حُرمه" بلدي!

من طرف زائر الخميس ديسمبر 13, 2007 10:37 am

حُرمه" بلدي!

الجحود بكل معانيه في هذه القضية.. فاق التصور وتجاوز المألوف.. غريب أن تتحول المودة الي جفاء وأن تتقلب الرحمة الي قسوة.. وأن تموت ذكريات العشرة تماما وتموت معها القلوب.. المدعي رجل ذو مركز مرموق وصل الي درجة وكيل وزارة تزوج من فتاة بدأ معها مشوار حياته الذي طال لأكثر من 25 سنة.. عاشت معه الحياة بحلوها ومرها الي أن وصل الي مركزه الكبير.. فاجأتها أزمة واستطاعا التغلب عليها الي أن كانت المفاجأة.. التي زلزلت أركان البيت وطوت السعادة في غياهب النسيان.
بدأ قلق الزوجين من أجل الانجاب بعد حوالي 3 سنوات من الزواج.. بدأت الزوجة تتردد علي كثير من الأطباء وأجرت التحاليل تلو الأخري الي أن تأكد الطب أن الزوجة ليس لديها أية موانع وانها مهيأة تماما لاسعاد الأسرة بالولد.. ولكن المفاجأة ان الزوج هو الذي لا يستطيع الانجاب.
لم يسكت الرجل حاول بشتي الطرق.. حاولت الزوجة ان تفك هذه المعضلة وان تنسيه الحديث عن الانجاب والأولاد وان تجعله يشعر بأنه كل شيء في حياتها.. وان الله قد حرمها الأخوة وفقدت أبويها ولم يبق لها في الدنيا غيره.. قال لها لن تتحملين أبد الدهر.. فأنت أيضا تشتاقين الي الأمومة ولن أستطيع حرمانك منها.. سأشعر بالأنانية وحب الذات.. أرجوك ان أردت الانجاب فأنت حرة.. أما أنا فان الله لن ينساني.
تمسكت السيدة الوفية بالعشرة التي طالت ليزداد قرب الزوجين من بعضهما.. وتزداد معه قيمة الزوج في عمله حتي وصل الي منصبه الكبير.. .وأخذ الكثير يتقربون منه وتعلم السهر بعدما زادت الأموال في يديه وعرف ممن يسمون بكبار القوم وشعر مع هذه القفزة الكبيرة ان زوجته "ست بلدي" لا تصلح لمركزه المرموق ولا لمقابلة الضيوف الأكابر ولا تجيد "الاتيكيت" لزوم السهر والفرفشة.. فكان قراره بالتغيير.
بدأ الزوج يبحث عن شقة أخري في منطقة غير التي يقيم فيها.. وهي منطقة شعبية جدا.. الي أن وجد ضالته في مصر الجديدة شقة ايجارها الشهري 4 آلاف جنيه.. ترك زوجته التي شاخت وكبرت وأصبحت لا تصلح للعرسان ليقيم وحده في الشقة الجديدة.. يعطيها 300 جنيه شهريا.. يرسلها لها ثم يغادر فورا ليقيم في شقته الجديدة.. الغريب ان الزوج يقيم في المسكن وحده.. لم يتزوج بأخري.. بل فضل الانفصال دون زواج.. وأصبح الزوجان كل منهما يقيم في شقة منفردا.. بدأت الزوجة تذكرة بأيامها الماضية.. وكيف انها ارتضت ان تعيش له وحده.. وانه لا يوجد معها ولد أو بنت يؤنس وحدتها.. وليس لها أب أو أم أو أخ تذهب اليه.. الزوج وحدة هو كل ما لها.. ولكن قلبه كان حجرا أو أشد قسوة.. لم يستجب لتوسلاتها.. ظل علي ما هو عليه سعيدا بأنسه في شقته الجديدة مع أصدقائه دون أن تشغله وحدة هذه المسكينة.. التي أصبح ليلها بكاء ونهارها شقاء تعض بنان الندم بعد فوات الأوان..
كثر الحزن علي الزوجة وأصبح همها كبيرا تحول الي مرض تشعر معه بغيبوبة كاملة.. بدأت تتردد علي الأطباء لعلاجها من المرض المزمن.. أصبحت الشهرية التي يتكرم عليها بها لا تفي بحاجتها فعلاجها وحده يتكلف شهريا أكثر من 500 جنيه.. ألحت عليه أن يداويها ويراعي ظروفها خاصة انها "مقطوعة من شجرة" ليس لها أحد.
ولكنه بخل واستكبر وتمني لها الموت ولم يعطها الا ما يسد رمقها.. بدأت تتردد علي وزارة الصحة وحدها تطلب علاجها علي نفقة الدولة.. ولكن هذا مشوار طويل تحتاج معه الي من يعينها الي أن دب اليأس في قلبها.. فكرت في أن تقيم ضده دعوي نفقة لزيادة المبلغ الذي يعطيه لها ولكنها خشيت أن تفعل ذلك حتي لا يتجرأ الرجل ويغدر بها ليطلقها ويرميها في الشارع.
ولكن ماذا تفعل وقد أغلقت أمامها كل الأبواب.. نصحها البعض باقامة الدعوي التي قالت فيها ان زوجها تركها وحدها وهجرها 9 سنوات كاملة وهي مع ذلك لا تطلب الطلاق ولكنها تطلب الرحمة.. تطلب الوفاء وصيانة العشرة.. ان مرضها كاد أن يعجزها عن فعل أي شيء ورغم ذلك فان زوجها لا يسأل عنها أبدا.. غير مبال بمرضها الذي يتكلف الكثير.. قال الزوج انه فعل كل ما بوسعه باعطائها نفقة شهرية رفضت محكمة أول درجة الدعوي.
استأنفت الزوجة فقضت المحكمة برئاسة المستشار محمد صبري وعضوية المستشارين عبدالمجيد الصيفي ود. فتحي عزت بالزام وكيل الوزارة بدفع 500 جنيه مصاريف علاج بالاضافة الي النفقة.. قالت في حيثياتها ان هذه المصاريف جزء من النفقة الملزم بها الزوج حتي ولو كان المرض مزمنا.. ورأت المحكمة ان يسار الزوج ومنصبه يتناسب مع المبلغ الملزم به وان المودة والرحمة بين الزوجين تتطلب صيانة العشرة وأن منصب الرجل الكبير يلزمه ان يكون قدوة وان مرتبه ببدلاته يبلغ الآلاف واستقطاع 500 جنيه منه ليس كثيرا لعلاج زوجته.

من طرف زائر الخميس ديسمبر 13, 2007 10:45 am

dah mayistahilhach akid hayiji wa9t w yi3raf 9imitha ba3di madi3 kouli haja mino

حُرمه" بلدي!

حُرمه" بلدي!

رد: حُرمه" بلدي!