قال تعالى((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْح
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قال تعالى((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْح
من طرف admin السبت أكتوبر 20, 2007 8:03 pm
قال تعالى((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) ))
الفروسية تلك الرياضة الجسدية والنفسية التي عشقها الأنبياء وعلية القوم والنبلاء فأول من استأنس الخيل هو النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وأكثر من عشقها هو النبي سليمان عليه السلام لدرجة انها قابلها حتى فاتته صلاة العصر وقام بمسح أعناقها بالسيف وقتلها.
قال الله تعالى (((وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ)) (صّ:30ـ31) .
والرسول صلى الله عليه وسلم له العديد من الخيول المشهورة وكان يحبها ومنها الحصان السكب والمرتجز ....الخ
و قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة.. واهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة))
والحصان العربي من أفضل سلالات الخيول العالمية و تعتبر الجزيرة العربية حسب مصادر كثيرة مختصة في انساب وسلالات الخيول الموطن الأصلي له.
ولهذا النوع من الخيول خمس فصائل رئيسة وهي (( كحيلات ، الصقلاويات ، الحمدانيات ، عبيات ، الهدبا )) ويتفرع من هذة الفصائل فصائل فرعية يعود نسبها الى احد هذة الفصائل الرئيسية.
ولهذا التقسيم قصة شيقة اود ذكرها للاخوة القراء قبل الدخول في الموضوع الاساسي الذي انوي الحديث عنه كمقدمه تسهل لنا فهم انساب مرابط الخيل العربية لان العديد منا انشغل في الحياة المتحضره وابتعد عن تراث الاباء والجداد.
اما بداية القصة كما ذكرت المصادر العلمية او كبار السن من من يعرف الكثير عن الفروسية والفرسان كانت عندما انهار سد مأرب العظيم والذي نتج عنه غرق العديد من الاحياء والبشر وهجرة كثيراً من سكان اليمن الى اجزاء متفرقه من الجزيرة العربية وكان من من نجا من الموت خمس رؤوس من الخيل وصلت الى نجد واستقرت بجوار عين ماء تذهب وتعود اليها للشرب منها.
اكتشف وجودها اشخاص من اهل نجد فارادوا القبض عليها واستأناسها لانها متوحشة ولكن لا يوجد طريقة للقبض عليها بسبب الحياة البدائية في ذلك الوقت وافتقارهم للوسائل المناسبة للقبض على هذة المخلوقات الجميلة شديدة القوة والسرعة.
ففكر احد هؤلاء الرجال بحيلة مستغلا عين الماء التي تشرب منها فطلب مساعدة اربعه منهم فكانوا خمسة على عدد رؤوس الخيل المتوحشة فوافق الرجال على تقديم يد المساعدة له على ان يكون لكل واحد منهم واحدة من الخيل.
كانت الخمسة خيول تسير مع بعضها البعض ولا تفترق مما ساعد الرجل على وضع المصيدة لها فقام باحضار جذع نخلة هو ورفاقه فحفروا له على حافة العين وركزوه وتركوه فعندما اتت الخيل لتشرب خافت من هذا الجذع وتوقفت عن الذهاب الى العين.
تحت ضغط العطش انطلقت الخيل بسرعة هائلة وقوة متجهة للعين وشربت من الماء تحت مراقبة من بعيد للرجال وفي اليوم التالي احضروا ثلاثة جذوع وركزوها متجاورة مع الجذع السابقة وترددت الخيل ولكن العطش ارغمها على الاقتحام حتى تمكن الرجال من احاطة جميع جهات عين الماء بجذوع النخل وتركوا فتحة تمكن الخيل من الدخول وبالفعل دخلت الخيول الخمسة داخل هذا السور الذي بداخله عين ماء وقاموا باغلاق الفتحة وجلب الطعام لها من المراعي وبدأوا في عمليه استأناسها حتى تم ترويضها جميعا واخذ كل شخص منهم واحدة.
فسمى احدهم فرسه كحيلة لان عينها مكحلة وجميلة والاخر اسماها صقلاوية والصقل بمعنى الرفس بالحافر الخلفية لانها اكثرهن صقل.
واما الهدباء فسميت نسبة الى خصلة الشعر الموجودة في غرتها والحمدانية كان لها اسم قديم ولكن اسمها هذا مأخوذ من مالك مربطها الاساسي وهو الفارس والشاعر المعروف ابو فراس الحمداني.
اما عبية فلأسمها مناسبة وهو عندما اخرج الخمسة رجال خيولهم من احتجازها بعد ترويضها ركبوا على ظهورها متوجهين الى ديارهم فأحس الرجال بالجوع وقرروا قتل واحدة منهن وكان كل شخص منهم متمسك بفرسه فقرروا عمل سباق والاخيرة في السباق تقتل فقبل على ان يشترك الخامس مع ما قبل الاخير في فرسه.
فعملت الجولة الاولى وتأخرت كحيلة ولكن مالك كحيلة تعذر بأنهم انطلقوا قبله وطالبهم بأعادة السباق فوافقوا الرجال وانطلق السباق فتاخرت صقلاوية واعترض واعيد السباق عدة مرات وفي كل مرة تتأخر احداهن وفي اثناء احد السباقات سقطت عبأة فارسها وردها من السقوط ذيلها فسميت عبية بعد هذا السباق.
وعند تحضيرهم لسباق اخر صادفهم قطيع من البقر الوحشي او المها فلحقوا بها وقتلوا احداها وسلمت الخمس رؤوس من القتل وبقي لكل رجل منهم فرس فكانت هذة قصة الخمس سلالات الاصلية التي تفرع منها فروع اخرى يعود نسبها الى احدى هذة السلالات.
ومن هذة القصة يتضح بأن اصل التسمية فالخيل يعود الى شكلها او الى الشخص نفسه الذي يملكها او الى الموقف الذي سبب التسمية ومن السلالات الفرعية المعروفة شويمة كحيلة وسميت بذلك لوجود شامة بيضاء في فمها وانفها وكذلك كروش كحيلة الغندور سميت بذلك لكبر كرشها وهي مربط للغنادير من كرزان البقوم وايضا كحيلة ابن جرشان نسبة لابن جرشان البقمي وغيرها امثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وتوارث ابناء الجزيرة العربية هذة السلالات العريقة والنادرة والجميلة فكان باهضت الثمن صعب الحصول عليها والمحافظة عليها فكانت مطمع الحكام و الغزاة والسرقة والصعاليك ومن اشهر من سلب خيول الجزيرة العربية حكام مصر والعثمانيين لتحسين السلالات الموجودة لديهم .
وكان لمن يقتني الخيل مكانة اجتماعية عالية ومرموقة في مجتمعه البدوي فهو شيخ القبيلة وفارسها وحامي الديار وله من جميع قبيلته السمع و الطاعة .
كان طريقة الحصول على الخيل اما بالشراء وهذا لا يستطيع عليه الا من لديهم مال كثير وعدد كبير من الابل وهذا يصعب في العصر الماضي خاصة في الزمن الذي فرضت الدولة العثمانية سيطرتها على مداخل الجزيرة العربية.
ويحصل البعض على الخيل عن طريق المربط وهو تربية الخيل وتوالدها عند مالكها او يحصل عليها عن طريق الاقتلاع او القلع وهو نزعها بالقوة وذلك بقتل فارسها واخذها او سرقتها من مقر صاحبها وعادة توضع اقفال للخيول لحمايتها من السرقة.
وبعض الخيل يسقط فارسها عن ظهرها وتهرب ويسمى هذا النوع بالمارج فمن يحالفه الحظ ويجدها في الصحراء يمتلكها.
ونادرا يهدي الرجال الخيل ولا يهدي الخيل الا من له مكانه عاليه في مجتمعه.
وعادة يكتسب الفارس صفات تميزه عن غيره فهو شجاع كريم شهم والتاريخ مليء بقصص متواتره عن الفرسان في الازمان المختلفة.
والخيل العربية تعيش في الاماكن المنبسطة او القليلة الوعورة مثل هضة نجد او سواحل تهامة في الجزيرة العربية وفي هذين الموقعين انتشرت هذة السلالات.
ولقبيلة هذيل بشكل عام نصيب من الفروسية ما قبل البعثة النبوية وبعد ظهور نور الاسلام فكان فرسان هذة القبيلة على صهوات الجياد لاعلاء كلمة الحق ونشر الدين الاسلامي عبر الفتوحات الاسلامية في صدر الاسلام وما عقبها من مراحل للدول الاسلامية.
وبما انني انتمي لقبيلة هذيل البقوم فانني اتشرف بتعريفكم بانواع الخيول ونسبها التي كان يملكها بعض رجال هذه القبيلة الذين اشتهر عنهم الفروسية وهم ذوي حدري وعندهم سلالات من كحيلات وصقلاويات .
الفرس صغيرة :
سميت صغيرة لصغر رأسها وهي اساس لمربط لذوي حدري من هذيل البقوم ومن سلالتها الحصان المشهور ((صغيران)) وهو حصان الفارس الشيخ مقعد بن حدري الهذيلي البقمي نسبة لسلاله الفرس صغيرة التي يعود نسبها لكحيلات.
اما عن سبب تسميه صغيران بهذا الاسم فهو لم يأتي مصادفة او اختيار فكل حصان ينسب لسلالة امه حتى لا تصيع انساب خيولهم فمثلا:
كحيلة ابنها كحيلان
عبية ابنها عبيان
شويمة ابنها شويمان
هدبا ابنها هدبان
كبيشة ابنها كبيشان
صغيرة ابنها صغيران
الفرس ظرمة:
وهي فرس جعيثنية النسب و لونها صفراء ((صفراء تعني بيضاء بلهجة اهل الخيل)) وهي احدى الخيول التي اقتلعها الفارس والشيخ المعروف محمد بن هندي بن حميد شيخ برقا من عتيبه في معركة((كون الرحى)) بين عتيبة وبين ابن رشيد وقد ابلى الشيخ محمد بن هندي بلاءا حسنا في تلك المعركة وقلع لوحده خمس وثلاثون فرس معنونه منها الفرس ظرمه التي اهداها للفارس قاعد بن حدري الهذيلي البقمي نظير مشاركتهم هم وعمهم مزيد في تلك المعركة مع عوانيهم المقطة فقد قتلت فرس مزيد بن ضمين وهي من سلايل صغيرة وانقذه احد فرسان عتيبة عندما اردفه معه على فرسه وطلب النجدة شخص اخر من عتيبه يريد مرافقتهما فرد عليه الفارس العتيبي بهذة المقولة التي اصبحت مثل((ليتها تجري بمزيد)) وقد قال الشاعر زبن بن عمير البراق مادحا نايف بن محمد بن هندي ويشير الى هذة الموقعة:
ابوه قدمه قد عطا من نهاره=خمس وثلاين معنونة ظهاير
قلعه نهار الكون في رقة الرحى=من بين عكفات السيوف الشطاير
ما منهن اللي حط فيها مثاني=والا طلب فيها رجا فلو ناير
والفرس ظرمة اصبحت من افضل انواع الخيل واشهرها بسبب انه وضع الشيخ محمد بن هندي والشيخ بن ربيعان سباق بين فرسان برقا وروق قبل احد المناخات المشهورة فأختيرت الفرس ظرمة وفارسها قعيد بن حدري الهذيلي البقمي وهو الاخ الاصغر للفارس قاعد بن حدري للمشاركة مع فرسان برقا وعندما بدأ السباق فازت الفرس ظرمة بالسباق وقال فيها الشاعر سعد الشويب السمي البقمي وهو احد فرسان البقوم الموجودين في السباق هذة الابيات بعد فوز الفرس ظرمة:
ظرمة تعدت سبق الخيل=كل القبايل من شهودي
زادت عليهم زود بالحيل=اخزا الله عيون الحسودي
وقضاتها عدالت الميل=عتيبة عريبين الجدودي
وقد اقتلعت الفرس ظرمة عندما قتل فارسها قعيد بن حدري الهذيلي البقمي والذي قتله الفارس ابن زلفان الثوري السبيعي عندما خرج في طلب اعادة ابله التي اخذها الفارس قعيد الهذيلي حينما وضع له كمين في مشرب ماء فالوادي يدعى ((حسو ظلمة)) وتمكن من قتله ليلا في الطريق واسترجاع ابله وقلع الفرس ظرمة وقال فيها احد شعرائهم متفاخرا بفعل ابن زلفان:
ولد الهذيلي وجلنه=عليه طير الجو حام
يالشعث نجد لا تجنه=من عقب خيال الجهام
مقيديحات:
وتنسب للفرس مقيديحة التي قلعها الفارس مقعد بن حدري الهذيلي البقمي من قبيلة ال مريتع الشجعان من قبيلة قحطان في معركة صبحا التي شارك فيها الفارس زبار الغندور وسميت بمقيديحة لتقادح الشرار من اثر ضرب حوافرها في الارض نظرا لسرعتها وقوتها وقال احد الشعراء في تلك الموقعة :
نهار صبحا يوم كون هذيل=والخيل كسرها زبار
والله لو اني صانع(ن) للخيل=ما عاد اعلق فيهن المسمار
هذا ما يخص المرابط والتربية فقد اقتصرت على ذوي حدري وخاصة الفارس مقعد بن حدري الذي رأى في المنام منير اللاحس الهذيلي رؤيا بقتله وفيها هذين البيتين:
يا شيخ دورنا وترك غيرنا=خيالنا مثل السنام العالي
ما خزخزت بنت الحصان بمثلك=ما جيت فاولنا ولا فالتالي
وقد ورد ذكر اشخاص اخرون من هذيل البقوم امتلكوا خيل ومنهم الفارس عايد الهذيلي و الفارس دغيليب بن عبأ الهذيلي البقمي و الفارس راشد بن فايز السويكت ((راع العصلا)) .
فقد قال عايد الهذيلي في احد قصائده:
ربعي هذيل مربحة كل مصلاح=شراية الغالي من المغلواني
وان جا نهار(ن) ثار به عج وصياح=يروون حد مرهفات السناني
وقال احد الشعراء يمدح ذوي وخيلهم:
لقيت صغيرة وصغيرة من مربط كحيلان=تقول ان الفراسة حدرنة والمجد حدراني
ومن يبغا الخبر ينشد بني عدنان مع قحطان=وينشد كل راعي فعل واهل سنان وعناني
والبادية عموما يعتمدون على جانبين مهمين في الدفاع عن النفس والتنقل فالخيل اهم واقوى الوسائل للدفاع لسرعتها في الكر والفر ولكنها ليست سهلة الحصول والاسباب اوضحتها فيما تقدم من كتابتي واكثر البدو يعتمدون على الهجن او كما يسمونها بالجيش وهذة وسيلة ليست رخيصة ولكنها متوفرة وتناسب طبيعة التضاريس التي يعيشون فيها واكثر عدد وانتشار من الخيول .
ومعظم رجال هذيل اهل جيش وقد اشتهر لديهم العديد من السلالات .
ارجو أن وفقت في تسليط الضوء على جانب مهم من حياة بعض رجال قبيلتنا في الماضي وللجميع فائق الاحترام والتقدير.
الفروسية تلك الرياضة الجسدية والنفسية التي عشقها الأنبياء وعلية القوم والنبلاء فأول من استأنس الخيل هو النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وأكثر من عشقها هو النبي سليمان عليه السلام لدرجة انها قابلها حتى فاتته صلاة العصر وقام بمسح أعناقها بالسيف وقتلها.
قال الله تعالى (((وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ)) (صّ:30ـ31) .
والرسول صلى الله عليه وسلم له العديد من الخيول المشهورة وكان يحبها ومنها الحصان السكب والمرتجز ....الخ
و قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة.. واهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة))
والحصان العربي من أفضل سلالات الخيول العالمية و تعتبر الجزيرة العربية حسب مصادر كثيرة مختصة في انساب وسلالات الخيول الموطن الأصلي له.
ولهذا النوع من الخيول خمس فصائل رئيسة وهي (( كحيلات ، الصقلاويات ، الحمدانيات ، عبيات ، الهدبا )) ويتفرع من هذة الفصائل فصائل فرعية يعود نسبها الى احد هذة الفصائل الرئيسية.
ولهذا التقسيم قصة شيقة اود ذكرها للاخوة القراء قبل الدخول في الموضوع الاساسي الذي انوي الحديث عنه كمقدمه تسهل لنا فهم انساب مرابط الخيل العربية لان العديد منا انشغل في الحياة المتحضره وابتعد عن تراث الاباء والجداد.
اما بداية القصة كما ذكرت المصادر العلمية او كبار السن من من يعرف الكثير عن الفروسية والفرسان كانت عندما انهار سد مأرب العظيم والذي نتج عنه غرق العديد من الاحياء والبشر وهجرة كثيراً من سكان اليمن الى اجزاء متفرقه من الجزيرة العربية وكان من من نجا من الموت خمس رؤوس من الخيل وصلت الى نجد واستقرت بجوار عين ماء تذهب وتعود اليها للشرب منها.
اكتشف وجودها اشخاص من اهل نجد فارادوا القبض عليها واستأناسها لانها متوحشة ولكن لا يوجد طريقة للقبض عليها بسبب الحياة البدائية في ذلك الوقت وافتقارهم للوسائل المناسبة للقبض على هذة المخلوقات الجميلة شديدة القوة والسرعة.
ففكر احد هؤلاء الرجال بحيلة مستغلا عين الماء التي تشرب منها فطلب مساعدة اربعه منهم فكانوا خمسة على عدد رؤوس الخيل المتوحشة فوافق الرجال على تقديم يد المساعدة له على ان يكون لكل واحد منهم واحدة من الخيل.
كانت الخمسة خيول تسير مع بعضها البعض ولا تفترق مما ساعد الرجل على وضع المصيدة لها فقام باحضار جذع نخلة هو ورفاقه فحفروا له على حافة العين وركزوه وتركوه فعندما اتت الخيل لتشرب خافت من هذا الجذع وتوقفت عن الذهاب الى العين.
تحت ضغط العطش انطلقت الخيل بسرعة هائلة وقوة متجهة للعين وشربت من الماء تحت مراقبة من بعيد للرجال وفي اليوم التالي احضروا ثلاثة جذوع وركزوها متجاورة مع الجذع السابقة وترددت الخيل ولكن العطش ارغمها على الاقتحام حتى تمكن الرجال من احاطة جميع جهات عين الماء بجذوع النخل وتركوا فتحة تمكن الخيل من الدخول وبالفعل دخلت الخيول الخمسة داخل هذا السور الذي بداخله عين ماء وقاموا باغلاق الفتحة وجلب الطعام لها من المراعي وبدأوا في عمليه استأناسها حتى تم ترويضها جميعا واخذ كل شخص منهم واحدة.
فسمى احدهم فرسه كحيلة لان عينها مكحلة وجميلة والاخر اسماها صقلاوية والصقل بمعنى الرفس بالحافر الخلفية لانها اكثرهن صقل.
واما الهدباء فسميت نسبة الى خصلة الشعر الموجودة في غرتها والحمدانية كان لها اسم قديم ولكن اسمها هذا مأخوذ من مالك مربطها الاساسي وهو الفارس والشاعر المعروف ابو فراس الحمداني.
اما عبية فلأسمها مناسبة وهو عندما اخرج الخمسة رجال خيولهم من احتجازها بعد ترويضها ركبوا على ظهورها متوجهين الى ديارهم فأحس الرجال بالجوع وقرروا قتل واحدة منهن وكان كل شخص منهم متمسك بفرسه فقرروا عمل سباق والاخيرة في السباق تقتل فقبل على ان يشترك الخامس مع ما قبل الاخير في فرسه.
فعملت الجولة الاولى وتأخرت كحيلة ولكن مالك كحيلة تعذر بأنهم انطلقوا قبله وطالبهم بأعادة السباق فوافقوا الرجال وانطلق السباق فتاخرت صقلاوية واعترض واعيد السباق عدة مرات وفي كل مرة تتأخر احداهن وفي اثناء احد السباقات سقطت عبأة فارسها وردها من السقوط ذيلها فسميت عبية بعد هذا السباق.
وعند تحضيرهم لسباق اخر صادفهم قطيع من البقر الوحشي او المها فلحقوا بها وقتلوا احداها وسلمت الخمس رؤوس من القتل وبقي لكل رجل منهم فرس فكانت هذة قصة الخمس سلالات الاصلية التي تفرع منها فروع اخرى يعود نسبها الى احدى هذة السلالات.
ومن هذة القصة يتضح بأن اصل التسمية فالخيل يعود الى شكلها او الى الشخص نفسه الذي يملكها او الى الموقف الذي سبب التسمية ومن السلالات الفرعية المعروفة شويمة كحيلة وسميت بذلك لوجود شامة بيضاء في فمها وانفها وكذلك كروش كحيلة الغندور سميت بذلك لكبر كرشها وهي مربط للغنادير من كرزان البقوم وايضا كحيلة ابن جرشان نسبة لابن جرشان البقمي وغيرها امثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وتوارث ابناء الجزيرة العربية هذة السلالات العريقة والنادرة والجميلة فكان باهضت الثمن صعب الحصول عليها والمحافظة عليها فكانت مطمع الحكام و الغزاة والسرقة والصعاليك ومن اشهر من سلب خيول الجزيرة العربية حكام مصر والعثمانيين لتحسين السلالات الموجودة لديهم .
وكان لمن يقتني الخيل مكانة اجتماعية عالية ومرموقة في مجتمعه البدوي فهو شيخ القبيلة وفارسها وحامي الديار وله من جميع قبيلته السمع و الطاعة .
كان طريقة الحصول على الخيل اما بالشراء وهذا لا يستطيع عليه الا من لديهم مال كثير وعدد كبير من الابل وهذا يصعب في العصر الماضي خاصة في الزمن الذي فرضت الدولة العثمانية سيطرتها على مداخل الجزيرة العربية.
ويحصل البعض على الخيل عن طريق المربط وهو تربية الخيل وتوالدها عند مالكها او يحصل عليها عن طريق الاقتلاع او القلع وهو نزعها بالقوة وذلك بقتل فارسها واخذها او سرقتها من مقر صاحبها وعادة توضع اقفال للخيول لحمايتها من السرقة.
وبعض الخيل يسقط فارسها عن ظهرها وتهرب ويسمى هذا النوع بالمارج فمن يحالفه الحظ ويجدها في الصحراء يمتلكها.
ونادرا يهدي الرجال الخيل ولا يهدي الخيل الا من له مكانه عاليه في مجتمعه.
وعادة يكتسب الفارس صفات تميزه عن غيره فهو شجاع كريم شهم والتاريخ مليء بقصص متواتره عن الفرسان في الازمان المختلفة.
والخيل العربية تعيش في الاماكن المنبسطة او القليلة الوعورة مثل هضة نجد او سواحل تهامة في الجزيرة العربية وفي هذين الموقعين انتشرت هذة السلالات.
ولقبيلة هذيل بشكل عام نصيب من الفروسية ما قبل البعثة النبوية وبعد ظهور نور الاسلام فكان فرسان هذة القبيلة على صهوات الجياد لاعلاء كلمة الحق ونشر الدين الاسلامي عبر الفتوحات الاسلامية في صدر الاسلام وما عقبها من مراحل للدول الاسلامية.
وبما انني انتمي لقبيلة هذيل البقوم فانني اتشرف بتعريفكم بانواع الخيول ونسبها التي كان يملكها بعض رجال هذه القبيلة الذين اشتهر عنهم الفروسية وهم ذوي حدري وعندهم سلالات من كحيلات وصقلاويات .
الفرس صغيرة :
سميت صغيرة لصغر رأسها وهي اساس لمربط لذوي حدري من هذيل البقوم ومن سلالتها الحصان المشهور ((صغيران)) وهو حصان الفارس الشيخ مقعد بن حدري الهذيلي البقمي نسبة لسلاله الفرس صغيرة التي يعود نسبها لكحيلات.
اما عن سبب تسميه صغيران بهذا الاسم فهو لم يأتي مصادفة او اختيار فكل حصان ينسب لسلالة امه حتى لا تصيع انساب خيولهم فمثلا:
كحيلة ابنها كحيلان
عبية ابنها عبيان
شويمة ابنها شويمان
هدبا ابنها هدبان
كبيشة ابنها كبيشان
صغيرة ابنها صغيران
الفرس ظرمة:
وهي فرس جعيثنية النسب و لونها صفراء ((صفراء تعني بيضاء بلهجة اهل الخيل)) وهي احدى الخيول التي اقتلعها الفارس والشيخ المعروف محمد بن هندي بن حميد شيخ برقا من عتيبه في معركة((كون الرحى)) بين عتيبة وبين ابن رشيد وقد ابلى الشيخ محمد بن هندي بلاءا حسنا في تلك المعركة وقلع لوحده خمس وثلاثون فرس معنونه منها الفرس ظرمه التي اهداها للفارس قاعد بن حدري الهذيلي البقمي نظير مشاركتهم هم وعمهم مزيد في تلك المعركة مع عوانيهم المقطة فقد قتلت فرس مزيد بن ضمين وهي من سلايل صغيرة وانقذه احد فرسان عتيبة عندما اردفه معه على فرسه وطلب النجدة شخص اخر من عتيبه يريد مرافقتهما فرد عليه الفارس العتيبي بهذة المقولة التي اصبحت مثل((ليتها تجري بمزيد)) وقد قال الشاعر زبن بن عمير البراق مادحا نايف بن محمد بن هندي ويشير الى هذة الموقعة:
ابوه قدمه قد عطا من نهاره=خمس وثلاين معنونة ظهاير
قلعه نهار الكون في رقة الرحى=من بين عكفات السيوف الشطاير
ما منهن اللي حط فيها مثاني=والا طلب فيها رجا فلو ناير
والفرس ظرمة اصبحت من افضل انواع الخيل واشهرها بسبب انه وضع الشيخ محمد بن هندي والشيخ بن ربيعان سباق بين فرسان برقا وروق قبل احد المناخات المشهورة فأختيرت الفرس ظرمة وفارسها قعيد بن حدري الهذيلي البقمي وهو الاخ الاصغر للفارس قاعد بن حدري للمشاركة مع فرسان برقا وعندما بدأ السباق فازت الفرس ظرمة بالسباق وقال فيها الشاعر سعد الشويب السمي البقمي وهو احد فرسان البقوم الموجودين في السباق هذة الابيات بعد فوز الفرس ظرمة:
ظرمة تعدت سبق الخيل=كل القبايل من شهودي
زادت عليهم زود بالحيل=اخزا الله عيون الحسودي
وقضاتها عدالت الميل=عتيبة عريبين الجدودي
وقد اقتلعت الفرس ظرمة عندما قتل فارسها قعيد بن حدري الهذيلي البقمي والذي قتله الفارس ابن زلفان الثوري السبيعي عندما خرج في طلب اعادة ابله التي اخذها الفارس قعيد الهذيلي حينما وضع له كمين في مشرب ماء فالوادي يدعى ((حسو ظلمة)) وتمكن من قتله ليلا في الطريق واسترجاع ابله وقلع الفرس ظرمة وقال فيها احد شعرائهم متفاخرا بفعل ابن زلفان:
ولد الهذيلي وجلنه=عليه طير الجو حام
يالشعث نجد لا تجنه=من عقب خيال الجهام
مقيديحات:
وتنسب للفرس مقيديحة التي قلعها الفارس مقعد بن حدري الهذيلي البقمي من قبيلة ال مريتع الشجعان من قبيلة قحطان في معركة صبحا التي شارك فيها الفارس زبار الغندور وسميت بمقيديحة لتقادح الشرار من اثر ضرب حوافرها في الارض نظرا لسرعتها وقوتها وقال احد الشعراء في تلك الموقعة :
نهار صبحا يوم كون هذيل=والخيل كسرها زبار
والله لو اني صانع(ن) للخيل=ما عاد اعلق فيهن المسمار
هذا ما يخص المرابط والتربية فقد اقتصرت على ذوي حدري وخاصة الفارس مقعد بن حدري الذي رأى في المنام منير اللاحس الهذيلي رؤيا بقتله وفيها هذين البيتين:
يا شيخ دورنا وترك غيرنا=خيالنا مثل السنام العالي
ما خزخزت بنت الحصان بمثلك=ما جيت فاولنا ولا فالتالي
وقد ورد ذكر اشخاص اخرون من هذيل البقوم امتلكوا خيل ومنهم الفارس عايد الهذيلي و الفارس دغيليب بن عبأ الهذيلي البقمي و الفارس راشد بن فايز السويكت ((راع العصلا)) .
فقد قال عايد الهذيلي في احد قصائده:
ربعي هذيل مربحة كل مصلاح=شراية الغالي من المغلواني
وان جا نهار(ن) ثار به عج وصياح=يروون حد مرهفات السناني
وقال احد الشعراء يمدح ذوي وخيلهم:
لقيت صغيرة وصغيرة من مربط كحيلان=تقول ان الفراسة حدرنة والمجد حدراني
ومن يبغا الخبر ينشد بني عدنان مع قحطان=وينشد كل راعي فعل واهل سنان وعناني
والبادية عموما يعتمدون على جانبين مهمين في الدفاع عن النفس والتنقل فالخيل اهم واقوى الوسائل للدفاع لسرعتها في الكر والفر ولكنها ليست سهلة الحصول والاسباب اوضحتها فيما تقدم من كتابتي واكثر البدو يعتمدون على الهجن او كما يسمونها بالجيش وهذة وسيلة ليست رخيصة ولكنها متوفرة وتناسب طبيعة التضاريس التي يعيشون فيها واكثر عدد وانتشار من الخيول .
ومعظم رجال هذيل اهل جيش وقد اشتهر لديهم العديد من السلالات .
ارجو أن وفقت في تسليط الضوء على جانب مهم من حياة بعض رجال قبيلتنا في الماضي وللجميع فائق الاحترام والتقدير.
admin- Admin
-
عدد الرسائل : 5162
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 02/06/2007 -
رد: قال تعالى((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْح
من طرف hassnae الخميس ديسمبر 24, 2009 3:18 pm
hassnae- Admin
-
عدد الرسائل : 3845
العمر : 46
المزاج : جيد
الاوسمة :
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
مواضيع مماثلة» تعالى كدة شوف اسمك.....
» تعالى شوف المتزوجين
» شاهد اية من ايات الله تعالى رايتها بعينى
» ماذا تعني ثقة المسلم بنفسه وهل تتعارض مع حاجته لربه تعالى ؟
» حصريا البوم هشام عباس ( يا حبيبى ..تعالى جمبى ) 2007CDQ
» تعالى شوف المتزوجين
» شاهد اية من ايات الله تعالى رايتها بعينى
» ماذا تعني ثقة المسلم بنفسه وهل تتعارض مع حاجته لربه تعالى ؟
» حصريا البوم هشام عباس ( يا حبيبى ..تعالى جمبى ) 2007CDQ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى