طوشة الكوستر

من طرف **shabanah2007** الأحد مارس 28, 2010 11:59 am

طوشة الكوستر
سللة حكايات المواطن دحدح
بقلم:الداعي بالخير،صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com

المواطن دحدح مواطن شريف جدا ، ولم يُعرف عنه أنه استباح شيئا ليس له ، أو أكل حق من حقوق الآخرين ، فمعياره في الحياة تقوى الله ، وتقوى الله نور وقوت القلوب ..!!!!

والأحسان هو شعاره في الحياة ، إن لم تكن ترى الله فأنه يراك ، ومع ذلك كان يكره أن يستغفله أحد بحق من حقوقه مهما كان ضئيلا وتافها ، لأن من يفرط بالقليل يفرّط بالكثير ، والذي يسرق البيضة يسرق الجمل ، وحتى تحافظ على الجمل يجب أن تحافظ على البيضة ، وتطالب بها فيما لو سرقت منك ، حتى لا يستغلك السارق ويسرق ما هو أكبر ....!!!

كان المواطن دحدح يقف عند اشارات عبدون ، متجها إلى مجمع المهاجرين ، والمسافة بينهما قريبة حيث من كان لديه بعض وقت يستطيع سيرها على الأقدام ، ولكن المواطن دحدح كان في عجلة من أمره ، فأشار إلى إحدى حافلات الكوستر ، التوابيت المعدنية التي تحمل الموت معها في كل خطوة من سيرها على الشوارع ، ولم يكن معه من النقود قطعة العشرة قروش ، يعطيها للكنترول حتى لا يدخل معه في جدل بيزنطي من أجل رد الباقي ، وكانت الأجرة (13) قرشا من مجمع المهاجرين حتى البلدة القديمة في وادي السير ، والحد الأدنى هو دفع الأجرة كاملة ...!! مجرد ما لامست قدمك باب الحافلة ، حسب قانون عدم تجزئة الأجرة ، أو عبارة (الأجرة كاملة مهما كانت المسافة) التي تعلق على لوحة استفزازية في الحافلات ، فاضطر المواطن دحدح تقديم نصف دينار للكنترول والذي أعاد له (35) قرشا ، فغضب المواطن دحدح وهو قلما يغضب ، ولكن غضبه بركان فيما لو غضب ، فقدم للكنترول معلومة ، وهي : أنه صعد مسافة قصيرة جدا لا تتجاوز كيلومترين ، ولا تستحق في مقياس المسافة قرشين ، ولكنه يتنازل عن (بريزة) (10) قروش ، وعليه أن يعيد له الباقي ، وهو (شلن) خمسة قروش ...!!!

واستعرض الكنترول للمواطن دحدح ذراعيه القويتين المرشومتين بالوشم في محاولة لأثبات صفته (أزعر ورد سجون وراس مالك شفره تخربط وجهك وترسم خارطة الوطن العربي عليه) ؟؟؟!!!

ولكن المواطن دحدح كان يظن أن الحق والقانون أقوى !!!

ولكن دحدح أعاد على أسماعه أنه يريد باقي النقود ، وهو شلن كامل ، فقال الكنترول : قلنا لك الأجرة 13 قرشا ، و(ما في قرشين أرجعلك ، عض عَ طاحونتك واسكت أحسن إلك وأسلم إلنا ، وخلي نهارنا ماسك عَ بعضه) ، وأدار ظهره لدحدح باستصغار واحتقار ، وهو يقول : (أما ركاب زباله)...!!!

همس المواطن دحدح (المسافه قصيره وما بتستحق الأجره كامله) ، وسمعه الكنترول المصارع وصرخ به : (وليش ما مشيتها مشي يا روح أمك) ، ولن المواطن دحدح قال : (على فرض ما تقوله صحيح ، فخذ أجرتك الكامله ورجع لي قرشين ، هذي من حقي) ....!!!

ولكن الكنترول زمجّر بوجهه وقال : (قلنا مافيش معنا قروش ، إنت ما بتفهم)... ؟؟؟

وبدأ الكنترول يكيل الألفاظ البذيئة للمواطن دحدح الذي حاول أن يعرف قدر نفسه في غابة الزعران ، ويكظم غيظه ، وطلب بأدب من الكنترول أن يصمت ويكف عن الكلام ، وأن الأجرة ليست دستورا ، حتى الدستور يتم تعديله عند الحاجة ، والأجرة يجب أن تتجزأ ...!!!

وعند هذا الحد الذي أدّى إلى انتقاد الأجرة ، غضب السائق لغضب الكنترول ، وداس على كوابح الحافلة بقوة وفجأة فاهتز الركاب اهزازا شديدا وارتطموا ببعضهم ، والواقفون سقطوا أرضا ، وسحب السائق مفتاح الجنط وهجم والكنترول على دحدح وسحباه خارج الحافلة ، وبدءا به ضربا وركلا ، حتى اختلط دمه بالتراب ، والركاب في الحافلة يتكورون على بعضهم رعبا من المشهد الدامي من أجل قرشين ، وتركا دحدح ملقى أرضا وصعدا إلى الحافلة وقادها السائق بسرعة جنونية ، دون أن يجروء أحد على التفوه بكلمة واحدة ، في حين قال الكنترول : المسألة مسألة طاعة ونظام ، حتى لا يجروء كلب مرة أخرى على انتقاد الأجرة ، لأننا لو فتحنا الباب لكل كلب ينبح ، لتركنا الحافلات وجلسنا في بيوتنا ، فالويل لمن لا يعرف قدر نفسه....!!!

قد تكون هذه الحكاية تعبيرية ويرى البعض بها شطحة خيال ، إلا أنها مسحوبة على الواقع ، وهي صورة فوتوغرافية على أرض الواقع ، وأرى أن نظام النقل في الأردن نظام متأخر متخلف ظالم ، يتاح للمافيا الاستغلال البشع للفقراء ، لأن الأغنياء لا يستعملون النقل العام أصلا ، ولم يحدث أن ركب أحدهم وسيلة نقل عام ، وهم غير معنيين بالأمانة ، وحفظ حق المواطن من جشع المالك ، وليس في العالم اجرة السرفيس والتاكسي أقل من الحافلة إلا في الأردن ...!!!

أعان الله لبطل دحدح الذي رفع الصوت واعترض ، فذاق وبال أمره ، وأعان الله الجبناء أمثالنا الذين نستسلم على مبدأ (غلب بستيره ولا غلب يفضيحه) ...!!!!!!!!!!!!!!!

كتبت المقالة في زمن الممكن ، أما اليوم فلم يعد ركوب الكوستر متاحا ، فتضاعفت الأجرة أضعافا ، واستكلب الشوفير والكنترول حتى السعار ...!!!

وجب التنبيه للمقارنة فقط ، وحتى تدفع وأنت راغم ، والا ...!!! عينك ما تشوف النور !!!!

من طرف **انابيل** الإثنين مارس 29, 2010 5:51 am

اكيد بتسمعوا لما يقولوا هي مقالة مستفزة حيث انها تثير غضب الانسان ويلي كتبه استاذ شبانة اثار غضبي حقاً
اثار غضبي فكانت كلمة تتردد كثيراً لماذا حتى اني غضبت من كلمة لماذا
ربما ذكرتُ مرة في احدى كتابات الاستاذ شبانة ان المواطن الاردني اصبح غالباً عليه الكرم ولا نبالغ ان قلنا ان حاتم الطائي هو ابن عم المواطن الاردني
نعم لقد اصبحت الحافلات التي نقول لها ( باص ) اعلى اجرة من سرافيس وتكسيات الاجرة فحقاً اصبحو مافيا المواصلات والبلطجة
وكان السبب من وراء هذه الظاهرة هو الخوف او ضياع كلمة لا.. يأتي شخص ويقول : (يعني معقول انا اطلب من الكنترول يرجعلي قرشين والتاني بقول : ناقصني اعلق مع واحد زي هاد مشان قرشين والتالت بقول : اخ بس لو الناس كلها توقف معي كنت ما بخلي كنترول ياخد مني قرش واحد )
وكانت لكلمة لا افرع وهو الحياء والخوف المذكور سابقا ومين يعترض بالاول يعني اذا عمرو ما قال لا زيد ما بيقدر يقول لا لازم عامل مساعد وهنا يكمن الخطأ عندما يركن كل شخص على الآخر ليقول لا ويأخذ حق الجماهير اذاً لا اشك ابداً ان يصبح الكنترول فيما بعد وزير والشوفير سكرتير الوزير وليس مستبعداً ان يطلب منا دفع ضرائب للسائق وكنتروله عند استلام كل فاتورة كهرباء
بعد الجدال والنقاش والاقتتال بيني وبين نفسي توصلت لكلمة ليش والتي لها قاموس خاص لدى اهل بلاد الشام ويأتي معنى ليش خليط بين كلمة لماذا والتعليل مع ايجاد الحلول
فوجدت نفسي اقول ليش المواطن الاردني ما يعمل متل المواطن الصيني ويركب الدرجات الهوائية ( البايسكل ) بصفة انه الاردن دولة صغيرة ولا تحتاج لكل تلك المسافات الطويلة ومعظم المواطنين اعمالهم قريبة من منازلهم وبجميع الاحوال هي رياضة ممتازة لجسم الانسان
وبرجع وبقول : الموظفين يلي بكونوا واقفين الصبح عم ينتظروا الباص لحتى يجي في كتير منهون صاروا يعرفوا بعض بحكم انه فلان بيشتغل بنفس الشارع او البناية يلي انا بشتغل فيها طيب ليش ما يعملوا اتفاق مع بعض ويطلعوا بتكسي وهيك يتقاسموا الاجرة يلي رح تطلع بالاكيد ارخص من الباص ورح يصلوا اسرع من الباص يلي كل 500 م بوقف يستنى يعبي باقي المقاعد الممتلئة وهيك منرغم الحافلات باحترام الاجرة المحددة من قبل وزارة المواصلات
الذي اريد ان اوصله للجميع ليس في الاردن وحسب وليس مسألة الحافلات والاجرات فقط هو لكل العالم وبالذات العالم العربي ان واجه مشكلة فهناك ألف بديل وان التزم الصمت سيبقى حيث هو بل سينحدر الى الاسفل اكثر واكثر
وكما قال غاندي قديماً احمل مغزلك واتبعني وكما قال السكاكيني بعده احمل محراثك واتبعني اقول انا احمل ارادتك واتبعني او اتبعه
فأول امرأة ستقود الدراجة الهوائية لتصل الى عملها ستتبعها معظم النساء
وأول رجل سيقود دراجته الهوائية سيتبعه كل الرجال

من طرف **shabanah2007** الإثنين مارس 29, 2010 6:05 am

[b]شكرا أنابيل لهذه الأفاضة بالرد وتحليل الواقع برؤية الخبيرة العارفة ، ولكن ظروف الأردن غير ظروف الصين ، الصين لا يوجد بها مواطن (بحب الكَبّرَه ولو على خازوق) ، كلهم عمال أولاد عمال ، وتحرروا من عقدة العيب ، فعاشوا الحياة غير آبهين بها، والصين لا يوجدبها الشيخ الفلاني ابن جلا وطلاّع الثنايا ، ولهذ من الصعب أن نستوعب ثقافة الصين ، أو حتى المفيد من الثقافة الغربية ...!!!
الف شكر لمرورك بكلماتي ونثر حروفي وتضميخها بعطر روحك المتسامية المنطلقة في الآفاق .

http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg

من طرف **انابيل** الإثنين مارس 29, 2010 6:21 am

عندما قرأت كلامك ابتسمت لاني اعلم تلك العقدة جيداً

اذاً هل يمكن ان نحلم ان نصبح كالصين
او هل يمكن ان ابقى انا انا وليكن غيري شيخ او امير المهم ماذا اريد وهل يمكن ان افعله الآن او غدٍ
لا ادري اعتقد انه بامكاننا ان نعمل شيء ما ونحدث فرق كبير فأول الغيث قطرة
فهل ستمطر فوق سماء الأردن اما تبقى السماء ملبدة بالغيوم التي لا تحمل بداخلها الغيث ؟

السرفيس : هي سيارة نقل او عربية عند المصريين محددة باتجاه وتعرفة معينة يصعد بها اربع او خمس ركاب حسب عدد المقاعد التي فيها
التكسي : هي سيارة كما العربية عند المصريين يستطيع ان يأخذك الى اي مكان تريده في حدود محافظتك لوحدك او مع عائلتك
الباص : وهو حافلة ركاب كبير يحوي مقاعد كثيرة ومساحته واسعة تقريباً بين المقاعد لذلك يمكن ان يحمل ركاب اضافيين و يدير اموره الكنترول اي المسيطر على الباص حيث يقوم بلم الاجرة ينزل الركاب اويصعدهم الى الباص ويقف خلف الباب دائماً

من طرف **انابيل** الإثنين مارس 29, 2010 6:28 am

شكرا للاستاذ شبانة الذي امتعنا بتلك الرؤية شكراً لكلماتك الجميلة
شكراً لنشر تلك القضية فذلك لوحده يعتبر تحدي وتصدي واعلاء لكلمة لا

طوشة الكوستر

طوشة الكوستر

رد: طوشة الكوستر

رد: طوشة الكوستر

رد: طوشة الكوستر

رد: طوشة الكوستر