دولة عرب نت


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دولة عرب نت
دولة عرب نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاش الملك.. مات الملك /د. محمود عمارة

اذهب الى الأسفل

خبر عاش الملك.. مات الملك /د. محمود عمارة

مُساهمة من طرف aboezra السبت مارس 13, 2010 6:16 pm

آخر ما سمعته من «جَدِّى لأمى».. وكان «عمدة» ابن عمدة لقريتنا: «أنه إذا مات (كلب) للعمدة فسوف يأتى الناس أفواجاً لتقديم العزاء لحضرة العمدة..، ولكن إذا «مات» العمدة فلن يحضر أحد، إلا إذا كان له (وريث) للعمودية».. ولهذا كان «العُمَدْ» وكل العُمَدْ يحرصون على إنجاب «الوريث»!!

تذكرت ذلك فى أكثر من مُنَاسَبَة.. منها عندما صاحبت بالمصادفة جثمان رئيس حكومة مصر المهندس «عزيز صدقى»، الذى كان ملء السمع والبصر ونحن أطفال فى عهد الرئيس عبدالناصر.. وكنت عائداً من باريس على نفس رحلة مصر للطيران، وجلست السيدة حرمه بجوارى مصاحبة للجثمان.. وكانت المفاجأة عندما لم نجد أحداً بمطار القاهرة فى استقبال الجثمان سوى ٣ من أصدقائه: د.عبدالعزيز حجازى، ود. على السمان، منسق حركة «كفاية»، بالإضافة إلى ابنه وشقيقته!!

أمس الأول تكرر المشهد، وتذكرت مقولة المرحوم جدى.. عندما عاد جثمان الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق ملك مصر والسودان.. وكيف تم استقباله رسمياً.. ودفنه فى جنح الظلام بعد أن رفضوا (ولا أعرف من هم الذين رفضوا)، أن يتم وضع «عَلمْ» مصر على النعش حسب وصيتها.. وما زاد الطين بِلّة، أن أحد المستشيخين جلس على باب المسجد الذى سيوارى به «الجثمان» وهو يقرأ بعض الآيات القرآنية «المنتقاة» التى تتحدث عن «العذاب»، و«الجحيم»، و«نار جهنم»، ولم يفهم الحاضرون لماذا كل هذا الغِلْ، والحقد، والتخلف!!

وتخيلت مع الحضور، لو أننا ما زلنا فى عصر «الملكية الحقيقية»، وماتت هذه الأميرة، كيف كان حال البلد وبعض البلدان المجاورة.. والأعلام منكسة.. والقنوات الحكومية والخاصة لا تذيع إلاَّ قرآناً.. وكل مانشيتات الصحف باللون الأسود الغامق.. وكل المسؤولين وهم مرصوصون ينحنون أمام النعش و.. و... (ولكَ أن تكمل الصورة)!!

وتذكرت كيف أن أحد أعضاء مجلس الشعب الحاليين عندما أتى إلى عندنا بـ«الباجور»، للعزاء فى شقيق أحد الوزراء (الذى كان يسميه الناس البعبع، والآن يترحمون على أيامه بالمجلس).. عندما أمسك هذا العضو الموقَّر بالميكروفون، وبصوته الجهورى أخذ «يُعدِّد» محاسن المتوفى، فى «وصلة» استمرت لنصف الساعة حتى إنه انفعل، وتحشرج صوته، وسالت دموعه وهو مندمج فى المديح بسلوكيات وأخلاق المرحوم، ونحن نخفى وجوهنا كاتمين للضحك وسط المعزين، لأننا نعرف أن هذا «النائب المحترم» لم ير المتوفى فى حياته، وأن ما يقوله بالحرف الواحد سوف يكرره بنفس الحماس والنهنهة فى متوف آخر يكون قريباً لمسؤول آخر نفاقاً، وتزلفاً، ورياءً!

فى جنازة الأميرة فريال، وعندما رأيت شقيقها الملك أحمد فؤاد، تذكرت عندما كنت رئيساً للجالية المصرية بفرنسا، وكنا نبعث له ببطاقة دعوة لبعض الحفلات المصرية، وكنا متأكدين من حضوره فى الموعد المحدد وبالدقيقة.. وآخرها كان حفلاً موسيقياً لصديقنا الفنان العالمى رمزى يِسى، وجلست بجوار القنصل العام على يمين الملك، الذى يتحدث اللهجة المصرية بطلاقة.. ولا ينطق بكلمة فى السياسة.. وترى فى عينيه عشقه لمصر الواضح بوضوح الشمس.. رغم كل ما جرى له ولأسرته من الذين كذبوا علينا، وزوروا التاريخ ليفهمونا أن والده «فاروق» كان فاسداً، وشَرِّيباً للخمر، وزير نساء، و.. و.. وأنه خرج من مصر يحمل ١٦ حقيبة مملوءة بالمجوهرات، وحساباته فى سويسرا متخمة بالأموال!!

والحق يقال إن ابنه الملك أحمد فؤاد عاش معنا فى باريس فى حالة أقرب إلى التقشف منها إلى الحياة العادية، وبعيداً تماماً عن الرفاهية.. فكان يعمل مثلنا من أول النهار حتى آخره.. وكسمسار عقارات يعيش مما يتكسبه بالكاد!!.. فأين المجوهرات، وحسابات البنوك؟.. والآن عرفنا أن والده خرج من مصر «بلبوص».. يا مولاى كما خلقتنى، وكان «الأمير رينيه» أمير موناكو هو الذى تكفل بتعليم أحمد فؤاد، ومصاريف حياته من ملك المغرب!!

فى الأسبوعين الماضيين وأثناء جولة ببعض الدول الأوروبية أهدانى زميل بالمهجر، وكان جده باشا فى الثلاثينيات وأيضاً خرجوا من مصر «بلابيص».. أعطانى «وثيقة» من ميزانية مصر لعام ١٩٣٧ - ٣٨ صفحة ١٠ - قسم مخصصات ورواتب ديوان جلالة الملك، وبالنص كالتالى:

■ مخصصات جلالة الملك عام ١٩٣٧ «مائة ألف جنيه مصرى» سنوياً.

■ رواتب حضرات أعضاء البيت الملكى ٩٠ تسعون ألف جنيه.

■ مخصصات حضرة صاحبة السمو الملكى «ولى العهد» ١٢ ألف جنيه.

■ رواتب حضرات أعضاء البيت الملكى ٧٨ ألف جنيه.

ثم: ديوان جلالة الملك ٢٣٤ ألف جنيه.. موزعة كالتالى:

■ رئيس الديوان ٢٠٠٠ جنيه سنوياً.

■ سكرتير خاص الحضرة الملكية ١٥٠٠ جنيه سنوياً.

والباقى موزع على البنود التالية:

■ الإدارة العربية - قسم السكرتارية والترجمة - قلم الالتماسات والشكاوى والمحفوظات - قلم المستخدمين والحسابات - الإدارة الأفرنجية - التشريفات الملكية - إمام ومؤذن - القسم الطبى - عمال التليفون - الحرس والموسيقى - أميرالاى قومندان عموم الحرس وراتبه ٩٠٠ جنيه سنوياً - ضباط بيادة (قائمقا، وبكباشى، ويوزباشى، وملازمون أوائل - كساوى وملبوسات - أغذية وتعيينات - أثاث وترميم - وقود - اشتراك بالجرائد ومشتريات كتب - ركايب وعَلِيق للخيول - أدوات نظافة، ورحلة سنوية لجلالة الملك!!

المجموع لكل مصروفات الديوان الملكى مائتان وأربعة وثلاثون ألفاً، و٤١٢ جنيهاً + راتب الملك والأسرة = كله على بعضه كما هو وارد بميزانية مصر سنة ١٩٣٧ هو = ٤٢٥.٣٩٩ جنيه مصرى، (أى أقل من نصف مليون جنيه)!!

والسؤال الآن: إذا كان كل مليم فى عصر الملوك مكتوباً ومعلناً ومراقباً من مجلس النواب.. فكيف كان الملك لصاً أو فاسداً؟

والأخير:

هل هناك «نائب» حالى من ممثلى الشعب تحت القبة يمكنه أن يسأل:

كم هى ميزانية رئاسة الجمهورية فى السنة؟.. حتى ينفى ما يُشاع لدى الشارع المصرى والمبالغ فيه بأن: دخل قناة السويس يادوب يغطى مصروفات ونفقات مؤسسة الرئاسة؟

وبالمرة نسأل:

من سرق مجوهرات وكنوز العائلة المالكة السابقة؟

ولماذا لا نرد إلى ملك مصر أحمد فؤاد جزءاً من بعض ممتلكاته، بدلاً من أن نتركه يحيا الآن فى «استديو» عبارة عن غرفة بحمام، ولا يجد ما يصون كرامته؟
aboezra
aboezra
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة : عاش الملك.. مات الملك /د. محمود عمارة 110
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى