الحجر الاسود يطاردني
صفحة 1 من اصل 1
الحجر الاسود يطاردني
:اقرا:
الحجر الاسود يطاردني
قصة مترجمة
زوجتي "نيلا" لا حديث لها الا عن الملكة فيكتوريا وملابس الملكة وعادات الملكة وكيف تشرب فيكتوريا الشاي وما النكات التي تُضحكها وكيف تصطنع الغضب لتخيف الخدم وحكيات الملكة التي لا تنتهي ، سنوات طويلة وان اشعر بان الملكة تعيش في بيتنا ولا ادري كيف اتخلص منها ولم تكن هناك طريقة للخلاص من الملكة وحكايتها المملة ، الا بالخلاص من زوجتي "نيلا" الممرضة الاولى لدى الملكة ولكن حبي لزوجتي نيلا جعلني احتمل سماع حكايات الملكة كلما عادت من القصر الى البيت ، وفي احد الايام لمعت براسي فكرة كنت اظن انها ستخلصني من سماع حكايات الملكة فاقنعت زوجتي نيلا ان تبدأ بتاليف كتاب عن الملكة وتروي بهذا الكتاب سنوات عملها كمُمرضة الملكة وقد تسمح الظروف بنشره ، كم فرحت زوجتي بهذا الاقتراح وكم فرحت ايضاً لاعتقادي باني قد تخلصت من سيرة الملكة ، لم تمر دقائق حتى بدأت زوجتي في البحث معي عن اسم لهذا الكتاب وضعت لها عدة اسماء منها "صحة الملكة " " سنوات في خدمة الملكة " "حارسة الملكة " اعجبت زوجتي بعنوان حارسة الملكة وبدأت تكتب وتكتب وكلما كتبت صفحة او سطر تعود إلي لتاخذ رايي بما كتبت وهنا وجدت نفسي في مازق اكبر مما كنت فيه ففي السابق كنت استطيع الهرب اما الان فيجب ان اسمع قصص الملكة القديمة والجديدة لاقرأها واعيد تقيمها . " الحجر الاسود والملكة " وفي احد الايام وعندما كنت اراجع ما كتبته زوجتي لفت انتباهي ما كتبته "نيلا" وهو ما يلي :
دخلت الى غرفة الملكة ورايتُها حزينة والدموع تترقرق في "عيونها" وتحمل بين يديها الحجر الاسود الذي احتفظت به في علبة زجاجية بجانب سريريها وبدافع مني لأُثير اي حديث لأُخفف عن الملكة سألتها عن "الحجر الاسود" فقالت لي : عزيزتي "نيلا" ان هذا الحجر اغلى ما املك وقد اوصيت بان يدفن معي بعد موتي واشاحت بوجهها عني وكانت هذه طريقتها لصرف من هو بحضرتها .. استاذنت وخرجت .."......هذا ما كتبته "نيلا" وهذا ما غير حياتي ... الفضول بدأ يطاردني لمعرفة ما هو هذا "الحجر الاسود " الذي تعتبره الملكة أغلى من مجوهراتها وخصوصا تاجها وما هو هذا الحجر الذي توصي به بان يدفن معها ، واصابني مرض زوجتي في الحديث عن الملكة و"الحجر الاسود" وأقسم ان زوجتي صرخت في وجهي في احدى المرات وقالت " كفى حياتنا ليست الملكة " .
المهم انني في النهاية قد توصلت الى ان هذا "الحجر" هو ما يجلب الحظ للملكة وتستعين به بكل ازمة ، هزني ما عرفته من الاعماق ملكتنا ملكة المملكة المتحدة تستعين بحجر ليجلب لها الحظ ، كان بِودي في وقتها ان اتصل باحد اصدقائي الصحفيين لنشر هذا الخبر، ما منعني هو اني لا اريد ان تتعرض "نيلا" للمسألة وخاصة انه يمنع عليها الحديث عن اي شيء تراه او تسمعه داخل القصر لاي كان .
هذه القصة كانت الوقود الذي دفعني لترك التدريس في الجامعة والبدء ببحثي الأول عن قوة الخرافة والأساطير بتمويل من الجامعة نفسها .
" الحجر الاسود يطاردني ... " بدأت الجزء الأول من بحثي وكان حول ظاهرة تقمص الأرواح وكيف ان هناك فئات كثيرة من العالم تؤمن بعودة الارواح بعد الموت الى جسد اخر ، بحثي تركز كيف يمكن للعقل ان يتقبل هذه الخرافة وكيف نشأت هذه الفكرة حتى انها تحولت الى ديانة في بعض دول العالم ، بدأتُ من بريطانيا ووصلت الى الهند وسمعت كثير من القصص وبعض هذه القصص اغرب من الخيال ولولا تسلحي بالعلم والمنطق لفقدت توازني واصبحت متأرجحاً بين العلم والخرافة وخاصة ان بعض القصص التي سمعت بها كانت محكمة ولم اجد لها اي تفسير علمي ، وعاد "الحجر الاسود" للظهور عندما بدأت التحقيق حول قصة طفلة هندية "سونيا" وتبلغ من العمر خمس سنوات ولدت في عائلة فقيرة في مدينة "بومباي" .. هذه الطفلة تدعي انها تبلغ من العمر اربعين عاماً وانها متزوجة وأم لأطفال ، جلست مع الطفلة بصحبة زميلي سنجار وهو هندي يعيش في بريطانيا ويساعدني في تجوالي في الهند ودونت معظم المعلومات والقصص التي ترويها الطفلة بدقة .......... كان شكي كبير بان هناك من امضى شهورا في تعليم هذه الطفلة كيف تروي هذه القصص لدافع ما وكنت اسال بين الحين والأخر اسئلة اقصد منها ان اوقع الطفلة بتناقض في اقوالها ولكن عبثا فالطفلة ترتبك وتتلعثم لكن تجيب عن الأسئلة بلا تناقضات ، المهم ان من اهم ما ترويه الطفلة انه في حياتها السابقة قد خبأت صندوق خشبي في حديقة منزلها السابق وفيه كنز كبير وانها يجب ان تخرج هذا الكنز لتساعد اولادها ...
الحقيقة ان قصة هذه الطفلة دفعتني لأنجرف قليلا نحو الخرافة بحجة القضاء على الشك الذي يدور في داخلي وبمساعدة صديقي سنجار قمت بتمويل البحث عن العائلة التي ذكرتها الطفلة وفي انتظار نتائج البحث تابعت الكثير من القصص واثمرت نتائج البحث في اقل من عشرين يوما وعادوا من كُلفوا بالمهمة بمعلومات تأكد اكثر من 80% بالمئة من ان المعلومات التي اعطتنا اياها الطفلة صحيحة .. وهنا قررت ان أقطع الشك باليقين واصطحب الطفلة وعائلتها لزيارة البيت والعائلة المذكورة في القصة .
قبل وصولنا البيت المذكور بمسافة وضعت الطفلة " سونيا " تحت رقابة دقيقة واصررت على ان نذهب الى البيت سيراً على الاقدام وكانت المسافة التي تفصلنا من البيت تقارب النصف كيلوا متر وطلبت من الطفلة ان تدلنا على هذا البيت .. وكم تفاجئتُ بان الطفلة لم تترك يد والدها للحظة وتسير بثقة عبر الشوارع دون توجيه من احد ووصلنا الى مدخل البيت المقصود وكان واضح ان البيت تسكنه أُسرى ثرية نوعاً ما مقارنة بالوضع في الهند في تلك الفترة .. استوقفتُ الطفلة وطلبت من سنجار ان يسألها عشرات الاسئلة عن البيت واوصافه وسكانه الخ... من الأسئلة الدقيقة التي سيعجز اي كان عن الأجابة عنها ان لم يسكن هذا البيت لفترة طويلة .. لم أسمح للطفة وعائلتها بدخول البيت وقصدت بذلك ان التقي بالعائلة المقصودة قبل لقائهم بالطفلة اصطحبت معي أحد الأشخاص الذين ساعدونا بأبحاثنا ليترجم لي اللقاء .
أستقبلتني العائلة التي كانت على علم مسبق بوصولنا من خلال التنسيق الذي تم بيننا ، رب الأسرة كان يتحدث الأنجليزية بطلاقة مما سهل مهمتي وكان يدعى "كامار" ويبلغ من العمر55 عاماً له ثلاث اولاد وزوجته متوفيه ، دار بيننا حديث طويل عن الطفلة وما تدعي ولم يكن متفاجئ بل حاول ان يجاملني كأنجليزي ورجل علم بتشكيك خجول إلا ان إيمانه كان واضح يغلب على التشكيك المصطنع وأثناء حديثنا مع العائلة ومراجعتي بما دونته من أقول الطفلة لم اجد إلا التناقضات الصغيرة غير المهمة اما معظم الحقائق فهي دقيقة جداً ، سمحت للطفلة بدخول البيت بعد ان قمت بالكثير من الترتيبات والتي قصدت بها اختبار الطفلة لمعرفة ان كان هناك من يخدعنا ومن بعض هذه الترتيبات تغيير بعض اماكن الأشياء التي لم تتغير منذ سنين وحتى انني طلبت من الخادمة ان تحل محل احدى الفتيات ... العائلة تعاونت معي بشكل كبير دخلت الطفلة وبدأ الأختبار وبشكل مذهل تعرفت على الجميع ولم تنطلي عليها خدعتي... واجهش الجميع بالبكاء ولا اخفي اني تاثرت بالموقف وبعد ساعة من هذا اللقاء المثير جاءت المفاجئة بان توجهت الطفلة الى جانب صور البيت وحاولت الحفر وساعدناها واخرجت الصندوق وحينما فتحنا الصندوق وجدنا بداخله بعض الحلي الفضية والنحاسية و"حجر اسود" بحجم كف اليد وامسكهُ رب العائلة واجهش بالبكاء كالاطفال رغم انه في المرة الاولى اخفى دموعه وانتقلت انا من خرافة الروح العائدة من جديد الى "الحجر المعجزة" او حجر "الحظ الخارق" وكدت انسى ما جئت من اجله وتركزت اسئلتي حول الحجر الاسود وسره ، وروى لي رب الأسرة قصة أغرب من الخيال حول هذا الحجر وكيف ان هذا الحجر نقله من الفقر إلى الغِنى وكم جلب له وِلأسرته من الحظ الوفير وقصص خرافية ولولا التهذيب لكنت ضحكت عليها بِأعلى صوتي وقلت للرجل ممازحاً إياه : هل لك علاقة بملِكتنا .. تفحصت الحجر قليلا ولم يميزه إلا ثقله وسواده الشديد وقلت في نفسي ربما يجلب لي بعض الحظ وخرجت من هذا الجنون والشكوك التي ملئت رأسي حول عالمنا هذا وعلمت من الرجل أن هذا الحجر تم أحضاره من دير سانت كاترين وانه انتقل بين عدة أشخاص ووصل إليه مصادفة وروى لي أن الأشخاص الذين انتقل الحجر منهم جلب لهم الحظ في وقتنا وسألته ان كان جلب الحظ فلماذا تنازلوا عنه واخذ يروي لي القصص والتفسيرات انه ابن فلان بعد ان توفي والده بانه تخلى عن الحجر وابن فلان لم يقدر قيمته الخ ... من القصص وسألته لماذا المرحومة زوجتك دفنته ان كان يجلب الحظ ؟ فقال : انه في إحدى المرات عندما سطى اللصوص على البيت وسرقوا الكثيرمن المقتنيات ولم يقدروا قيمة الحجر وأَنه حمد الله على انهم لم يأخذوه وطلب من زوجته ان تُخبئه عن الأنظار وبعد وفاة زوجته فتش البيت ولم يجده ، حتى عادت روح زوجته بجسد هذه الطفلة لتعيده لأسرته وحول هذه الحلي الموجودة في الصندوق فان قيمتها بسيطة لكنها تعني الكثير لزوجته ويبدوا انها لهذا اخفتها .
دخلت الى غرفة الملكة ورايتُها حزينة والدموع تترقرق في "عيونها" وتحمل بين يديها الحجر الاسود الذي احتفظت به في علبة زجاجية بجانب سريريها وبدافع مني لأُثير اي حديث لأُخفف عن الملكة سألتها عن "الحجر الاسود" فقالت لي : عزيزتي "نيلا" ان هذا الحجر اغلى ما املك وقد اوصيت بان يدفن معي بعد موتي واشاحت بوجهها عني وكانت هذه طريقتها لصرف من هو بحضرتها .. استاذنت وخرجت .."......هذا ما كتبته "نيلا" وهذا ما غير حياتي ... الفضول بدأ يطاردني لمعرفة ما هو هذا "الحجر الاسود " الذي تعتبره الملكة أغلى من مجوهراتها وخصوصا تاجها وما هو هذا الحجر الذي توصي به بان يدفن معها ، واصابني مرض زوجتي في الحديث عن الملكة و"الحجر الاسود" وأقسم ان زوجتي صرخت في وجهي في احدى المرات وقالت " كفى حياتنا ليست الملكة " .
المهم انني في النهاية قد توصلت الى ان هذا "الحجر" هو ما يجلب الحظ للملكة وتستعين به بكل ازمة ، هزني ما عرفته من الاعماق ملكتنا ملكة المملكة المتحدة تستعين بحجر ليجلب لها الحظ ، كان بِودي في وقتها ان اتصل باحد اصدقائي الصحفيين لنشر هذا الخبر، ما منعني هو اني لا اريد ان تتعرض "نيلا" للمسألة وخاصة انه يمنع عليها الحديث عن اي شيء تراه او تسمعه داخل القصر لاي كان .
هذه القصة كانت الوقود الذي دفعني لترك التدريس في الجامعة والبدء ببحثي الأول عن قوة الخرافة والأساطير بتمويل من الجامعة نفسها .
" الحجر الاسود يطاردني ... " بدأت الجزء الأول من بحثي وكان حول ظاهرة تقمص الأرواح وكيف ان هناك فئات كثيرة من العالم تؤمن بعودة الارواح بعد الموت الى جسد اخر ، بحثي تركز كيف يمكن للعقل ان يتقبل هذه الخرافة وكيف نشأت هذه الفكرة حتى انها تحولت الى ديانة في بعض دول العالم ، بدأتُ من بريطانيا ووصلت الى الهند وسمعت كثير من القصص وبعض هذه القصص اغرب من الخيال ولولا تسلحي بالعلم والمنطق لفقدت توازني واصبحت متأرجحاً بين العلم والخرافة وخاصة ان بعض القصص التي سمعت بها كانت محكمة ولم اجد لها اي تفسير علمي ، وعاد "الحجر الاسود" للظهور عندما بدأت التحقيق حول قصة طفلة هندية "سونيا" وتبلغ من العمر خمس سنوات ولدت في عائلة فقيرة في مدينة "بومباي" .. هذه الطفلة تدعي انها تبلغ من العمر اربعين عاماً وانها متزوجة وأم لأطفال ، جلست مع الطفلة بصحبة زميلي سنجار وهو هندي يعيش في بريطانيا ويساعدني في تجوالي في الهند ودونت معظم المعلومات والقصص التي ترويها الطفلة بدقة .......... كان شكي كبير بان هناك من امضى شهورا في تعليم هذه الطفلة كيف تروي هذه القصص لدافع ما وكنت اسال بين الحين والأخر اسئلة اقصد منها ان اوقع الطفلة بتناقض في اقوالها ولكن عبثا فالطفلة ترتبك وتتلعثم لكن تجيب عن الأسئلة بلا تناقضات ، المهم ان من اهم ما ترويه الطفلة انه في حياتها السابقة قد خبأت صندوق خشبي في حديقة منزلها السابق وفيه كنز كبير وانها يجب ان تخرج هذا الكنز لتساعد اولادها ...
الحقيقة ان قصة هذه الطفلة دفعتني لأنجرف قليلا نحو الخرافة بحجة القضاء على الشك الذي يدور في داخلي وبمساعدة صديقي سنجار قمت بتمويل البحث عن العائلة التي ذكرتها الطفلة وفي انتظار نتائج البحث تابعت الكثير من القصص واثمرت نتائج البحث في اقل من عشرين يوما وعادوا من كُلفوا بالمهمة بمعلومات تأكد اكثر من 80% بالمئة من ان المعلومات التي اعطتنا اياها الطفلة صحيحة .. وهنا قررت ان أقطع الشك باليقين واصطحب الطفلة وعائلتها لزيارة البيت والعائلة المذكورة في القصة .
قبل وصولنا البيت المذكور بمسافة وضعت الطفلة " سونيا " تحت رقابة دقيقة واصررت على ان نذهب الى البيت سيراً على الاقدام وكانت المسافة التي تفصلنا من البيت تقارب النصف كيلوا متر وطلبت من الطفلة ان تدلنا على هذا البيت .. وكم تفاجئتُ بان الطفلة لم تترك يد والدها للحظة وتسير بثقة عبر الشوارع دون توجيه من احد ووصلنا الى مدخل البيت المقصود وكان واضح ان البيت تسكنه أُسرى ثرية نوعاً ما مقارنة بالوضع في الهند في تلك الفترة .. استوقفتُ الطفلة وطلبت من سنجار ان يسألها عشرات الاسئلة عن البيت واوصافه وسكانه الخ... من الأسئلة الدقيقة التي سيعجز اي كان عن الأجابة عنها ان لم يسكن هذا البيت لفترة طويلة .. لم أسمح للطفة وعائلتها بدخول البيت وقصدت بذلك ان التقي بالعائلة المقصودة قبل لقائهم بالطفلة اصطحبت معي أحد الأشخاص الذين ساعدونا بأبحاثنا ليترجم لي اللقاء .
أستقبلتني العائلة التي كانت على علم مسبق بوصولنا من خلال التنسيق الذي تم بيننا ، رب الأسرة كان يتحدث الأنجليزية بطلاقة مما سهل مهمتي وكان يدعى "كامار" ويبلغ من العمر55 عاماً له ثلاث اولاد وزوجته متوفيه ، دار بيننا حديث طويل عن الطفلة وما تدعي ولم يكن متفاجئ بل حاول ان يجاملني كأنجليزي ورجل علم بتشكيك خجول إلا ان إيمانه كان واضح يغلب على التشكيك المصطنع وأثناء حديثنا مع العائلة ومراجعتي بما دونته من أقول الطفلة لم اجد إلا التناقضات الصغيرة غير المهمة اما معظم الحقائق فهي دقيقة جداً ، سمحت للطفلة بدخول البيت بعد ان قمت بالكثير من الترتيبات والتي قصدت بها اختبار الطفلة لمعرفة ان كان هناك من يخدعنا ومن بعض هذه الترتيبات تغيير بعض اماكن الأشياء التي لم تتغير منذ سنين وحتى انني طلبت من الخادمة ان تحل محل احدى الفتيات ... العائلة تعاونت معي بشكل كبير دخلت الطفلة وبدأ الأختبار وبشكل مذهل تعرفت على الجميع ولم تنطلي عليها خدعتي... واجهش الجميع بالبكاء ولا اخفي اني تاثرت بالموقف وبعد ساعة من هذا اللقاء المثير جاءت المفاجئة بان توجهت الطفلة الى جانب صور البيت وحاولت الحفر وساعدناها واخرجت الصندوق وحينما فتحنا الصندوق وجدنا بداخله بعض الحلي الفضية والنحاسية و"حجر اسود" بحجم كف اليد وامسكهُ رب العائلة واجهش بالبكاء كالاطفال رغم انه في المرة الاولى اخفى دموعه وانتقلت انا من خرافة الروح العائدة من جديد الى "الحجر المعجزة" او حجر "الحظ الخارق" وكدت انسى ما جئت من اجله وتركزت اسئلتي حول الحجر الاسود وسره ، وروى لي رب الأسرة قصة أغرب من الخيال حول هذا الحجر وكيف ان هذا الحجر نقله من الفقر إلى الغِنى وكم جلب له وِلأسرته من الحظ الوفير وقصص خرافية ولولا التهذيب لكنت ضحكت عليها بِأعلى صوتي وقلت للرجل ممازحاً إياه : هل لك علاقة بملِكتنا .. تفحصت الحجر قليلا ولم يميزه إلا ثقله وسواده الشديد وقلت في نفسي ربما يجلب لي بعض الحظ وخرجت من هذا الجنون والشكوك التي ملئت رأسي حول عالمنا هذا وعلمت من الرجل أن هذا الحجر تم أحضاره من دير سانت كاترين وانه انتقل بين عدة أشخاص ووصل إليه مصادفة وروى لي أن الأشخاص الذين انتقل الحجر منهم جلب لهم الحظ في وقتنا وسألته ان كان جلب الحظ فلماذا تنازلوا عنه واخذ يروي لي القصص والتفسيرات انه ابن فلان بعد ان توفي والده بانه تخلى عن الحجر وابن فلان لم يقدر قيمته الخ ... من القصص وسألته لماذا المرحومة زوجتك دفنته ان كان يجلب الحظ ؟ فقال : انه في إحدى المرات عندما سطى اللصوص على البيت وسرقوا الكثيرمن المقتنيات ولم يقدروا قيمة الحجر وأَنه حمد الله على انهم لم يأخذوه وطلب من زوجته ان تُخبئه عن الأنظار وبعد وفاة زوجته فتش البيت ولم يجده ، حتى عادت روح زوجته بجسد هذه الطفلة لتعيده لأسرته وحول هذه الحلي الموجودة في الصندوق فان قيمتها بسيطة لكنها تعني الكثير لزوجته ويبدوا انها لهذا اخفتها .
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: الحجر الاسود يطاردني
انتهى لقاؤنا وانتهى بحثي حول الطفلة والروح وبرغم عدم قدرتي على إيجاد اي تفسير علمي لها وتركز تفكيري لهذه القصة حول قدرة العقل البشري الخارقة بالحصول على معلومات من الماضي ، ومع بعض القصص الاخرى انتهى بحثي حول ............ وتم تركيزي في البحث على قصة الطفلة وثلاث قصص أُخرى من بين عشرات القصص وتم ( اعتمادها من قبل الجامعة كمراجع ) .
وبدأتُ بالعمل في بحثي الثاني حول الحظ وكان الحجر الأسود هو محور بحثي ولم تمر عدة شهور حتى اكتشفت عشرات القصص حول هذا الحجر وان الملكة "فكتوريا" والهندي"كامار" لم يكونا الوحيدين الذين يؤمنان بقدرة هذا الحجر على جلب الحظ السعيد لصالحهم بل اكتشفتُ ان هناك ادعاءات كثيرة حول قدرة هذا الحجر في شفاء الأمراض والتوفيق بين الاطراف ونشر الحب والنجاح لمن يحمله ، لم استطيع ان اقنع احدا ممن يحتفظ بهذا الكنز الثمين من ان يعطيني اياه لاعرضه على خبير متخصص ليعطيني رايه حول تكوينة هذا الحجر " خوفاً من ان يذهب الحظ " ...
الشيء المشترك في بحثي هو ان مصدر الحجر واحد وهنا قررت السفر الى موطن هذه الخرافة الى "فلسطين " .
حظي كان سيئا ولم استطع اقناع المجلس بتمويل سفري وبحثي خارج بريطانيا وهنا قررت ان أتدبر أُموري بصعوبة لأكمل بحثي ، وسافرت إلى الشرق ووصلت الى فلسطين ومن ثم الي شرم الشيخ ودير سانت كاترين وبعد ايام أثار استغرابي أن اهل مَوطن هذا الحجر الجالب للحظ لا يعرفون بقصته وليست متداولة لديهم حتى ان احد المثقفين من اهل تلك البلد سخر مني قائلاً : لو كان في الصحراء ماء ما كانت صحراء ولو كان في هذه البلاد حظ لما حل النحس على أهلها .
مرت أيام وانا أَبحث عن الحظ في بلاد اللا حظ , ورغم ان الأحباط أَصابني الا أنني قررت المضي في بحثي ، أَقمت في مدينة شرم الشيخ ومدينة سانت كاترين ومن هناك تحركت في جميع الأتجاهات ، لم تثمرجهودي في البحث عن الحظ ، وهنا أدركت ان أهل الشرق الغارق في الخرافات لم يصدروا لنا هذه الخرافة ، وقبل فوات الأوان ادركت خطأي وان بحثي تركز حول سؤال طبقة من المثقفين وان سؤالي تركز حول حجر الحظ الخ ...
وهنا توجهت الى العامة بمساعدة مترجم لِدراسة الخرافات وبشكل عام كانت اسئلتي عامة ومن ضمنها عن الحجارة السوداء وانفتحت الابواب وبدأت اسمع عشرات القصص بدءاً من الحيوانة الأنسية اكلة البشر ( الغولة ) المرأة ذات حوافر الجمل " العمورة " وحدثتني العجائز عن حجارة سوداء تستخدم للمرأة التي لا تنجب وحدثتني أُخرى عن قدرتها على شفاء نقيح الأقدام ، عشرات القصص عن قوة هذه الحجارة على الشفاء سمعتها من عجائز فوق سن الستين وتوجهت إلى حيث تتواجد هذه الحجارة وحينما وصلت وجدتها موجودة بكميات ، حجارة سوداء بالوان مختلفة ولكن لم تكن من نفس النوعية التي رايتها بالهند وبريطانيا وتركيا .
أمضيت عدة ايام في مدينة شرم الشيخ لغرض الأستحمام في المياه المالحة للتخلص من بعض البثور على جسمي وكنت في نفس الوقت أُواصل البحث حول خرافة الحجر الاسود وفي جولتي بين الجبال بجانب دير سانت كاترين وجبل موسي مع احد الاسكتلندين الذي تعرفت عليه على شاطئ البحر ومرافقي العربي من اهل البلد وبينما نحن نسير اعترض طريقنا راعي للأغنام يبلغ الخمسين من العمر واخذ ينادي علينا " خواجه خواجه " ويعرض علينا عروض كثيرة بالانجليزية المكسرة مصحوبة بحركات من يديه سهلت علينا فهم ما يقول دون الحاجة الى ترجمه المرافق ، ومن هذه العروض الركوب على الحمار , ركوب الجمال , غداء ... وفتح كيسا كان يحمله على الحمار وأَخذ يعرض علينا صُلباناً وتماثيل للعذراء والمسيح ومسابح وبعض القطع الحديدية التي ادعى انها تعود الى ألآف السنين ، ضَحِكتُ كثيراً على دهاء هذا الراعي الذي يَدعي البساطة ولم يمضي وقت حتى اكتشفتُ بان لقاؤنا بهِ لم يكن مصادفة وللحقيقة فأن صُحبةَ هذا الراعي كانت مُسلية جداً واستطاع بِذكائه ان يفرض نفسه علينا رفيقاً لعدة ايام وكان يعرف كيف يثير فضولنا لِزيارة أَماكن يأخُذُنا إليها حتى أَنه اصطَحبنا لِصخره ادعى ان موسي كان يجلس عليها , وربما لأن صَديقنا البدوي لم يُدرك أَنني رجُلُ علم وباحث ولست سائحاً ، كان البدويُ كريماً مَعنا وكنا كرماء معه حتى اننا تعلمنا منه الكثير من الكلمات العربية مثل : اركب جمل ، السلام عليكم ، اقعد ،قهوة ، جمل ونقود .
لم يمر الكثير من الوقت حتى أَدركَ البدويُ بِفراستهِ أَني لستُ مثل زميلي الاسكتلندي وسألني بصراحة : عما تبحث في هذه المنطقة ؟ وأجبته أنني أبحثُ عن القصص الشعبية ، وابتسم البدوي وهو يحكُ ذقنه وابتسم لي انا الحظ ، واكتشفتُ أن هذا البدوي كَنزٌ مِنَ المعلومات وكان يعرف عن الحِجارةِ السوداء وقصصها أكثر بِمئةِ مرة مما يعرفه كل من قابلتهم مجتمعين ، وقال لي أن الحجر الأسود الذي أبحث عنه يُطلق عليه أسم "حجر الليل" لِشدة سواده وليس بالسهولة واليسر الوصول إلى هذا الحجر وصَعَبَ البدويُ الأُمور ........ولم يُخفي عني أنهُ يسعى للحصول على أكبرقدر من النقود بطريقة مُهذبةَ وعرضَ عَلي أن يُحضر لي عددً من الحِجارة في الغد ، وَشرحتُ لهُ بِأنني مُهتم بِمَكان وجود الحجر أكثر من أهتمامي به أَخذَ البدويُ يحكُ رأسهُ ويتمايل في جلستِهِ مُبدياً عدم راحَته لاصطحابي معه أقنعتُ البدوي أنني لا أَبحث عن التجارة وإنما عن دراسة تهمني بها كل التفاصيل وأَدركت بِأنَ البدوي لا يشعر بالراحة من مرافقة مرشدي العربي لَنا في هذهِ الرحلة وتَدبرتُ الأمور بحيث لا يصحبنا واتفقنا.
ومع شروق الشمس رَكِبنا الجمال وسرنا لِساعاتٍ طويلة بين الجبال في طريقٍ متعرجةٍ وعرةَ حتى وَصلنا إلى مناطق منخفضة بين الجبال تشعر للحظات ان الجبال ستضيقُ عليك وتُخفيكً في باطنِ الأَرض ورأيتُ في هذه المنطقة أنَ مياه الأمطار عبر الآف السنين قد كَشَفت عن طبقة من الصخور في باطن الأرض تقف أَمامها مذهولاً متعجباً من قدرة الطبيعة المذهلة وهناك وجدت الحجر الأسود او "حجر الليل" وعشرات الأنواع من الصخور ، منها ما يمكن نزعهُ بسهولة ومنها ما يحتاجُ لساعاتٍ طويلة لِتفصله عن غيره من الصخور المتماسكة ،عُدنا أَدراجنا ووصلنا خيمةَ البدوي بعد منتصفِ الليل وأمضينا ليلتنا هُناك ، توطدت علاقتي بالبدوي بشكل كبير وكشفَ لي البدوي أَنه يحتفظ بالكثير من الحجارة في بيته وأنه يبيعُها للقادمين الى هذه المنطقة للبحث عنها وأن هذه هي المرة الأولى التي يصطحبُ أحداً الى مكان وجودها، شكرتُ البدوي على ثقتهِ بي ووعدته بِأني في المستقبل سابعثُ لهُ زبائن كثيرين ، المهم ان البدوي روى لي عشرات القصص عن نوعية الباحثين عن هذا الحجر وأن معظمهم من البارزين وأنه ندرَ ما صادف أحداً من عامةِ الناس يقوم بالبحث عنه وأن والِده قد ترك بلده وعاش في المنطقة بعد أن اكتشف بالمصادفة هوس الأَجانب بالحصولِ على هذا الحجر وَاعترف لي بِأنه عرفَ مُنذُ البداية بأني أَقومُ بالبحثِ عن الحجر الاسود وانه كان يراقبنا ليستغل الفرصة ويصعب امكانية ايجاده وهكذا كلما طال حديثي مع البدوي اكتشفت اكثر واكثر كم هو داهية وانه يجيد الكثير من الكلمات بلغات مختلفة المانية وفرنسية واسبانية وتركية وعبرية مما اكد لي صحة القصص التي كان يرويها عن جنسيات زبائنه ومن اغرب ما قاله لي البدوي ان ايجاد هذا النوع من الحجر في الليل اسهل بكثير من ايجاده في النهار ولهذا سمي "بحجر الليل" ، لم افهم في البداية كيف يمكن ذلك وخاصة ان الحجر شديد السواد ولكن البدوي استطاع ان يقنعني بطريقة مذهلة وبحجج منطقية حتى انه اجرى تجربه امامي في الليل بان وضع الحجر في الظلمة بين الكثير من الحجارة وكنت بسهولة استدل عليه ، طلبت منه اعادة التجربة اكثر من عشر مرات واجريت التجربة اكثر من خمسين مرة على اولاده الصغار والكبار وكم فوجئت بان النتيجة واحدة وهنا خرجت بقناعة ان للحجر طاقة تميزه عن بقية الحجارة وان هذه الطاقة ....... نوع من التفاعل مع طاقة اجسادنا لم تكن نظريتي الاولى مقنعه حتى لنفسي ولكن كم كنت سعيداً بايجاد ميزة اخرى للحجر غير سواده الشديد وثقله ، وسالت البدوي ان كان يؤمن هو ان الحجر يجلب له الحظ ؟ فابتسم البدوي وقال : كل ما يجلب النقود يجلب الحظ وانت جلبت لي النقود وبهذا جلبت الحظ واسوأ ما كان في هذا البدوي هو انتقاله من قصة الى اخرى واخذ يروي لي ان بعض ممن كانوا يبحثون عن الحجر كانوا يشترون الخرفان ويذبحونها كقربان لتسهيل عملية ايجاد الحجر وانه بهذه الطريقة كان يربح ارباحا مضاعفة ولهذا تعلم ان يكون صبوراً وان لا يقدم المعلومات بسهولة بل احياناً كان يرافقهم بالبحث اياما ًمع انه كان بامكانه ان يبيعهم الحجارة مباشرة ومن كثرة القصص قررت ان اركز وارتب اوراقي بشكل علمي وركزت بحثي في البحث عن نشأة واهمية هذا الحجر ، واصطحبني البدوي الى منطقة "دير سانت كاترين " حيث كان يعيش هناك راهب يبلغ من العمر اكثر من سبعين عاماً مع انه لا يبدوا عليه ذلك استقبلنا الراهب وروى لي الكثير من القصص والاساطير ومعجزات هذا الحجر بالنسبة لي كانت مجرد قصص خرافية يصعب اثبات صحتها ومن هذه الحكايات : " ان الحجر الاسود امر الله بأن يلقى من السماء وسقط في اعماق الارض واخذ هذا الحجر يجذب شرور الناس ويخفيها بداخله لهذا اصبح لونه شديد السواد وان هذا الحجرقادر على امتصاص الامراض وفي رواية اخرى ان قديس صعد الى السماء وطلب من اهل السماء شيء يخلصه من الشرور التي ملئت الارض وانه عاد مع الحجر الاسود وامتص الكثير من شرور اهل الارض معظم روايات الراهب كانت تروى بمنظور ديني واقسم لي الراهب انه عاشر الكثير من القصص عن قوة هذا الحجر وأكثر من ذلك اراني الحجر الذي يحتفظ به هو وادعى انه -اي الحجر- من يرد عنه الامراض ...
وبدأتُ بالعمل في بحثي الثاني حول الحظ وكان الحجر الأسود هو محور بحثي ولم تمر عدة شهور حتى اكتشفت عشرات القصص حول هذا الحجر وان الملكة "فكتوريا" والهندي"كامار" لم يكونا الوحيدين الذين يؤمنان بقدرة هذا الحجر على جلب الحظ السعيد لصالحهم بل اكتشفتُ ان هناك ادعاءات كثيرة حول قدرة هذا الحجر في شفاء الأمراض والتوفيق بين الاطراف ونشر الحب والنجاح لمن يحمله ، لم استطيع ان اقنع احدا ممن يحتفظ بهذا الكنز الثمين من ان يعطيني اياه لاعرضه على خبير متخصص ليعطيني رايه حول تكوينة هذا الحجر " خوفاً من ان يذهب الحظ " ...
الشيء المشترك في بحثي هو ان مصدر الحجر واحد وهنا قررت السفر الى موطن هذه الخرافة الى "فلسطين " .
حظي كان سيئا ولم استطع اقناع المجلس بتمويل سفري وبحثي خارج بريطانيا وهنا قررت ان أتدبر أُموري بصعوبة لأكمل بحثي ، وسافرت إلى الشرق ووصلت الى فلسطين ومن ثم الي شرم الشيخ ودير سانت كاترين وبعد ايام أثار استغرابي أن اهل مَوطن هذا الحجر الجالب للحظ لا يعرفون بقصته وليست متداولة لديهم حتى ان احد المثقفين من اهل تلك البلد سخر مني قائلاً : لو كان في الصحراء ماء ما كانت صحراء ولو كان في هذه البلاد حظ لما حل النحس على أهلها .
مرت أيام وانا أَبحث عن الحظ في بلاد اللا حظ , ورغم ان الأحباط أَصابني الا أنني قررت المضي في بحثي ، أَقمت في مدينة شرم الشيخ ومدينة سانت كاترين ومن هناك تحركت في جميع الأتجاهات ، لم تثمرجهودي في البحث عن الحظ ، وهنا أدركت ان أهل الشرق الغارق في الخرافات لم يصدروا لنا هذه الخرافة ، وقبل فوات الأوان ادركت خطأي وان بحثي تركز حول سؤال طبقة من المثقفين وان سؤالي تركز حول حجر الحظ الخ ...
وهنا توجهت الى العامة بمساعدة مترجم لِدراسة الخرافات وبشكل عام كانت اسئلتي عامة ومن ضمنها عن الحجارة السوداء وانفتحت الابواب وبدأت اسمع عشرات القصص بدءاً من الحيوانة الأنسية اكلة البشر ( الغولة ) المرأة ذات حوافر الجمل " العمورة " وحدثتني العجائز عن حجارة سوداء تستخدم للمرأة التي لا تنجب وحدثتني أُخرى عن قدرتها على شفاء نقيح الأقدام ، عشرات القصص عن قوة هذه الحجارة على الشفاء سمعتها من عجائز فوق سن الستين وتوجهت إلى حيث تتواجد هذه الحجارة وحينما وصلت وجدتها موجودة بكميات ، حجارة سوداء بالوان مختلفة ولكن لم تكن من نفس النوعية التي رايتها بالهند وبريطانيا وتركيا .
أمضيت عدة ايام في مدينة شرم الشيخ لغرض الأستحمام في المياه المالحة للتخلص من بعض البثور على جسمي وكنت في نفس الوقت أُواصل البحث حول خرافة الحجر الاسود وفي جولتي بين الجبال بجانب دير سانت كاترين وجبل موسي مع احد الاسكتلندين الذي تعرفت عليه على شاطئ البحر ومرافقي العربي من اهل البلد وبينما نحن نسير اعترض طريقنا راعي للأغنام يبلغ الخمسين من العمر واخذ ينادي علينا " خواجه خواجه " ويعرض علينا عروض كثيرة بالانجليزية المكسرة مصحوبة بحركات من يديه سهلت علينا فهم ما يقول دون الحاجة الى ترجمه المرافق ، ومن هذه العروض الركوب على الحمار , ركوب الجمال , غداء ... وفتح كيسا كان يحمله على الحمار وأَخذ يعرض علينا صُلباناً وتماثيل للعذراء والمسيح ومسابح وبعض القطع الحديدية التي ادعى انها تعود الى ألآف السنين ، ضَحِكتُ كثيراً على دهاء هذا الراعي الذي يَدعي البساطة ولم يمضي وقت حتى اكتشفتُ بان لقاؤنا بهِ لم يكن مصادفة وللحقيقة فأن صُحبةَ هذا الراعي كانت مُسلية جداً واستطاع بِذكائه ان يفرض نفسه علينا رفيقاً لعدة ايام وكان يعرف كيف يثير فضولنا لِزيارة أَماكن يأخُذُنا إليها حتى أَنه اصطَحبنا لِصخره ادعى ان موسي كان يجلس عليها , وربما لأن صَديقنا البدوي لم يُدرك أَنني رجُلُ علم وباحث ولست سائحاً ، كان البدويُ كريماً مَعنا وكنا كرماء معه حتى اننا تعلمنا منه الكثير من الكلمات العربية مثل : اركب جمل ، السلام عليكم ، اقعد ،قهوة ، جمل ونقود .
لم يمر الكثير من الوقت حتى أَدركَ البدويُ بِفراستهِ أَني لستُ مثل زميلي الاسكتلندي وسألني بصراحة : عما تبحث في هذه المنطقة ؟ وأجبته أنني أبحثُ عن القصص الشعبية ، وابتسم البدوي وهو يحكُ ذقنه وابتسم لي انا الحظ ، واكتشفتُ أن هذا البدوي كَنزٌ مِنَ المعلومات وكان يعرف عن الحِجارةِ السوداء وقصصها أكثر بِمئةِ مرة مما يعرفه كل من قابلتهم مجتمعين ، وقال لي أن الحجر الأسود الذي أبحث عنه يُطلق عليه أسم "حجر الليل" لِشدة سواده وليس بالسهولة واليسر الوصول إلى هذا الحجر وصَعَبَ البدويُ الأُمور ........ولم يُخفي عني أنهُ يسعى للحصول على أكبرقدر من النقود بطريقة مُهذبةَ وعرضَ عَلي أن يُحضر لي عددً من الحِجارة في الغد ، وَشرحتُ لهُ بِأنني مُهتم بِمَكان وجود الحجر أكثر من أهتمامي به أَخذَ البدويُ يحكُ رأسهُ ويتمايل في جلستِهِ مُبدياً عدم راحَته لاصطحابي معه أقنعتُ البدوي أنني لا أَبحث عن التجارة وإنما عن دراسة تهمني بها كل التفاصيل وأَدركت بِأنَ البدوي لا يشعر بالراحة من مرافقة مرشدي العربي لَنا في هذهِ الرحلة وتَدبرتُ الأمور بحيث لا يصحبنا واتفقنا.
ومع شروق الشمس رَكِبنا الجمال وسرنا لِساعاتٍ طويلة بين الجبال في طريقٍ متعرجةٍ وعرةَ حتى وَصلنا إلى مناطق منخفضة بين الجبال تشعر للحظات ان الجبال ستضيقُ عليك وتُخفيكً في باطنِ الأَرض ورأيتُ في هذه المنطقة أنَ مياه الأمطار عبر الآف السنين قد كَشَفت عن طبقة من الصخور في باطن الأرض تقف أَمامها مذهولاً متعجباً من قدرة الطبيعة المذهلة وهناك وجدت الحجر الأسود او "حجر الليل" وعشرات الأنواع من الصخور ، منها ما يمكن نزعهُ بسهولة ومنها ما يحتاجُ لساعاتٍ طويلة لِتفصله عن غيره من الصخور المتماسكة ،عُدنا أَدراجنا ووصلنا خيمةَ البدوي بعد منتصفِ الليل وأمضينا ليلتنا هُناك ، توطدت علاقتي بالبدوي بشكل كبير وكشفَ لي البدوي أَنه يحتفظ بالكثير من الحجارة في بيته وأنه يبيعُها للقادمين الى هذه المنطقة للبحث عنها وأن هذه هي المرة الأولى التي يصطحبُ أحداً الى مكان وجودها، شكرتُ البدوي على ثقتهِ بي ووعدته بِأني في المستقبل سابعثُ لهُ زبائن كثيرين ، المهم ان البدوي روى لي عشرات القصص عن نوعية الباحثين عن هذا الحجر وأن معظمهم من البارزين وأنه ندرَ ما صادف أحداً من عامةِ الناس يقوم بالبحث عنه وأن والِده قد ترك بلده وعاش في المنطقة بعد أن اكتشف بالمصادفة هوس الأَجانب بالحصولِ على هذا الحجر وَاعترف لي بِأنه عرفَ مُنذُ البداية بأني أَقومُ بالبحثِ عن الحجر الاسود وانه كان يراقبنا ليستغل الفرصة ويصعب امكانية ايجاده وهكذا كلما طال حديثي مع البدوي اكتشفت اكثر واكثر كم هو داهية وانه يجيد الكثير من الكلمات بلغات مختلفة المانية وفرنسية واسبانية وتركية وعبرية مما اكد لي صحة القصص التي كان يرويها عن جنسيات زبائنه ومن اغرب ما قاله لي البدوي ان ايجاد هذا النوع من الحجر في الليل اسهل بكثير من ايجاده في النهار ولهذا سمي "بحجر الليل" ، لم افهم في البداية كيف يمكن ذلك وخاصة ان الحجر شديد السواد ولكن البدوي استطاع ان يقنعني بطريقة مذهلة وبحجج منطقية حتى انه اجرى تجربه امامي في الليل بان وضع الحجر في الظلمة بين الكثير من الحجارة وكنت بسهولة استدل عليه ، طلبت منه اعادة التجربة اكثر من عشر مرات واجريت التجربة اكثر من خمسين مرة على اولاده الصغار والكبار وكم فوجئت بان النتيجة واحدة وهنا خرجت بقناعة ان للحجر طاقة تميزه عن بقية الحجارة وان هذه الطاقة ....... نوع من التفاعل مع طاقة اجسادنا لم تكن نظريتي الاولى مقنعه حتى لنفسي ولكن كم كنت سعيداً بايجاد ميزة اخرى للحجر غير سواده الشديد وثقله ، وسالت البدوي ان كان يؤمن هو ان الحجر يجلب له الحظ ؟ فابتسم البدوي وقال : كل ما يجلب النقود يجلب الحظ وانت جلبت لي النقود وبهذا جلبت الحظ واسوأ ما كان في هذا البدوي هو انتقاله من قصة الى اخرى واخذ يروي لي ان بعض ممن كانوا يبحثون عن الحجر كانوا يشترون الخرفان ويذبحونها كقربان لتسهيل عملية ايجاد الحجر وانه بهذه الطريقة كان يربح ارباحا مضاعفة ولهذا تعلم ان يكون صبوراً وان لا يقدم المعلومات بسهولة بل احياناً كان يرافقهم بالبحث اياما ًمع انه كان بامكانه ان يبيعهم الحجارة مباشرة ومن كثرة القصص قررت ان اركز وارتب اوراقي بشكل علمي وركزت بحثي في البحث عن نشأة واهمية هذا الحجر ، واصطحبني البدوي الى منطقة "دير سانت كاترين " حيث كان يعيش هناك راهب يبلغ من العمر اكثر من سبعين عاماً مع انه لا يبدوا عليه ذلك استقبلنا الراهب وروى لي الكثير من القصص والاساطير ومعجزات هذا الحجر بالنسبة لي كانت مجرد قصص خرافية يصعب اثبات صحتها ومن هذه الحكايات : " ان الحجر الاسود امر الله بأن يلقى من السماء وسقط في اعماق الارض واخذ هذا الحجر يجذب شرور الناس ويخفيها بداخله لهذا اصبح لونه شديد السواد وان هذا الحجرقادر على امتصاص الامراض وفي رواية اخرى ان قديس صعد الى السماء وطلب من اهل السماء شيء يخلصه من الشرور التي ملئت الارض وانه عاد مع الحجر الاسود وامتص الكثير من شرور اهل الارض معظم روايات الراهب كانت تروى بمنظور ديني واقسم لي الراهب انه عاشر الكثير من القصص عن قوة هذا الحجر وأكثر من ذلك اراني الحجر الذي يحتفظ به هو وادعى انه -اي الحجر- من يرد عنه الامراض ...
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: الحجر الاسود يطاردني
انتهت زيارتي للراهب وعدت بصحبة دليلي العربي وصديقي الجديد البدوي وكنت دائما حريصا ان لا اسأل البدوي عن اشياء معينة امام الدليل ولحساسية البدوي اتجاه المرافق العربي وخشيته ان ينافسه في المستقبل وسألت البدوي : قصة هذا الحجر مثيرة لكن الغريب انها ليست منتشرة بين اهل هذه البلاد !
فضحك البدوي وقال : من حسن حظي ولكن ايضاً هناك العشرات من الأشخاص يعرفون قصة هذا الحجر ويحتفظون به في بيوتهم وذكر لي اسم احدى الشخصيات المحلية .. واكمل لكن طبيعة البشر تحب الاحتفاظ ببعض الأمور لنفسها ومن يكتشف عين ماء يفضل ان يسقي اغنامه وليس من مصلحته دعوة كل الرعاه الى هذه العين ، فسالت البدوي عن افضل الزائرين الذين قابلهم وعن اسؤاهم؟
فقال البدوي ممازحاً : افضل ضيوفي من حيث المحبة هو انت .. اما اسؤاهم من حيث دفع النقود هو انت ، .. ضحكت وسألته بجدية
فقال : اكثر الناس الذين كسبت منهم مال هم ثلاثة حاخامات من اليهود يأتون الي شهرياً في الليل ويشترون 5 الى 6 احجار ، فسالته مستغرباً فقط ؟ فقال مبتسماً انهم يهود ملاعين ولو عرفوا انه يمكنني احضار مئات الحجارة لبخسوا ثمنها ولهذا اقنعتهم بان هذا ما استطعت احضاره انا واولادي وان كنت استطيع بيعهم خمسة حجارة بسعر مئة حجر فلما لا ... انها تجارة والحقيقة ان هؤلاء الحاخامات هم اسوأ زبائني لانهم كذابون ويعتقدون دائماً انهم يستغلونني وعندما كنت اسألهم عن الحجارة كانوا يقولون انها حجارة سيئة وانهم يجمعونها كي لا تضر احد وكانوا يحذرونني منها وانهم يعطوني النقود لانهم يحبوني وعندما سألت البدوي عن طريقة لالتقي بهم رفض بشده واستاء من طلبي وتفهمت موقفه بان هذا ربما يضر بتجارته .
الأيام مرت بسرعة وقمت بوداع البدوي وعدت الى القدس لاضع اللمسات الأخيرة على بحثي واعود الى بلدي ... وفي القدس حيث التقيت بالصدفة باحد أبناء العائلات المقدسية المعروفة والذي كنت احمل عنوانه معي من بريطانيا ليساعدني في بحثي وذلك قبل أن ابدأ بحثي توجهت الى بيته بناءً على العنوان الذي كان معي ولكن حقيقةً انه كان نموذج للعرب يعد ولا يفي بوعوده فقد وعدني بالمساعدة ثم ادار ظهره ، المهم عندما التقيته بالمرة الثانية بالصدفة قال لي " هاي مستر جون " اين انت ما زلت تبحث عن خزعبلات العرب فجاملت السيد الذي لا يستحق ان اذكر اسمه في مذكراتي وقلت : نعم وهل تملكون انتم العرب غير الخزعبلات ، واصر علي ان اذهب معه للتعرف على مجموعة من أصدقاءه وذهبت وتعرفت على أصدقاءه وطبعا كلهم من العرب الذي يحاولون تقليد الأنجليز في طريقة كلامهم ولبسهم وحركاتهم فلا استطاعوا ان يكونوا انجليز ولا استطاعوا ان يكونو عرباً وكل ما استطيع ان اصفهم به انهم تحولوا الى " أتراك" فالاتراك الذين يحكمون تلك البلاد يعتقدون انفسهم افضل حالاً من العرب برغم انهما بالحقيقة " هم والعرب " وجهان لعملة واحدة من التخلف في الحقيقة انا لا احمل بداخلي ضغينة ضد العرب او الاتراك ولكن النماذح التي التقيتها دائماً تسعى لان تثبت ذلك كلٌ بطريقته ، ولا اقصد بذلك الناس البسطاء من أمثال صديقي الراعي البدوي وغيره فهؤلاء لا يخجلون من كونهم عرباً ويتصرفون على طبيعتهم ولا يَدعون انهم افضل حالاً من غيرهم ، وبعيداً عن فلسفة الحضارات فأن السيد المقدسي قصد من تعرفي باصدقاءه هو المفاخرة والمباهاة من انه يعرف "انجليزي" وانني احد اصدقاءه في بريطانيا ، ولعل سبب الضرر نفع ، فمن مجموعة اصدقاء "السيد" كان حسين وحسين هذا في الاربعين من عمره مثقف فعلاً ولا يدعي الثقافة بل انه احياناً كان يلم بتاريخ المملكة المتحدة اكثر مني انا وايضا كان يجيد الأنجليزية بطلاقة ولا يتباهى مثل الاخرين واكثر من ذلك فهو يتفاخر بكونه عربي ، ومن حديث الى حديث عاد السيد المقدسي ليخفف دمه الثقيل ويقول : ما بالكم انتم الأنجليز تحكمون العالم وتبحثون عن الخزعبلات في بلادنا وانهى كلامه بقهقهة هههههههه ، وقبل أن انطق بكلمة بادر حسين بالكلام ورد على صديقه وقال : لكل حضارة قصصها واساطيرها وهذه القصص لم تنشأ من العدم ولا يوجد دخان بلا نار وان كان أصدقائنا الانجليز قد بدأوا في دراسة خزعبلاتنا فهذا يعني انهم يخططون لاستعمارنا ، ولم يتوقف حسين عن الكلام بل القى محاضرة تستحق ان تدون وتحفظ وانا شخصياً استفدت من اجزاء منها وافتخر بذلك ، تجاهلت الجميع بشكل واضح وقررت ان استغل الوقت للتعرف على حسين حتى افهم الكثير من الأمور وشرحت له عن بحثي وعن الحجر الاسود واعتقاد الكثيرون بقدراته الخارقة وكيف ان اهل هذه البلاد لا يعرفون به ... وكم فوجئت بثقافة هذا الرجل ومعرفته ، فاجابني : ومن قال لك ان اهل هذه البلاد لا يعرفون به فهذه القصص شائعة منذ مئات السنين ان لم يكن اكثر ، فامي وجدي وام كل من يجلس هنا تعرف بهذه القصص ، هذه القصص شائعة في بلاد الشام ولا ابالغ انها معروفة في اسبانيا والكثير من الأماكن ولا اريد ان اخيب ظنك فانت لست الباحث الوحيد الذي جاء للبحث عن سر هذا الحجر فقبل سنوات جاءت بعثة ألمانية كبيرة لدراسة هذا الموضوع وان لم تخني ذاكرتي فان مجموعة من الأنجليز قد جاءوا لهذا السبب أيضاً ربما لم يكونوا أنجليز ، المهم ان هذه المجموعة قضت شهور في جبالشرم الشيخ وسانت كاترين وقد اعتقلهم السلطات المصرية في احدي المرات .. اهل هذه البلاد لا يهتمون بالحجارة السوداء كثيراً رغم انهم تغنوا بها بأشعارهم وقصصهم وفي احيان كثيرة ربطوها بـ "النبي موسى" واسموها دستور ابن عمران ، وحجارة من نار وهناك لبس كبير بين العامة بين انواع الحجارة السوداء والبنية والتي تكثر في طبريا وجبال البحر الميت [ والحجر الأسود الموجود في باطن الأرض] ولعل هذا اللبس هو ما صرفهم عن الأهتمام بالحجر الأسود ...، والحجر الأسود المقصود بغرابته موجود بكميات كبيرة ايضاً في عمق الأرض ولكن لا أحد يبذل جهد بالتنقيب عنه فيظهر بحكم تقلبات الطبيعة وما تحدثه الأمطار وأوضاع الناس المعيشية لا تسمح لهم بأضاعة أيام بين تلك الجبال القاحلة في البحث عن هذاالحجر ، وبرغم كل هذا فهناك العشرات من اهل هذه البلاد يتاجرون بهذا الحجر ويجنون ارباحاً مذهلة ... ويحتكرون هذه التجارة بالمحافظة على سريتها ، فعلى سبيل المثال انا شخصياً حضر ألي مجموعة من الأشخاص من خارج البلاد ولهذا الموضوع لأحضر لهم عدة أحجار ، وعندما عرفت اني يجب أن ابحث في وسط الجبال عن هذا الحجر ولأتجنب الأحراج اخذتهم الى مكان قد اجد فيه الحجر الأقرب الى البني وقلت لهم هذه هي الحجارة ولكنهم ادركوا انها مجرد حجارة موجودة في كل العالم وبعد اكثر من اسبوع التقيت بهم وكانوا يحملون كمية كبيرة من الحجارة السوداء الحقيقية وسألتهم من اين احضروها ؟ فقالوا انهم قضوا ثلاثة ايام على الأقدام وهناك وجدوا كميات كبيرة واخذوا ما استطاعوا حمله ورفضوا اعطائي قطعة واحدة ، فمن على استعداد ان يذهب بين الجبال لايام من اجل حجر وغيره ...
وأنهى حسين قوله : هذه البلاد جميعها ملعونه ولن يكون لدى الناس الا البحث عن قوتهم اليومي ولو علموا ان هناك ذهب مدفون في باطن الأرض ويتطلب ايام من العمل لاستخراجه لفضلوا بيع بعض الفجل للحصول على طعام لهم ولأولادهم ومن يملك النقود فسيشق طريقه خارج البلاد.
انهى حسين كلامه ولم يعجب أصدقاءه بطريقته بالكلام .. كان وقتي ضيقاً وخلال ايام يجب ان اعود الى بلادي فأستثمرت هذه الايام بصحبه حسين الذي بدوره استطاع ان يوصلني الى احد حاخامات اليهود من سكان القدس سالته عن الحجر الأسود فأجابني بأنه لم يسمع به من قبل وسألته ان كان هناك من اليهود من يعرفون شيء عنه فقال أبداً لا احد يعرف بهذه القصص اغلق اليهودي بوجهي كل الطرق فهو لم يسمع ولا يعرف ولا ولا فسالته : اريد ان اعرف هل في الديانة اليهودية هل تؤمنون بأن مثل هذا الحجر يحتفظ بقوة ما ؟ فقال : كلا كلا ان هذا الحجر مثله مثل باقي الحجارة لا يفيد ولا ينفع انها قصص يرويها مجانين اللون الأسود هو أسود الأبيض هو ما يجلب الخير ، فضحك حسين , وقال له : ولكن انتم لباسكم كله اسود ! فصمت الحاخام وتجاهلنا ، وفي طريقنا للخروج قال لي حسين : اليهود هم اليهود اذا اردت اجابات منهم فيجب ان تدفع لهم ، فقلت له : لم يعد لدي قدرة على الدفع واخشى اني ساعلق في وسط الطريق لان مامعي لا أظنه سيوصلني الى بلادي .
أنتهى الوقت وعدت الى بلادي وصادفني الكثيرون في طريق عودتي وسمعت عشرات الحكايات وكلها ساعدت على اكمال بحثي ، قدمت بحثي للجامعة وتمت دراسته وتم حذف المقطع الذي قلت فيه بان الملكة فيكتوريا تحتفظ باحد هذه الحجارة وحددت جلسة للمناقشة ، أشترك في هذه الجلسة عدد من العلماء وعدة من خبراء علوم الطبيعة اضافة الى غالبية اعضاء المجلس واسفر النقاش على رفض اعتماد بحثي كأساس لأستمرارية البحوث وخاصة انه يتحدث عن امور غير ملموسة يصعب اثباتها ، وقبول أرشفة البحث كمادة غير معترف بها مع الأخذ بعين الأعتبار امكانية اعادة نقاش البحث لأعتماده ان قدم دليل جديد او دعم بابحاث من أطراف اخرى وذكر في ارشفة البحث ان هناك اجماع ان هذا الحجر يحتوي على طاقة تميزه عن بقية الأحجار ولكن هذا لا يعني ان للحجر قدره خارقة ، لا اخفي ان قرار المجلس كان مجحفاً بحقي وسبب لي الكثير من الأحباط وخاصة ان المجلس تبنى اعتماد الكثير من الدراسات التي لم تبرهنها ادله ملموسة في السابق ومجرد ان يعتمد المجلس اي بحث فهذا يعني فتح الطريق لأجراء المزيد من البحوث للوصول للحقيقة اما ارشفة بحث فهذا لا يعطيه قيمة لدى باحثين في المستقبل وخاصة انه يستحيل دعمه وتمويله من الجمعيات الملكية ، رغم هذا القرار لم ايأس وقررت ان اقدم طلب اخر لأعادة النظر في امكانية اعتماد البحث كأساس لدراسات مستقبلية والقيام بدراسات واختبارات في اكثر من منطقة واكتشفت من خلال علاقتي ان بحثي هذا سيتسبب بأزمة مع رجال الكنيسة ، ولتفهمي لموقف المجلس الحساس وافقت على ان يتم نقاش بحثي حينما تتوفر الظروف المناسبة ...
تمر السنوات طويلة وانظر الى الحجر الاسود .. حجر الليل الذي احتفظ به واسال نفسي هل كان هذا الحجر هو سبب حظي وماانجزته خلال عشرون عاماً بعد حصولي عليه كباحث اميل الى ان اعزي نفسي بنجاحي وما وصلت اليه الى جهدي وعملي .. ولكن قلبي وحينما انظر في وجه فكتور وفكتوريا ابنائي وقد اسميتهم تيمنا باسم الملكة "فيكتوريا" ، قبل الحجر الأسود لم يكن هناك امل في ان يكونوا وبعد هذا الحجر زارني الأمل ومنحني اكبر كنز في الوجود
فضحك البدوي وقال : من حسن حظي ولكن ايضاً هناك العشرات من الأشخاص يعرفون قصة هذا الحجر ويحتفظون به في بيوتهم وذكر لي اسم احدى الشخصيات المحلية .. واكمل لكن طبيعة البشر تحب الاحتفاظ ببعض الأمور لنفسها ومن يكتشف عين ماء يفضل ان يسقي اغنامه وليس من مصلحته دعوة كل الرعاه الى هذه العين ، فسالت البدوي عن افضل الزائرين الذين قابلهم وعن اسؤاهم؟
فقال البدوي ممازحاً : افضل ضيوفي من حيث المحبة هو انت .. اما اسؤاهم من حيث دفع النقود هو انت ، .. ضحكت وسألته بجدية
فقال : اكثر الناس الذين كسبت منهم مال هم ثلاثة حاخامات من اليهود يأتون الي شهرياً في الليل ويشترون 5 الى 6 احجار ، فسالته مستغرباً فقط ؟ فقال مبتسماً انهم يهود ملاعين ولو عرفوا انه يمكنني احضار مئات الحجارة لبخسوا ثمنها ولهذا اقنعتهم بان هذا ما استطعت احضاره انا واولادي وان كنت استطيع بيعهم خمسة حجارة بسعر مئة حجر فلما لا ... انها تجارة والحقيقة ان هؤلاء الحاخامات هم اسوأ زبائني لانهم كذابون ويعتقدون دائماً انهم يستغلونني وعندما كنت اسألهم عن الحجارة كانوا يقولون انها حجارة سيئة وانهم يجمعونها كي لا تضر احد وكانوا يحذرونني منها وانهم يعطوني النقود لانهم يحبوني وعندما سألت البدوي عن طريقة لالتقي بهم رفض بشده واستاء من طلبي وتفهمت موقفه بان هذا ربما يضر بتجارته .
الأيام مرت بسرعة وقمت بوداع البدوي وعدت الى القدس لاضع اللمسات الأخيرة على بحثي واعود الى بلدي ... وفي القدس حيث التقيت بالصدفة باحد أبناء العائلات المقدسية المعروفة والذي كنت احمل عنوانه معي من بريطانيا ليساعدني في بحثي وذلك قبل أن ابدأ بحثي توجهت الى بيته بناءً على العنوان الذي كان معي ولكن حقيقةً انه كان نموذج للعرب يعد ولا يفي بوعوده فقد وعدني بالمساعدة ثم ادار ظهره ، المهم عندما التقيته بالمرة الثانية بالصدفة قال لي " هاي مستر جون " اين انت ما زلت تبحث عن خزعبلات العرب فجاملت السيد الذي لا يستحق ان اذكر اسمه في مذكراتي وقلت : نعم وهل تملكون انتم العرب غير الخزعبلات ، واصر علي ان اذهب معه للتعرف على مجموعة من أصدقاءه وذهبت وتعرفت على أصدقاءه وطبعا كلهم من العرب الذي يحاولون تقليد الأنجليز في طريقة كلامهم ولبسهم وحركاتهم فلا استطاعوا ان يكونوا انجليز ولا استطاعوا ان يكونو عرباً وكل ما استطيع ان اصفهم به انهم تحولوا الى " أتراك" فالاتراك الذين يحكمون تلك البلاد يعتقدون انفسهم افضل حالاً من العرب برغم انهما بالحقيقة " هم والعرب " وجهان لعملة واحدة من التخلف في الحقيقة انا لا احمل بداخلي ضغينة ضد العرب او الاتراك ولكن النماذح التي التقيتها دائماً تسعى لان تثبت ذلك كلٌ بطريقته ، ولا اقصد بذلك الناس البسطاء من أمثال صديقي الراعي البدوي وغيره فهؤلاء لا يخجلون من كونهم عرباً ويتصرفون على طبيعتهم ولا يَدعون انهم افضل حالاً من غيرهم ، وبعيداً عن فلسفة الحضارات فأن السيد المقدسي قصد من تعرفي باصدقاءه هو المفاخرة والمباهاة من انه يعرف "انجليزي" وانني احد اصدقاءه في بريطانيا ، ولعل سبب الضرر نفع ، فمن مجموعة اصدقاء "السيد" كان حسين وحسين هذا في الاربعين من عمره مثقف فعلاً ولا يدعي الثقافة بل انه احياناً كان يلم بتاريخ المملكة المتحدة اكثر مني انا وايضا كان يجيد الأنجليزية بطلاقة ولا يتباهى مثل الاخرين واكثر من ذلك فهو يتفاخر بكونه عربي ، ومن حديث الى حديث عاد السيد المقدسي ليخفف دمه الثقيل ويقول : ما بالكم انتم الأنجليز تحكمون العالم وتبحثون عن الخزعبلات في بلادنا وانهى كلامه بقهقهة هههههههه ، وقبل أن انطق بكلمة بادر حسين بالكلام ورد على صديقه وقال : لكل حضارة قصصها واساطيرها وهذه القصص لم تنشأ من العدم ولا يوجد دخان بلا نار وان كان أصدقائنا الانجليز قد بدأوا في دراسة خزعبلاتنا فهذا يعني انهم يخططون لاستعمارنا ، ولم يتوقف حسين عن الكلام بل القى محاضرة تستحق ان تدون وتحفظ وانا شخصياً استفدت من اجزاء منها وافتخر بذلك ، تجاهلت الجميع بشكل واضح وقررت ان استغل الوقت للتعرف على حسين حتى افهم الكثير من الأمور وشرحت له عن بحثي وعن الحجر الاسود واعتقاد الكثيرون بقدراته الخارقة وكيف ان اهل هذه البلاد لا يعرفون به ... وكم فوجئت بثقافة هذا الرجل ومعرفته ، فاجابني : ومن قال لك ان اهل هذه البلاد لا يعرفون به فهذه القصص شائعة منذ مئات السنين ان لم يكن اكثر ، فامي وجدي وام كل من يجلس هنا تعرف بهذه القصص ، هذه القصص شائعة في بلاد الشام ولا ابالغ انها معروفة في اسبانيا والكثير من الأماكن ولا اريد ان اخيب ظنك فانت لست الباحث الوحيد الذي جاء للبحث عن سر هذا الحجر فقبل سنوات جاءت بعثة ألمانية كبيرة لدراسة هذا الموضوع وان لم تخني ذاكرتي فان مجموعة من الأنجليز قد جاءوا لهذا السبب أيضاً ربما لم يكونوا أنجليز ، المهم ان هذه المجموعة قضت شهور في جبالشرم الشيخ وسانت كاترين وقد اعتقلهم السلطات المصرية في احدي المرات .. اهل هذه البلاد لا يهتمون بالحجارة السوداء كثيراً رغم انهم تغنوا بها بأشعارهم وقصصهم وفي احيان كثيرة ربطوها بـ "النبي موسى" واسموها دستور ابن عمران ، وحجارة من نار وهناك لبس كبير بين العامة بين انواع الحجارة السوداء والبنية والتي تكثر في طبريا وجبال البحر الميت [ والحجر الأسود الموجود في باطن الأرض] ولعل هذا اللبس هو ما صرفهم عن الأهتمام بالحجر الأسود ...، والحجر الأسود المقصود بغرابته موجود بكميات كبيرة ايضاً في عمق الأرض ولكن لا أحد يبذل جهد بالتنقيب عنه فيظهر بحكم تقلبات الطبيعة وما تحدثه الأمطار وأوضاع الناس المعيشية لا تسمح لهم بأضاعة أيام بين تلك الجبال القاحلة في البحث عن هذاالحجر ، وبرغم كل هذا فهناك العشرات من اهل هذه البلاد يتاجرون بهذا الحجر ويجنون ارباحاً مذهلة ... ويحتكرون هذه التجارة بالمحافظة على سريتها ، فعلى سبيل المثال انا شخصياً حضر ألي مجموعة من الأشخاص من خارج البلاد ولهذا الموضوع لأحضر لهم عدة أحجار ، وعندما عرفت اني يجب أن ابحث في وسط الجبال عن هذا الحجر ولأتجنب الأحراج اخذتهم الى مكان قد اجد فيه الحجر الأقرب الى البني وقلت لهم هذه هي الحجارة ولكنهم ادركوا انها مجرد حجارة موجودة في كل العالم وبعد اكثر من اسبوع التقيت بهم وكانوا يحملون كمية كبيرة من الحجارة السوداء الحقيقية وسألتهم من اين احضروها ؟ فقالوا انهم قضوا ثلاثة ايام على الأقدام وهناك وجدوا كميات كبيرة واخذوا ما استطاعوا حمله ورفضوا اعطائي قطعة واحدة ، فمن على استعداد ان يذهب بين الجبال لايام من اجل حجر وغيره ...
وأنهى حسين قوله : هذه البلاد جميعها ملعونه ولن يكون لدى الناس الا البحث عن قوتهم اليومي ولو علموا ان هناك ذهب مدفون في باطن الأرض ويتطلب ايام من العمل لاستخراجه لفضلوا بيع بعض الفجل للحصول على طعام لهم ولأولادهم ومن يملك النقود فسيشق طريقه خارج البلاد.
انهى حسين كلامه ولم يعجب أصدقاءه بطريقته بالكلام .. كان وقتي ضيقاً وخلال ايام يجب ان اعود الى بلادي فأستثمرت هذه الايام بصحبه حسين الذي بدوره استطاع ان يوصلني الى احد حاخامات اليهود من سكان القدس سالته عن الحجر الأسود فأجابني بأنه لم يسمع به من قبل وسألته ان كان هناك من اليهود من يعرفون شيء عنه فقال أبداً لا احد يعرف بهذه القصص اغلق اليهودي بوجهي كل الطرق فهو لم يسمع ولا يعرف ولا ولا فسالته : اريد ان اعرف هل في الديانة اليهودية هل تؤمنون بأن مثل هذا الحجر يحتفظ بقوة ما ؟ فقال : كلا كلا ان هذا الحجر مثله مثل باقي الحجارة لا يفيد ولا ينفع انها قصص يرويها مجانين اللون الأسود هو أسود الأبيض هو ما يجلب الخير ، فضحك حسين , وقال له : ولكن انتم لباسكم كله اسود ! فصمت الحاخام وتجاهلنا ، وفي طريقنا للخروج قال لي حسين : اليهود هم اليهود اذا اردت اجابات منهم فيجب ان تدفع لهم ، فقلت له : لم يعد لدي قدرة على الدفع واخشى اني ساعلق في وسط الطريق لان مامعي لا أظنه سيوصلني الى بلادي .
أنتهى الوقت وعدت الى بلادي وصادفني الكثيرون في طريق عودتي وسمعت عشرات الحكايات وكلها ساعدت على اكمال بحثي ، قدمت بحثي للجامعة وتمت دراسته وتم حذف المقطع الذي قلت فيه بان الملكة فيكتوريا تحتفظ باحد هذه الحجارة وحددت جلسة للمناقشة ، أشترك في هذه الجلسة عدد من العلماء وعدة من خبراء علوم الطبيعة اضافة الى غالبية اعضاء المجلس واسفر النقاش على رفض اعتماد بحثي كأساس لأستمرارية البحوث وخاصة انه يتحدث عن امور غير ملموسة يصعب اثباتها ، وقبول أرشفة البحث كمادة غير معترف بها مع الأخذ بعين الأعتبار امكانية اعادة نقاش البحث لأعتماده ان قدم دليل جديد او دعم بابحاث من أطراف اخرى وذكر في ارشفة البحث ان هناك اجماع ان هذا الحجر يحتوي على طاقة تميزه عن بقية الأحجار ولكن هذا لا يعني ان للحجر قدره خارقة ، لا اخفي ان قرار المجلس كان مجحفاً بحقي وسبب لي الكثير من الأحباط وخاصة ان المجلس تبنى اعتماد الكثير من الدراسات التي لم تبرهنها ادله ملموسة في السابق ومجرد ان يعتمد المجلس اي بحث فهذا يعني فتح الطريق لأجراء المزيد من البحوث للوصول للحقيقة اما ارشفة بحث فهذا لا يعطيه قيمة لدى باحثين في المستقبل وخاصة انه يستحيل دعمه وتمويله من الجمعيات الملكية ، رغم هذا القرار لم ايأس وقررت ان اقدم طلب اخر لأعادة النظر في امكانية اعتماد البحث كأساس لدراسات مستقبلية والقيام بدراسات واختبارات في اكثر من منطقة واكتشفت من خلال علاقتي ان بحثي هذا سيتسبب بأزمة مع رجال الكنيسة ، ولتفهمي لموقف المجلس الحساس وافقت على ان يتم نقاش بحثي حينما تتوفر الظروف المناسبة ...
تمر السنوات طويلة وانظر الى الحجر الاسود .. حجر الليل الذي احتفظ به واسال نفسي هل كان هذا الحجر هو سبب حظي وماانجزته خلال عشرون عاماً بعد حصولي عليه كباحث اميل الى ان اعزي نفسي بنجاحي وما وصلت اليه الى جهدي وعملي .. ولكن قلبي وحينما انظر في وجه فكتور وفكتوريا ابنائي وقد اسميتهم تيمنا باسم الملكة "فيكتوريا" ، قبل الحجر الأسود لم يكن هناك امل في ان يكونوا وبعد هذا الحجر زارني الأمل ومنحني اكبر كنز في الوجود
تمت القصة
وهي حقيقية عايشت بعض منها علي الطبيعة وبرغم عدم اقتناعي , يسعدني تقديم أية استفسارات أو مساعدة حول الحصول علي الحجر الأسود والمسمي بحجر الحظ أو حجر الليل
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
مواضيع مماثلة
» حقيقة الثقب الاسود
» اسطورة يد المجد, من اساطير السحر الاسود
» شاهد هذا المتهور الذي ينازل الاسود في الغابة
» مقطع صوتى من الصندوق الاسود الخاص بالعبارة.. السلام 98.. اث
» الحبة السوداء ، حبة البركة ، الكمون الاسود ، القزحة ، الشوني
» اسطورة يد المجد, من اساطير السحر الاسود
» شاهد هذا المتهور الذي ينازل الاسود في الغابة
» مقطع صوتى من الصندوق الاسود الخاص بالعبارة.. السلام 98.. اث
» الحبة السوداء ، حبة البركة ، الكمون الاسود ، القزحة ، الشوني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى