تناقضات المجتمع العربي
صفحة 1 من اصل 1
تناقضات المجتمع العربي
تناقضات المجتمع العربي
ضياع المجتمع العربي ...بين المثالية والمثال
بقلمي /
ربما يكون من ابرز ملامح المجتمع الشرقي انه يتعكز على المثالية في كل شيء بل انها اي المثالية تحكم كل مفاصل الحياة بصورة نلحظها او لا . من المؤكد ان اول سؤال سيقفز الى الذهن هو انه اذا كنا مثاليين بهذه الكيفية فلم لاتتغير صور مجتمعنا وتتحسن طالما ان المثالية هي عالم اللاخطيئة واللاخطأ؟
وفي الحقيقة فان المثالية كشعار معلق على كل الابواب لايلقى قبولا كافيا من لدن الجميع بنفس الكيفية التي يطرح بها ..الكل في مجتماعاتنا ينتقد الاخرين بمثالية ولكن القليل منا فقط من يتقبل النقد نفس المثالية بل ويسلك للاسف ويتصرف بطريقة توحي بانه لايعبأ بأي شيء وأي قيمة ..!وأزاء هذا التناقض بين عين المجتمع التي تفحص كل شيء بدقة و تنتقد بمثالية ،وبين السلوك الاحادي للافراد والذي يتناقض معها ، تترنح ذواتنا في مهاوي التشكيك وفقدان القيمة المعيارية للكثير من المثل وخاصة تلك التي ترفع عاليا .. وايضا في الاشخاص الذين يرفعونها ..ولان المثالية التي يقدمها المجتمع مطلقة وحدية وغير قابلة للنقض بل و مقدسة ايضا فان السلوكيات غالبا ماتقاس في ضوئها ...المجتمع اليوم يطلب من الشخص الذي يطالب بتحقيق شيء ما ان يكون مثاليا ليصدقه ..وليقتنع بجدواه !اما ان كان متميزا في ناحية ولكنه يتصرف بلا مبالاة ازاء المثالية كمنظومة فهو عرضة للتشويه والحط من المنزلة والمكانة ...ويبقى السؤال الاهم :ما معنى ان يقاس السياسي على أساس سلو كيات شخصية لا دخل لها في عطائه ؟ وما معنى ان نحاول تسقيط كاتب او اديب لانه غير ملتزم من ناحية اخلاقية لا تخضع لنظام المثل ومعاييرها ؟ الكاتب مثلا يقاس بما يبدعه قلمه لا بما يسلكه في حياته الخاصة وكذلك الفنان واللاعب وغيرها ..الحقيقة التي يفهمها المجتمع لكنه لايريد لها ان تتطور الى ممارسة ...هي ان المثالية لايمكنها ان تنجب مثالا في عالم اليوم ابدا.. فالمثال الذي نقدمه هو رمز سالف لشخصيات دينية ورموز روحية تمتلك من الصفات والخصائص ما نعجز نحن عن التحلي به ..بل مليارات البشر ...ونحن وعلى مقاساتها هي فصلنا عالم من المثالية التعجيزية الذي لايمكن ان يناله احدنا ابدا ..هذا الاغراق في الرؤية المثالية التي نعرف جيدا ان لايمكن لاحد ان يبلغها جعل من المجتمع مجموعة افراد يفتقدون الى الكمال اولا ...ثم القناعة ...والثقة بانهم قادرين على فعل الاحسن والاكمل ...فاي فعل هو منقوص قياسا الى المثال ...وهم اي الافراد يحاولون في نفس الوقت ان يحاسبوا الاخرين على المثالية المفقودة التي لايمكن ان تتحقق الا في مثال غير موجود ولايمكن استنساخه ابدا ..نحن جميعا نمثل هذا الدور المتناقض الفوضوي بالتبادل بيننا كنقاد وكمنتقدين بفتح القاف .
ولهذا السبب ترتبك العلاقة بين المجتمع كافراد وبين القيادات الاجتماعية والسياسية التي لايمكنها ان تكون مثالية ولايمكن ان نقبلها بلا نواقص او علل ولاينبغي ان نحاسبها الا على النتائج ايضا ..وبهذا النسق ايضا نجد ان الكثير من قناعاتنا الخاطئة قادتنا الى اختيار القريب الى المثال رغم انه بعيد عن النجاح...
يكفي من المثالية ان ننجح في مجال معين يكون هو المعيار ثم نترك للانسان حرية اختيار الكيفية التي يريد ان يبدوها ..
__________________
في ظلام بغداد.....كيف اعثر على شهرزاد
من تنسيني قهر سنيني ...من تدخل ارض الميعاد
مواضيع مماثلة
» الشعب العربي وين.. الدم العربي وين.. وين الملاييـــــــــن
» تناقضات
» تناقضات
» تناقضات
» تناقضات عصرنا الحاضر
» تناقضات
» تناقضات
» تناقضات
» تناقضات عصرنا الحاضر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى