هل الاجتهاد في الأسماء الحسني.. بدعة؟
صفحة 1 من اصل 1
هل الاجتهاد في الأسماء الحسني.. بدعة؟
هل الاجتهاد في الأسماء الحسني.. بدعة؟
علي موسي النويهي: البحث لا يخرج عن المتعارف عليها
د. عبد الغفار هلال: تعديلها.. خروج عن المألوف!
بعد فتوي إرضاع الكبير وما تبعها من فتاوي أثارت الدهشة والجدل جاء عالم دين يستبدل 21 اسما من اسماء الله الحسني بأخري.. وحجته في ذلك أن الاجتهاد في هذه الاسماء مسموح به.
صاحب البحث هو الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني استاذ العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد بالسعودية وأكد فيه أن واحدا وعشرين اسما من الاسماء الحسني المتعارف عليها لا يصح تسميته بها. لأنها صفات لا أسماء.. وقام باستبدالها بأسماء أخري.
الأسماء التي استبدلها استاذ العقيدة هي:
الخافض والمعز والمذل والعدل والجليل والباعث والمحصي والمبدئ والمعيد والمميت والواجد والماجد والوالي والمقسط والمغني والمانع والضار والنافع والباقي والرشيد والصبور.
انقسم العلماء بين مؤيد يرحب بهذا الاجتهاد ومعارض يري في التعديل تحريفا للأسماء المتعارف عليها من قرون عديدة.
اليوم نناقش القضية بشكل حيادي بالاستعانة بآراء العلماء المتخصصين:
يقول الشيخ "علي موسي النويهي" وكيل وزارة الأوقاف سابقا: تطرق البحث لإثبات أسماء الله الحسني فجعل منها المطلق والمقيد. والمطلق هو مادل علي ذات فعلية. والمقيد هو مادل علي الذات والصفات.
وهو في المحورين لا يخرج عن كونه يثبت لله اسماءه الحسني التي نعرفها. فكلها اسماء الله الحسني. ولكن بها المقيد والعام. وإذا رجعنا إلي اشتقاقات الأفعال نجدها صفات لله سبحانه وتعالي فمثلا: اشتق "الوليد بن مسلم" فيما أدرجه في حديث رواه عن النبي اسمي المعز والمذل من الفعل الوارد في قوله تعالي:
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير".
أما الأسماء التوقيفية التي جاءت بالكتاب والسنة فلا مجال فيها للتخريج لأي مجتهد.
أي أن البحث المذكور لم يخرج عن اسماء الله الحسني المعتادة. ولكنه أشار إلي أن بعض هذه الأسماء هي في الأصل صفات جعل منها البعض اسماء.
خروج عن المسلمات
يختلف معه الدكتور عبد الغفار هلال المفكر الإسلامي والاستاذ بجامعة الأزهر فيقول: ورد في حديث للبخاري عن رواية للترمذي "إن لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة".
وقد عدد الترمذي في كتابه الجامع هذه الاسماء التسعة والتسعين. كما أصدرت كتابا بعنوان "ديوان الطريق إلي الله" ذكرت فيه هذه الاسماء ونظمتها شعرا في ثمانمائة وخمسين بيتا. كما تحققت في هذا الكتاب من أن جميع الأسماء التي نعرفها هي أسماء وليست صفات.
لذا لا يجوز تقسيم اسماء الله الحسني إلي أسماء وصفات فعندما يسمي الله عز وجل نفسه الرزاق هي ليست صفة وإنما اسم يوصف به الحق تبارك وتعالي وكذلك الحال في القابض الباسط. السميع والعليم وغيرها. كلها اسماء ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أن من حفظها وأحصاها دخل الجنة. ومن يحاول ادخال تعديلات علي هذه الاسماء فهو يغير في الوارد المسموع الذي نقل نقلا صحيحا عن الرسول صلي الله عليه وسلم.
يشير الدكتور عبد الغفار هلال إلي أن البعض يستنبط اسماء أخري من القرآن والسنة تكون صحيحة. ولكنها ليست من أسماء الله الحسني. كما أن البعض يذكر اسماء تتفرع من اسماء الله الحسني مثل "العاطي" واصلها في اسماء الله الحسني المعطي.
يشدد "هلال" علي ضرورة الابتعاد عن اسماء الله. والتفكر في خلقه ما بين السماوات والأرض لندرك عظمته بدلا من البحث في أمور تعد من المسلمات عملا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تفكروا في آلائه ولا تفكروا في ذاته".
استنباط الأسماء
يوضح الدكتور منيع عبد الحليم محمود استاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر ان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "لله تعالي تسع وتسعون اسما من احصاها دخل الجنة".
ومن هنا يتباري العلماء من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في الحصول علي هذه الأسماء ومن هنا كان هذا التعدد والتغيير في بعض الأسماء ما بين عالم احصاها هنا وعالم احصاها هناك فيظن الناس أنها اسماء جديدة مختلفة عن التي الفناها. ولكنها في جميعها عبارة عن استنباط من القرآن والسنة بأدلة هؤلاء العلماء واستقرائهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
لذا ليس هناك زيادة عن التسعة والتسعين اسما المتعارف عليها إلا بمقتضي اختلاف العلماء. فقد يضع عالم اسماء مثل الحنان. والمنان. وقد يختلف معه عالم آخر ولا يضع هذه الاسماء ويضع غيرها في محاولة للوصول لاسماء الله الحسني كاملة. وهذه الاسماء في مجملها اسماء لله تعالي جاءت رحمة منه بعباده وفضلا وتنعما للدعاء بها مع اليقين بالإجابة. يقول الله تعالي:
"ولله الاسماء الحسني فادعوه بها".
يؤكد د. منيع أن اسماء الله الحسني تنقسم إلي أسماء مطلقة مثل اسم "الله" وهي متفق عليها من الجميع ولا يجوز تغييرها. وبأسماء أخري يتم استخلاصها من القرآن والسنة دون ابتداع أو اجتراء عليهما ولهذا فإن البحث الذي تقدم به الدكتور "محمود عبد الرازق" ليس جديدا علينا. فقد سبقه آخرون في هذا الصدد وقد جاءت اسماء الله الحسني المتعارف عليها لدينا نتيجة استنباط العلماء القدامي.
علي موسي النويهي: البحث لا يخرج عن المتعارف عليها
د. عبد الغفار هلال: تعديلها.. خروج عن المألوف!
بعد فتوي إرضاع الكبير وما تبعها من فتاوي أثارت الدهشة والجدل جاء عالم دين يستبدل 21 اسما من اسماء الله الحسني بأخري.. وحجته في ذلك أن الاجتهاد في هذه الاسماء مسموح به.
صاحب البحث هو الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني استاذ العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد بالسعودية وأكد فيه أن واحدا وعشرين اسما من الاسماء الحسني المتعارف عليها لا يصح تسميته بها. لأنها صفات لا أسماء.. وقام باستبدالها بأسماء أخري.
الأسماء التي استبدلها استاذ العقيدة هي:
الخافض والمعز والمذل والعدل والجليل والباعث والمحصي والمبدئ والمعيد والمميت والواجد والماجد والوالي والمقسط والمغني والمانع والضار والنافع والباقي والرشيد والصبور.
انقسم العلماء بين مؤيد يرحب بهذا الاجتهاد ومعارض يري في التعديل تحريفا للأسماء المتعارف عليها من قرون عديدة.
اليوم نناقش القضية بشكل حيادي بالاستعانة بآراء العلماء المتخصصين:
يقول الشيخ "علي موسي النويهي" وكيل وزارة الأوقاف سابقا: تطرق البحث لإثبات أسماء الله الحسني فجعل منها المطلق والمقيد. والمطلق هو مادل علي ذات فعلية. والمقيد هو مادل علي الذات والصفات.
وهو في المحورين لا يخرج عن كونه يثبت لله اسماءه الحسني التي نعرفها. فكلها اسماء الله الحسني. ولكن بها المقيد والعام. وإذا رجعنا إلي اشتقاقات الأفعال نجدها صفات لله سبحانه وتعالي فمثلا: اشتق "الوليد بن مسلم" فيما أدرجه في حديث رواه عن النبي اسمي المعز والمذل من الفعل الوارد في قوله تعالي:
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير".
أما الأسماء التوقيفية التي جاءت بالكتاب والسنة فلا مجال فيها للتخريج لأي مجتهد.
أي أن البحث المذكور لم يخرج عن اسماء الله الحسني المعتادة. ولكنه أشار إلي أن بعض هذه الأسماء هي في الأصل صفات جعل منها البعض اسماء.
خروج عن المسلمات
يختلف معه الدكتور عبد الغفار هلال المفكر الإسلامي والاستاذ بجامعة الأزهر فيقول: ورد في حديث للبخاري عن رواية للترمذي "إن لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة".
وقد عدد الترمذي في كتابه الجامع هذه الاسماء التسعة والتسعين. كما أصدرت كتابا بعنوان "ديوان الطريق إلي الله" ذكرت فيه هذه الاسماء ونظمتها شعرا في ثمانمائة وخمسين بيتا. كما تحققت في هذا الكتاب من أن جميع الأسماء التي نعرفها هي أسماء وليست صفات.
لذا لا يجوز تقسيم اسماء الله الحسني إلي أسماء وصفات فعندما يسمي الله عز وجل نفسه الرزاق هي ليست صفة وإنما اسم يوصف به الحق تبارك وتعالي وكذلك الحال في القابض الباسط. السميع والعليم وغيرها. كلها اسماء ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أن من حفظها وأحصاها دخل الجنة. ومن يحاول ادخال تعديلات علي هذه الاسماء فهو يغير في الوارد المسموع الذي نقل نقلا صحيحا عن الرسول صلي الله عليه وسلم.
يشير الدكتور عبد الغفار هلال إلي أن البعض يستنبط اسماء أخري من القرآن والسنة تكون صحيحة. ولكنها ليست من أسماء الله الحسني. كما أن البعض يذكر اسماء تتفرع من اسماء الله الحسني مثل "العاطي" واصلها في اسماء الله الحسني المعطي.
يشدد "هلال" علي ضرورة الابتعاد عن اسماء الله. والتفكر في خلقه ما بين السماوات والأرض لندرك عظمته بدلا من البحث في أمور تعد من المسلمات عملا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تفكروا في آلائه ولا تفكروا في ذاته".
استنباط الأسماء
يوضح الدكتور منيع عبد الحليم محمود استاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر ان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "لله تعالي تسع وتسعون اسما من احصاها دخل الجنة".
ومن هنا يتباري العلماء من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في الحصول علي هذه الأسماء ومن هنا كان هذا التعدد والتغيير في بعض الأسماء ما بين عالم احصاها هنا وعالم احصاها هناك فيظن الناس أنها اسماء جديدة مختلفة عن التي الفناها. ولكنها في جميعها عبارة عن استنباط من القرآن والسنة بأدلة هؤلاء العلماء واستقرائهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
لذا ليس هناك زيادة عن التسعة والتسعين اسما المتعارف عليها إلا بمقتضي اختلاف العلماء. فقد يضع عالم اسماء مثل الحنان. والمنان. وقد يختلف معه عالم آخر ولا يضع هذه الاسماء ويضع غيرها في محاولة للوصول لاسماء الله الحسني كاملة. وهذه الاسماء في مجملها اسماء لله تعالي جاءت رحمة منه بعباده وفضلا وتنعما للدعاء بها مع اليقين بالإجابة. يقول الله تعالي:
"ولله الاسماء الحسني فادعوه بها".
يؤكد د. منيع أن اسماء الله الحسني تنقسم إلي أسماء مطلقة مثل اسم "الله" وهي متفق عليها من الجميع ولا يجوز تغييرها. وبأسماء أخري يتم استخلاصها من القرآن والسنة دون ابتداع أو اجتراء عليهما ولهذا فإن البحث الذي تقدم به الدكتور "محمود عبد الرازق" ليس جديدا علينا. فقد سبقه آخرون في هذا الصدد وقد جاءت اسماء الله الحسني المتعارف عليها لدينا نتيجة استنباط العلماء القدامي.
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى