دولة عرب نت


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دولة عرب نت
دولة عرب نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عيد الأضحي..يوم لصلة الأرحام

اذهب الى الأسفل

غرائب عيد الأضحي..يوم لصلة الأرحام

مُساهمة من طرف زائر الأربعاء ديسمبر 19, 2007 6:19 am

الأعياد الإسلامية شرعت لتجديد التوبة والعودة إلي صراط الله المستقيم.. فالمسلم مطالب بالإكثار فيها من الطاعات والمسارعة إلي فعل الخيرات.. وعيد الأضحي يأتي بعد يوم عرفة الذي وقف فيه المسلمون يبغون رضاء الله عليهم وقلوبهم مشرقة مطهرة خالية من أي حقد أو غل أو ضغينة.. فسعادة الإنسان من سلامة القلب واللسان.
الأسئلة التي تفرض نفسها.. ما الحكمة من الأعياد وما هي الدروس المستفادة التي يخرج بها المسلم من هذه المناسبة الكريمة.. وما هي الضوابط الخلقية التي يجب أن يتميز بها المسلم في هذه الأيام؟
في البداية يقول د. طه حبيشي الأستاذ بجامعة الأزهر إن لكل أمة من الأمم أياماً في العام تنتظرها لكي تطلق فيها العنان للأرواح والأخيلة بل حتي لبعض أعضائها الجسدية كي تلتئم جميعاً في شيء من التناغم والانبساط والفرح.
أضاف أن هذه الأعياد سميت بهذا الاسم لأنها تعود علي مدار العام بعد أن يحول علي انتظارها الحول.. ولذلك كان لابد لكل عيد من هذه الأعياد من سبب يميز أيامه ولياليه إن كان له أيام وليال أو يميز يومه وليلته إن اقتصر سببه علي يوم وليلة.
قال د. حبيشي إنه إذا كانت الأمم جميعها تشترك في المظهر الذي تظهر به في أيام الأعياد مع اختلاف يسير وكثير في الضوابط الخلقية فإن الأمم ولا شك تختلف في الأسباب التي جعلت من بعض أيام العام عندها أعياداً تتخذ للفرح والمرح والانطلاق.
أشار إلي أن جميع أمم الأرض تقريباً إنما تحتفل بأيام لها ذكريات في الماضي وأحداث جرت علي يد الآباء والأجداد وربما لا يكون للأبناء والأحفاد فيها من شيء يذكر إلا أنهم يتخذونها مواسم للفرح والمرح والنشوة.
أضاف أن حضارة الإسلام وثقافته وشريعته للأعياد فيها مفهوم آخر ذلك أن الذين يشاركون في أيام العيد إنما يكون لهم دور في إيجاد سبب هذا العيد في كل عام فهذا عيد الفطر يأتي بعد مشاركة المسلمين جميعاً في صيام شهر رمضان وصدقة الفطر والتدريب علي ضوابط الإرادة.. وهذا عيد النحر يأتي والمسلمون جميعاً يقومون بإعلان الشعيرة التي تميز المسلمين بالمشاركة بذبح الأضاحي التي لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي من عباده.
ومن كرامة الإسلام أنه لا يسمح للتكليف أن يعلو فوق الطاقة.. فأسباب الأعياد من الصوم قبل عيد الفطر أو النحر مع عيد النحر لا تكون إلا علي المستطيع وهم جمهور المسلمين.. وعيد الأمة الإسلامية في هذا العام يأتي وسط الابتلاءات والآلام التي تجعل المسلمين يرفعون أكف الضراعة إلي الله أن يرفع عن الأمة بلاءها وأن يأخذ بها إلي قمة العزة ويرسم إليها طريقها.
إحياء سنة إبراهيم
يقول د. عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر: جعل الله تعالي للأمة الإسلامية عيدين.. عيد الفطر وعيد الأضحي. وإذا كان عيد الفطر قائماً علي أساس الصيام فإن عيد الأضحي قائم علي أساس الحج الأكبر يتذكر فيه المسلمون تاريخ الأمة منذ أن نشأت البشرية علي ظهر الأرض حينما بني آدم عليه السلام البيت الحرام فصار قبلة للناس جميعاً كما قال تعالي: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدي للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً".
ففي هذا العيد المبارك نتطلع إلي الأمن والأمان الذي يعم المسلمين في جميع أرجاء الأرض بأن يمنع الله تعالي عنهم الخوف وينزل عليهم السكينة.
قال إن المسلمين يتذكرون في هذا اليوم سنة أبيهم إبراهيم في الأضحية فيضحي المسلم القادر علي الأضحية بتقديم دم في سبيل الله من الإبل أو البقر أو الغنم كما قال تعالي: "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير".
أضاف أن المسلمين يصلون العيد ثم ينحرون الأضاحي كما قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "إن عملنا في هذا اليوم أن نصلي ثم ننحر" وكما قال سبحانه: "فصل لربك وانحر".. ويشهد المسلمون الأضاحي ليغفر الله لهم ذنوبهم كما قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "يافاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك في كل قطرة دم حسنة" وكما قال تعالي: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم".
أشار د. عبدالغفار إلي أنه في هذا اليوم يتذكر المسلمون الفداء الذي نزل من السماء ليفدي جدهم إسماعيل عليه السلام كما قال تعالي: "وفديناه بذبح عظيم" يتذكرون في هذا اليوم أن الله تعالي جعل الصحراء الجرداء جنة خضراء فيتذكرون أن اقتصادهم يتحسن ويعمهم الرخاء والازدهار مصداقاً لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام حينما قال: "ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" سورة إبراهيم.
يتذكرون في هذا العيد أن يجدوا وأن يعملوا بصدق وإخلاص وأن يتكون عندهم حب الانتماء لوطنهم وأمتهم فتصير أمتهم في مصاف الأمم المتقدمة وهذا العيد ذكري لهم ليربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
قال إن يوم العيد يعود بالفرحة علي المسلمين جميعاً وتعمهم صلة الرحم فيتناسي الناس الأحقاد والضغائن ويسود بينهم الحب والمودة فيتبادلون لحوم الأضاحي يعطي الأخ لأخيه ويعطي ابن الأخ لعمه وتزار الأخوال والخالات والأعمام والأقارب عموماً ويتزاور الجيران وأهل كل قطر من أوله لآخره يتبادل المسلمون التهاني في هذا اليوم السعيد بما يدل علي أن الإسلام دين المودة ودين الرحمة وأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي.. ويجد الفقير نفسه في هذا اليوم مسروراً هو وأولاده لأنه يأخذ ثلث الأضحية هدية من الله سبحانه وتعالي فيدعو الفقير للغني وتصبح الأمة متماسكة لا يحقد أحد علي أحد ولا يفخر أحد علي أحد ولا يمن أحد علي أحد لأن المال مال الله واليوم يوم إسالة الدماء لينتفع المسلمون بها في فرح وسرور.
التوبة الصادقة
يقول د. حمدي طه أستاذ الإعلام الإسلامي بجامعة الأزهر أن من ضوابط هذا اليوم أن يتحلي الإنسان بمكارم الأخلاق ويكون بداية عهد جديد مع الله سبحانه وتعالي بالتوبة الصادقة والإكثار من الطاعات وفعل الخير وتجنب المعاصي حتي تكون توبته مقبولة عند الخالق.
أضاف أنه علي المسلم أن يبدأ هذه الأيام المباركة بالتكبير والدعاء وصلة الأرحام والالتقاء بأكبر عدد من المسلمين لتهنئتهم.. فالإسلام يدعونا للعمل في الدنيا والآخرة دون إفراط أو تفريط فقد روي أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا من ترك آخرته لدنياه حتي يصيب منهما جميعاً فإن الدنيا بلاغ إلي الآخرة ولا تكونوا كلا علي الناس".
أكد د. حمدي أن عيد الأضحي فرصة عظيمة كي تعود الأسرة والمجتمع الإسلامي بأسره إلي الصلة الطيبة بخالقها حتي يحسن الله ما بينها وبين غيرها من الأسر ويعيد للمجتمع المسلم. عزته ومقومات قوته حتي يبلغ رسالة الإسلام وينشر دعوته في كل بقاع العالم لأن ديننا جاء للناس كافة ورسولنا بعث للعالمين.
أضاف أن هذا العيد من أيام العشر من ذي الحجة التي أقسم الله بها لمنزلتها ومكانتها العظيمة بقوله سبحانه: "والفجر وليال عشر والشفع والوتر" وكذلك روي الترمذي في صحيحه أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من أيام أحب إلي الله أن يتعبد له فيها من أيام عشر ذي الحجة" وشرعت في يوم الأضحي شعيرة الأضحية لتأليف القلوب بين الفقراء والأغنياء وذوي الأرحام.
التكبير والدعاء
يقول الشيخ خيري محمد إبراهيم أبو الروس إمام وخطيب مسجد كفر الجرايدة بكفر الشيخ إن الرسول - صلي الله عليه وسلم - كان يتطيب طوال أيام العيد قبل الخروج لأي صلاة.. كما كان يحرص علي الصلاة في الخلاء إن لم يكن هناك مانع من مطر وبرد شديدين.
كما كان صلي الله عليه وسلم يكثر من التكبير والدعاء طوال هذه الأيام المباركة ويستمر في التكبير حتي عصر ثالث أيام التشريق الثلاثة ويبدأ من فجر يوم عرفة.
أكد أن من أهم سمات هذه الأيام صلة الأرحام التي أوصي بها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم وحث عليها المصطفي - صلي الله عليه وسلم - لذلك ينبغي علي كل مسلم أن يزور أهله وأقاربه ويحرص علي تهنئتهم في هذه الأيام المباركة.

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى