متلازمة فرعوقارونية
صفحة 1 من اصل 1
متلازمة فرعوقارونية
متلازمة فرعوقارونية
ظاهرة فرعون وقارون تتكرر كل زمان وفي كل مكان كمتلازمة ,باعتبار أن فرعون متسلط سياسيا وقارون متسلط اقتصاديا, والسياسة والاقتصاد كقدمين لجسد الدولة لا يمكن أن تتم المشية السوية إلا بهما معا , والتسلط مرض خطير معد ينخر جسم الدولة إذا أصيب جزء منها سرعان ما ينتقل لباقي الأجزاء , السيد فرعون والسيد قارون رغم أنهما شخصيتين ,كل واحد منهما برز في ميدان مختلف عن الآخر إلا أنهما مكملتين لبعضهما البعض تكامل حتمي إذا أرادا الاستمرارية وزيادة على هذا يملكان قواسم مشتركة يمكن توضيحها كالتالي :
- غياب الوازع الديني الداخلي والذي قد نسميه ضمير أو النفس اللوامة أو الأنا وهو الذي يراقب تصرفات الإنسان ويقيمها بمقياس الدين أو الأخلاق أو العادات والتقاليد حسب البيئة .فيقوّم ما فسد منها لذلك نجد أن قلب فرعون وقارون قد أصابه عمه وختم بل ران على قلبيهما...
- بطانة السوء وحاشية الهلاك من الملأ و الأشراف وأكابر القوم ووجهاؤهم حيث يسارعون لتأييد قراراتهما وتصرفاتهما لا بناءا على عدلها وصحتها بل يؤيدون ما وافق هواهما حتى ينالون بذلك الحظوة ...
وأمام هذين العاملين فانه مهما علا صوت خارجي ناصح أمين يدعو إلى التعقل وإحقاق الحق وبسط العدل فهو يبقى غير مسموع لأن الحاشية تشوش عليه وتحرف وتؤول الكلام وتشوه النوايا وان وصل هذا الصوت لقلب الحاكم بعد كل تلك الحواجز يجد قلوبا عليها أقفالها فهو كالبذرة الجيدة التي غرست في صحراء لا تربتها صالحة للزراعة ولا الأمطار موجودة علها تحي بها ...
ومن هنا يتضح أن هناك نوعان رئيسيان من الفساد : فساد سياسي وفساد اقتصادي فأيهما الأصل ؟
الأصل هو لون ثالث من الفساد وان كان غير جلي وهو الفساد الديني فان أثاره واضحة وتأثيره وخيم , الفساد الديني جاء نتيجة تعطيل المؤسسة الدينية والاعتداء على صلاحيات الرب ,حيث ادعى فرعون أنه هو الله الذي ما يريهم إلا ما يرى وما يهديهم إلا سبيل الرشاد, والكهنة إما خوفا من بطشه أو طمعا في ملكه انقادوا له بل أصبحوا المعين على غيه وفساده بعد تسمم الوسط الديني بهذه الأفكار المميتة والتي تحولت إلى أفكار قاتلة (حيث قسم بن نبي رحمه الله الأفكار إلى ثلاثة أنواع أفكار ميتة كحال الأفكار المسيطرة على أمتنا وأفكار قاتلة كالسموم الفكرية الغربية التي اجتاحتنا وأفكار ّفاعلة وهي الفكرة الدينية التي تحي الأمة وتزيل الغمة بعد أن تشحذ فينا الهمة, لكن هذا التقسيم في جوهره غير ثابت فقد تتحول الفكرة من فكرة ميتة بالية منتهية صلاحيتها كالزردة مثلا الى فكرة قاتلة وذلك بالعبث ببعض جيناتها الفكرية في مختبرات ومعامل صناعة الأفكار ...)
وهكذا تحول الفكر الفرعوني من فكر ميت في بدايته لأن جثته لم تحرق ويطّهر مكان الحرق إلى فكر مميت يقارب هذه الصورة شخصية السيد مصاص الدماء ,فانه حين يهجم على ضحيته ليمتص منها الدم لا يقتلها بل يتركها ,يتلوث دمها وتسقط أرضا (فكرة ميتة)نتيجة عوامل خارجية أقوى منها ولضعف تحصينها ولتقصير في حماية نفسها ,فهذه الضحية لا تصبح شخص ميت وتنتهي المسألة بل بعد مدة تبدأ في التحول إلى مصاص دماء (فكرة قاتلة أو مميتة) لن الضحية كانت في الأساس حاملة لفيروس القابلية للشر وبالتالي فكل فكرة ميتة تحمل في طياتها بذور فكرة قاتلة ,أما التحول أو الانتقال من طور الفكر الميت إلى فكر قاتل فالأمر يعتمد على أنتاش البذور الداخلية وهي قابلة للإنتاج لكن تنتظر توفر العوامل الخارجية الملائمة فقط.
وبالتالي فأساس العلاقة هو علاقة الإنسان بربه فإذا فسدت هذه العلاقة وبطبيعة الحال من الجانب البشري فان هذا الفساد سيتسلل إلى علاقة البشر مع بعضهم البعض في جميع الميادين ,هذا الفساد تشكل في شخصية فرعون في الميدان السياسي فصادر إرادة الشعب وكان هو الدولة والقانون بل ادعى انه هو الرب وتمثل في شخص قارون فكان أنموذجا للرأسمالية المتوحشة التي تنمو بعرق الكادحين وجهد البسطاء من العاملين...
وكما قلنا سالفا فلكل زمن ومكان فرعونه وقارونه وهما متلازمين إذا حظر احدهما استدل به على وجود الثاني على مقربة منه على سبيل اليقين وان لم يشاهد ,لكن يبقى أمر آخر وهو نسبية جلاؤهما للعيان فقد نجدهما كالشمس بازغة في هذه الدولة بينما في دولة أخرى يظهر أحدهما فقط دون ذكر الآخر بينما في دولة أخرى لا تسمع لهما حس وغياب الشيء لا يعني عدمه فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا نرى تجسد الظاهرة القارونية في الشركات المتعددة الجنسيات والكارتلات المحتكرة الممتدة حول العالم كإخطبوط متجذر مكتسح جميع المناطق ولكن يضرب بها المثل الأروع في الديمقراطية التي هي في حقيقة الأمر شكلية لوجود حكومة خفية جسدت الظاهرة الفرعونية تسمى الماسونية العالمية في مناطق أخرى تعرف بحكومة الظل أو القوى الضاغطة
وربما يبقى السؤال الأخير هو ما الحل؟
إن ثار شخص وقتل فرعون أو اغتال قارون كفرد فيظهر فرعون آخر أشد تفرعنا من الأول وقارونا بديل أشد بأسا وأكثر نحسا وبالتالي التركيز ليس على الشخص كذات لأن غالبية البشر حاملين لفيروس متلازمة الفرعوقارونية منتظرين الظروف الملائمة فقط للتفريخ بل الواجب التركيز على الفكرة في حد ذاتها والأفكار بخلاف البشر حية لا تموت نعم قد يصيبها الضعف والانحسار وقد تتوارى على الأنظار في مكان مظلم بعيد تنتظر الفرصة لتضرب من جديد فالحل إذن هو محاولة تحييد متلازمة الفرعوقارونية بتفعيل السياج الأمن من الأفكار والقوانين الاجتماعية والوضعية حتى لا تتضخم الفرعوقارونية في نفوس حامليها فتتجسد على ارض الواقع ويعاني الجميع من ويلاتها وتبقى الفكرة الدينية هي المضاد الحيوي والترياق والضربة الاستباقية لكل فكرة ميتة أو قاتلة تحاول تسميم المجتمع .
ظاهرة فرعون وقارون تتكرر كل زمان وفي كل مكان كمتلازمة ,باعتبار أن فرعون متسلط سياسيا وقارون متسلط اقتصاديا, والسياسة والاقتصاد كقدمين لجسد الدولة لا يمكن أن تتم المشية السوية إلا بهما معا , والتسلط مرض خطير معد ينخر جسم الدولة إذا أصيب جزء منها سرعان ما ينتقل لباقي الأجزاء , السيد فرعون والسيد قارون رغم أنهما شخصيتين ,كل واحد منهما برز في ميدان مختلف عن الآخر إلا أنهما مكملتين لبعضهما البعض تكامل حتمي إذا أرادا الاستمرارية وزيادة على هذا يملكان قواسم مشتركة يمكن توضيحها كالتالي :
- غياب الوازع الديني الداخلي والذي قد نسميه ضمير أو النفس اللوامة أو الأنا وهو الذي يراقب تصرفات الإنسان ويقيمها بمقياس الدين أو الأخلاق أو العادات والتقاليد حسب البيئة .فيقوّم ما فسد منها لذلك نجد أن قلب فرعون وقارون قد أصابه عمه وختم بل ران على قلبيهما...
- بطانة السوء وحاشية الهلاك من الملأ و الأشراف وأكابر القوم ووجهاؤهم حيث يسارعون لتأييد قراراتهما وتصرفاتهما لا بناءا على عدلها وصحتها بل يؤيدون ما وافق هواهما حتى ينالون بذلك الحظوة ...
وأمام هذين العاملين فانه مهما علا صوت خارجي ناصح أمين يدعو إلى التعقل وإحقاق الحق وبسط العدل فهو يبقى غير مسموع لأن الحاشية تشوش عليه وتحرف وتؤول الكلام وتشوه النوايا وان وصل هذا الصوت لقلب الحاكم بعد كل تلك الحواجز يجد قلوبا عليها أقفالها فهو كالبذرة الجيدة التي غرست في صحراء لا تربتها صالحة للزراعة ولا الأمطار موجودة علها تحي بها ...
ومن هنا يتضح أن هناك نوعان رئيسيان من الفساد : فساد سياسي وفساد اقتصادي فأيهما الأصل ؟
الأصل هو لون ثالث من الفساد وان كان غير جلي وهو الفساد الديني فان أثاره واضحة وتأثيره وخيم , الفساد الديني جاء نتيجة تعطيل المؤسسة الدينية والاعتداء على صلاحيات الرب ,حيث ادعى فرعون أنه هو الله الذي ما يريهم إلا ما يرى وما يهديهم إلا سبيل الرشاد, والكهنة إما خوفا من بطشه أو طمعا في ملكه انقادوا له بل أصبحوا المعين على غيه وفساده بعد تسمم الوسط الديني بهذه الأفكار المميتة والتي تحولت إلى أفكار قاتلة (حيث قسم بن نبي رحمه الله الأفكار إلى ثلاثة أنواع أفكار ميتة كحال الأفكار المسيطرة على أمتنا وأفكار قاتلة كالسموم الفكرية الغربية التي اجتاحتنا وأفكار ّفاعلة وهي الفكرة الدينية التي تحي الأمة وتزيل الغمة بعد أن تشحذ فينا الهمة, لكن هذا التقسيم في جوهره غير ثابت فقد تتحول الفكرة من فكرة ميتة بالية منتهية صلاحيتها كالزردة مثلا الى فكرة قاتلة وذلك بالعبث ببعض جيناتها الفكرية في مختبرات ومعامل صناعة الأفكار ...)
وهكذا تحول الفكر الفرعوني من فكر ميت في بدايته لأن جثته لم تحرق ويطّهر مكان الحرق إلى فكر مميت يقارب هذه الصورة شخصية السيد مصاص الدماء ,فانه حين يهجم على ضحيته ليمتص منها الدم لا يقتلها بل يتركها ,يتلوث دمها وتسقط أرضا (فكرة ميتة)نتيجة عوامل خارجية أقوى منها ولضعف تحصينها ولتقصير في حماية نفسها ,فهذه الضحية لا تصبح شخص ميت وتنتهي المسألة بل بعد مدة تبدأ في التحول إلى مصاص دماء (فكرة قاتلة أو مميتة) لن الضحية كانت في الأساس حاملة لفيروس القابلية للشر وبالتالي فكل فكرة ميتة تحمل في طياتها بذور فكرة قاتلة ,أما التحول أو الانتقال من طور الفكر الميت إلى فكر قاتل فالأمر يعتمد على أنتاش البذور الداخلية وهي قابلة للإنتاج لكن تنتظر توفر العوامل الخارجية الملائمة فقط.
وبالتالي فأساس العلاقة هو علاقة الإنسان بربه فإذا فسدت هذه العلاقة وبطبيعة الحال من الجانب البشري فان هذا الفساد سيتسلل إلى علاقة البشر مع بعضهم البعض في جميع الميادين ,هذا الفساد تشكل في شخصية فرعون في الميدان السياسي فصادر إرادة الشعب وكان هو الدولة والقانون بل ادعى انه هو الرب وتمثل في شخص قارون فكان أنموذجا للرأسمالية المتوحشة التي تنمو بعرق الكادحين وجهد البسطاء من العاملين...
وكما قلنا سالفا فلكل زمن ومكان فرعونه وقارونه وهما متلازمين إذا حظر احدهما استدل به على وجود الثاني على مقربة منه على سبيل اليقين وان لم يشاهد ,لكن يبقى أمر آخر وهو نسبية جلاؤهما للعيان فقد نجدهما كالشمس بازغة في هذه الدولة بينما في دولة أخرى يظهر أحدهما فقط دون ذكر الآخر بينما في دولة أخرى لا تسمع لهما حس وغياب الشيء لا يعني عدمه فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا نرى تجسد الظاهرة القارونية في الشركات المتعددة الجنسيات والكارتلات المحتكرة الممتدة حول العالم كإخطبوط متجذر مكتسح جميع المناطق ولكن يضرب بها المثل الأروع في الديمقراطية التي هي في حقيقة الأمر شكلية لوجود حكومة خفية جسدت الظاهرة الفرعونية تسمى الماسونية العالمية في مناطق أخرى تعرف بحكومة الظل أو القوى الضاغطة
وربما يبقى السؤال الأخير هو ما الحل؟
إن ثار شخص وقتل فرعون أو اغتال قارون كفرد فيظهر فرعون آخر أشد تفرعنا من الأول وقارونا بديل أشد بأسا وأكثر نحسا وبالتالي التركيز ليس على الشخص كذات لأن غالبية البشر حاملين لفيروس متلازمة الفرعوقارونية منتظرين الظروف الملائمة فقط للتفريخ بل الواجب التركيز على الفكرة في حد ذاتها والأفكار بخلاف البشر حية لا تموت نعم قد يصيبها الضعف والانحسار وقد تتوارى على الأنظار في مكان مظلم بعيد تنتظر الفرصة لتضرب من جديد فالحل إذن هو محاولة تحييد متلازمة الفرعوقارونية بتفعيل السياج الأمن من الأفكار والقوانين الاجتماعية والوضعية حتى لا تتضخم الفرعوقارونية في نفوس حامليها فتتجسد على ارض الواقع ويعاني الجميع من ويلاتها وتبقى الفكرة الدينية هي المضاد الحيوي والترياق والضربة الاستباقية لكل فكرة ميتة أو قاتلة تحاول تسميم المجتمع .
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
انابيل- Admin
-
عدد الرسائل : 2781
الاوسمة :
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
مواضيع مماثلة
» متلازمة ريتر
» متلازمة جيلبرت Gilbert Syndrome
» متلازمة شغرين أو سجوجرين أو شوغرن
» متلازمة الامعاء المتهيجة ، القولون المتشنج ،
» المرض متلازمة تكيس المبايض Poly Cystic Ovaries - P.C.O
» متلازمة جيلبرت Gilbert Syndrome
» متلازمة شغرين أو سجوجرين أو شوغرن
» متلازمة الامعاء المتهيجة ، القولون المتشنج ،
» المرض متلازمة تكيس المبايض Poly Cystic Ovaries - P.C.O
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى