محاولات أمريگية إسرائيلية لاختراق التقارب الخليجي- الإيراني

من طرف زائر الأربعاء ديسمبر 12, 2007 6:20 am

محاولات أمريگية إسرائيلية لاختراق التقارب الخليجي- الإيراني

تنظر الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الارتياح تجاه التقارب بين دول الخليج وطهران والذي ظهر واضحاً من خلال دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور مجلس التعاون الخليجي الذي عقد مؤخراً بالدوحة وتري الولايات المتحدة ان هذا التقارب يؤثر علي الرؤية الاستراتيجية الأمريكية تجاه هذه العلاقة ومدي تأثيرها حال حدوث هجوم أمريكي علي إيران واستعداد هذه الدول لتقديم التسهيلات العسكرية للقوات الأمريكية أو أن تسمح لها باستخدام القواعد الأمريكية المتمركزة علي أراضيها في تنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع إيرانية. وفي إطار سعي الولايات المتحدة الحالي لاستصدار قرار بتصعيد العقوبات علي إيران من خلال المشاورات الجارية بينهما وبين الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن حيث اعلنت رايس أن قرار تشديد العقوبات سيصدر في غضون الأسابيع المقبلة. وعلي صعيد آخر تتابع الولايات المتحدة سياسة تخويف دول مجلس التعاون الخليجي من إيران حيث دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس دول الخليج للتعاون من اجل مواجهة التهديد الإيراني واقامة مظلة دفاع جوي وصاروخي فوق منطقتهم لردع اية هجمات من جهة إيران لاقناعهم بان طهران تسعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة وأنها تشكل تهديداً عليهم ومن ناحية أخري يري المحللون أن إسرائيل هي المحرض الأول لهذا التوجه الأمريكي الساعي لاختراق هذا التقارب بين إيران ودول الخليج من خلال تأكيداتها المستمرة بأن البرنامج النووي الإيراني لايزال يشكل خطراً علي المنطقة بأكملها. وأن البرنامج النووي الإيراني موجه ضد دول الخليج العربي قبل أن يكون موجهاً ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن إيران حال امتلاكها السلاح النووي لن يتجاوز كونه عملية ردع للدولتين أمريكا وإسرائيل لعدم مهاجمتها عسكريا أو محاولة التفكير في تغيير نظامها بالقوة مثلما حدث في العراق وذلك من خلال دراسة صدرت مؤخراً عن وزارة الدفاع الإسرائيلي أكدت خلالها أن الاعتبارات التي تحكم الاستراتيجية الإيرانية ترتبط بمصالحها ووضعها في الخليج العربي أولاً وقبل كل شيء مشيرة إلي أن إيران تبدي حساسية كبيرة إزاء ما يحدث في دول الجوار أكثر من اهتمامها بما يجري بين إسرائيل والفلسطنيين علي الرغم من الخطاب السياسي الإيراني المعادي لإسرائيل. ويبدو أن سياسية التخويف التي تتبعها واشنطن وحليفاتها إسرائيل لن تحظي باهتمام لدي دول مجلس التعاون الخليجي لادراك هذه الدول لأهمية إقامة علاقات إقليمية قائمة علي مبادئ الثقة المتبادلة وحسن النوايا وتقديرها لمكانة ودور إيران في استقرار المنطقة إضافة إلي العلاقات الاقتصادية القوية المتبادلة فيما بينها وبين طهران كما تدرك دول الخليج أن خطر السلاح النووي عليها ليس فقط من الجانب الإيراني وانما هي محاصرة بعدد من الدول الهند وباكستان وإسرائيل وأن الخطر الأكبر والحقيقي يأتي من انفراد إسرائيل بامتلاك السلاح النووي في المنطقة وأنه لا سبيل لتهدئة هذه الحالة إلا من خلال حدوث حالة من الوفرة النووية في المنطقة والتي من شأنها أن تخلق حالة من الردع المتبادل إضافة إلي أن دول الخليج تدرك انه حال توجيه ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية ستكون له نتائج كارثية علي الساحة الخليجية.