جوجل تستغل السماوات المفتوحة ل "كشف المستور"

من طرف زائر السبت نوفمبر 24, 2007 9:01 am

"ستريت فيو" خدمة جديدة اطلقها محرك البحث الشهير "جوجل".. تتيح هذه الخدمة لمستخدمي الانترنت التجول والسفر في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية عبر شاشة الكمبيوتر.. يمكنك من خلال هذه الخدمة أن تشاهد كل تفاصيل الحياة الدقيقة لأي شخص في أي مكان.. تشاهده وكأنك تعيش معه في نفس المكان.. تراه وتراقبه وهو لا يعلم من خلال تصوير ثلاثي الأبعاد!!
تعتمد الخدمة علي أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في مجال تكنولوجيا المعلومات والصور الرقمية والتي ظن الكثير من العلماء والباحثين ان هذه الخدمة لن تظهر إلي النور لما فيها من جرأة وتقنية عالية. فتخيل نفسك تقف بالملابس الداخلية.. داخل الحمام والشباك مفتوح.. ويشاهدك الملايين علي الشبكة الدولية وأنت تقضي حاجتك!! أو أن تقف امرأة في البلكونة لتجمع "الغسيل" وهي لا تدري ان شباب الكرة الأرضية الجنوبي يتغزل في لون قميصها ونضارة بشرتها وأنوثتها الطاغية.. كل هذا يحدث لأي سيدة فتخيل نفسك أنت وزوجتك أو ابنتك.. أحد المقاطع المصورة علي شاشات الانترنت أو "بلوتوثات" المحمول.
وان كانت هذه الخدمة الجديدة لم يتم تعميمها في كثير من الدول العربية إلا أن مصر قد نالها شرف التجربة الأولي بين العرب.. وكأن "جوجل" أصر علي "خدش حياء" المصريين أولا.. باعتبارها دولة رائدة في كل شيء!!
وتظهر خدمة "ستريت فيو" عند دخول مستخدمي الانترنت إلي موقع "جوجل" ثم الدخول إلي قسم "الخرائط" فتظهر علي الشاشة خدمة "street view" باعتبارها أحد خيارات المشاهدة في قسم الخرائط "maps" وبضغطة بسيطة علي العناوين التي تتوافر فيها هذه الخدمة تظهر صور الشوارع والأحياء والمنازل وغالبا ما تقدم تلك الصور علي هيئة بانورامية مجسمة "ثلاثية الأبعاد" بحيث تظهر التفاصيل من زوايا مختلفة ويمكن تصغير وتكبير المشاهد التي تنقلها عدسات "جوجل" علي مدار 24 ساعة يوميا بلا انقطاع كما لو ان شوارع العالم قد تحولت إلي استديوهات تصوير مفتوحة للناس.
خدمة عبقرية
يقول المهندس عماد شطا خبير في التنمية البشرية والتدريب: ان الخدمة العبقرية هي مساحة شاسعة تتقاطع فيها كاميرات الدول الكبري "الأقمار الصناعية" من جهة وكاميرات الجمهور العادي سواء الرقمية أو الهواتف المحمولة من جهة أخري وتجمعت كل هذه الصور والأحداث خلال هاتين الجهتين لتكون صورة واحدة وهي "ستريت فيو" وبمعني آخر "صورة لشوارع المدن المعاصرة" وبهذا تكون هناك مساحة بصرية مرسومة بين كاميرات تراقب الأرض علي مدار الساعة "الأقمار الصناعية" وبين الجمهور الذي انفتح العالم أمامه بفضل الشبكات الرقمية.
ورغم ان هذه الخدمة تؤدي مهمة رائعة فهي تختصر ما يجري في شوارع العالم وتعرضه علي الانترنت بكل ما فيه من حركة وتفاصيل دقيقة وكذلك تؤدي خدمة عامة للسياح الأجانب لأنها تمكثهم من التعرف علي المعالم الأثرية لمصر الفرعونية.. كما تقدم لهم دليلا الكترونيا يتضمن خريطة مفصلة عن شوارع القاهرة الفاطمية وأحيائها و محلاتها ومزاراتها السياحية ومراكز الخدمة المختلفة.. كذلك تتيح خدمة "ستريت فيو" امكانية طباعة أي مشهد يغني السائح أو الزائر عن اضاعة الوقت والجهد في عناء البحث والتفتيش في مصادر أخري.
وهناك من اتخذ مواقف وسطية فأثني علي هذه الخدمة من النواحي الفنية والإعلامية والخدمية دون أن يتطرق إلي خرق الحريات العامة والنيل من حقوق الأفراد الخاصة.
الخصوصية الشخصية
يؤكد المهندس شطا علي أنه منذ انطلاق هذه الخدمة الحديثة علت كثير من الأصوات بين المديح والاستنكار ورغم ان القوانين الأمريكية اطلقت الحرية في تصوير الأماكن العامة وتبيح بعض الأفعال المنافية لآدابنا العامة إلا أن بعض المؤسسات الحقوقية مثل مؤسسة "الحدود الالكترونية العالمية" وهي إحدي المجموعات المدافعة عن الحياة الخاصة علي الانترنت.. رأت ان خدمة "ستريت فيو" تعتدي علي خصوصية الأفراد والجماعات وتلتقط صورا وهم في غفلة وفي حالات ربما يعارضون الكشف عنها أمام جمهور الانترنت لسبب أو لآخر.
وأثارت هذه المواقف كثيرا من الجدل بشأن الخصوصية الشخصية في دول تاهت فيها الانساب وتلاشت فيها الأخلاق وأصبح المتدين فيها "شاذا"!! ولكن ماذا يحدث بين الشباب العرب الذين يملكون حسا آخر حول مفاهيم الخصوصية والحرية الفردية؟!
خدش الحياء
لعل ما يحدث في دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية له وقع آخر إذ تربطنا معا مفاهيم محددة حول الخصوصية والأخلاق وأهمهم "الحياء" الذي هو شعبة من شعب الإيمان والذي نخشي جميعا كمسلمين وعرب أن يخدش "جوجل" حياء العرب والإسلام بخدمته الجديدة "ستريت فيو" التي أزعجت العالم وهددت أمن كثير من الدول.. لأنها تدخل أي مكان بدون استئذان!!
وإذا كانت "ستريت فيو" هي خدمة تكنولوجية فائقة فهي تشكل خرقا فاضحا لجميع القوانين والأعراف العربية الأصيلة وتعتبر تعديا صارخا علي حقوق الإنسان وسرقة واعتداء علي الحريات العامة والخاصة ويراد بها ايذاء الاشخاص وتعريضهم للسخرية والمساس بكرامتهم.
وأخيرا وليس آخرا: رسالة توجهها "جوجل" لكل عربي: لا تترك الشباك مفتوحا وأنت تمارس حياتك الطبيعية.. لا تتبول في الشارع.. لا تترك زوجتك تنشر الغسيل بقميص النوم.. لا تغازل بنت الجيران.. لا تجلس مع زميلتك في الجامعة.. لا تشرب السجائر في سن المراهقة.. فأصبح الكل مفضوحا في زمن السماوات المفتوحة!!

من طرف **admin** السبت نوفمبر 24, 2007 12:22 pm

مشكوووووووووووور
سأبدأ بالتجربة بنفسي

جوجل تستغل السماوات المفتوحة ل "كشف المستور"

جوجل تستغل السماوات المفتوحة ل "كشف المستور"

رد: جوجل تستغل السماوات المفتوحة ل "كشف المستور"