملية الرجم التي يمارسها الحاج مذكرة بهذا الموقف العظيم منهم جميعاً.
قال د. رأفت: إذا كان الإنسان قد رجع من حجه وتغيرت نفسيته وسلوكه إن كان سلوكاً غير طيب تحول إلي سلوك طيب.. وإن كان طيبا ازداد طيبا فإن هذا علامة علي الحج المبرور.. وأما إذا لم يتغير من سلوك المقصر شيء فكأن الحج لم يحدث منه.. ولهذا فالمطلوب من كل حاج أن يعمل علي أن تكون حياته بعد أداء هذه الفريضة بالنسبة لعلاقته بالخالق سبحانه وتعالي وعلاقته بالناس أفضل مما كانت قبل أداء هذه الشعيرة.
يقول د. عبدالغفار هلال الأستاذ بجامعة الأزهر إن هناك شروطاً ينبغي أن يفعلها الحاج بعد ان وفقه الله لحج بيته الحرام وزيارة مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام فقد عاهد الله عزوجل أن يطيعه فليوف بعهده ويلتزم طاعة ربه في أقواله وأفعاله وجميع أحواله ومن أهمها أن يعاشر الناس معاشرة طيبة وأن يكرم ذوي القربي واليتامي والمساكين.. وان يصلي الصلاة في أوقاتها حتي تكون مقبولة عند الله عزوجل فالصلاة عماد الدين وقوامه المتين.
كذلك ينبغي علي الحاج ان يتجنب المعاصي كبيرها وصغيرها ما استطاع إلي ذلك سبيلا. وان يستحضر في نفسه تلك الذكريات التي رآها في بيت الله الحرام وفي مسجد نبيه صلي الله عليه وسلم ويجدد العهد مع الله كلما غفل عنه.
كما يعين من أراد أن يحج بشيء من المال إن كان مستطيعا فإنه لو فعل ذلك كان له مثل أجره من غير ان ينقص من أجر الحاج شيئاً.. وأن علي الحاج أن يكثر من تلاوة القرآن فإن لم يكن قارئاً فليكثر من ذكر الله عزوجل فإن ذكر الله هو دواء القلوب وشفاؤها.
اكد د. عبدالغفار ان الحج المبرور أمارة كما سئل الحسن البصري رحمه الله تعالي: ما الحج المبرور؟ فقال: أن تعود زاهداً في الدنيا. راغباً في الآخرة.. وماأجمل ان يعود الحاج بعد حجه إلي أهله ووطنه بالخلق الأكمل ناهجاً منهج الحق والعدل والسداد.. وإن من يعود بعد الحج بتلك الصفات الجميلة هو حقاً من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره.
التحلي بالصدق
يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الاسبق: المفروض ان أي إنسان أدي الحج فقد اغتسل في بحر الرحمات وأزال ماعليه من أخطاء وأصبح نقيا طاهراً أبيض كيوم ولدته أمه.. فعليه ان يحافظ علي هذا النقاء وان يسطر في سجل بقية حياته أعمالا خيرية عظيمة كأن يكون في سلوكه العام يتحلي بالصدق والأمانة والمروءة والشهامة.. وأن يكون واسع الصدر صبوراً حليماً عفيفاً يتطلع إلي عطاء ربه وعطاء الرب واسع.
قال إن الذي أدي الحج إن كان مدخنا يبتعد عن هذه العادة السيئة وأن ينفق أموال السجائر أو الشيشة في إطعام مسكين أو علاج يتيم أو مساعدة فقير.. وأن يسهم في كل عمل يعود بالنفع علي أي إنسان يحتاج إلي دعم ومساعدة.
إذن الحج مسئولية.. وإذا كانت الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ولا ثواب له ولا جزاء يرتجي له من الله لأن عبادة الله مسئولية عظيمة عائدها علينا نحن وثوابها لنا. فإذا كان الحج أكبر عبادة وهو ختام الأمر وتمام العمل.. فعلينا ان نحافظ علي القيم الأخلاقية وأن نتحلي بالأدب مع الله ومع الناس وأن نؤثر غيرنا علي أنفسنا.. وأن يكون عندنا مروءة لانغش ولانقبل الرشوة ولا نشهد الزور لأن كل واحدة من تلك تحبط ثواب الحج.. وهل يليق بالمسلم بعد ان أنفق ماله وترك أهله ووطنه وعاش مع ربه في رحلة عظيمة ان يبيع كل ذلك.. أعتقد لا.