التحرش الجنسي" .. قضية مجتمعية خطيرة

من طرف زائر الأربعاء نوفمبر 28, 2007 2:48 am

التحرش الجنسي .. قضية مجتمعية خطيرة.. تهدد "المواطنة".. لأنها جريمة تقع في محيط الأسرة والعمل وفي الشارع.. واذا كان البعض يعتبر ان التحرش أصبح أمراً واقعاً ومعتاداً وطبيعياً ويحدث كثيراً.. الا ان الواقع يؤكد انه سلوك مكروه وغير عادي وغير مقبول.
الظاهرة تتكرر يومياً أمام أبواب مدارس البنات.. مما دعا بعض مديري تلك المدارس لتحرير المحاضر بأقسام الشرطة.. والاستغاثة بالمسئولين لردع "المتحرشين" الخارجين عن "المواطنة".
فتحنا ملف تلك القضية.. وبحثنا فيه عن الأسباب وسبل المواجهة ومكافحة هذه الظاهرة.
في البداية رصدت الدكتورة مني رضا أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة عين شمس أسباب الظاهرة وأنواعها مشيرة إلي أنها ليست ظاهرة جديدة ولكنها موجودة علي مستوي العالم وأوضحت أن العديد من المؤسسات العالمية المتخصصة ومنها منظمة eeco الأمريكية التي تهدف لمراقبة تحقيق المساواة للجميع في العمل بدون تمييز والتحقق من ضمانات حقوق العاملين.. قد رصدت بالأرقام الظاهرة في العديد من البلدان والمحتشمة أيضاً
وخلصت الدراسات إلي نتائج هامة منها ان التحرش لا يتم لا بالمرأة التي ترتدي ملابس مثيرة فقط ولكن بالمرأة المحتشمة أيضا وأن عدد البلاغات المقدمة من الضحايا للجهات المعنية أقل بكثير من الواقع.
الرجل مجني عليه
أضافت أكد المرجع أن التحرش ليس قاصرا علي المرأة ولكن علي الرجل والطفل أيضا.. وان التحرش لا يعني الاغتصاب بينما الأخير يعتبر أحد أنواع الأول وهو الأقصي والأكثر عنفاً.
وقالت ان الظاهرة رصدت من خلال وسائل عديدة وأشكال متنوعة منها الطلبات الجنسية أو الخدمات التي تحمل نفس المعني أو تقدم علي سبيل الرشوة.. وقد يكون التحرش بالكلمات.. وقد يؤدي ذلك إلي متاعب صحية شديدة وغالبا ما يحدث عندما يكون المجني عليها أو عليه تحت سيطرة الجاني فأن لم يستجب الأخير تعرضه للعقاب أو فقدان ميزة يملكها المتحرش.
للتحرش أنواع
أوضحت ان القانون لا يفرق بين الرجل والمرأة في مسألة التحرش إلا أن أغلب الادعاءات من السيدات مشيرة إلي أن حدوث الفعل بسلوك بدني أو لغوي لا ينظره القانون الا اذا كان غير مقبول من المتحرش به.
أكدت الدكتورة مني رضا ان شيوع الظاهرة بوسائل عديدة منها النكتة أو الايماءات أو التعليق الجنسي أو مشاهدة الأفلام أو الدعابة يؤكد وجودها بالمعايير العلمية الا ان المواجهة لا تتم بالطرق العلمية السليمة.. والبداية تكمن في التعرف علي نفسية الفاعل للتحرش وتحديد المشاكل التي تحدث نتيجة لهذا الفعل.
أشارت إلي أن 32% من وقائع التحرش تحدث لفئة سنية تتراوح من 12 إلي 17 سنة وهي سن المراهقة ونسبة كبيرة من الفاعلين للتحرش مع هذه الفئة أشخاص معرفون للمفعول بهم وأن 95% من المتحرش بهم لا يبلغون السلطات المعنية و15% منهم من الرجال.
قالت ان الظاهرة في مصر ولكن يصعب عملياً الحصول علي أرقام لطبيعة المجتمع المحافظة ولكن أسبابها وشكلها تتفق مع مثيلها في مختلف أنحاء العالم.
والجناة أصناف
أوضحت أن الفاعل للتحرش أما انتهازي للموقف كمن يتحرش بالطرف الآخر أثناء وجودهم بمفردهم في مصعد أو منطقة خالية من المارة أو يكون منحرفا أخلاقياً منذ صغره كمن يسرق أو ينصب ودائم الاعتداء والتجاوز مع الآخرين.. وهناك المتلصص كمن يرصد زميلته في الجامعة حينما تنحني لتلتقط شيئا من الأرض مثلاً أو من يرقب عن كثب خطواتها أثناء السير.. ومنهم النوع الواثق وغالبا ما يكون في موقع سلطة علي المتحرش به وهناك المنتهز للاغراء الذهني.. الذي يجد الفرصة للتحرش من خلال حوار علمي مثلاً عن موضوعات لها علاقة بالجنس.
وهناك غير المتمكن الذي يسعي لاغتنام فرص لخطف شيئ وهو ما يحدث في الزحام مثلا وفي المواصلات العامة.. وهناك الفكاهي الذي يحاول صياغة تحرشه بنكتة جنسية مثلا أو وصف أو تعليق إلا ان اكتمال الفعل هنا يتوقف علي الطرف الآخر فان ضحك أو ابتسم يعني الموافقة أما اذا كان رد الفعل التجاهل أو التجهم أو الرد بالنقد مثلا فهذا يعني حدوث التحرش لأنه حين ذاك يكون تصرفا مكروها أو غير مقبول من الآخر.
الإبلاغ ضروري
وتري أستاذ الطب النفسي ضرورة ابلاغ المعتدي بفعل التحرش بأن سلوكه غير مرحب به بأي وسيلة من وسائل التعبير مؤكدة ان مجرد الصمت لا يكفي لأنه في العرف يعني القبول.. كما يجب الاحتفاظ بالأدلة أو الشهود ان أمكن ليكون البلاغ للجهات المسئولة جدياً مثل الاحتفاظ بالرسائل الإلكترونية أو تسجيل المكالمات الصوتية.
وأوضحت أن المتحرش به قد يعاني من الخوف الهستيري من الغرباء والشعورو بالقهر وقد ينتابه الاحساس بالعار والقلق والاكتئاب وقد يصل الأمر إلي ما يسمي كرب ما بعد المآسي وقد يؤدي الأمر إلي الانتحار.. وقد يحدث له بعض الاضطرابات الجنسية.
وطالبت بدور ايجابي من المجتمع وأجهزة الإعلام والتربية والتعليم ودور العبادة لاحداث التوعية اللازمة وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة وبث الثقة في النفوس بكل الوسائل الممكنة فضلاً عن تحديث القوانين وسن تشريعات جديدة تتناسب مع حجم الظاهرة في المجتمع وأنواعها المختلفة.
ويري الدكتور يحيي الأحمدي أستاذ علم النفس بجامعة المنيا ان المرأة مازالت تتحمل العبء الأكبر في حدوث التحرش والاغتصاب لأن غالبية الفتيات يتعمدن ارتداء ملابس تثير الشباب وطالب السيدات العاملات بالتعامل بقسوة مع الرجال المخالطين لهن بحكم العمل أو الدراسة لوضع أكبر قدر من الحدود المانعة للجرأة عليهن.
أشار إلي ان انشغال المرأة بالعمل وارهاقها قد يحول بينها وبين اقبالها علي فراش الزوجية مما يؤثر سلباً في درجة أشباع الرجل وهو سبب قد يدفعه للبحث عن بدائل خارج العلاقة الزوجية مؤكدا ان كل ذلك لا ينفي أن الرجل الذي يقدم علي التحرش مضطرب نفسياً وطالب الوالدين بتوعية الأبناء حسب مراحلهم السنية وتحريضهم علي اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ علي عوراتهم وعدم السماح لأي شخص بالاطلاع عليها أو مسها.. ولكن بالقدر الذي لا يثير فضولهم واكتشاف طبيعة العلاقة الجنسية في سن مبكرة.
اللواء محمود بيومي مساعد مدير أمن القاهرة سابقاً والمحامي بالاستئناف أوضح ان لفظ التحرش لا يعرفه القانون ولكن يعترف بالاغتصاب فقط ويجب ان تكون المجني عليها أنثي من خلال مواقعتها بغير رضاها كما لا يعترف القانون أيضا باغتصاب الرجل من جانب المرأة ولكن يعينه القانون علي انه اغراء بفرض التحريض علي الفسق. وأضاف.. عملياً يعتبر التحرش فعلاً من الأفعال الخادشة للحياء العام كما يسميها القانون ويعد جنحة عقوبتها الحبس بينما يعتبر الاغتصاب جناية عقوبتها الاعدام أو المؤبد.
أكد أن نسبة البلاغات المقدمة من الضحايا في حوادث الاغتصاب لا تتجاوز 8% من الذي يحدث بالفعل الا ان زيادة عدد السكان ترجم هذه النسبة لاعداد كبيرة بدأت تقص مضاجع أفراد المجتمع المحافظ بطبعه.
طالب بضرورة التعامل مع الضحية علي أنها مجني عليها وليست جانية خاصة من جانب الأسرة ليمكنها مواصلة حياتها بصورة طبيعية خاصة مع تعذر محاسبة الجناة في أغلب الوقائع لعدم الابلاغ أو لعدم وجود أدلة يعترف بها القانون.

من طرف زائر الجمعة نوفمبر 30, 2007 9:19 am

taharoch ljinsi wilrtisab doul mawdou3 sa3a atmana yichofoulha hal 9abl fawat awan

التحرش الجنسي" .. قضية مجتمعية خطيرة

التحرش الجنسي" .. قضية مجتمعية خطيرة

رد: التحرش الجنسي" .. قضية مجتمعية خطيرة