مقتطفات من المعتقدات الشعبية في فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
مقتطفات من المعتقدات الشعبية في فلسطين
مقتطفات من المعتقدات الشعبية في فلسطين
لا يمكن تجاهل أهمية المعتقدات الشعبية كجزء ليس ببسيط من التراث الشعبي والذي يعكس في مجموعة حياة شعب معين في بقعة جغرافية وفي ظروف اقتصادية واجتماعية مميزة.
ولعل الحاجة الملحة لإعادة إحياء وحفظ تلك المعتقدات ماسة في الوقت الحاضر قبل أي وقت مضي وذلك لاندثار تلك المعتقدات في ظروف سياسية في بعض الأحيان وأخرى حضارية ولعل الحضارة أهم لكونها أتت بمعطيات ومفاهيم جديدة طغت على الحياة الطبيعية البسيطة وغيرت من ظروف البيئة والمجتمع الشيء الكثير.
ومجمل القول أن العادات والتقاليد والمعتقدات القديمة في طريق الاندثار في الشرق الأوسط والشرق الأدنى ولعل هذا القول أكثر صدقا وانطباقا على فلسطين من أي بلد آخر!.
ظروف نشأة المقتضيات الشعبية:
في بداية حياة الإنسان على وجه البسيطة حيث كان يشعر بالضعف أمام قوى الطبيعة الجبارة فقد نسبت للكائنات المحيط به صفات إنسانية فهي تغضب وترضى وتعطي وتمنح وتنفع وتضر ومن هنا ألبسها روحا خاصة وأسند إليها إرادة كاملة وأخذ يحدد علاقته بها لأنها كان قادر على التدخل في حياته اليومية وبلغ به الخوف منها ـ وربما الحب لها أن ألهها آخذ ينسج حولها الحكايا والأساطير.
في هذه الظروف وجد الإنسان نفسه بحاجة إلى تفسيرات مرضية لمختلف الظواهر المحيطة به وذلك ليشعر بالاطمئنان إلى تفسيره وليتجاوز مرحلة الشك والحيرة والخوف من تلك الظواهر والتي لا يستطيع التحكم في بعضها ثم تطورت العلاقة للتعامل معها ومع كل القوى المحيطة به والتي لا يعرف عن أسرارها شيئا وأطرته ظروف بعضها اجتماعي والآخر نفسي عاطفي إلى ضرورة التعامل مع هذه الكائنات فالسماء لا تمطر وهو محتاج إلى الغيث الريح تزمخر وهو ضحية العواصف وقد اضطر ذلك الوضع إلى التعامل مع هذه الكائنات بوسائل يخاطبها بها بلغة خاصة فكانت التعاويذ والطلاسم والرقي والأحجبة في أساس نشأتها.
وكان الإنسان في بداية حياته على وجه الأرض ملتصقا بالطبيعة لبدائية حياته فهو بحاجة إلى الواسطة أو الوسيلة يتجاوز بها الهوة التي تفصل بينه وبين تلك الظواهر الطبيعية وكان لا بد من اختراع الوسطاء سواء الخياليين منهم أم الحقيقيين فوجد الأولياء الذين كان يعتبرهم كواسطة بين الإنسان والله أو القوة الخفية الأخرى كالأرواح وغيرها ولهذا كان لا بد للإنسان منذ فجر الغيب بآلهة وأشباح شبيهة به فلم يحس بالوحدة وسط عالم الآلهة المتعددة فإذا ظهر عصر الآلة الواحدة صورة الإنسان على هواه خلال العصور المتتابعة.
فجعله في العصور الوسطى مجموع الألغاز التي تهدد كيان البشر ونسب إليه إرادة لا يملك الإنسان حيالها الخضوع وفي القرن السابع عشر جعله قريبا من البشر وخلال الثورة الفرنسية تحول الإله إلى مجرد قضية منطقية من قضايا المنطق.
لقد كانت التفسيرات المتوفرة لظواهر الطبيعية في معظمها مستقاة من الديانات السماوية والتي تجمع كلها على وجود الله سبحانه وتعالى وهو مسير هذا العالم بمختلف جزيئاته بصورة دقيقة وعلى وجود أرواح غير مرئية كالجن وممارسات وعادات بالنسبة للحساب والعقاب أو زيارات الموتى أو احترام الأولياء وينسج حول تلك الحقائق الدينية من الخزعبلات والمعتقدات الخيالية الكثير وما جعلهم يفعلون ذلك هو عملية الربط الموجودة لدى الإنسان لمختلف الظواهر, وتغيير تلك العلاقة حسب الأهواء البشرية. ففلان ماتت شاته وحماره لأنه كان يقسم أيمانا كاذبة وآخر كسر محراثه أثناء عملية الحراثة لأنه قطع أيد المحراث من شجرة الولي أو الشيخ.
علمية ربط هذه الحوادث بتفاسير مختلفة تضفي على المعتقدات تأكيدات جديدة, وطابع حقيقي. أما عن سكان الريف الذين هم في أمس الحاجة للمطر ليروي الزرع الذي فيه حياتهم, ولذا فهم يخرجون إلى الشوارع يجوبونها خفافا وثقالا, نساءاً وأطفالا أثناء الجفاف يسترضوا الله والأولياء أن يرضوا عنهم ويغيثهم المطر, ويذهبون للولي في مناسبات أخرى غير الاسترضاء وطلب الرحمة وذلك كما يقول الأستاذ نمر سرحان لأداء العبادات وقسم الإيماء والوفاء بالنذور وطلب البركة والشفاء. فتراهم يرددون:
شو ربنا يا بنات
خبزي كركيش في عبي
ويا ربي نقطة نقطة
تنسفي زرع القطة
وياربي هولة هولة
تنسفي زرع الدولة
ويا أهل الحي ويا أهل الحي عطشانين أسقونا مي وإذا ما أتت الرياح أو حل الجفاف قالوا واقروا بغضب الله وترى الفلاحون يفسرون ذلك بأن الكفر حل بالناس, وطغى على الإيمان ولهذا غضب الله عليهم.
لقد شملت المعتقدات الشعبية معظم الظواهر الطبيعية الروحانية منها والمادية, حيث حظيت بمادة أكثر, وبتفسيرات مستقاة من القرآن الكريم, والتراث الإسلامي عامة.
فهذا حرام, وذاك مكروه, والكل يرجع في جذوره للدين سوى بعض ما ألبس من تلك الظواهر بطابع غير ديني.
والواقع أن كل حضارة ظهرت منذ فجر التاريخ تميزت بحقيقة خاصة, وكانت الحقيقة في الحضارة الهندية القديمة هي الوهم وزيف العلم, وكانت الحقيقة عند البدائيين هي وجود قوى سحرية تحرك العالم, وكانت الحقيقة في الفن الكلاسيكي الذي ازدهر على شواطئ البحر المتوسط هي القناع الذي يخفي وراء حقيقة لا تراها العين.
لقد كانت الحاجة لوجود المعتقدات, لوجود تلك التفسيرات التي توضح الغموض الذي يعتري مختلف الظواهر الطبيعية, ولهذا فقط لخصت جماهير الشعب في أدبها, تاريخها وتجارب حياتها فهو السجل الكبيرة الذي يرينا موقفهم من مشاكل الحياة والطبيعة, وفي تكوينهم الفكري والعاطفي جانب ضخم يطالعنا في كل قرية وكل فلاح ذلك هو المعتقد يخالفون به العلم الحديث وتعاليم الإسلام والمسيحية.
«إن قول فيورباخ في مؤلفه «جوهر المسيحية» ومن إلا شيء موجود خارج الطبيعية وما الكائنات العليا التي خلقها تصوراتنا سوى انعكاس لجوهرنا ولده الخيال والوهم».
«إن قول فيورباخ في مؤلفه «جوهر المسيحية» ومن إلا شيء موجود خارج الطبيعية وما الكائنات العليا التي خلقها تصوراتنا سوى انعكاس لجوهرنا ولده الخيال والوهم».
الرقي لو حاولنا تفسير كلمة الرقي مفردها, لوجدناها مشتقة من الفعل رقي بمعنى اتقى شر شيء ما سواء أكان ذلك الشيء حيوان أو إنسان أو قوى خفية أو شريرة (كالشياطين والجن) وشيوع عمليات الإنقاء أو الرقي مقتصرة على الجماعات البدائية التي لا تزال تحكمها الغيبيات وذلك لاتصالها بالطبيعة والبدائية حياتها, ووسائل عيشها, وذلك لبعدها عن الحضارة والتكنولوجيا التي لا يمكن تجاهل دورها في قلب المعايير الاجتماعية والمعطيات الفكرية, والأنماط الاقتصادية رأسا على عقب ووسائل الرقي متعددة من حيث الطريقة والوسائل المتبعة, وذلك تبعا لعدة عوامل منها مدى تطور ذلك المجتمع, وظروفه البيئية والمفاهيم الدينية لديه, وقرب الحضارة أو بعدها عنه.
كثيرون أولئك الذين يقولون بأن مضمون الأدب الشعبي هو تلك الأفكار الغبية ومن هنا يهتمون بدرسها اهتماما بإلغاء, لكنها نعتبرها عنصرا من عناصر الكيان الفكري والعاطفي عند جمهور الشعب انخرطت إليه من الماضي السحيق وأعانها على البقاء أن الإنسان عامة لم يبرح بعيدا عن تطبيق العلم على الطبيعة وبعيدا عن أن يسيطر على غوامضها وأسرارها وهذا الهامش المجهول هو التربة الخصبة لنمو الوهم وبقائه وذلك فضلا عن الأسباب الاجتماعية الأخرى.
لقد ورد ذكر كلمة الرقي في الشعر العامي على لسان زجال شعبي في معرض وصفه لشجرات العنب التي زرعها, وخشي عليها من العيون الصائبة أو الحاسدة, فوعدها بالرقي حيث قال:
زرعت العنب عالطريق
هدف صار زي الإبريق
والله يا عنب لأرقيك
من عنين الملايات
وفي هذا توضيخ لنوع من أنواع الرقي ألا وهو الرقي من العين الصائبة أو الحاسدة.
والفكرة التي تصيغ الأدب الشعبي خاصة الرقي هو أن يقهر القوي المناهضة (أو الخارقة) وبمعنى آخر فالقول يعني الفعل تلك مرحلة بدائية من التفكير تصورها اللغات في نموها فالعربية مثلا مرت بنفس المرحلة على ما يحدثنا ابن الأثير ـ حين كان الفعل قال« يعني حدوث شيء ويعني أيضا وبذات الوقت الأخبار عنه».
أما النوع الثاني من أنواع الرقي فهو الأرواح الشريرة والنوع الثالث الرقي من الحيوانات المفترسة والحيوانات الزاحفة. ومهما تعددت أنواع الرقي فالهدف يبقى واحد وهو إبعاد الأذى والشر عن الإنسان وحفظه من ضرهم ضرر الحيوانات الأخرى.
وإجمالا لا تزال معظم المجتمعات المتخلفة والمتقدمة تؤمن بالحجبة كمخلص من المرض و البدو وأهل الريف على السواء يتخذون الحجب كمنقذ من الإصابة بالعين.
والحجب هي وسيلة من وسائل الرقي التي تحتوي في معظمها على آيات قرآنية وأدعية دينية وتعاويذ هدفها إبعاد الأرواح الشريرة.
وهناك ظواهر عديدة في مجتمعنا وخاصة الريفية منها ألا وهي عملية نثر الملح والشعير على رؤؤس الحاضرين أثناء زفة العريس وتقوم بهذه العملية أم العريس لتحفظ العريس من العين الصائبة وهذه الظاهرة موجودة في قرانا الفلسطينية وعند الفلاحين المصريين أيضا كما يؤكد هذه الحقيقة رشيد صالح في الأدب الشعبي.
أدوات الرقي:
1ـ خرزة زرقاء.
2ـ شبة بيضاء.
3ـ أدوات مهملة وقديمة ووضيعة كالأحذية المهترية.
4ـ قطع قماش سوداء.
5ـ تعاويذ وأدعية دينية.
1ـ خرزة زرقاء.
2ـ شبة بيضاء.
3ـ أدوات مهملة وقديمة ووضيعة كالأحذية المهترية.
4ـ قطع قماش سوداء.
5ـ تعاويذ وأدعية دينية.
واستنجاد بأولياء وشيوخ وبسيدنا الخضر.
6ـ ألقاب وضيعة «مثل أزعر وكعش» وسائل الرقي
1ـ التحويط ويكون التحويط على إنسان من إنسان, وعلى إنسان من حيوان وعلى حيوان من حيوان, وعلى إنسان من أرواح خفية وشريرة.
2ـ التعطيب ويجري بواسطة امرأة مسنة ضد الإصابة بالعين وضد الإصابة بمرض أو حلول روح شريرة في جسم الإنسان.
3ـ الحجب هو عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية في بعض الأحيان وفي بعضها الآخر تعاويذ وأدعية دينية وفي بعضها الآخر رموز وحروف لا معنى لها. وكل نوع يستعمل في ظرف معين ولوضع مختلف عن الآخر وتلف على شكل مثلث وتعلق على كتف الشخص المراد وقايته أو توضع تحت رأسه ولنبدأ بتفصيل ظروف استعمال كل وسيلة من وسائل الرقي.
1ـ التحويط: يجري التحويط كما قلنا في عدة ظروف وأنواعه عديدة.
2ـ التحويط على إنسان من حيوان مفترس أو زاحف. أو التحويط على حيوان أليف من حيوان مفترس ووسيلة ذلك هي الأدعية والتعاويذ والآيات القرآنية.
6ـ ألقاب وضيعة «مثل أزعر وكعش» وسائل الرقي
1ـ التحويط ويكون التحويط على إنسان من إنسان, وعلى إنسان من حيوان وعلى حيوان من حيوان, وعلى إنسان من أرواح خفية وشريرة.
2ـ التعطيب ويجري بواسطة امرأة مسنة ضد الإصابة بالعين وضد الإصابة بمرض أو حلول روح شريرة في جسم الإنسان.
3ـ الحجب هو عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية في بعض الأحيان وفي بعضها الآخر تعاويذ وأدعية دينية وفي بعضها الآخر رموز وحروف لا معنى لها. وكل نوع يستعمل في ظرف معين ولوضع مختلف عن الآخر وتلف على شكل مثلث وتعلق على كتف الشخص المراد وقايته أو توضع تحت رأسه ولنبدأ بتفصيل ظروف استعمال كل وسيلة من وسائل الرقي.
1ـ التحويط: يجري التحويط كما قلنا في عدة ظروف وأنواعه عديدة.
2ـ التحويط على إنسان من حيوان مفترس أو زاحف. أو التحويط على حيوان أليف من حيوان مفترس ووسيلة ذلك هي الأدعية والتعاويذ والآيات القرآنية.
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: مقتطفات من المعتقدات الشعبية في فلسطين
فعندما تضيع شاة لأحد الأشخاص وأراد أن يقيها شر الحيوانات المفترسة يذهب إلى الشيخ أو إمام القرية حاملا معه سكينا نغمد (موسى) وهناك يمسك الشيخ بالموس بعد أن يكون قد فتحه ويبدأ التعزيمة قائلا آيات من سورة البقرة أهمها سورة الكرسي قال تعالى «الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوع له ما في السموات وما في لأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
ثم يضيف «احفظ يا مولاي هذه الدابة وذاك الشخص من كل شيء يؤذيه بسرك وبسر سورة, إذ الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت, حشرت, حشرت بحق هذه الأقسام أحشر هذه الشاة من كل شيء يأذيها, وبسر سورة قل هو الله أحد قل أعوذ برب الناس» ويردد كل أية ثلاث مرات متتالية.
ولعل التجربة أكبر دليل على صحة تلك التحاويط, حيث ضاعت حيوانات كثيرة في ظروف غامضة ووجدت بكامل صحتهن دون أن يمسهن أي ضرر.
واستنادا إلى أن الجماعات البدائية لديها اعتقاد سائد بوجود القوى الخارقة, أو فوق الطبيعة فهم يؤمنون بصحة تلك الأدعية وبفاعلية التحويطة.
أما التحويط على الإنسان من الزواحف وخاصة الأفاعي, والعقارب فتتسم بقول الشخص هذه الأدعية محوطين تحويطة الله والرفاعي من كل شيء ساعي.
سيدنا محمد في البلد بقطع الرأس قبل الذنب الله صلي على سيدنا محمد, ألف ما تنقص حرف»
وتحويطة أخرى ضد الزواحف تقول:
محوطين تحويطة الله وسيدنا الدسوقي.
من كل شيء في الخزوقي.
قريبا ما يجينا بعيد ما ياذينا
من الدب والدبيبة والرجل الغريبة
سيدنا محمد في البلد في أيده مطرقة الذهب
بقطع الرأس قبل الذئب
اللهم صلي على سيدنا محمد ألف ما تنقص حرف.
وتحويطة أخرى تقول:
محوطين بالله ودارنا ودوارنا
وعشرة من جيرانا
باللوح والقلم والعرش ومحمد
والسبع كلمات اللي قراهن سيدنا محمد على رأس الجبل لا يجينا لا بدابة ولا دبيبة ولا رجل غريبة ولا حمال حطب ولا حمال حديد لما تطلع الشمس وتغيب نصلي على قلب الحبيب محمد
وهناك تحويطة أخرى على إنسان تحاشيا لأذى إنسان آخر وتكون بقراءة آية ا لكرسي من قوله تعالى الله لا إله إلا هو الحي القيوم ألا وهو العلي العظيم ومما يروي عن فعالية قراءة تلك السورة أن جابي الضرائب زمن الحكم العثماني كان يجمع الضرائب من بلاد عديدة ولهذا كان يستدعي عمله هذا وجود فرس معه, وأثناء تنقله من بلد لآخر, وغربت عليها الشمس فقرر المبت, في البراري الموحشة, وكانت ظاهرة السرقة منتشرة بصورة كبيرة زمن الحكم العثماني وذلك لسوء الوضع الاقتصادي عامة, ولانتشار الفقر والمرض والجهل.
وقبل أن ينام قرأ سورة الكرسي ولما انتصف الليل قدم بعض اللصوص ممن توقعوا غنيمة كبيرة باستيلائهم على ما جمعه الجابي من مال, وبينما هم يقتربون مكانه إذا بهم يشاهدون أسوارا من الحديد, وقد أحاطت بالجابي وفرسه, حالت دون وصولهم إليه وأخذ المال. ولم يتمكنوا إلا من أخذ تبنات الحصان (زاده) وفي الصباح رأى الجابي ما جرى فأيقن أن اللصوص فعلوا ذلك لكنه احتار في أمر سرقة (مخلاة) الحصان وبعد حين شاهد المخلاة مع اللصوص وقصوا له القصة, وتبين أن الفجوة التي تمكن اللصوص من أخذ المخلاة من خلالها كانت بسبب نسيانه لحرف من السورة القرآنية. ومن التحويطات التي تقي الإنسان من أعدائه حيث تتلى قبل النوم ويقال فيها.
أنجزنا بابنا والله حجابنا
عصاة عيسى وموسى درباس لبابنا
لا يجينا لا حادي ولا دبيب
ولا ناقل الحديد
ألا تطلع الشمس من شرقا وتغيب
نسلم عالحبيب محمد
ومن التحويطات التي يقولها الشخص ليقي نفسه من الأرواح الشريرة تلاوته لآية الناس قال تعالى «قل أعوذ برب الناس ملك الناس, إله الناس من شر الوسواس الخناس, الذي يوسوس في صدور الناس, من الجنة والناس».
أما المرحلة الثانية من الرقي فهي التعطيب, وهي وسيلة من الوسائل التحويطة أيضا.
وتستعمل لإبعاد الشر, والحد من عيون (الحساد والعيون الصائبة).
وتتم عملية التعطيب بعد فترة من فترات الحيرة, والشك في أمر إنسان مشهور عنه أنه يصيب بالعين وأثناء دخوله لبيت ما يخشى أهل ذلك البيت على أولادهم الصغار من الإصابة بالعين التي قد تؤدي بحياتهم في بعض الأحيان. ولذا فهم يأتون بقطعة قماش سوداء. أو زرقاء من ثياب ابنهم الراد التعطيب له. توضع في النار ريثما تشتعل, ثم تطفئ ويترك الدخان ليتصاعد منها ولينشقه الحاضرين بما فيهم المراد التعطيب له.
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
رد: مقتطفات من المعتقدات الشعبية في فلسطين
وأثناء ذلك, تقرن تلك العملية بآيات قرآنية وتعاويذ كالتالي.
حوطك بالله من عين خلق الله
من عين أمك ومن عين أبوك
ومن عين عمتك ومن عين أختك
ومن عين الجيران ومن عين اللي حسدوك
عين الصبي فيها نبي
عين الذكر فيها حجر
وعين الحسود فيها عود
وعين الجار مقلوعة بنار
النبي رقي ناقته واتبع رفاقته
بقيت تنين صبحت تسير
بقدرة السميع العليم
ـ طبخنا عدس سقينا عدس المرة عزمت والرجل عبس أخرجي يا عين كما خرج المهر من بطن الفرس.
اللهم صلي على سيدنا محمد, أخرجي يا عين كما خرجت الشعرة من العجين, الغنم في مقيلها والجمال تحت أحمالها.
وهناك في المجتمع البدوي الأردني من التشابه الكثير بينه وبين المجتمع الفلسطيني والمصري, وهذا ما يثبت وحدة البيئة الحياتية العربية الاجتماعية منها والاقتصادية أما التحويط على الحيوانات الأليفة التي ضاعت من الحيوانات المفترسة متشابهة في هذه البلاد.
«فالبدو يعتقدون أنه إذا ضاع لأحدهم شاه فإن قوة غريبة قد أخفتها. ولذلك يطبق موسا يغمد خنجرا, وإذا استل ذلك الخنجر أو أغمد ذلك الموس يبطل مفعول اللجام. واللجام يكون على الوجه التالي:
«فالبدو يعتقدون أنه إذا ضاع لأحدهم شاه فإن قوة غريبة قد أخفتها. ولذلك يطبق موسا يغمد خنجرا, وإذا استل ذلك الخنجر أو أغمد ذلك الموس يبطل مفعول اللجام. واللجام يكون على الوجه التالي:
أولها باسم الله وثانيها باسم الله
وثالثها ثلاثة أمانات الله
صرخ دانيال في جبة الأسود
قال وش هالصوت العظيم
لا أراميل انقهرت ولا يتامى انتهرت
ولا حدود اتعطلت ولا حجار تقلبت الجم يا رب على فلان بن فلانة من الوحوش والوحشية والضبع والضبعية وكل دبابات الأرض الجم يا رب»
أما في مصر فهناك رقية تحفظ من أذى الثعبان وذلك بالاستنجاد بسيدنا الرفاعي وهو اسم ولي ورد في فلسطيني حيث يقولون «الغالب الله على الله لا يقوى أحد.
باسم الحرم الشريف والكتاب.
باسم الذي نوره فتح الأبوب.
أخرج واخضع للكون باسم سيد الكون.
دعوك باسم شيخي وسيد طريقتي أحمد الرفاعي.
وكانت الحاجة ماسة لوجود مثل تلك الرقية وذلك لأن الفلاح والمرأة في القرية يجهلان خواص الثعابين والزواحف التي تصادفهم يوميا, ولهذا فكيف يرفعون أذاها, والطريقة الوحيدة هي الرقية, والاستعانة بقوة خارقة, وكان هذا حال الفراعنة.
ومن وسائل الرقي الأخرى الحجب, وهو عبارة عن ورقة يقوم بكتابتها شيخ وتلف على شكل مثلث وتعلق على كتف المراد. وذلك لإبعاد الأرواح الشريرة عنه. ويحتوي الحجاب في معظم الأحيان على مجموعة من الأدعية والتعاويذ والآيات القرآنية وفي بعض الأحيان يحتوي على رموز مبهمة والمرأة البدوية دون الرجل تهتم بالسحر تؤمن بفاعلية, وتلجأ إليه إذا ما أرادت تحقيق نصر على ضرتها. ويعتقد البدو أن كتابة الحجاب «العقدة» ويستعمل الحجاب في أشياء خيرة, كتوطيد الألفة والمحبة بين اثنين. أو زوجين وقد يستعمل لشر كالتفريق بينهم.
الإصابة بالعين والوقاية منها:
يعتقد أن أشخاص معينين يصيبون بالعين دون غيرهم, وهم ما يصفهم الناس بما عيونهم فارغة, وهذه الصفة ملازمة للشخص المصيب بالعين, ولذا يتشائم الكثير عند قدوم مثل هؤلاء الأشخاص إلى بيوتهم وعند النظر إليها. ولذا تراهم يرددون ويتمتمون في تعاويذ وأدعية تبعد شر إصابة ممتلكاتهم بالعين الحاسدة التي قد تؤدي بحياة دابة لهم أو يصيب ابن لهم بضرر.
وسيلة الإصابة بالعين:
وسيلة الإصابة بالعين هو عدم ذكر النبي (ص) عند رؤية شيء ما أعجب ذاك الشخص, وبالعكس بدلا من أن يصلي على النبي يشهق شهقة تعجبية استفسارية قائلا (يع) أو يا باي أو يا سلام إلى غير ذلك.
كيفية الوقاية من العين الصائبة
تتقي العين الصائبة بعدة طرق, من هذه الطرق, وضع خرزة زرقاء على الشيء المراد وقايته, سواء أكان بيت أو طفل أو سيارة. وضع أدوات مهترئة ووضيعة كوضع حذاء بالي على سيارة جديدة. وفي بعض الأحيان تكون الوقاية بوضع قطعة من الشبة البيضاء في النار لكي تنتفخ وترسم صورة المصيب بالعين عليها كما يعتقدون تبتدأ بالانفتاح وتترك ريثما ترسم ملامح الشخص (أصلع, سمين, أو نحيف) ويدعون أنهم عرفوه.
وتفرك قطعة الشبة في يدها وتمسح بها جبين الطفل المصاب قائلة «روحي يا عين تحت الرجلين, روح يا شر بره».
واتكلنا على وجه الله.
ومن الدواعي الرادعة للحسد والعين ارقيتك واسترقيتك من عين الزرقاء وأرقيتك, عين الجار في نار وعين الحسود فيها عود, عين المرة فيها عود شتشرة عين البنت فيها خشت عين الذكر فيها حجر وهذي تقلع عين إلي تراك وما يصلي عالنبي اخرجي يا عين بالصلاة على النبي اللهم صلي على سيدنا محمد حتى يرضي النبي.
« والبدو يعتقدون أن إصابة العين وراثية ولذلك فهم يعرفون من هم أصحاب العين الصائبة, والاعتقاد بالعين الصائبة يكاد يكون اعتقادا عاما لدى الجماعات البدائية».
« والبدو يعتقدون أن إصابة العين وراثية ولذلك فهم يعرفون من هم أصحاب العين الصائبة, والاعتقاد بالعين الصائبة يكاد يكون اعتقادا عاما لدى الجماعات البدائية».
ويتقي البدو والعين الصائبة بوضعهم وشم على الخدين أو الدقن أو بوضع خرزة زرقاء أو يضعون شبة على جمر ويتمتمون بعض الأقوال «مثل عين الحسود فيها عود عين الجار فيها مسمارة وعين الجارة فيها وهارة.
وهم يعتقدون أن فراغ عيون الحساد ناتج عن عدم إيمانهم, وهم يستشهدون بذلك اعتمادا على قول الرسول, أكثر القبور من العيون».
وجملة القول أن المعتقد الشعبي حافل بأشياء لم تحض فيها ولم نحاول بعد إرجاع تلك التفاسير التي بين أيدينا لجذورها الأصلية. لقد كان الأدعية والرقية ووسائلها المتعددة ضرورية لإبعاد الأرواح الشريرة وإتقاء العين الصائبة ولتحقيق أغراض أخرى مرجوة في أساسها على وجود قوى خفية يمكن تسخيرها لخدمة مآرب إنسانية.
فمن طبائع الأمم من بني الإنسان تفسير غوامض الأمور بما تستقبله عقلياتهم من عناء التفكير.
وفي هذا لعب الفن دورا رتيبا هنا في خلق الوساطة بين الإنسان والكون عبر الكلمة التي عبر الإنسان فيها عن إحساسه وتفكيره وموقفه من مختلف الطواهر الطبيعية.
« فالفن هيأ اللقاء بين الواقع المادي الملموس والواقع الروحي المحسوس «سواء عن طريق الفن الزخرفي المحض الذي يحاكي الطبيعة أو عن طريق الفن الإبداعي الخلاق الذي يسعى إلى تفسير الطبيعة».
« فالفن هيأ اللقاء بين الواقع المادي الملموس والواقع الروحي المحسوس «سواء عن طريق الفن الزخرفي المحض الذي يحاكي الطبيعة أو عن طريق الفن الإبداعي الخلاق الذي يسعى إلى تفسير الطبيعة».
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
مواضيع مماثلة
» وفاة جورج مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
» مقتطفات من رياض الصالحين....
» غرائب المعتقدات اليابانيه
» الرقية الشعبية
» موسوعة الألعاب الشعبية
» مقتطفات من رياض الصالحين....
» غرائب المعتقدات اليابانيه
» الرقية الشعبية
» موسوعة الألعاب الشعبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى