صلاة الجماعة في مقر العمل.. تلغي حجة الذهاب للمسجد

من طرف زائر الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 2:49 pm

صلاة الجماعة في مقر العمل.. تلغي حجة الذهاب للمسجد
سعد: أنا صاحب عمل وعندي مجموعة من العمال لكن أحدهم حينما يدخل وقت الصلاة يترك عمله ويذهب إلي المسجد خارج العمل ويترك أداء الصلاة داخل العمل مع زملائه ويضيع وقتا طويلا بحجة الصلاة فهل إذا منعته من الذهاب إلي المسجد أثناء العمل أكون آثما؟
* * يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بقوله: اتفق الفقهاء علي أن الصلاة واجبة ولها وقت محدد. وقد صرح القرآن الكريم بذلك صراحة قال جل شأنه: "إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا" وأداء العمل بأمانة كما ينبغي أمر واجب.
واتفق الفقهاء علي أن الواجب علي الأجير أن يقوم بالعمل في الوقت الذي حدد له ولكن يستثني من ذلك وقت الصلاة إذا لم يترتب علي ترك العمل من أجل أداء الصلاة ضرر لأن الشريعة الإسلامية قائمة علي قاعدة عامة حددها الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله: "لا ضرر ولا ضرار".
وعلي الأجير في هذه الحالة أن يؤدي الفريضة فقط ويرخص له في ترك النوافل لأن أداء الصلاة بعد الفريضة نافلة أما الالتزام بأداء العمل علي حسب الوقت الذي حدده صاحب العمل فإنه واجب ومن القواعد الفقهية المقررة ترك السنة من أجل الواجب ولا يجوز ترك الواجب من أجل سنة.
وقرر الفقهاء أنه يحق لصاحب العمل أن يمنع العامل من الذهاب لأداء الصلاة في المسجد للصلاة جماعة إن كان المسجد بعيدا أما إن كان المسجد قريبا فالأمر متروك لصاحب العمل ولكنهم قالوا أيضا إن كان امام المسجد الذي يذهب العامل إليه يطيل الصلاة فلصاحب العمل أن يمنعه.
ولكن مادام صاحب العمل قد هيأ الفرصة للعاملين معه بأداء الصلاة في مكان خاص داخل العمل فليس من حق العامل أن يترك مكان العمل بحجة الذهاب إلي المسجد الخارجي لأنه إن كان يريد الذهاب إلي المسجد بقصد الحصول علي ثواب المشي إلي المساجد فله أن يذهب بعد أداء عمله لأنه بعد انتهاء عمله يكون حرا في جميع تصرفاته.
أما أثناء العمل فعليه أن يؤدي عمله الذي كلف به وفي نفس الوقت عليه أن يؤدي الصلاة في اوقاتها من غير أن يلحق ضررا بصاحب العمل وإلا كان آثماً.