المانيا تطرد ايرانيا وتطوي صفحة اليمة مع ايران

مطعم ميكونوس في برلين 18 ايلول/سبتمبر 1992 حيث تم تصفية اربعة معارضين اكراد ايرانيين
برلين (ا ف ب) - طردت المانيا الاثنين ايرانيا محكوما بالسجن المؤبد لارتكابه مجزرة بحق معارضين اكراد ايرانيين قبل 15 عاما في برلين بامر من طهران طاوية بذلك صفحة اليمة مع ايران طبعت العلاقات بين البلدين بشكل دائم.
واطلق سراح كاظم دربي (48 عاما) الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة وتعتبره المانيا عميلا سريا ايرانيا قبل انقضاء فترة عقوبته الاثنين ثم طرد من مطار فرانكفورت (غرب) الى ايران على ما اعلنت متحدثة باسم وزارة الداخلية في مقاطعة برلين لوكالة فرانس برس.
ووصل دربي الى ايران. واعلن لدى وصوله الى طهران "ان قرار المحكمة (بالافراج) يثبت انني بريء" بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية.
واكد "لم اكن انتمي الى اي منظمة. كنت عضوا فقط في جمعية الطلاب المسلمين في اوروبا واعتقلت لهذا السبب".
واضاف "تحدثت مع عدد من الناشرين الالمان الذين سيأتون الى ايران في الاشهر المقبلة. اريد كتابة هذه القصة من اولها الى آخرها لاثبت انني بريء وانني سجنت بدون سبب".
وكان شريكه اللبناني عباس رحيل (39 عاما) الذي حكم عليه ايضا بالسجن المؤبد عام 1997 طرد الخميس الى جهة لم تحدد.
واعلنت السلطات الالمانية بشكل مفاجئ في تشرين الاول/اكتوبر نيتها خفض عقوبة السجينين بعد ان امضيا 15 عاما خلف القضبان وطردهما في حين كانت ايران تسعى منذ سنوات لاخلاء سبيل دربي.
ونفت المانيا آنذاك اي مساومات سياسية موضحة ان قرارها يستند الى آلية تعتمدها المانيا بصورة تقليدية وتسمح بالافراج عن المحكومين بالسجن المؤبد في اسرع وقت ممكن بعد قضائهم 15 عاما في السجن.
ومن الملفت ان السلطات القضائية كانت استبعدت كليا قبل فترة قصيرة هذه السنة امكانية الافراج سريعا عن دربي مشيرة الى ان الجريمة التي ارتكبها "درجة كبيرة من الخطورة".
وكانت اسرائيل تعتبر دربي ورقة ثمينة يمكن استخدامها للحصول على معلومات حول مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اسقطت طائرته فوق جنوب لبنان عام 1986 وقد حاولت هذا الخريف الضغط على المستشارة انغيلا ميركل لمنع اطلاق سراح السجينين.
كذلك ذكر اسم دربي كعملة مقايضة حين كانت برلين تبذل مساع من اجل الحصول على اطلاق سراح الماني مسجون في ايران هو دونالد كلاين الذي حكم عليه بتهمة دخول المياه الاقليمية الايرانية بصورة غير شرعية. وقد افرج عنه في اذار/مارس بعد اعتقاله 15 شهرا.
وكررت النيابة العامة الفدرالية التي تقع قضايا الارهاب ضمن صلاحياتها الاثنين انه "ليس هناك اي رابط (بين طرد دربي ورحيل) وملفات اخرى".
ويبقى ان المانيا بهذه الخطوة اغلقت ملفا القى بظله على مدى سنوات على العلاقات الالمانية الايرانية بل على علاقات طهران مع الاتحاد الاوروبي المتضامن مع بون.
ووجه القضاء الالماني لدى اعلان حكمه في نيسان/ابريل 1997 اصابع الاتهام الى ايران "على اعلى مستويات الدولة" ما يعني اتهام الجمهورية الاسلامية صراحة بالارهاب.
وصدر الحكم بعد محاكمة استمرت ثلاث سنوات وتخللتها شهادة ابو الحسن بني صدر اول رئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية بعد ثورة 1979 المقيم في المنفى وقد اتهم فيها ايران بانها دولة ارهابية.
واثارت القضية ازمة دبلوماسية بين البلدين استمرت سنة واستدعت ايران سفراءها في اوروبا فيما استدعت دول الاتحاد الاوروبي سفراءها في طهران.
وكان دربي رئيس الوحدة التي قامت في 17 ايلول/سبتمبر 1992 بتصفية رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني صادق شرف كندي وثلاثة من رفاقه لدى حضورهم الى المانيا للمشاركة في اجتماع للاشتراكية الدولية ورحال هو الذي اطلق النار عليهم في مطعم ميكونوس في برلين.
كذلك ادين لبنانيان اخران في القضية هما محمد عطريس الذي قضى خمس سنوات ونصف في السجن ويوسف امين الذي طرد عام 1999 الى لبنان بعد قضاء اكثر من نصف عقوبته بالسجن 11 عاما.
وصرح المحامي فولفغانغ فيلاند الذي اتخذ صفة الادعاء المدني في القضية ان الافراج عن السجينين قبل انقضاء عقوبتهما "امر يصعب فهمه" معتبرا انه جاء نتيجة "ضغوط سياسية".
وحذر من ان ايران "لن تفسر ذلك على انه علامة كرم بل علامة ضعف من جانب الغرب".