حكم لبس المرأة اللون الأسود أثناء الدورة الشهرية
صفحة 1 من اصل 1
حكم لبس المرأة اللون الأسود أثناء الدورة الشهرية
سمعت أنه لا يجوز للمرأة أن ترتدي السواد حال حيضها ؛ لأن الكعبة سوداء ، وهذا يعني عدم احترام لها ، فهل هذا صحيح ، بل إن زوجي قال لي مؤخراً : أنه أيضاً لا يجوز لبس الملابس الداخلية السوداء ، تعظيماً للون الكعبة ، فما رأيكم في هذا ؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
فتح الله تعالى أبواب رحمته للناس ، وأخبر أنه من تاب من معصيته : تاب عليه ، وغفر له ذنبه ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/ 11 ، وقال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53 .
ومن شروط التوبة إذا كانت تتعلق بحقوق العباد : إرجاع الحقوق إلى أصحابها .
فشروط التوبة الصحيحة الكاملة :
1. الإقلاع عن الذنب .
2. الندم على ما فات .
3. العزم على عدم العودة إليه .
وأما إن كانت التوبة من مظالم العباد في مال ، أو عرض : فتزيد شرطاً رابعاً ، وهو :
4. استباحة المظلوم ، والتحلل منه ، أو إعطاؤه حقه .
ثانياً:
التحايل بالغش والخداع لأخذ مال الآخرين بغير وجه حق : من كبائر الذنوب , ويكون صاحبه قد جمع بين ذنبين عظيمين ، أخذ المال ، والغش والخداع .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ...) النساء/ 29 .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) .
رواه مسلم ( 102 ) .
ثالثا :
إذا كانت عملية التحايل والخداع للشركة ، والتي تم صرف الشيك بناء عليها : قد تمت بمشاركة الجميع ، كل حسب دوره ، قل ذلك الدور في الخداع أو كثر : فالواجب أن تتحملوا أنتم الثلاثة ـ أيضا ـ غرم ما فعلتم ، ويتم توزيع المال المغصوب بينكم بالتساوي ، بغض النظر عمن صدر " الشيك " باسمه ، وبغض النظر ـ أيضا ـ عما حصل عليه كل واحد بالفعل ، بل لو لم تأخذ أنت من هذا المال شيئا ، وخدعك صاحبك فاستولى عليه كله ، فهذه خدعة أخرى ، والغرم إنما لزمك بخداعكم للشركة ، والاستيلاء على مالها .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" وإذا اشترك الجماعة في القتل فعليهم دية واحدة تقسم على عددهم ؛ لأنه بدل متلف يتجزأ ، فيقسم بين الجماعة على عددهم ، كغرامة المال " . انتهى من " الكافي" (4/3) .
وقال البهوتي رحمه الله :
" وإن اشترك جماعة في قتل صيد .. فعليهم جزاء واحد .. ، ولأنه جزاء عن مقتول يختلف باختلافه ويحتمل التبعيض ، فكان واحدا ، كقيم المتلفات والدية .. " . انتهى من "كشاف القناع" (2/467) .
ثالثاً:
هل يُرجَع المبلغ المترتب في ذمتك لشركة التأمين ، أم يُتصرف به توزيعاً في وجوه الخير المختلفة باعتبار أن شركات التأمين التجارية محرمة أفعالها ، وعقودها ؟ الظاهر : أنه يجب رد المبلغ المترتب في ذمتك لهم ، وكون أفعالهم محرمة لا يجيز تصريف أموالهم في وجوه الخير ، بل تُرجع لهم ، ويعاد تمليكهم لها .
سئل الشيخ يوسف الشبيلي – حفظه الله - :
هل يجوز التحايل على شركات التأمين لأخذ التعويض ؟
فأجاب:
لا يجوز التحايل على شركات التأمين بالكذب عليها لأخذ التعويض بغير حق ، ومن فعل ذلك : فالمال الذي أخذه سحت ، يجب عليه رده إلى الشركة التي أخذه منها ، ولا يجزئ التخلص منه بالصدقة في أوجه البر ، بل يجب رده إلى شركة التأمين .
انتهى
http://www.shubily.com/index.php?news=143
رابعاً:
لا يشترط على من أراد إرجاع الحقوق لأهلها أن يكشف عن نفسه ، وهويته ؛ إذ المقصود هو رجوع الحق إلى أصحابه .
فإن كان يخاف من المساءلة ، ويخشى من عواقب كشف ما فعله : فإنه يبحث عن الطريقة المناسبة التي تحفظ له كرامته , ويرجع فيه الحق لأهله من غير أن يُحرج نفسه ؛ كأن يرسل المبلغ بالبريد ، أو يوكل أحداً بإيصاله ، أو يودعه في حسابهم .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 31234 ) .
والله أعلم
الجواب :
الحمد لله
قيام الليل : " هو قضاء الليل ، أو جزءا منه ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .
وجاء في مراقي الفلاح : معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة , وقيل : ساعة منه , يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى . باختصار من "الموسوعة الفقهية الكويتية" (34/ 117) .
وأما التهجد : فهو صلاة الليل خاصة ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .
قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه : " يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 35) : " إسناده حسن , فيه أبو صالح كاتب الليث وفيه لين , ورواه الطبراني وفي إسناده ابن لهيعة وقد اعتضدت روايته بالتي قبله " انتهى .
فتبين بهذا أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد ، لأنه يشمل الصلاة وغيرها ، ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده .
وأما التهجد فهو خاص بالصلاة ، وفيه قولان : الأول : أنه صلاة الليل مطلقا ، وعليه أكثر الفقهاء .
والثاني : أنه الصلاة بعد رقدة . وينظر : الموسوعة الفقهية (2/ 232).
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/97 :
" والتهجد : من الهجود ، وهو من الأضداد ؛ يقال : هجد : نام ؛ وهجد : سهر ؛ على الضد . قال الشاعر:
أَلا زارَت وَأَهلُ مِنىً هُجودُ وَلَيتَ خَيالَها بِمِنىً يَعودُ
آخر :
ألا طرقَتنا والرفاقُ هجودُ فباتَت بعِلّاتِ النوالِ تجودُ
يعني : نياما .
وهجد وتهجّد بمعنى ، وهجدته أي : أنمته ، وهجدته أي : أيقظته .
والتهجد التيقظ بعد رقدة ، فصار اسما للصلاة ؛ لأنه ينتبه لها ، فالتهجد القيام إلى الصلاة من النوم . قال معناه الأسود وعلقمة وعبد الرحمن بن الأسود وغيرهم .
وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث الحجاج بن عمرو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد إنما التهجد الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة كذلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : الهجود النوم يقال : تهجد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم ، ويسمى من قام إلى الصلاة متهجدا لأن المتهجد هو الذي يلقى الهجود الذي هو النوم عن نفسه " انتهى من "تفسير القرطبي" (10/ 307).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " ما هو الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : الصلاة في الليل تسمى تهجدا ، وتسمى قيام الليل ، كما قال الله تعالى : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ) . وقال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ) . وقال سبحانه في سورة الذاريات عن عباده المتقين : ( آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ).
أما التراويح : فهي تطلق عند العلماء على قيام الليل في رمضان أول الليل ، مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة ، ويجوز أن تسمى تهجدا ، وأن تسمى قياما لليل ، ولا مشاحة في ذلك ، والله الموفق " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/ 317).
وينظر ـ حول فضل قيام الليل ، وثواب فاعله ـ : جواب السؤال رقم (50070) ، وحول الأسباب المعينة عليه : جواب السؤال رقم (3749) .
والله أعلم .
الجواب :
الحمد لله
لا حرج على المرأة أن تلبس اللون الأسود أثناء الدورة الشهرية ، وذلك لسببين :
الأول : الأصل هو الإباحة ، وليس في الشريعة ما يمنع المرأة من لباس لون معين ، أثناء حيضها ، لا لون السواد ولا غير السواد ، فالواجب البقاء على الأصل .
الثاني : أن ستر الكعبة بالسواد ليس أمرا تعبديا ، إذ لم يرد في السنة ما يأمر بذلك ، وإنما هو عادة الناس في هذه الأيام ، ولو سترت الكعبة المشرفة بلون آخر مناسب لم يكن في ذلك حرج ، فالسواد ليس لونا خاصا بالكعبة المشرفة كي نبني عليه حكما بعدم جواز لبس السواد للمرأة الحائض .
بل لو قدر أن لون الكسوة أمر تعبدي : لم يكن في مجرد ذلك ما يدل على تحريم لبس السواد للمرأة الحائض ، ولا كراهته .
فليحذر العبد مما يقال ويشاع ، من أن كذا حرام ، أو كذا حلال ، وليس له أصل في الشرع .
قال الله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ) يونس (59-60) .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وقد أنكر الله تعالى على من حَرّم ما أحل الله ، أو أحل ما حرم بمجرد الآراء والأهواء ، التي لا مستند لها ولا دليل عليها ، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة ، فقال : ( وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة ) أي : ما ظنهم أن يُصنَع بهم يوم مرجعهم إلينا ، يوم القيامة ؟! " انتهى . " تفسير ابن كثير" (4/276) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
فتح الله تعالى أبواب رحمته للناس ، وأخبر أنه من تاب من معصيته : تاب عليه ، وغفر له ذنبه ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/ 11 ، وقال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53 .
ومن شروط التوبة إذا كانت تتعلق بحقوق العباد : إرجاع الحقوق إلى أصحابها .
فشروط التوبة الصحيحة الكاملة :
1. الإقلاع عن الذنب .
2. الندم على ما فات .
3. العزم على عدم العودة إليه .
وأما إن كانت التوبة من مظالم العباد في مال ، أو عرض : فتزيد شرطاً رابعاً ، وهو :
4. استباحة المظلوم ، والتحلل منه ، أو إعطاؤه حقه .
ثانياً:
التحايل بالغش والخداع لأخذ مال الآخرين بغير وجه حق : من كبائر الذنوب , ويكون صاحبه قد جمع بين ذنبين عظيمين ، أخذ المال ، والغش والخداع .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ...) النساء/ 29 .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) .
رواه مسلم ( 102 ) .
ثالثا :
إذا كانت عملية التحايل والخداع للشركة ، والتي تم صرف الشيك بناء عليها : قد تمت بمشاركة الجميع ، كل حسب دوره ، قل ذلك الدور في الخداع أو كثر : فالواجب أن تتحملوا أنتم الثلاثة ـ أيضا ـ غرم ما فعلتم ، ويتم توزيع المال المغصوب بينكم بالتساوي ، بغض النظر عمن صدر " الشيك " باسمه ، وبغض النظر ـ أيضا ـ عما حصل عليه كل واحد بالفعل ، بل لو لم تأخذ أنت من هذا المال شيئا ، وخدعك صاحبك فاستولى عليه كله ، فهذه خدعة أخرى ، والغرم إنما لزمك بخداعكم للشركة ، والاستيلاء على مالها .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" وإذا اشترك الجماعة في القتل فعليهم دية واحدة تقسم على عددهم ؛ لأنه بدل متلف يتجزأ ، فيقسم بين الجماعة على عددهم ، كغرامة المال " . انتهى من " الكافي" (4/3) .
وقال البهوتي رحمه الله :
" وإن اشترك جماعة في قتل صيد .. فعليهم جزاء واحد .. ، ولأنه جزاء عن مقتول يختلف باختلافه ويحتمل التبعيض ، فكان واحدا ، كقيم المتلفات والدية .. " . انتهى من "كشاف القناع" (2/467) .
ثالثاً:
هل يُرجَع المبلغ المترتب في ذمتك لشركة التأمين ، أم يُتصرف به توزيعاً في وجوه الخير المختلفة باعتبار أن شركات التأمين التجارية محرمة أفعالها ، وعقودها ؟ الظاهر : أنه يجب رد المبلغ المترتب في ذمتك لهم ، وكون أفعالهم محرمة لا يجيز تصريف أموالهم في وجوه الخير ، بل تُرجع لهم ، ويعاد تمليكهم لها .
سئل الشيخ يوسف الشبيلي – حفظه الله - :
هل يجوز التحايل على شركات التأمين لأخذ التعويض ؟
فأجاب:
لا يجوز التحايل على شركات التأمين بالكذب عليها لأخذ التعويض بغير حق ، ومن فعل ذلك : فالمال الذي أخذه سحت ، يجب عليه رده إلى الشركة التي أخذه منها ، ولا يجزئ التخلص منه بالصدقة في أوجه البر ، بل يجب رده إلى شركة التأمين .
انتهى
http://www.shubily.com/index.php?news=143
رابعاً:
لا يشترط على من أراد إرجاع الحقوق لأهلها أن يكشف عن نفسه ، وهويته ؛ إذ المقصود هو رجوع الحق إلى أصحابه .
فإن كان يخاف من المساءلة ، ويخشى من عواقب كشف ما فعله : فإنه يبحث عن الطريقة المناسبة التي تحفظ له كرامته , ويرجع فيه الحق لأهله من غير أن يُحرج نفسه ؛ كأن يرسل المبلغ بالبريد ، أو يوكل أحداً بإيصاله ، أو يودعه في حسابهم .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 31234 ) .
والله أعلم
الجواب :
الحمد لله
قيام الليل : " هو قضاء الليل ، أو جزءا منه ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .
وجاء في مراقي الفلاح : معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة , وقيل : ساعة منه , يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى . باختصار من "الموسوعة الفقهية الكويتية" (34/ 117) .
وأما التهجد : فهو صلاة الليل خاصة ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .
قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه : " يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 35) : " إسناده حسن , فيه أبو صالح كاتب الليث وفيه لين , ورواه الطبراني وفي إسناده ابن لهيعة وقد اعتضدت روايته بالتي قبله " انتهى .
فتبين بهذا أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد ، لأنه يشمل الصلاة وغيرها ، ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده .
وأما التهجد فهو خاص بالصلاة ، وفيه قولان : الأول : أنه صلاة الليل مطلقا ، وعليه أكثر الفقهاء .
والثاني : أنه الصلاة بعد رقدة . وينظر : الموسوعة الفقهية (2/ 232).
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/97 :
" والتهجد : من الهجود ، وهو من الأضداد ؛ يقال : هجد : نام ؛ وهجد : سهر ؛ على الضد . قال الشاعر:
أَلا زارَت وَأَهلُ مِنىً هُجودُ وَلَيتَ خَيالَها بِمِنىً يَعودُ
آخر :
ألا طرقَتنا والرفاقُ هجودُ فباتَت بعِلّاتِ النوالِ تجودُ
يعني : نياما .
وهجد وتهجّد بمعنى ، وهجدته أي : أنمته ، وهجدته أي : أيقظته .
والتهجد التيقظ بعد رقدة ، فصار اسما للصلاة ؛ لأنه ينتبه لها ، فالتهجد القيام إلى الصلاة من النوم . قال معناه الأسود وعلقمة وعبد الرحمن بن الأسود وغيرهم .
وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث الحجاج بن عمرو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد إنما التهجد الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة كذلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : الهجود النوم يقال : تهجد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم ، ويسمى من قام إلى الصلاة متهجدا لأن المتهجد هو الذي يلقى الهجود الذي هو النوم عن نفسه " انتهى من "تفسير القرطبي" (10/ 307).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " ما هو الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : الصلاة في الليل تسمى تهجدا ، وتسمى قيام الليل ، كما قال الله تعالى : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ) . وقال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ) . وقال سبحانه في سورة الذاريات عن عباده المتقين : ( آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ).
أما التراويح : فهي تطلق عند العلماء على قيام الليل في رمضان أول الليل ، مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة ، ويجوز أن تسمى تهجدا ، وأن تسمى قياما لليل ، ولا مشاحة في ذلك ، والله الموفق " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/ 317).
وينظر ـ حول فضل قيام الليل ، وثواب فاعله ـ : جواب السؤال رقم (50070) ، وحول الأسباب المعينة عليه : جواب السؤال رقم (3749) .
والله أعلم .
الجواب :
الحمد لله
لا حرج على المرأة أن تلبس اللون الأسود أثناء الدورة الشهرية ، وذلك لسببين :
الأول : الأصل هو الإباحة ، وليس في الشريعة ما يمنع المرأة من لباس لون معين ، أثناء حيضها ، لا لون السواد ولا غير السواد ، فالواجب البقاء على الأصل .
الثاني : أن ستر الكعبة بالسواد ليس أمرا تعبديا ، إذ لم يرد في السنة ما يأمر بذلك ، وإنما هو عادة الناس في هذه الأيام ، ولو سترت الكعبة المشرفة بلون آخر مناسب لم يكن في ذلك حرج ، فالسواد ليس لونا خاصا بالكعبة المشرفة كي نبني عليه حكما بعدم جواز لبس السواد للمرأة الحائض .
بل لو قدر أن لون الكسوة أمر تعبدي : لم يكن في مجرد ذلك ما يدل على تحريم لبس السواد للمرأة الحائض ، ولا كراهته .
فليحذر العبد مما يقال ويشاع ، من أن كذا حرام ، أو كذا حلال ، وليس له أصل في الشرع .
قال الله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ) يونس (59-60) .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وقد أنكر الله تعالى على من حَرّم ما أحل الله ، أو أحل ما حرم بمجرد الآراء والأهواء ، التي لا مستند لها ولا دليل عليها ، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة ، فقال : ( وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة ) أي : ما ظنهم أن يُصنَع بهم يوم مرجعهم إلينا ، يوم القيامة ؟! " انتهى . " تفسير ابن كثير" (4/276) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
hassnae- Admin
-
عدد الرسائل : 3845
العمر : 46
المزاج : جيد
الاوسمة :
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
مواضيع مماثلة
» أثناء الدورة الشهرية.. تجنبي الأعمال الثقيلة
» اضطرابات الدورة الشهرية
» اضطرابات الدورة الشهرية
» خضاب المرأة بالحناء أثناء حيضها
» غياب الفترات الحيضية اي الفشل في بدء الدورة الشهرية حتى بلوغ
» اضطرابات الدورة الشهرية
» اضطرابات الدورة الشهرية
» خضاب المرأة بالحناء أثناء حيضها
» غياب الفترات الحيضية اي الفشل في بدء الدورة الشهرية حتى بلوغ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى