وزير إعلام اليمن يصف الشعب العربى بأنه متخلف!!!!

من طرف **aboezra** الجمعة يوليو 18, 2008 6:27 am

وزير إعلام اليمن يصف الشعب العربى بأنه متخلف!!!!

قد يصف البعض هجومى على شرور التليفزيون بالتخلف. وقد يرى آخرون كلامى عن "المستنقعات الفضائية" أنه حقد وكراهية وحتى مركب نقص. وقد يقول زبانية نظام الفساد فى مصر أننى مثل من وصفهم وزير إعلام اليمن اليوم بقوله ان من يهاجمون وثيقة الإعلام إياها هم من المستفيدين وطالبى الثراء السريع من "فوضى الإعلام".
حقيقة الأمر أن حسن اللوزى ، فى مقابلته صباح اليوم فى برنامج "ستوديو النهار على قناة اليمن الفضائية ، لم يعى أن معظم كلامه المقصود به الدفاع عن وثيقة التحجيم والقمع الإعلامى كان فى الواقع هجوما عليها.
دعونى اوضح كيف اندفع اللوزى فى هجومه الحاد على وثيقة وزراء الإعلام العرب من خلال ما قاله هو شخصيا خلال برنامج ظهر فيه مضطربا يتلعثم فى كلماته رغم استعانته بالعديد من المذكرات التى غالبا ماتكون قد أعدت ، كالعادة ، بواسطة أحد كتاب النظام اليمنى. ويبدوا أن اللوزى لم يؤدى واجبه المنزلى جيدا وعليه فقد خرج عن النص كثيرا مما أدى الى وقوعه فى المحظور عدة مرات –و ربما تحت ضغط وملاحقة مقدمى البرنامج.
بدأ الوزير بداية طيبة بقوله أن الوثيقة هى "ضرورة اخلاقية ومهنية لحماية الهوية العربية والحفاظ عليها". وأكد أن الوثيقة لم تأتى على عجل بل أنها نتاج دراسة جيدة قامت بها "اللجنة الدائمة للإعلام العربى" لمدة 3 سنوات كان هدفها وضع معايير وضوابط للإعلام فى الأمة العربية. ثم ذكرنا معالى الوزير بالأعمدة الأساسية للوثيقة وهى على حد قوله:
• الإلتزام بحرية الرأى والتعبير
• علانية وشفافية المعلومات
• إحترام للحوار وتبادل الرأى
• كفالة حق الرد
وبالطبع لم يفت على اللوزى أن يعلن للمشاهدين بأن الوثيقة عربية 100% وأن "جميع" الدول العربية متفقة عليها. لكنه عندما ذكره مقدم البرنامج بعدم موافقة قطر ولبنان ، تراجع قائلا أنهما "أجلتا" اتخاذ قرار بشأن الوثيقة. وسخرالوزير ممن يقولون أن الوثيقة خرجت من ضلع صهيونى وأضاف أن مثل هذه الوثيقة موجود ومعمول به فى أوروبا.
كلام إعلانى متوقع لا ينتظر خلافه من وزير النظام اليمنى!

لكن اللوزى وقع بعد ذلك فى فخ الأسئلة التى كان أسهلها :"كيف ستكون الوثيقة ضمانة أخلاقية لحماية الهوية العربية والحفاظ عليها؟" حيث أجاب أنها ستوقف قنوات " الخلاعة" و "القمار" و "الشعوذة" التى تقوم لتحقيق الثراء السريع الغير مشروع. وقال أن تلك القنوات ستمنع سواء كانت تبث من داخل البلاد العربية أو من خارجها.
ورغم أنى أتفق تماما مع معالى الوزير اللوزى فى أن تلك القنوات هى شر وخطر كبير وخاصة على الشباب ، لكنى لا أعرف كيف سيتم توقيفها وخصوصا تلك التى تبث من أمريكا وأوروبا اللتان تدعما معظم الأنظمة العربية واللتان لا ترى عيبا فى فى ما تبثه تلك القنوات بل ، على العكس ، ترى أنها من علامات الحرية والديمقراطية!
ماوجدته غريبا فى كلام اللوزى هو خلطه بين "برامج الشعوذة" و "برامج الدين". لإنه لا يصح أن نصنف قناة "إقرأ" بأنها قناة "شعوذة" كما أنه لا يمكن أن نصنف الدكتور يوسف القرضاوى كما لو قارئ للكف ومفسر للأحلام. إن اللوزى بخلطه هذا يتحدث كما لو كان من "المحافظين الجدد" فى واشنطن. أليس ذلك فاصل من "الحرب على الإسلام"؟.
الأغرب من ذلك تساؤل معالى الوزير : "ماذا تقدم فضائيات الشعوذة للشعب العربى المتخلف؟"
ولا اعتراض هنا على رأى الوزير اللوزى أن "الشعب العربى متخلف" لأنه حر فى رأيه رغم اهانته لشعبنا العربى بصفة عامة ، ولإنه ليس وحيدا فى ذلك حيث سبقه رئيس وزراء مصر د. أحمد نظيف حين صرح فى زيارة له لأمريكا أن الشعب المصرى لم يصل إلى درجة الوعى التى تؤهله للتمتع بحكم ديمقراطى. لكنى أسأل معالى الوزير اللوزى :
إذا كنت على حق ،فقل لنا ما هى فى نظرك أسباب تخلف الشعب العربى؟.
ثم دعنى أسألك يا معالى الوزير:
كيف ستفعل الأنظمة العربية مبادئ الإلتزام بحرية الرأى والتعبير ، وعلانية وشفافية المعلومات ، وإحترام الحوار وتبادل الرأى ، و كفالة حق الرد؟
• هل بالقبض على كل من يقول لا للنظام أو من يقول كلمة حق وزجهم فى المعتقلات؟
• أم بحشو فضائيات الأنظمة بالإعلانات الجوبلزية للأنظمة مثل "شايفين . . خطوة للمستقبل" و"شوفوا مصر اتقدمت إزاى" و"خليك سودانى" و . . و . . ؟
• أم أنكم ستقومون ، بمساعدة مساندوكم من "المجتمع الدولى" ، بعملية تعتيم كاملة بحيث لا تصبح هناك أى معلومات متوفرة عن أى شيئ مما يضمن وحدانية بيانات الأنظمة وتفردها بالساحة؟

أم أنكم ستأخذوا بنصيحتى و "تدعوا الإعلاميين يقولون ويكتبون ويبثون مايشاؤن وليترك الحكم للشعب". قد ترى أن الشعب العربى متخلف ياوزير اليمن ، لكنى أقول لك أنه شعب قادرعلى إدارة شئون نفسه بنفسه. هذا الشعب ، كل فى محيط أسرته ، حمى أخلاقياته وصان عرضه وماله رغم القهر والإستعباد من المستعمرين ثم من حكامه الديكتاتوريين لقرون عديدة.