المعالجة بالكــي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المعالجة بالكــي
المعالجة بالكــي
MOXIBUSTION
تعريف الكي للعلامة ابن المنظور:
الكَيُّ: معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها، كواه كَيّا.
والكَيَّةُ: موضع الكَيِّ. والكاوِياء: مِيسَمٌ يُكْوَى به. واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء: استعمل الكَيَّ. الرجل: طلب أَن يُكْوَى. والكَوَّاء: فَعَّال من الكاوِي.
يقول صلى الله عليه وسلم " ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألما و أنا أكره الكي و لا أحبه ".(صحيح) انظر حديث رقم: 3026 في صحيح الجامع.
وعن جابر رضي الله عنه قال : { رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله , فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , فانتفخت يده , فحسمه مرة أخرى } .
قال أنس: كُويت من ذات الجنب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت ، وأبو طلحة كواني . وفي رواية عن أنس قال : كواني أبو طلحة , واكتوى من اللقوة ، وفي رواية عن قتادة عن أنس قال:كواني أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فما نهيت عنه. وفي رواية عن أنس: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه، وكواه أبو طلحة بيده.
وعن حارثة بن مضرب قال دخلت على خباب وقد اكتوى في بطنه فقال ما أعلم أحدا لقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء ما لقيت لقد كنت وما أجد درهما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي ناحية من بيتي أربعون ألفا ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أو نهى أن نتمنى الموت لتمنيت (صحيح) . وفي رواية عن قيس بن أبي حازم , عن خباب , أنه أتاه يعوده , وقد ((( اكتوى))) سبعا في بطنه .
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه ((( اكتوى))) من اللقوة , ورقي من العقرب . وفي رواية عن ابن عمر أنه اكتوى من اللقوة واسترقى من العقرب. وفي رواية رأيت عبد الله بن عمر ((( اكتوى))) من اللقوة في أصل أذنيه . وفي حديث ابن عمر <أنه اكْتَوَى من اللَّقْوة> هي مرض يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إلى أحد جانِبَيْه.
وعن أبي سفيان عن جابر قال : { اشتكى أبي بن كعب فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيبا , فقطع منه عرقا , ثم كواه عليه } . وفي رواية { اشتكى أبي بن كعب فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيبا , فقد عرقه الأكحل , وكواه عليه } .
ومن أمثال العرب "قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النار"
يضرب هذا للرجل يتوقع الأَمر قبل أَن يَحِلَّ به وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص، قاله في بعضهم، وأَصله أَن مُسافر بن أَبي عمرو سَقَى بَطْنُهُ فداواه عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه، فلما جعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل يَضْرَطُ فقال مسافر:العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ في النار.
آخر الطّب الكيُ
ذكر العجلوني في كشف الخفاء: في الأصل هو (آخر الطّب الكيُ) من كلام بعض الناس، وليس بحديث، والمراد أنه بعد انقطاع طرق الشفاء يعالج بالكي، ولذا حمل العلماء قوله صلى الله عليه وسلم وأنهي أمتي عن الكي على ما إذا وجد طريق غيره مرجو للشفاء، وقال القاري في موضوعاته الكبرى والمشهور كما قال العسقلاني في أمثلة العرب آخر الداء الكي والمعنى آخر الشفاء من الداء الكي ، وينسب أهل الأخبار المثل المذكور إلى "لقمان بن عاد"، وفي نسبتهم هذه المعالجة إليه دلالة على قدمها عند العرب. وهي معالجة لا زال الأعراب يستعملونها في مداواة أمراض عديدة عندهم، لا سيما في معالجة امراض المفاصل " الرثية " والجروح والقروح ووجع الرأس.
وفي القاموس المحيط الشَّأفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُجُ في أسْفَلِ القَدَمِ، فَتُكْوَى فَتَذْهَبُ ، أو إذا قُطِعَتْ ماتَ صاحِبُها، واسْتأصَلَ اللُّه شَأْفَتَهُ: أذهَبَهُ كما تَذْهَبُ تِلْكَ القَرْحَةُ، أو معناهُ أزالَهُ من أصْلِه.
http://www.albdoo.info/uploaded/1932/11159249383.jpg
http://www.albdoo.info/uploaded/1932/11159249415.jpg
في الصورة أعلاه توضح العلاقة بين الكي والوخز بالإبر الصينية
مع الأسف الشديد أنه لا يوجد لدينا في الكتب والمباحث العربية ما يشرح لنا الشرح الوافي عن طريقة العلاج بالكي ، بينما أننا نجد الى وقتنا الحاضر البدو في الصحراء وكبار السن في بعض القرى يستخدمون العلاج بالكي وأنهم ينجحون في علاج بعض الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن علاجها ، خصوصا المرض المسمى عرق النسا .
والغريب أنهم يكوون على مسارات الطاقة الصينية والمناطق الانعكاسية من غير أن يعلمون عنها شيئا ، كأن يكوون الموضع بين الخنصر والبنصر لمرض أبو صفار وأسفل القدم للروماتيزم ..الخ ، وعلمهم والله اعلم مأخوذ من كتب الطب القديم مثل كتاب الحاوي والقانون وأخذ بالوراثة أو عن طريق تعليم الجن لهم .
الموكسا ( MOXA )
الموكسا على طبقة من الملح
جاء في كتاب دليل البدائل الطبية أن كلمة الموكسا ( MOXA ) مأخوذة من اسم عشبة صينية ، وأوراق عشبة الموكسا مرة المذاق رائحتها طيبة عند الاحتراق وهي تنمو في مختلف أنحاء الصين ، استخدمها الصينيون في علاج الكثير من الأمراض ، وأوراق الموكسا تنتج حرارة ملائمة قادرة أن تسترد وتنقذ الحالة الخطرة لمسارات الطاقة وتقوم بمعادلة وتنظيم الهواء ، وتطرد الهواء البارد والرطوبة وتبعث الدفء باستعمالها في الكي حيث أنها تحترق وتتخلخل المسارات جميعها وتتيح الشفاء من أمراض كثيرة.
تستعمل الموكسا على الجلد مباشرة أو توضع على قطعة معدنية نقدية أو على شرائح صغيرة من الزنجبيل او شرائح من الثوم ( أو عجينة من الثوم المدقوق عجينة من البهار الأبيض حسب الحاجة، كما تستعمل في بعض حالات الدمامل والاكزيما الجلدية عجينة من التراب الأصفر. كما تستعمل لفافات الموكسا المصنوعة بشكل قلم طويل أو اسطوانة رفيعة وطويلة تمسك باليد و تقريب الطرف المشتعل من الجلد حسب النقطة المطلوب علاجها.
وإن حرق الموكسا على الجلد والكي بميسم وساثل علاجية قديمة جدأ في الصين، الكي هو عبارة عن استخدام الحرارة الكاوية مباشرة على الجلد على النقطة المراد حثها وتفريغها في المسار المناسب من مسارات الطب الصيني.أ . هـ" بتصرف "
قلت وهذه الطريقة قريبة من الطريقة العربية المسماة " بالكي البعري " وطريقتها كما عن الرازي في الحاوي في الطب : يؤخذ بعر الماعز ولا سيما الجبلي : تشرب صوفة زيتا وتوضع على الموضع المراد كيه ثم خذ بعرة والهبها حتى تصير جمرة ثم ضعها على الصوف ولا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحس بتوسط العصب ويسكن الألم. " بتصرف "
وتوجد طرق أخرى في العلاج بالكي فعلى سبيل المثال الكي بالكهرباء والكي بالمواد الحارقة ومنها التكميد أوالحرق بالرضف فعن أبي الأحوص عن عبد الله قال : { أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر فقالوا : إن صاحبا لنا مريض ووصف له الكي , أفنكويه ؟ فسكت , ثم عاودوا فسكت , ثم قال لهم في الثالثة اكووه إن شئتم , وإن شئتم فارضفوه بالرضف } .
الرَّضفُ: الحجارة المُحْماة على النار، واحدتُها رَضْفة ، ولا يُقالُ لِلحجَارَةِ رَضْف إلا إذا كانَتْ مُحْمَاةً بالشَّمسِ أوَ النَّارِ أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ.
ومن طرق الكي تسخين الإبر وهي في الموضع المراد كيه
فوائد الكي
1. الكي علاج نافع لمنع انتشار الفساد .
2. ولتقوية العضو الذي برد مزاجه.
3. ولتحليل المواد الفاسدة المتشبثة بالعضو.
4. ويساعد الكي في وقف النزيف. وينبغي أن يكون الكي في هذه الحالة بحديدة شـديدة الإحماء قوية حتى تفعل خشكريشة " قشرة " عميقة غليظة لا يسهل سقوطها أو تسقط في مدة طويلة في مثلها يكون اللحم قد نبت ، فإن الكي الضعيف يحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى سبب.
5. ويعمل على تدفئة خطوط الطاقة وطرد البرد.
6. ويعمل على تسهيل سريان الطاقة من أعلى إلى أسفل والعكس .
7. ويعمل تقوية خطوط الطاقة وتعادلها ومنعها من الانهيار.
8. فالكي يعالج فوضى الطاقة وركود تدفق الدم بسبب الرطوبات الباردة في عمق المفاصل والعضلات بسبب بعض الأمراض المزمنة ، وحرارة الكي تساعد في تسخين الدم وتدفقه بصورة صحيحة.
9. الكي يساعد في تنشيط نظام المناعة حيث أن الجسم يشعر بالحرق " الحرارة " فيُطلقُ أجسام مضادةَ أكثرَ لمقاومة الحرق ، وهذا ينشط ويقَوّى المناعة ، ويُساعدُ على ْ مكافحةَ أي تلوّثِ أو على الأقل يُضعفه .
10. الكي يَزِيد إنتاجَ خلاياِ الدّمِ البيضاءِ . وخلايا الدم البيضاء تزيد فوراً بعد العلاج بالكي , وتصلُ الزيادة إلى القمة بعد 8 ساعات بعد ذلك.ويَبْقى العددُ مرتفعُ لأربعة أو خمسة أيامِ بعد المعالجة.
11. يَزِيدُ في إنتاج خلاياِ الدّمِ الحمراء والهيموغلوبينِ.
12. ولقد ثبت طبياًً بأن تأثير الكي أكثر فعّالية للأمراضِ المزمنة الدّاخليةِ من الوخز بالإبر ، بسبب التّأثيرات الشديدة على التّغييراتِ الكيمياوية الحيوية ، خاصةً في مكوّناتِ الدّمِ والمناعة .
13. والعلاج بالكي آمن من الوخز بالأبرِ ويُمكنُ أَن يستخدم كعلاجِ في البيت . وقد استخدم على نحو واسع كعلاجِ شعبيِ مفيدِ وفعّالِ جداً لقرون طويلة في آسيا، خاصةً في اليابانِ.
محاذير الكي
1. ليتوق الكاوي أن تتأدى قوة كيته إلى الأعصاب والأوتار ورؤوس العضل والأربطة وشر أماكنها المفاصل.
2. وليتوق الكاوي ويبتعد عن المناطق التي فوق أو حول الشرايين .
3. الكي لا ينبغي أن يستعمل في الأزمنة المفرطة الطبيعة كالقيظ والشتاء.
4. لا تكوي المرأة الحامل .
5. لا تكوي الجائع ولا الذي أكل أكلاً كثيراً .
6. لا تكوي أي شخص فوق أكتافه وهو يعاني من ارتفاع في ضغط الدم .
7. وإذا كان الكي لنزف دم فينبغي أن يكون الكي بالنار بحديدة شديدة الإحماء قوية حتى تفعل خشكريشة " قشرة " عميقة غليظة لا يسهل سقوطها أو تسقط في مدة طويلة في مثلها يكون اللحم قد نبت، فإن الكي الضعيف يحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى سبب.
8. وإذا كويت لإسقاط لحم فاسد وأردت أن تعرف حد الصحيح فهو حيث يوجع.
9. وربما احتجت أن تكوي مع اللحم العظم الذي تحته وتمكنه عليه حتى يبطل جميع فساده.
10. وإذا كان مثل القحف تلطفه حتى لا يغلي الدماغ ولا تتشنج الحجب وفي غيره لا تبالي بالاستقصاء.
11. الكي على الصلب في زمن الحداثة " المراهقة " قد يتسبب في العنة ، ذكرت بعض الكتب أن السلطان أحمد طغلق كان عنيناً لكونه كوي على صلبه وهو حدث " صغير السن" لعلة حصلت له .
MOXIBUSTION
تعريف الكي للعلامة ابن المنظور:
الكَيُّ: معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها، كواه كَيّا.
والكَيَّةُ: موضع الكَيِّ. والكاوِياء: مِيسَمٌ يُكْوَى به. واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء: استعمل الكَيَّ. الرجل: طلب أَن يُكْوَى. والكَوَّاء: فَعَّال من الكاوِي.
يقول صلى الله عليه وسلم " ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألما و أنا أكره الكي و لا أحبه ".(صحيح) انظر حديث رقم: 3026 في صحيح الجامع.
وعن جابر رضي الله عنه قال : { رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله , فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , فانتفخت يده , فحسمه مرة أخرى } .
قال أنس: كُويت من ذات الجنب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت ، وأبو طلحة كواني . وفي رواية عن أنس قال : كواني أبو طلحة , واكتوى من اللقوة ، وفي رواية عن قتادة عن أنس قال:كواني أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فما نهيت عنه. وفي رواية عن أنس: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه، وكواه أبو طلحة بيده.
وعن حارثة بن مضرب قال دخلت على خباب وقد اكتوى في بطنه فقال ما أعلم أحدا لقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء ما لقيت لقد كنت وما أجد درهما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي ناحية من بيتي أربعون ألفا ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أو نهى أن نتمنى الموت لتمنيت (صحيح) . وفي رواية عن قيس بن أبي حازم , عن خباب , أنه أتاه يعوده , وقد ((( اكتوى))) سبعا في بطنه .
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه ((( اكتوى))) من اللقوة , ورقي من العقرب . وفي رواية عن ابن عمر أنه اكتوى من اللقوة واسترقى من العقرب. وفي رواية رأيت عبد الله بن عمر ((( اكتوى))) من اللقوة في أصل أذنيه . وفي حديث ابن عمر <أنه اكْتَوَى من اللَّقْوة> هي مرض يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إلى أحد جانِبَيْه.
وعن أبي سفيان عن جابر قال : { اشتكى أبي بن كعب فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيبا , فقطع منه عرقا , ثم كواه عليه } . وفي رواية { اشتكى أبي بن كعب فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيبا , فقد عرقه الأكحل , وكواه عليه } .
ومن أمثال العرب "قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النار"
يضرب هذا للرجل يتوقع الأَمر قبل أَن يَحِلَّ به وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص، قاله في بعضهم، وأَصله أَن مُسافر بن أَبي عمرو سَقَى بَطْنُهُ فداواه عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه، فلما جعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل يَضْرَطُ فقال مسافر:العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ في النار.
آخر الطّب الكيُ
ذكر العجلوني في كشف الخفاء: في الأصل هو (آخر الطّب الكيُ) من كلام بعض الناس، وليس بحديث، والمراد أنه بعد انقطاع طرق الشفاء يعالج بالكي، ولذا حمل العلماء قوله صلى الله عليه وسلم وأنهي أمتي عن الكي على ما إذا وجد طريق غيره مرجو للشفاء، وقال القاري في موضوعاته الكبرى والمشهور كما قال العسقلاني في أمثلة العرب آخر الداء الكي والمعنى آخر الشفاء من الداء الكي ، وينسب أهل الأخبار المثل المذكور إلى "لقمان بن عاد"، وفي نسبتهم هذه المعالجة إليه دلالة على قدمها عند العرب. وهي معالجة لا زال الأعراب يستعملونها في مداواة أمراض عديدة عندهم، لا سيما في معالجة امراض المفاصل " الرثية " والجروح والقروح ووجع الرأس.
وفي القاموس المحيط الشَّأفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُجُ في أسْفَلِ القَدَمِ، فَتُكْوَى فَتَذْهَبُ ، أو إذا قُطِعَتْ ماتَ صاحِبُها، واسْتأصَلَ اللُّه شَأْفَتَهُ: أذهَبَهُ كما تَذْهَبُ تِلْكَ القَرْحَةُ، أو معناهُ أزالَهُ من أصْلِه.
http://www.albdoo.info/uploaded/1932/11159249383.jpg
http://www.albdoo.info/uploaded/1932/11159249415.jpg
في الصورة أعلاه توضح العلاقة بين الكي والوخز بالإبر الصينية
مع الأسف الشديد أنه لا يوجد لدينا في الكتب والمباحث العربية ما يشرح لنا الشرح الوافي عن طريقة العلاج بالكي ، بينما أننا نجد الى وقتنا الحاضر البدو في الصحراء وكبار السن في بعض القرى يستخدمون العلاج بالكي وأنهم ينجحون في علاج بعض الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن علاجها ، خصوصا المرض المسمى عرق النسا .
والغريب أنهم يكوون على مسارات الطاقة الصينية والمناطق الانعكاسية من غير أن يعلمون عنها شيئا ، كأن يكوون الموضع بين الخنصر والبنصر لمرض أبو صفار وأسفل القدم للروماتيزم ..الخ ، وعلمهم والله اعلم مأخوذ من كتب الطب القديم مثل كتاب الحاوي والقانون وأخذ بالوراثة أو عن طريق تعليم الجن لهم .
الموكسا ( MOXA )
الموكسا على طبقة من الملح
جاء في كتاب دليل البدائل الطبية أن كلمة الموكسا ( MOXA ) مأخوذة من اسم عشبة صينية ، وأوراق عشبة الموكسا مرة المذاق رائحتها طيبة عند الاحتراق وهي تنمو في مختلف أنحاء الصين ، استخدمها الصينيون في علاج الكثير من الأمراض ، وأوراق الموكسا تنتج حرارة ملائمة قادرة أن تسترد وتنقذ الحالة الخطرة لمسارات الطاقة وتقوم بمعادلة وتنظيم الهواء ، وتطرد الهواء البارد والرطوبة وتبعث الدفء باستعمالها في الكي حيث أنها تحترق وتتخلخل المسارات جميعها وتتيح الشفاء من أمراض كثيرة.
تستعمل الموكسا على الجلد مباشرة أو توضع على قطعة معدنية نقدية أو على شرائح صغيرة من الزنجبيل او شرائح من الثوم ( أو عجينة من الثوم المدقوق عجينة من البهار الأبيض حسب الحاجة، كما تستعمل في بعض حالات الدمامل والاكزيما الجلدية عجينة من التراب الأصفر. كما تستعمل لفافات الموكسا المصنوعة بشكل قلم طويل أو اسطوانة رفيعة وطويلة تمسك باليد و تقريب الطرف المشتعل من الجلد حسب النقطة المطلوب علاجها.
وإن حرق الموكسا على الجلد والكي بميسم وساثل علاجية قديمة جدأ في الصين، الكي هو عبارة عن استخدام الحرارة الكاوية مباشرة على الجلد على النقطة المراد حثها وتفريغها في المسار المناسب من مسارات الطب الصيني.أ . هـ" بتصرف "
قلت وهذه الطريقة قريبة من الطريقة العربية المسماة " بالكي البعري " وطريقتها كما عن الرازي في الحاوي في الطب : يؤخذ بعر الماعز ولا سيما الجبلي : تشرب صوفة زيتا وتوضع على الموضع المراد كيه ثم خذ بعرة والهبها حتى تصير جمرة ثم ضعها على الصوف ولا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحس بتوسط العصب ويسكن الألم. " بتصرف "
وتوجد طرق أخرى في العلاج بالكي فعلى سبيل المثال الكي بالكهرباء والكي بالمواد الحارقة ومنها التكميد أوالحرق بالرضف فعن أبي الأحوص عن عبد الله قال : { أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر فقالوا : إن صاحبا لنا مريض ووصف له الكي , أفنكويه ؟ فسكت , ثم عاودوا فسكت , ثم قال لهم في الثالثة اكووه إن شئتم , وإن شئتم فارضفوه بالرضف } .
الرَّضفُ: الحجارة المُحْماة على النار، واحدتُها رَضْفة ، ولا يُقالُ لِلحجَارَةِ رَضْف إلا إذا كانَتْ مُحْمَاةً بالشَّمسِ أوَ النَّارِ أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ.
ومن طرق الكي تسخين الإبر وهي في الموضع المراد كيه
فوائد الكي
1. الكي علاج نافع لمنع انتشار الفساد .
2. ولتقوية العضو الذي برد مزاجه.
3. ولتحليل المواد الفاسدة المتشبثة بالعضو.
4. ويساعد الكي في وقف النزيف. وينبغي أن يكون الكي في هذه الحالة بحديدة شـديدة الإحماء قوية حتى تفعل خشكريشة " قشرة " عميقة غليظة لا يسهل سقوطها أو تسقط في مدة طويلة في مثلها يكون اللحم قد نبت ، فإن الكي الضعيف يحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى سبب.
5. ويعمل على تدفئة خطوط الطاقة وطرد البرد.
6. ويعمل على تسهيل سريان الطاقة من أعلى إلى أسفل والعكس .
7. ويعمل تقوية خطوط الطاقة وتعادلها ومنعها من الانهيار.
8. فالكي يعالج فوضى الطاقة وركود تدفق الدم بسبب الرطوبات الباردة في عمق المفاصل والعضلات بسبب بعض الأمراض المزمنة ، وحرارة الكي تساعد في تسخين الدم وتدفقه بصورة صحيحة.
9. الكي يساعد في تنشيط نظام المناعة حيث أن الجسم يشعر بالحرق " الحرارة " فيُطلقُ أجسام مضادةَ أكثرَ لمقاومة الحرق ، وهذا ينشط ويقَوّى المناعة ، ويُساعدُ على ْ مكافحةَ أي تلوّثِ أو على الأقل يُضعفه .
10. الكي يَزِيد إنتاجَ خلاياِ الدّمِ البيضاءِ . وخلايا الدم البيضاء تزيد فوراً بعد العلاج بالكي , وتصلُ الزيادة إلى القمة بعد 8 ساعات بعد ذلك.ويَبْقى العددُ مرتفعُ لأربعة أو خمسة أيامِ بعد المعالجة.
11. يَزِيدُ في إنتاج خلاياِ الدّمِ الحمراء والهيموغلوبينِ.
12. ولقد ثبت طبياًً بأن تأثير الكي أكثر فعّالية للأمراضِ المزمنة الدّاخليةِ من الوخز بالإبر ، بسبب التّأثيرات الشديدة على التّغييراتِ الكيمياوية الحيوية ، خاصةً في مكوّناتِ الدّمِ والمناعة .
13. والعلاج بالكي آمن من الوخز بالأبرِ ويُمكنُ أَن يستخدم كعلاجِ في البيت . وقد استخدم على نحو واسع كعلاجِ شعبيِ مفيدِ وفعّالِ جداً لقرون طويلة في آسيا، خاصةً في اليابانِ.
محاذير الكي
1. ليتوق الكاوي أن تتأدى قوة كيته إلى الأعصاب والأوتار ورؤوس العضل والأربطة وشر أماكنها المفاصل.
2. وليتوق الكاوي ويبتعد عن المناطق التي فوق أو حول الشرايين .
3. الكي لا ينبغي أن يستعمل في الأزمنة المفرطة الطبيعة كالقيظ والشتاء.
4. لا تكوي المرأة الحامل .
5. لا تكوي الجائع ولا الذي أكل أكلاً كثيراً .
6. لا تكوي أي شخص فوق أكتافه وهو يعاني من ارتفاع في ضغط الدم .
7. وإذا كان الكي لنزف دم فينبغي أن يكون الكي بالنار بحديدة شديدة الإحماء قوية حتى تفعل خشكريشة " قشرة " عميقة غليظة لا يسهل سقوطها أو تسقط في مدة طويلة في مثلها يكون اللحم قد نبت، فإن الكي الضعيف يحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى سبب.
8. وإذا كويت لإسقاط لحم فاسد وأردت أن تعرف حد الصحيح فهو حيث يوجع.
9. وربما احتجت أن تكوي مع اللحم العظم الذي تحته وتمكنه عليه حتى يبطل جميع فساده.
10. وإذا كان مثل القحف تلطفه حتى لا يغلي الدماغ ولا تتشنج الحجب وفي غيره لا تبالي بالاستقصاء.
11. الكي على الصلب في زمن الحداثة " المراهقة " قد يتسبب في العنة ، ذكرت بعض الكتب أن السلطان أحمد طغلق كان عنيناً لكونه كوي على صلبه وهو حدث " صغير السن" لعلة حصلت له .
رد: المعالجة بالكــي
طريقة الكي
1. حدد الموضع المراد كيه.
2. نظف الموضع بالمطهرات.
3. ضع الميسم المناسب على النار حتى يحمر لونه أو يكاد .
4. ضع الميسم على الجلد مع ضغطة خفيفة لمدة ثانية واحدة أو نحوها .
5. ضع مرهم حروق على موضع الكي.
الكـــي
يقول ابن قتيبة: الكي نوعان: كي الصحيح لئلا يعتل فهذا الذي قيل فيه " لم يتوكل من اكتوى " لأنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه والقدر لا يُدفع. والثاني كي الجرح إذا نغل أي فسد والعضو إذا قطع، ففي هذا الشفاء وهو الذي يشرع التداوي به. وأما إذا كان الكي لأمر محتمل يجوز أن ينجح ويجوز أن لا ينجح فإنه إلى الكراهة أقرب.
وقال المازري: وقوله صلى الله عليه وسلم " وأنهى أمتي عن الكي، وما أحب أن أكتوي " إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه ولا يوجد الشفاء إلا به، لما فيه من استعمال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي.
و في بحثه المستفيض عن التوكل يقول الإمام الغزالي: اعلم أن الأسباب المزيلة للمرض تنقسم إلى: مقطوع به ومظنون وموهوم، والموهوم الكي، أما المقطوع به فليس من التوكل تركه، بل تركه حرام عند خوف الموت، وأما الموهوم فشرط التوكل تركه إذ وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوكلين. والكي الذي جعله الغزالي مثالاً للأسباب الموهمة هو الكي المغالى به والذي يطبق دون استطباب جازم وهو الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا الكي المنفذ بناء على وصفة طبيب حاذق واستطباب علمي.
لمحة تاريخية:
تحرق الكاويات الأنسجة حيث تفقد ماءها وتفكك الخلايا المركبة لها مما يؤدي إلى تلفها. وقد كان الأقدمون والمتطببون الشعبيون يجرونها بقضبان حديدية منتهية بأشكال مختلفة تحم على النار وتكوى بها النواحي المختلفة. ولقد غالى العرب قبل الإسلام من استعمال الكي للعلاج ولا سيما في البوادي حيث تندر الأطباء، وما يزال العامة في بلادنا يتوسعون في تطبيقه متجاوزين حدود المعقولية، كما أنه للأسف يجري بأيدٍ غير خبيرة أو على أيدي متطببين جهلاء مما زاد في اختلاطاته وعقابته الوخيمة.
و ما زلنا نرى ممن قد اكتوى فلم يشف ولم يخف ألمه بل ضَمَّ إليه ألماً جديداً وشوّه بالكي جماله الخلقي، وإن منهم من أصيب بالكزاز نتيجة التلوث المحدث بآلة أو قماش الكي _ العطبة _ وقد تهدد الحياة وخاصة عند تطبيقها عند الولدان المصابون بترفع حروري أو عندما تطبق عند مصاب بألم صدري قد يكون إحتشائي ، أو بألم بطني حاد قد يكون التهاب زائدة دودية حاد أو غير ذلك.
إن ما يجري من استعمال الناس للكي بالنار أو بالعطب في معظمه مخالف لمبادئ الطب والمراد النبوي _ ومن ذلك كله _ واجب علينا بيان هذه الأضرار لمكافحة هذه العادة، موضحين نصيحة النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم " وأنهى أمتي عن الكي ".
الموقف الإسلامي
و جاء الإسلام وكان من مهام حكومته نشر مناهج الطب الوقائي ومكافحة الشعوذة فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن يعذبوا أنفسهم بأوهام لا تنفع أو بمعالجة أكبر ضررها من نفعها فنهاهم عن الكي ووضح لهم أن استعماله مشروط بوجود استطباب له. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعترف بفوائد الكي " الشفاء في ثلاث " لكنه نبه إلى أن استعماله يجب أن يكون موافقاً للداء " ولذعة بنار توافق الداء "، أي لابد من تشخيص طبيب حاذق يشخص الداء ويحدّد الطريقة التي يطبق بها هذا الكي. وهكذا فإن النهي الوارد عن الكي " وأنهى أمتي عن الكي " وكراهيته عليه الصلاة والسلام " وما أحب أن اكتوي " ليس على عمومه وإطلاقه، إذ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه سمح بالكي لبعض أصحابه، فالنهي منصب على المغالاة في الكي ودون وجود استطباب.
و يمكن تلخيص استطبابات الكي الواردة في الأحاديث النبوية التي سقناها في مطلع بحثنا بأمور ثلاثة:
1. لقطع النزف: كما ورد في حديث " ورمى سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص " وحديث " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه " وقال الخطابي: إنما كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعداً ليرقأ الدم عن جرحه وخاف عليه أن ينزف فيهلك. وأما الكي في موضع الفصادة إنما هو لإيقاف النزيف بعد سيلان مقدار كافٍ من الدم. وإن استعمال الكي لقطع النزيف ما يزال يطبق على نطاق واسع في الطب الحديث وخاصة بعد تطور أداة الكي حيث تستعمل اليوم المكواة الكهربائية وخاصة أثناء العمليات الجراحية، وهذا لا شك من الإعجاز النبوي الكريم.
2. معالجة الألم الجنبي بالكي: كما ورد في حديث أنس: كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وهي رواية تفيد الإذن بالأمر. ولا ندري مفهوم ذات الجنب في ذلك العصر إذ يغلب حسب مفهومنا الحديث أن يكون الألم الجنبي عند ذلك الصحابي مجرد ألم عصبي وربي. وإن الطب الحديث كان حتى أواسط القرن العشرين يلجأ إلى الكي النقطي في تسكين هذا الألم. كما برهن العلماء الصينيون عن فائدة الوخز بالإبر المسخنة في تسكين الآلام.
3. معالجة اللقوة بالكي: وما ورد فيها من أحاديث: " رأيت عبد الله بن عمر وقد اكتوى وجهه من اللقوة "، " أن أبا طلحة اكتوى وكوى أناساً من اللقوة " فهي أحاديث موقوفة على فعل صحابيين جليلين وليست مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. واللقوة هي شلل العصب الوجهي، ويغلب أن البرد هو السبب في إحداثها. والمعالجات الحديثة مبنية على أساس أن سبب اللقوة هو تشنج الأوعية المغذية للعصب، لذا فهم يعطون الأدوية الموسعة للأوعية، وما الأدوية المحمرة سوى ضرباً من ضروب الأدوية الموسعة للأوعية.
و قد علل الدكتور سلمان قطاية فائدة الكي في معالجة اللقوة فقال: هذا ويشير ابن سينا إلى ضرورة كي العرق خلف الأذن، تلك المنطقة التي يخرج منها العصب الوجهي من الثقب الإبري الخشابي، وربما كان للكي تأثير موسع للأوعية عن طريق المنعكسات. ومن يستغرب ذلك بعد أن برهن الصينيون على فائدة الوخز بالإبر المسخنة. و في كتابه (التصريف عن عجز التأليف) يشير الزهراوي في معالجة اللقوة إلى إجراء الكي في ثلاث فقط توافق غصون شعب العصب الوجهي المعصبة لعضلات القحف والعضلة المدارية الجفنية ولعضلات الشفتين.
تطور الكي وأدواته في الطب الحديث:
لقد تطورت أدوات الكي تطوراً كبيراً في العصر الحديث حيث استخدمت المكواة الحرورية Themocautere ثم المكواة الكهربائية وهي أدوات سهلة الاستخدام ويمكن التحكم بها بشكل جيد، كما تم استخدام البرودة الشديدة في الكي لأثرها المتلف للخلايا كالكي بالثلج الفحمي الذي تنقص درجة حرارته عن 80 درجة مئوية. كما أن هناك كاويات كيميائية كحمض الخل ثلاثي الكلور وحمض الآزوت وحمض الكروم وقلم نترات الفضة وغيرها.
و مع تطور الطب وتطور أدوات الكي أصبح له إستطبابات كثيرة نوجزها بما يلي:
1. نستعمل المكواة الكهربائية بكثرة في الوقت الحاضر أثناء العمليات الجراحية لرقء النزف الوعائي أثناء شق النسج بالمشرط. فاستخدام الكي الكهربي أصبح من الطرق الحديثة في تخثير الأوعية وإيقاف النزيف وهو نفس الإستطباب الذي طبقه الرسول الكريم.
2. تستخدم الأشعة وهي من نوع من الكي أيضاً لمعالجة الأورام السرطانية على اختلاف أنواعها.
3. يستخدم كي عروق الأنف في منطقة كسلباج لقطع الرعاف بالكاوي الكهربائي أو الحروري وقد يطبق الكي الكيماوي.
4. يستخدم الكي الكهربي أو بالبرودة لمعالجة حبة الشرق والثآليل والأثفان والأورام الجلدية على اختلاف أنواعها.
هذا ولا يجوز تطبيق الكي عند المصابين باستحالة العضلة القلبية وتصلب الشرايين المترقي لأن الكي يرفع الضغط الدموي، ولا عند المستعدين للإصابة بالغشي . كما أنه لا يجوز تطبيق هذه المعالجات في غير موضعها وبغير موضعها وبغير استطباب جازم من قبل طبيب حاذق وبشرط عدم وجود أدوية بديلة، أي عندما تكون الحل الوحيد لمشكلة المريض وذلك استجابة للتوجيه النبوي الكريم في النهي عن استخدامها بما لا يوافق الداء، هذا التوجيه الذي يطابق تماماً ما يوصي به أساطين الطب الحديث والذي يمكن اعتباره من معجزات النبوة، وسبحان من قال فيه: {و ما تنطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. صدق الله العظيم.
الحمــــيـة
يقول طبيب العرب الحارث بن كلدة : الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ، وعودوا كل جسم ما اعتاد أ.هـ. وقيل «أن المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة، صدرت العروق بالسقم» أ.هـ.
ويقولون لا فائدة من العلاج بدون حمية : والحمية عبارة عن نظام دقيق يتبعه المريض في حياته وفي غذائه حتى يشفى من مرضه ، وقيل لمدة سبعة أيام فقط، وقيل أربعين يوماً فقط ، ومن أهمها :
ـ يمنع من أكل لحوم الإبل والبقر والدجاج والماعز والسمك والبيض ولا بأس بلحم صغار الغنم أو لحم خروف مخصي ويسمح له باستخدام السمن البري فقط ( سمن الغنم ).
ـ يسمح له باكل البـُـر الخالص .
- يسمح له بأكل لحم الشاة التي لم تحمل بعد .
ـ يمنع من جميع الحوار ( البهارات ) .
ـ يمنع من أكل الكراث والفجل والموز …الخ .
-يمتنع عن الجماع لمدة سبعة أيام " ذكرت هذه النقطة أحد العجائز " أم دعيج " يرحمها الله وكانت مشهورة بالكي ".
- بعد ثلاثة أيام من الكي يضع زبدة على موضع الكي . " أم دعيج "
- يوضع الفكس على موضع الكي إذا انفتق . " أم دعيج "
نقلاً موقع الطب الشعبي للأهميه
http://www.khayma.com/cupping/index.htm
1. حدد الموضع المراد كيه.
2. نظف الموضع بالمطهرات.
3. ضع الميسم المناسب على النار حتى يحمر لونه أو يكاد .
4. ضع الميسم على الجلد مع ضغطة خفيفة لمدة ثانية واحدة أو نحوها .
5. ضع مرهم حروق على موضع الكي.
الكـــي
يقول ابن قتيبة: الكي نوعان: كي الصحيح لئلا يعتل فهذا الذي قيل فيه " لم يتوكل من اكتوى " لأنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه والقدر لا يُدفع. والثاني كي الجرح إذا نغل أي فسد والعضو إذا قطع، ففي هذا الشفاء وهو الذي يشرع التداوي به. وأما إذا كان الكي لأمر محتمل يجوز أن ينجح ويجوز أن لا ينجح فإنه إلى الكراهة أقرب.
وقال المازري: وقوله صلى الله عليه وسلم " وأنهى أمتي عن الكي، وما أحب أن أكتوي " إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه ولا يوجد الشفاء إلا به، لما فيه من استعمال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي.
و في بحثه المستفيض عن التوكل يقول الإمام الغزالي: اعلم أن الأسباب المزيلة للمرض تنقسم إلى: مقطوع به ومظنون وموهوم، والموهوم الكي، أما المقطوع به فليس من التوكل تركه، بل تركه حرام عند خوف الموت، وأما الموهوم فشرط التوكل تركه إذ وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوكلين. والكي الذي جعله الغزالي مثالاً للأسباب الموهمة هو الكي المغالى به والذي يطبق دون استطباب جازم وهو الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا الكي المنفذ بناء على وصفة طبيب حاذق واستطباب علمي.
لمحة تاريخية:
تحرق الكاويات الأنسجة حيث تفقد ماءها وتفكك الخلايا المركبة لها مما يؤدي إلى تلفها. وقد كان الأقدمون والمتطببون الشعبيون يجرونها بقضبان حديدية منتهية بأشكال مختلفة تحم على النار وتكوى بها النواحي المختلفة. ولقد غالى العرب قبل الإسلام من استعمال الكي للعلاج ولا سيما في البوادي حيث تندر الأطباء، وما يزال العامة في بلادنا يتوسعون في تطبيقه متجاوزين حدود المعقولية، كما أنه للأسف يجري بأيدٍ غير خبيرة أو على أيدي متطببين جهلاء مما زاد في اختلاطاته وعقابته الوخيمة.
و ما زلنا نرى ممن قد اكتوى فلم يشف ولم يخف ألمه بل ضَمَّ إليه ألماً جديداً وشوّه بالكي جماله الخلقي، وإن منهم من أصيب بالكزاز نتيجة التلوث المحدث بآلة أو قماش الكي _ العطبة _ وقد تهدد الحياة وخاصة عند تطبيقها عند الولدان المصابون بترفع حروري أو عندما تطبق عند مصاب بألم صدري قد يكون إحتشائي ، أو بألم بطني حاد قد يكون التهاب زائدة دودية حاد أو غير ذلك.
إن ما يجري من استعمال الناس للكي بالنار أو بالعطب في معظمه مخالف لمبادئ الطب والمراد النبوي _ ومن ذلك كله _ واجب علينا بيان هذه الأضرار لمكافحة هذه العادة، موضحين نصيحة النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم " وأنهى أمتي عن الكي ".
الموقف الإسلامي
و جاء الإسلام وكان من مهام حكومته نشر مناهج الطب الوقائي ومكافحة الشعوذة فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن يعذبوا أنفسهم بأوهام لا تنفع أو بمعالجة أكبر ضررها من نفعها فنهاهم عن الكي ووضح لهم أن استعماله مشروط بوجود استطباب له. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعترف بفوائد الكي " الشفاء في ثلاث " لكنه نبه إلى أن استعماله يجب أن يكون موافقاً للداء " ولذعة بنار توافق الداء "، أي لابد من تشخيص طبيب حاذق يشخص الداء ويحدّد الطريقة التي يطبق بها هذا الكي. وهكذا فإن النهي الوارد عن الكي " وأنهى أمتي عن الكي " وكراهيته عليه الصلاة والسلام " وما أحب أن اكتوي " ليس على عمومه وإطلاقه، إذ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه سمح بالكي لبعض أصحابه، فالنهي منصب على المغالاة في الكي ودون وجود استطباب.
و يمكن تلخيص استطبابات الكي الواردة في الأحاديث النبوية التي سقناها في مطلع بحثنا بأمور ثلاثة:
1. لقطع النزف: كما ورد في حديث " ورمى سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص " وحديث " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه " وقال الخطابي: إنما كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعداً ليرقأ الدم عن جرحه وخاف عليه أن ينزف فيهلك. وأما الكي في موضع الفصادة إنما هو لإيقاف النزيف بعد سيلان مقدار كافٍ من الدم. وإن استعمال الكي لقطع النزيف ما يزال يطبق على نطاق واسع في الطب الحديث وخاصة بعد تطور أداة الكي حيث تستعمل اليوم المكواة الكهربائية وخاصة أثناء العمليات الجراحية، وهذا لا شك من الإعجاز النبوي الكريم.
2. معالجة الألم الجنبي بالكي: كما ورد في حديث أنس: كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وهي رواية تفيد الإذن بالأمر. ولا ندري مفهوم ذات الجنب في ذلك العصر إذ يغلب حسب مفهومنا الحديث أن يكون الألم الجنبي عند ذلك الصحابي مجرد ألم عصبي وربي. وإن الطب الحديث كان حتى أواسط القرن العشرين يلجأ إلى الكي النقطي في تسكين هذا الألم. كما برهن العلماء الصينيون عن فائدة الوخز بالإبر المسخنة في تسكين الآلام.
3. معالجة اللقوة بالكي: وما ورد فيها من أحاديث: " رأيت عبد الله بن عمر وقد اكتوى وجهه من اللقوة "، " أن أبا طلحة اكتوى وكوى أناساً من اللقوة " فهي أحاديث موقوفة على فعل صحابيين جليلين وليست مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. واللقوة هي شلل العصب الوجهي، ويغلب أن البرد هو السبب في إحداثها. والمعالجات الحديثة مبنية على أساس أن سبب اللقوة هو تشنج الأوعية المغذية للعصب، لذا فهم يعطون الأدوية الموسعة للأوعية، وما الأدوية المحمرة سوى ضرباً من ضروب الأدوية الموسعة للأوعية.
و قد علل الدكتور سلمان قطاية فائدة الكي في معالجة اللقوة فقال: هذا ويشير ابن سينا إلى ضرورة كي العرق خلف الأذن، تلك المنطقة التي يخرج منها العصب الوجهي من الثقب الإبري الخشابي، وربما كان للكي تأثير موسع للأوعية عن طريق المنعكسات. ومن يستغرب ذلك بعد أن برهن الصينيون على فائدة الوخز بالإبر المسخنة. و في كتابه (التصريف عن عجز التأليف) يشير الزهراوي في معالجة اللقوة إلى إجراء الكي في ثلاث فقط توافق غصون شعب العصب الوجهي المعصبة لعضلات القحف والعضلة المدارية الجفنية ولعضلات الشفتين.
تطور الكي وأدواته في الطب الحديث:
لقد تطورت أدوات الكي تطوراً كبيراً في العصر الحديث حيث استخدمت المكواة الحرورية Themocautere ثم المكواة الكهربائية وهي أدوات سهلة الاستخدام ويمكن التحكم بها بشكل جيد، كما تم استخدام البرودة الشديدة في الكي لأثرها المتلف للخلايا كالكي بالثلج الفحمي الذي تنقص درجة حرارته عن 80 درجة مئوية. كما أن هناك كاويات كيميائية كحمض الخل ثلاثي الكلور وحمض الآزوت وحمض الكروم وقلم نترات الفضة وغيرها.
و مع تطور الطب وتطور أدوات الكي أصبح له إستطبابات كثيرة نوجزها بما يلي:
1. نستعمل المكواة الكهربائية بكثرة في الوقت الحاضر أثناء العمليات الجراحية لرقء النزف الوعائي أثناء شق النسج بالمشرط. فاستخدام الكي الكهربي أصبح من الطرق الحديثة في تخثير الأوعية وإيقاف النزيف وهو نفس الإستطباب الذي طبقه الرسول الكريم.
2. تستخدم الأشعة وهي من نوع من الكي أيضاً لمعالجة الأورام السرطانية على اختلاف أنواعها.
3. يستخدم كي عروق الأنف في منطقة كسلباج لقطع الرعاف بالكاوي الكهربائي أو الحروري وقد يطبق الكي الكيماوي.
4. يستخدم الكي الكهربي أو بالبرودة لمعالجة حبة الشرق والثآليل والأثفان والأورام الجلدية على اختلاف أنواعها.
هذا ولا يجوز تطبيق الكي عند المصابين باستحالة العضلة القلبية وتصلب الشرايين المترقي لأن الكي يرفع الضغط الدموي، ولا عند المستعدين للإصابة بالغشي . كما أنه لا يجوز تطبيق هذه المعالجات في غير موضعها وبغير موضعها وبغير استطباب جازم من قبل طبيب حاذق وبشرط عدم وجود أدوية بديلة، أي عندما تكون الحل الوحيد لمشكلة المريض وذلك استجابة للتوجيه النبوي الكريم في النهي عن استخدامها بما لا يوافق الداء، هذا التوجيه الذي يطابق تماماً ما يوصي به أساطين الطب الحديث والذي يمكن اعتباره من معجزات النبوة، وسبحان من قال فيه: {و ما تنطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. صدق الله العظيم.
الحمــــيـة
يقول طبيب العرب الحارث بن كلدة : الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ، وعودوا كل جسم ما اعتاد أ.هـ. وقيل «أن المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة، صدرت العروق بالسقم» أ.هـ.
ويقولون لا فائدة من العلاج بدون حمية : والحمية عبارة عن نظام دقيق يتبعه المريض في حياته وفي غذائه حتى يشفى من مرضه ، وقيل لمدة سبعة أيام فقط، وقيل أربعين يوماً فقط ، ومن أهمها :
ـ يمنع من أكل لحوم الإبل والبقر والدجاج والماعز والسمك والبيض ولا بأس بلحم صغار الغنم أو لحم خروف مخصي ويسمح له باستخدام السمن البري فقط ( سمن الغنم ).
ـ يسمح له باكل البـُـر الخالص .
- يسمح له بأكل لحم الشاة التي لم تحمل بعد .
ـ يمنع من جميع الحوار ( البهارات ) .
ـ يمنع من أكل الكراث والفجل والموز …الخ .
-يمتنع عن الجماع لمدة سبعة أيام " ذكرت هذه النقطة أحد العجائز " أم دعيج " يرحمها الله وكانت مشهورة بالكي ".
- بعد ثلاثة أيام من الكي يضع زبدة على موضع الكي . " أم دعيج "
- يوضع الفكس على موضع الكي إذا انفتق . " أم دعيج "
نقلاً موقع الطب الشعبي للأهميه
http://www.khayma.com/cupping/index.htm
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى