عضة حمار
صفحة 1 من اصل 1
عضة حمار
عضة حمار
بقلم الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
لمن فاته الأستمتاع بالخبر الطريف المنشور في جريدة الدستور الأردنية ، وللأجيال القادمة ننقله ويتحدث عن حدث مولع بسباقات الرالي والخيل ، ولأنه ليس من أهلها ، لصعوبة سرقة سيارة أو حصان ، استعاض عن ذلك بسرقة حمار ، مع أن الحمار حمار ولو بين الخيول ربى ، وان كان يفشل في السباق فهو فارس في السياسة ورسمه الكريم يعلو هامة واشنطن ، ثم كل العالم ...!!!
ودخل الحدث السباق بالحمار المسروق ، وكان السباق على ما يبدو غير حميمي وغير مريح للأعصاب ، مما دفع الحمار للتمرد و(المعافصة) أو (الملابطة) على رأي أخواننا اللبنانيين ، مما أسقط الحدث عن ظهره ، ولم يكتفِ الحمار بذلك ، بل القاه أرضا تحت قوائمه ورفشه ، وعضه ، وأتبعه برفسات من قوائمه الخلفية مما (رضرضه ودعدره ، ودب حوافره في كرشه وساوى فيه البلاوي) قبل أن يتم تخليصه من الحمار الهائج المتمرد ...!!!
المهم وصلت المسألة للدفاع المدني الذي حمل الحدث الى المستشفى وتم تبليغ المركز الأمني بالحادثة ، ولحسن الحظ أن قانون الحمير غير عن قانون السيارات ، إذ لو تسلق حدث سيارة ما ، وسقط من فوق السيارة لغرم صاحبها وربما سُجن ، وتحمل كامل المسؤولية القانونية و العشائرية وهي أدهى وأمَرّ ، لذلك أخلى الضابط مسؤولية صاحب الحمار من الجرم المشهود ، والحمار أيضا ، ولم يحمل الحدث مسؤولية سرقة الحمار ، وأخلى مسؤوليته على مبدأ لا ضرر ولا ضرار ...!!!
ولكن هذا الأجراء القانوني لم يعجب الحدث ، والذي على ما يبدو كان طامعا بتعويض ما ، وأن يخرب بيت صاحب الحمار ، وهو الذي اعتدى على حرم بيته وسرق حماره الشاموص دون أن يسأله عن طبعه ، ولا عن أخلاقه الأشبه بأخلاق الحزب الديموقراطي الأمريكي وما يفرز من رؤساء يزعمون الحمار شعارا لهم وهم أبعد ما يكونوا عن الحمار وأخلاقه ...!!!
وقد طلب الحدث عطوة عشائرية (فوق حقه دقه) ...!!!! ليأخذ حقه عشائريا بعد أن (ظلمه) القانون وبرأ الحمار وصاحبه ...!!!!
المسألة الآن تحتاج إلى (حك مخ) ، والسؤال : هل تعطي التقاليد العشائرية حقا للحدث ، أم تحكم عليه بقانون العشيرة ما لم يُحكم عليه بقانون الدولة ، سيما وللبيوت حرماتها ، وما تلقاه من الحمار حق ، وحتى لو قضى عليه ، وهل لو صادفه كلب صاحب البيت وعقره ، يؤدي الى مسؤولية صاحب البيت ، وهو شاء من وجود الكلب الحراسة وحماية الممتلكات ..؟؟؟!!!
هل قانون العشيرة يتعالى على قانون الدولة ، ويجد مبررا لم يجده القانون الرسمي ..؟؟؟
وعلى فرض أن صاحب الحمار رفض المثول للقانون العشائري ، فهل للعشيرة قوة جلبه أمام المحكمة العشائرية الملغاة بحسب القانون والدستور ، وهل هذا الحق موجود في غير ذهن الحدث الفج ، وما الموقف العام لهذه المسألة.. ؟؟!!
(ضربني وبكى وسبقني واشتكى) ، فما أروع من قال هذا المثل الشعبي ، وما أذكى من أعطاه لسمراء البادية سميرة توفيق فشدت به، وما أشبه هذه الحكاية باليهود والقانون الدولي وقانون القوة العسكرية ، ومبررات تسليحها ودعمها ووضع القانون بحجرها ، فهي التي تضرب وتبكي ، وهي التي تسبق بالأذى وتذهب وتشكي ، ولأن ميزان العدالة مائلا ، فإنها تأخذ من الحقوق المزعومة ما جعل أمة العرب والإسلام في الزاوية ،أو (طابة تطجها) اسرائيل وتركلها متى تشاء ، وبرعاية شرطي الكرة الأرضية قبحه الله دون كل الشرطة ..!!!!
هذا الحدث على ما يبدو ، وعلى ما أظن وأحسب سيأخذ حقا للحدث من صاحب الحمار ، وسيؤدبه ويحرم عليه تربية الحمير ذات الكرامة ، فالحمار أمعة ، مركوب مذموم ، ولا يجوز له أن يثور ، فما دمنا ننتمي لأمة أظافرها مقلمة وأصابعها مقفعة ، وأيديها مغلولة إلى عنقها ، أمة تابعة مقتفية ...!!!
أظن أنه سيأخذ حقا يرضيه ، فما لزوم تربية الحمير ؟؟
وما بها الدراجة الهوائية التي لا تحتاج الى علف ولا إلى عليق وتستعيض بالنفير العالي عن النهيق ..!!!
أعتقد أنه سيأخذ ما يشتهي من حقوق ، إذ أن الهوى يغلب الحق في قانون العشيرة ...!!!
ومع احترامن وتقديري للرجال الأوفياء الذين يصلحون بين الناس (الوجوه) ، ويأخذون الحق من الظالم وينصرون المظلوم ، إلا أن بعضهم ما يهمه هو أن لا تفشل مهمته ، وأن لا يخسر القضية ، ظالمة أم وظلومة ..!!!
فكم شهدت شخصيا عطوات عشائرية يحاول كبيرها دحض الحق الأبلج بلوج الشمس ، وتثبيت الباطل والتعامي عن الحقائق ليشيد الناس ببراعته ومنطقه ، وأن (الكذب المرستك أقوى من الحق المجعلك) ولكنني أتوقع أنه لو كان صاحب الحق المهدور لتألم للمظلوم وتمنى أن كان مؤخرة ولم يكن وجها ، كما الكافر يتمنى لو كان ترابا وما تعذب مع الكافرين...!!!
فكم سائق أهوج اختطف أرواح الناس دون وجه حق ، إلا أنه حر يفعل ما يشاء وكم خرب بيوت كانت عامرة بربها الذي سخره الله عز وجل لرعايتها ، أو بأحد أطفالها ، وأوجع قلب أسرة وحرق حشاشة قلوبها ، وخرج بقوة بلاغة وجه العطوة مثل الشعرة من العجين ، مضيعا حقوق الآخرين ...!!!!
كم من حق تم هدره ، وكان ثمنه فنجان قهوة ، ونخوة كاذبة من أهل المصاب ، ثم ترك عائلته لأجاويد الله ، يذوقون الذل بعد اليتم ، وسوف يأخذ الحدث حقا من صاحب الحمار إذا كان (الوجه ملسن ، ومسحوب من لسانه) ، ويخلط الحق بالباطل ، فيطفو الباطل لخفته على وجه الحق الرزين ، الذي يستسلم أمام إجماع ظالم وباطل ، في زمن صارت كل قيمه باطلة ...!!!
لقد حرك هذا الحدث ، وهذا الخبر الطريف مكامن الذكرى ومخازن الوجع ، وما رأينا برحلة العمر ، لنضيء هذه الإضاءة ، فلسنا ضد المحبة والتسامح ، ولكننا نفضل ذلك من خلال القانون ، وأن يعرف كل واحد حقه ، ثم يتسامح به إن شاء ..!!!
ولا نريد لصاحب حق أن يضيع حقه أمام براعة (ملسن) لا يتقي الله (بلسانه الملس وقلبه النجس) حتى تزغرد له النساء ، ويرفعوا له الراية البيضاء ، وهي أسود من الظلام عند الله ، إن لم يتقه بما يقول ويفعل ...!!!
كيف للسارق والعابث أن يكون صاحب حق ، ويحاكم الضحية ؟؟
ليت من يتصدون لذلك الفجار وليسوا الأبرار ، وأن ينوء العقلاء بأنفسهم عن هذا الضلال ، ويدعوها للجهلاء ...!!!!
http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
http://turath.mo5ayam.com/vb/index.php
منتديات سنجل الباسلة
shabanah2007- عضو قيادي
-
عدد الرسائل : 114
العمر : 71
المزاج : عالي والحمد لله
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى