قصف القبور

من طرف **shabanah2007** الإثنين يناير 19, 2009 6:13 am

قصف القبور
بقلم: الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com

من الأمور العجيبة في ملحمة غزة ، الصمود والتصدي ، أن العدو الصهيوني ، ومعسكر رحاب العاهرة الذي كان يكشف عن وجهه القميء مثل النظام المصري ، أو مثل الوجوه الأخرى التي مارست دورها من وراء الأقنعة ، هو قصف المقابر ، بعد أن قصفوا المساجد ، والمدارس ، ومؤسسات أمهم التي وجدت من أجلهم ومن أجل كيانهم المسخ وهي (هيئة اللمم المتحدة) وبوجود مهرجّها الكوري بينهم ، حيث صفعوه وصفعوا هيأته الميتة أصلاً ، ولو كان عنده كرامة مثل أوردغان ، الذي ثار لكرامته ولكرامة تركيا التي جعل منها يهود الدونمة ممسحة للأرجل على عتبات التاريخ ، لغادر لفوره ، أو استقال ...

ولكن عندما تسقط الكرامة يسقط كل شيء....

إن قصف المقابر عمل حقير غير مسبوق ، إلا في شريعة اليهود التي تحتقر كل الشرائع ، (وهي بالتأكيد ليست شريعة سيدنا موسى عليه السلام) ولا تعترف إلا بكيانها العقائدي الدموي الذي يقتل ويسحل بلا رحمة ، أو أنها تريد إشغال الناس عن دفن الشهداء ، بإعادة دفن الأموات ، أو أنها تخاف من الموتى أكثر من خوفها من الأحياء ...

أذكر أنني قرأت قبل نحو 30 سنة رواية للروائي العبقري (فيكتور هوجو) عنوانها (عشاق فينيسيا) ، وهي ملحمة عاطفية اجتماعية فرنسية ، لا مجال للخوض في تفاصيلها ، ومما استوقفني بدهشة أن أحدهم وكان صاحب سطوة ، وظالم وأثيم ، أطلق النار على أحد خصومه ، وعندما قتله صار يخشاه ويخاف منه ، بل ويقسم به (أقسم بهذا الميت المقدس) ، فهل إسرائيل تخاف الموتى أكثر من الأحياء ؟؟؟

قد يكون ، فعقيدتهم جملة من الخرافات والأساطير والأكاذيب صنعوها ، فصارت دستور حياتهم....

الحي يمكن محاصرته ، وتجويعه ، وذله وإهانته ، فروحه أو شبحه بين جنبيه ، ولكن حينما يموت ، فأنها تنطلق ويعود من المستحيل إمساكها ، فهي تأتي كشبح ، أو خيال أو كابوس .... فيكون من الإمكان أن تنتقم منه ، أو تقض مضجعه ، فهي قوة روحية تخيفه ولا يستطيع فعل شيء ، فربما كان هذا أحد أسباب قصف المقابر....

لقد انتصرت الإرادة الفلسطينية رغم الأذى الذي نالها ، ولسوف يكون كل الموتورين الذين فقدوا أحبة لهم مطالبين من أرواحهم الطاهرة بالثأر لدمائهم الزكية ، ولن تكون إسرائيل سعيدة بذلك ، ولن تنام ليلها بهناء ، وسيحزم كثير من الذين ينتموا للمصلحة عندما لن يجدوا الأمن والأمان ، وأن خيار المقاومة سيكون الأول بعد أن يرحل الذين راهنوا على طاولة المفاوضات مع عدو غاشم لن يتزحزح إلا تحت الخوف والرعب ، وأن المقاومة والبنادق الشريفة ستقوم بذلك بعد تصفية ثوار الفنادق ، وقلع القادة الوهميون الذين قاموا بثلم شرف الثورة ، ومنهم من أبدى شماتة بأهل غزة ، لأن ظنه إبادة المقاومة والرجوع على دبابة إسرائيلية ، فقد جاء أمثاله على دبابات العدو ولكن الإرادة القوية لخيار الحرية والنصر ، ألقت بهم في مزابل التاريخ...

الحمد لله أن أموات فلسطين يخيفون العدو مثل الأحياء ، وأن المستقبل لأمتنا إن شاء الله بعد أن وحدنا الدم الفلسطيني الكريم في غزة العزة والكرامة ، والمستقبل القوي لأمتنا الماجدة التي آن لها الآوان لتخرج مثل العنقاء من الرماد....

فهل آن ألآوان لعودة طائر الفنيق ، وهل أسدل الزمن الأنهزامي العربي ستائره وقرر الرحيل ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!