تركيا توجه ضربة قوية لحزب العمال الكردستاني في العراق

عراقيون يعاينون مكان الغارة التركية في قنديل شمال العراق
انقرة (ا ف ب) - بعد شهرين على اندلاع الازمة التركية العراقية حول المتمردين الاكراد في شمال العراق يبدو ان تركيا حازمة بشنها هجوما جويا على حزب العمال الكردستاني بموافقة ضمنية من الاميركيين.
ورغم ان الجيش لم يقدم الاثنين اي حصيلة للغارات التي شنها الاحد فلا شك في اتساع نطاق الهجوم الذي شنه على بعد تسعين كلم في العمق العراقي مستخدما مقاتلات عدة من طراز اف 16.
وعلق الجنرال التركي المتقاعد سيف الدين سيمن الذي نقلت تصريحاته صحيفة الصباح "انها المرة الاولى التي تطلق فيها تركيا عملية جوية ليلا في اراضي العدو". واعتبر ان الجيش التركي اراد عبر ذلك القصف القول ان "ليس هناك هدف لا يمكن للطائرات التركية ان تدمره" في العراق.
وبدا الجيش التركي وهو ثاني جيش من حيث العديد بين اعضاء حلف شمال الاطلسي بعد الولايات المتحدة منذ تشرين الاول/اكتوبر يعرض قوته في مواجهة حزب العمال الكردستاني الذي لديه 3500 عنصر في الجبال العراقية بعد الهجمات الدامية التي شنها على الجنود الاتراك عند الحدود.
واستهدفت الغارات جبال قنديل التي تعتبرا معقلا لمقاتلي حزب العمال المتمردين منذ 1984 على انقرة.
واعلن الجيش التركي في بيان ان الغارات بدأت في الساعة 01,00 (23,00 تغ) وانتهت قبيل الساعة 04,15 (02,15 تغ) لافتا الى انه استخدم القصف المدفعي والصاروخي. وافادت وسائل الاعلام التركية ان المقر العام للمتمردين في قنديل قرب الحدود دمر بكامله.
وتكهنت الصحف التركية الاثنين حول مصير القائد العسكري في حزب العمال الكردستاني في العراق مراد كارايلان ومساعده بهروز اردال اللذين كانا في ذلك الموقع عند وقوع الهجمات.
وافاد مصدر عسكري رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس ان 100 طن من القنابل القيت على مواقع المتمردين.
ويبدو ان تلك الاهداف حددت بفضل معلومات قدمتها الولايات المتحدة التي تحتل العراق منذ 2003.
واعلن قائد الاركان التركية الجنرال يشار بويوكانيت ان "الولايات المتحدة قدمت معلومات (...) لكن الاهم انها فتحت لنا الليلة الماضية المجال الجوي في شمال العراق".
وفي تحذير ل"ارهابيي" الحزب الكردستاني قال ان "معسكرات حزب العمال الكردستاني هناك وعملياته تحولت بالنسبة الينا منازل +بيغ براذر+" في اشارة الى برنامج تلفزيوني يقوم على مبدأ مراقبة المشاركين بكاميرات على مدار الساعة.
واعتبر العديد من المعلقين ان العمليات التركية ستستمر بفضل آلية اقامها الاتراك والاميركيون اثر لقاء مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والرئيس جورج بوش. وكانت انقرة قامت في الاول من كانون الاول/ديسمبر باول عملية محدودة في الاراضي العراقية.
واكد الصحافي روسن شاكر الخبير في حزب العمال الكردستاني لصحيفة الوطن ان الاتراك والاميركيين "بدأوا القضاء على حزب العمال الكردستاني في العراق" معتبرا انه تم تجاوز التوتر بين انقرة وواشنطن حول "عدوهما المشترك".
واوضح ان واشنطن التي تدعم اكراد العراق تعارض توغلا كثيفا للقوات التركية في شمال العراق لكن الغارات التركية تثبت انها لا تمانع شن غارات محدودة.
وفي ما يخص العلاقات التركية العراقية رأى دبلوماسي تركي رفض كشف هويته ان استدعاء سفير تركيا في بغداد للمطالبة بالكف عن القصف هو "شكلي محض". واضاف ان "تركيا اعلنت مرارا انها ستضرب الارهابيين في العراق" معربا عن ارتياحه لاتخاذ اكراد العراق اجراءات ضد حزب العمال الكردستاني على اراضيهم.