الآخرة نيوز
صفحة 1 من اصل 1
الآخرة نيوز
من طرف aboezra الأربعاء أغسطس 06, 2008 7:58 am
في المقبرة:
حشد غفير اجتمع حول قبري !! ، فأنا ميت الآن واكتب لكم هذه الرسالة بعد أن فارقت الحياة بأمل متابعة المجريات من حيث أنا في عالمي الجديد ..
*الكل ينظر إلى وجوه بعضهم البعض بحزن .. ومنهم من كف عن ذلك منذ لحظة رؤية جثتي الهامدة ، وبعضهم يتكلمون عن أمور الدنيا الكثيرة .. ومنهم من يصمت بشغف !! ينظر إلى التراب المنهال عليّ بخشوع وكأنه الذي يدفن بدلاً مني ... أرى وجوه اعرفها وأخرى لا أتذكرها !! ... ورجل ذو لحية كبيرة يقرأ عليَّ الفاتحة .. يعيدونها ثم يدعو هو ويؤمنون .... فيرحل ويرحلون ..
في" بيت العزا" :
رجال يجلسون على كراسي متراصّة .. يميل بعضهم على بعض يتكلمون بصوت خافت ... اسمع منهم بعض كلمات : " الله يرحمو.. " .. " كان زين .." ... " كريم ..." وصفات أخرى لا أعرفها أبدا .. حتى أولئك الذين يكرهونني كانوا يجلسون على تلك الكراسي يترحمون عليّ وكأنهم أصدقائي أو من بقية أهلي ... " أمبارح حلمت انو جاي عليّ الله يرحمو .." ...
" أمبارح شفتو سايق السيارة قَلي مرحبا ونهج .. !!" .. كلهم رأوني البارحة .. أصبحت نبياً تقريباً في هذا اليوم فالكل حزين يتكلمون عني وكأني (غاندي ) ، أصبحت للحظة مصلحاً اجتماعياً ، رسولاً ومفكراً فذاً ... حتى أولئك الذين لم يطيقوا النظر إلى وجهي عندما كنت حياً صاروا يجلسون على تلك الكراسي ويذكرون مناقبي التي لم يعرفونها قط .
في غرفة قريبة كانت تقبع فيها مجموعة من النسوة يرتدين الأسود حداداً على موتي .. أمي وأخواتي كنَّ مخدرات حزناً عليّ،وامرأة أخرى كانت قريبة منهن حسبتها ميتة كانت أيضاً هي الأخرى مخدرة لدرجة أنها تشبه الأموات .. أظنها كانت زوجتي التي لم أتزوجها بعد !!.
بعد يومين :
نفس الوجوه كانت تجلس على نفس الكراسي مع ملامح مختلفة قليلاً .. فهم الآن يتكلمون في أمور أخرى لا تخصني .. كرة القدم ... سيارات .. ونساء وجنس .. وبعض النكات الهادئ عن الموتى والموت .. ومن لحظة لأخرى يتذكرون أنني ميت فيترحمون عليَّ .. "الله يرحمو كان زين ..." ...
بعد أسبوع :
لا يوجد كراسي ... كذلك الأشخاص اختفوا من أمكنتهم التي كانت على تلك الكراسي !!.. ، أمي تطبخ "باميا " مع قليلاً من الحزن تضعه مع الملح على الطعام ... أطفال يلعبون على الشارع ... نساء تمر باستمرار.. رجال يجلسون في "العريشة " يتكلمون عن الرياضة ويشاهدون التلفاز مع أبي ...
* أوراقي وكتبي مرتبة بصناديق كبيرة فوق بعضها البعض ... عند ركن في زاوية غرفتي الفارغة ...
صحيفة يوم الجمعة :
صديقي" محمد احمد أبو حسن " يقرأ جريدة يوم الجمعة ، يفتح ملحق ميدراما ... كاتب أخر يستحل العمود السفلي من الصفحة ... لم يُكتب هناك "خارج المجرة " كتب شيء أخر لم اقرأه بعد ...
يوم السبت صحيفة" الآخرة نيوز " الصفحة 57 الطبعة الأولى :
بعد مداولات كثيرة مع محرر جريدة " الآخرة نيوز " وافق على نشر مقالي في عالم الغيب بعد أن أقنعته أنني كتبت بلغة يفهمها البسطاء في حياتي ..
تحياتي :
كاتب ساخر ميت
أعجبني فكان هنا
حشد غفير اجتمع حول قبري !! ، فأنا ميت الآن واكتب لكم هذه الرسالة بعد أن فارقت الحياة بأمل متابعة المجريات من حيث أنا في عالمي الجديد ..
*الكل ينظر إلى وجوه بعضهم البعض بحزن .. ومنهم من كف عن ذلك منذ لحظة رؤية جثتي الهامدة ، وبعضهم يتكلمون عن أمور الدنيا الكثيرة .. ومنهم من يصمت بشغف !! ينظر إلى التراب المنهال عليّ بخشوع وكأنه الذي يدفن بدلاً مني ... أرى وجوه اعرفها وأخرى لا أتذكرها !! ... ورجل ذو لحية كبيرة يقرأ عليَّ الفاتحة .. يعيدونها ثم يدعو هو ويؤمنون .... فيرحل ويرحلون ..
في" بيت العزا" :
رجال يجلسون على كراسي متراصّة .. يميل بعضهم على بعض يتكلمون بصوت خافت ... اسمع منهم بعض كلمات : " الله يرحمو.. " .. " كان زين .." ... " كريم ..." وصفات أخرى لا أعرفها أبدا .. حتى أولئك الذين يكرهونني كانوا يجلسون على تلك الكراسي يترحمون عليّ وكأنهم أصدقائي أو من بقية أهلي ... " أمبارح حلمت انو جاي عليّ الله يرحمو .." ...
" أمبارح شفتو سايق السيارة قَلي مرحبا ونهج .. !!" .. كلهم رأوني البارحة .. أصبحت نبياً تقريباً في هذا اليوم فالكل حزين يتكلمون عني وكأني (غاندي ) ، أصبحت للحظة مصلحاً اجتماعياً ، رسولاً ومفكراً فذاً ... حتى أولئك الذين لم يطيقوا النظر إلى وجهي عندما كنت حياً صاروا يجلسون على تلك الكراسي ويذكرون مناقبي التي لم يعرفونها قط .
في غرفة قريبة كانت تقبع فيها مجموعة من النسوة يرتدين الأسود حداداً على موتي .. أمي وأخواتي كنَّ مخدرات حزناً عليّ،وامرأة أخرى كانت قريبة منهن حسبتها ميتة كانت أيضاً هي الأخرى مخدرة لدرجة أنها تشبه الأموات .. أظنها كانت زوجتي التي لم أتزوجها بعد !!.
بعد يومين :
نفس الوجوه كانت تجلس على نفس الكراسي مع ملامح مختلفة قليلاً .. فهم الآن يتكلمون في أمور أخرى لا تخصني .. كرة القدم ... سيارات .. ونساء وجنس .. وبعض النكات الهادئ عن الموتى والموت .. ومن لحظة لأخرى يتذكرون أنني ميت فيترحمون عليَّ .. "الله يرحمو كان زين ..." ...
بعد أسبوع :
لا يوجد كراسي ... كذلك الأشخاص اختفوا من أمكنتهم التي كانت على تلك الكراسي !!.. ، أمي تطبخ "باميا " مع قليلاً من الحزن تضعه مع الملح على الطعام ... أطفال يلعبون على الشارع ... نساء تمر باستمرار.. رجال يجلسون في "العريشة " يتكلمون عن الرياضة ويشاهدون التلفاز مع أبي ...
* أوراقي وكتبي مرتبة بصناديق كبيرة فوق بعضها البعض ... عند ركن في زاوية غرفتي الفارغة ...
صحيفة يوم الجمعة :
صديقي" محمد احمد أبو حسن " يقرأ جريدة يوم الجمعة ، يفتح ملحق ميدراما ... كاتب أخر يستحل العمود السفلي من الصفحة ... لم يُكتب هناك "خارج المجرة " كتب شيء أخر لم اقرأه بعد ...
يوم السبت صحيفة" الآخرة نيوز " الصفحة 57 الطبعة الأولى :
بعد مداولات كثيرة مع محرر جريدة " الآخرة نيوز " وافق على نشر مقالي في عالم الغيب بعد أن أقنعته أنني كتبت بلغة يفهمها البسطاء في حياتي ..
تحياتي :
كاتب ساخر ميت
أعجبني فكان هنا
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى