سِجنَ المشاعرِ والأمنياتِ النَّديَّة .
صفحة 1 من اصل 1
سِجنَ المشاعرِ والأمنياتِ النَّديَّة .
سِجنَ المشاعرِ والأمنياتِ النَّديَّة .
توأم الروح:
"أما الحب يا عيني عليه .. في الدنيا ما فيش أبداً أحلى من الحب .." كما تقول السيدة أم كلثوم -رحمها الله- في "سيرة الحب".. الحب هنا حالةٌ روحيةٌ يتأثر بها القلب والعقل والجوارح في حين لا يدركون كنهها فالقلب يشتاق ويتألم وينتشي ويفرح ويطرب, والعقلُ يفسر الإشارات وينظم العبارات ويربط الأحداث ويقيم المواقف والحالة, والجوارح كل يدلي بدلوه فاليد تكتب واللسان يعبِّر والرجل تتمنى كلَّ حين أن تسير إلى "بلد المحبوب". أما الرُّوح فهي سيدة الموقف لأنها الوحيدة التي تدرك حقيقة الحبِّ.
إنه ليس بالحب الذي نتكلف صناعته بعد الزواج أو الحب الذي نستأصل شأفته بالإسراع في الزواج بمجرد نشوء بوادره الأولى قبل التأكد من أنها توأمة التطابق الروحي أم هو مجرد إعجاب بشكل أو أسلوب أو شخصية أو مواهب سرعان ما يتلاشى عند التعود عليه. إن للحب المتعارف عليه مراحل تبدأ بالإعجاب وتصل إلى العشق ثم يبدأ العد التنازلي بعد اللقاء الذي يتاح للعشيقين فيه كل شيء.
أما حب توأم الروح فيبدأ كالإلهام دفعة واحدة "الحب كله – كما تقول السيدة" ويظلُّ كما هو لا يتغير إنما تتغير أساليب التعبير عنه تبعاً للمساحات الممنوحة للتوأمين في ظل رعاية إلهية كريمة لهذا الحب تتمثل في فتوحات فوق التصورات باتجاه تهيئة التوأمين لهذا النوع السامي من الحب وتيسير أسباب التواصل الروحي الذي لا يستطيع بشر أن يوقفه كما تقول الفنانة أصالة: "لو قفلوا بينا ألف باب يبقى الهوى بيضمنا", وفوق ذلك يظهر التوفيق الإلهي في تذليل العقبات وتسهيل الصعوبات التي قد تحول دون اللقاء الأبدي السرمدي, ويجد هذا الحب حُرّيتَه المطلقةَ في سماحة ديننا الحنيف غير المسبوقة أو الملحوقة والتي تتيح للتوأمين أن يطمئنا في البدء أنه التطابق ثم تمنحهما الفرصة أن يتعرفا على بعضهما وعلى أسطورتيهما, فيتحققان من أنها ليست مجرد نزوات أو إعجاب بل هي لحظات "الصفر كَالْفِن*":
كأنَّكَ في لحظةٍ سرمديّةْ ..
تَدَاخَلُ فيها الحروفُ .. تذوبُ تِبَاعاً ..
ويَضطربُ العدُّ .. يَصْعَدُ .. يَنْزِلُ ..
أرقامُهُ تَتَلاشَى سِرَاعاً .. لتَدْخُلَ في عَالَمِ الأبَدِيَّةْ ..
ولكنَّ شيئاً يَحُولُ ولحظةَ عُمرِكَ أن تستمرَّ .. يُسمُّونَه الواقعيَّة ..
وإني أسمِّيهِ .. مَقبرةَ الحُلُمِ النَّرجسيّ .. مَنْفَى التَّوائِمِ .. سِجنَ المشاعرِ والأمنياتِ النَّديَّة .
زائر- زائر
رد: سِجنَ المشاعرِ والأمنياتِ النَّديَّة .
وما الحب عندى الا حاء قد التصقت بباء
عاشق العروبه- عضو ذهبى
-
عدد الرسائل : 642
المزاج : عادى
الاوسمة :
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/07/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى