دولة عرب نت


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دولة عرب نت
دولة عرب نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأبناء... عالم من الصمت مع الأهل

اذهب الى الأسفل

غرائب الأبناء... عالم من الصمت مع الأهل

مُساهمة من طرف hassnae الإثنين يناير 25, 2010 7:53 am

الصغير يكبر، والذي كنا بالأمس نحاول إسكاته، نصبح اليوم نفكر في سحب الكلمات من فمه، ونطرح على أنفسنا أسئلة عدة: لماذا لا يطلعنا على عالمه؟ وما هي الشعرة التي تفصلنا عنه؟
يقول البعض: إن علينا أن نظهر لهم الحب والحنان، لنحاول كسب ثقتهم، ويرى البعض بأن علينا أن نراقبهم عن قرب، وهناك أطروحات عدة، لكن من منها الحل الأمثل؟ وبينما نحاول التنقيب عن الجواب، الفجوة تتسع بشكل كبير.

تبدأ هذه الرحلة من كتمان الأسرار تحديداً في سن المراهقة، وهو المقطع الذي يشكل أخطر مفترق طرق يمر منه الشاب والفتاة.
نحاول هنا وضع يدنا على قضية شائكة وهي لمن يبوح الأبناء بأسرارهم؟ ولماذا لا يبوحون بأسرارهم لأهلهم؟
فالعلاقة الفاترة بين الأبناء وأهلهم أصبحت اليوم –للأسف- حقيقة موجودة، وهي فجوة تكبر يوماً فيوم، لتخلف وراءها معضلة يصعب الفكاك منها، ورغم أهمية العلاقة بينهما، إلا أن السدود تقوم مع الأيام، إلى أن تحولت إلى جدار، يفصل عالمين متقاربين عن بعضهما؛ فالأب يشكو من ابنه، والابن يشكو من والده، والفرد يشكو من الكل، والكل يشكو من الفرد، فكل طرف غير راض عن الطرف الآخر، فمن المسؤول؟



الجميع متهمون

الدكتور ماهر أبو رنط أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية يقول: إن الفجوة الموجودة بين الآباء والأبناء تبدأ بالاتساع بشكل كبير في سن المراهقة، أول خصائص هذا العمر من ناحية نفسية, أنه عمر غير مرتاح, قلق, منقسم.
فالشاب الصغير لم يعد طفلاً، ولم يصل بعد إلى مرحلة النضوج، أول ما يرفضه المراهق هو أن يقرر الآخرون بدلاً عنه. وهذا الشعور بِـ(الأنا المجروحة) يسبب عنده الرفض والثورة والبعد، وعلى القائد في هذه المرحلة أن يتحلى باللين والقوة, كي لا يكسر شوكة المراهق, والقوة كي لا يخسره.
وتابع الدكتور ماهر قائلاً: هذا العمر هو عمر العقل المفكر، عمر البحث عن البراهين، وبالتالي العمل والبحث الشخصي، فالحقيقة ليست ما يقوله القائد، وإنما ما يكتشفه المراهق بنفسه، ومع ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تفكير المراهق ليس متيناً, لذا يجب السماح له بالتفكير على قدر ما يستطيع ومرافقته في اكتشاف عالم الفكر اللامتناهي. فهي تربية التفكير الذاتي ومناسبة الإنماء؛ فالخط التربوي في هذا العمر يتم من خلال: تحليل الواقع, صقله في تعابير واضحة وعملية.
وحول إخفاء المراهقين أسرارهم وعدم البوح بها إلى الأهل، علّق الدكتور "أبو رنط" بالقول: المسؤولية الكبرى تقع على الأبوين، والذين يجب عليهم أن يسعوا إلى التقرب من المراهق دون أن يمس هذا باحترامهم له، كما عليهم أن يظفروا بصداقته واكتساب ثقته حتى يتعود الابن على البوح والصراحة مع أبويه، وبهذا يظل الوالدان على دراية بما يواجهه المراهق فيواجهانه بالنصح والإرشاد ليكتمل واجب الآباء تجاه الأبناء.



المراهقون: ماذا يقولون؟

وحول سبب عدم بوح المراهقين بأسرارهم لأهلهم، كان لنا اللقاء التالي مع عدد من المراهقين، محمد يوسف(16عاماً) تحدّث إلينا قائلاً: ربما الخوف من العقاب هو السبب، فمنذ صغري، و أنا أسمع كلمات الزجر والنهي، فهذا عيب، وهذا حرام، وهذا ممنوع، وذاك لا يجوز، فتأصل الخوف لديّ منذ الطفولة، بأن ما أتحدث به قد يحرجني أمام الأهل، فأضطر أن أفتح باب قلبي إلى صديقي، و أخفي عن أبي وأمي ما أشعر به.
ويبدو أن الفتى علاء جميل (17عاماً) كان منذ زمن ينتظر من يسأله: لماذا لا يبوح الأبناء بأسرارهم؟ فبكل مشاعر الغضب والحنق أجاب: أين هم الآباء أصلاً؟ همهم توفير الشراب والطعام والملابس، والاحتياجات الأساسية لحياتنا، أما حاجتنا النفسية فهي آخر ما يفكرون به.
فأنا لم أسمع من أبي أو أمي مرة واحدة كلمة تشعرني بالثقة بنفسي، وكذلك في أغلب الحالات التي أكون بأمس الحاجة إليهم لا أجدهم بجانبي يستمعون لمشاكلي وهمومي.
وتوافقه الرأي الفتاة نجلاء شاهين (16عاماً) باتهام الأهل؛ إذ تقول: إن أهلي لم يقوموا -ولو لمرة واحدة- بفتح باب الحوار معي، وأشعر أحياناً بأنهم يحاولون التهرب من الاستماع إلي، و حاولت مراراً عدة أن أفاتح أمي، لكنها كانت تتهرب مني.
أما الشخص الذي تبوح نجلاء بأسرارها له فهو دفتر مذكراتها، فقالت: أسجل كل ما يخص حياتي في مذكرات يومية، وهو بالنسبة إليها البئر الذي تلقي به كل أسرارها.



المراهقون في قفص الاتهام

أبناء اليوم جيل متفتح، متمرّد على الواقع بكل أشكاله، يهرب عندما يجد نفسه مضطراً إلى الاعتراف بخطيئته؛ لذا ينأى بأسراره بعيداً عن أهله، هذا ما قاله الأب خالد جمال (43عاماً)، أما زوجته شادية مصطفى (35 عاماً)، فعلقت على الموضوع قائلة: أنا أم لولدين أحاورهم، وأحاول أن أزيد مساحة التفاهم بيننا، إلا أنني كلما اقتربت منهم، ابتعدوا عني، وأشعر أحياناً بأنهم يعيشون في عالم آخر غير العالم الذي أعيش فيه، و أراقبهم عن قرب لأعرف تفاصيل عالمهم الذي أشعر بأنه مليء بالأسرار التي لا يستطيعون البوح بها لي، ولا أعرف السبب، وأنا حائرة معهم.
أما أمير جابر(54عاماً) فيشكو من تصرفات أبنائه الذين لا يسمحون له بالاقتراب من خصوصياتهم، ويقول: عندما أسمع أبنائي يتحدثون في موضوع ما وأحاول مشاركتهم فيه، فإنهم إما أن يغيروه، أو يتوقفوا عن الحديث، وكأنني غريب عنهم ولست والدهم، وعن السبب تحدث جابر- وقد بدت عليه علامات الغضب-: مشكلة أبناء اليوم بأنهم يظنون أنفسهم أنهم أكثر وعياً من أن يناقشهم الكبار.




علم النفس...والتنشئة

ولمعرفة رأي علم النفس بهذه القضية الشائكة حاورنا الدكتور عبد الله عساف، رئيس قسم علم النفس في جامعة النجاح، والذي أكد أن سبب الفجوة هو الجو الذي أصبح يعيش به الأبناء والآباء، وهو عصر السرعة، والانفتاح.
وأضاف عساف: أن الأبناء لا يثقون برأي الآباء ويعدون الآباء ليسوا على قدر من الوعي والمسؤولية في تحمل الأسرار، وكذلك هناك من الأبناء الذي يخشى فضح أسراره خوفاً من العقاب، وأيضاً عدم عيش المراهق منذ الصغر في جو من المحبة والحنان، يجعله يبحث عن بديل في الخارج، وهذا يشكل خطراً كبيراً على مستقبله، بخاصة إذا سلك طريقاً غير صحيح، وكان بعيداً عن الرقابة.
وأضاف عساف: إن الطفل عندما يبلغ سن المراهقة تطرأ عليه تغيّرات فجائية في بداية النضوج، لقد جرت العادة في مجتمعاتنا العربية على تجنب الآباء الحديث إلى الأبناء عما يصيبهم في هذه السن من تغيّرات؛ لذلك يجد المراهق نفسه حائرًا وقلقًا إذ يلاحظ التغيرات النفسية والجسدية التي تصيبه، وهو لا يدري ما سر هذه التغيرات، فيحاول أن يستمد المعلومات من الخارج وخاصة من أصدقائه، وهذا يجعل المراهقين يتبادلون الأسرار والمعلومات فيما بينهم.
وتابع عساف: إن التغيرات الجسدية والنفسية التي تظهر على الطفل، وهو في سن المراهقة تجعله يشعر بالفرح أو الحزن، فالفرح ناتج عن شعوره بأنه مقبل على مرحلة الرجولة، أما الخوف فهو ناتج عن شعوره بالأعراض الطبيعية التي تصيبه، فهو يجهل أنها طبيعية أم لا، وهذا الجهل يجعله يخشى الكشف لوالديه عما يصيبه؛ ظنًا منه أن سؤاله خارج عن نطاق الاحترام والأدب، ولكي يتدارك الأهل مثل هذه الأمور يجب أن يبدؤوا بشرح الأمور إلى المراهق بطريقة مبسطة، لكي لا يحصل على معلومات من الخارج ربما تكون خاطئة.




رأي التربية

وللاقتراب من المشكلة أكثر كان لا بد من أخذ رأي الدكتور فواز عقل، والذي قال: إن مشكلة تربية المراهقين من المشاكل التي تؤرق الكثيرين من المهتمين بأمور التربية.. إذ إن الأولاد يبقون حتى سن معينة، تحت قبضة الوالدين، لكنهما كثيراً ما يسيئان استثمار هذه السيطرة، ليندما بعد خروج الولد عن دائرة قبضتهما.
وتابع الدكتور فواز قائلاً: إن للإنسان تكويناً بدنياً وتكويناً نفسياً.. فكما أن هناك جسماً يتحرك فهناك روح تنمو.. ولهذا فإنه في الوقت الذي نهتم فيه بالنمو الجسمي لأولادنا، فإنه يتحتم علينا أن نهتم بأرواحهم ونموها، هذا النمو الذي يبلغ أوج فورانه - تكاملا ً أو تسافلا ً- في مرحلة المراهقة.
وقال فواز: إن الأسباب وراء اتساع الفجوة بين الأبناء والأهل أسبابها عدة، فمنها مثلاً المشاكل النفسية التي يدخل بها الطفل، عندما يشاهد مثلاً خلافاً أو نزاعاً بين والديه، أو انشغالهم عنه بشؤونهم الخاصة، مثل هذه الأمور قادرة على صنع جدار سميك بين الأبناء المراهقين وأهلهم، وأيضاً هناك عناصر مؤثرة في تربية المراهق وسلوكه.. فمنها ما هو ذاتي، كالصفات الوراثية، والبنية النفسية والعقلية، ومنها ما هو محيطي، كسلوك الآباء، والأقارب المنحرفين، والأصدقاء، والجو المدرسي، وأخيراً وسائل الإعلام المختلفة.



ما العمل؟

التعامل مع فئة المراهقين في غاية الخطورة سواء كانوا بنين أو بنات، ولابد أن يكون هناك حذر في التعامل معهم، حتى لا تكون هناك ثغرات يستغلها المراهقون في سلوكياتهم الحياتية، ويرى دكتور علم النفس عبد الله عساف أن تقليص الفجوة بين الأبناء والأهل تتم من خلال الاهتمام بالبعد النفسي للمراهق أو الشاب، الاهتمام بالبعد العاطفي كالحساسية والاضطرابات والقلق والصداقة والخصومة وما شاكل من الحالات التي تعتري حياة المراهق والشاب.
بينما يرى دكتور التربية فواز عقل أن تقليص الفجوة يتم من خلال التوصيات العملية لتربية المراهقين تربية حوارية هادفة؛ إذ نلاحظ أن الشباب في هذا العصر يملكون اطلاعاً واسعاً، وقدرة تحليلية في عالم السياسة والاقتصاد والثقافة، وبما أن الساحة مليئة بالأفكار المستوردة، والانحرافات الثقافية، والمفاهيم الزئبقية التي يُساء الاستفادة منها، فإن من اللازم علينا أن نأخذ بيد الشباب الذين يعيشون شيئاً من الحيرة الفكرية التي هي من إفرازات الحرية الفكرية!! ولا يتم ذلك إلا بالنقاش مع صدر واسع، بدلاً من المواجهة والاتهام بالانحراف، فإن ذلك من موجبات العناد والتمسك بتلك المفاهيم، ولو من باب التحدي والإغاظة!! وقد جاء بما يقرب من هذا المضمون الشريف: "أدّبوا أولادكم بغير أدبكم.. فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم"
وتابع: من التوصيات العملية للآباء: إنشاء حالة من الصداقة مع الولد، والابتعاد عما هو سائد في مجتمعات الشرق من أسلوب ( العصا والخيزران )!.. إن من شأن هذه الصداقة أن تجعل الولد يشكو همومه إلى والديه - وهما الأعرف بما يصلحه - بدلاً من الالتجاء إلى الغرباء!
ومن التوصيات المهمة للآباء، إظهار حبهم و مشاعرهم ورضاهم للأبناء، و الابتعاد عن الاتهام و سوء الظن! إذ يُلاحظ أن الولد عندما يرى نفسه متهماً في المنزل، فإنه سيفقد الثقة بنفسه، و من هنا ينبغي على الأب الذي يرى من ولده بادرة حسنة، أن يستثمر الفرصة، و يشجعه و يمتدحه معبراً عن ذلك بفرحه، وإلى أن يقوم كل بدوره تبقى الفجوة والجدار آخذين بالاتساع. فهل نستطيع إيقافهما وتلاشي خطرهما المحدق بنا؟!


---------------------------------------------------------------------------------------



و الآن بعد أن قرأت هذا المقال أوجه لك سؤالا سواءا كنت أيها الفاضل مربيا أو مراهقا أو شابا مر بمرحلة المراهق :

هل تشعر فعلا بوجود مثل هذه الفجوة بين الآباء و الأبناء ؟
و برأيك ما هي الحلول الممكن اتباعها لمعالجة هذه الفجوة و لإعادة بناء العلاقات بين الآباء و الأبناء؟


hassnae
Admin

انثى
عدد الرسائل : 3845
العمر : 46
المزاج : جيد
الاوسمة : الأبناء... عالم من الصمت مع الأهل 110
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى