أسطورة الذئب والخراف فى مصر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة الذئب والخراف فى مصر
أسطورة الذئب والخراف فى مصر
بمناسبة التجميد الحزبى الذى فرضه النظام الحاكم مؤخرا ، سألونى عن رأيى فى علاقة الأحزاب المصرية مع النظام الحاكم وكذلك بين بعضها البعض. حاولت جاهدا أن لا أنساق مرة أخرى فى تيار الهجوم على النظام والكلام السلبى وأن أمضى قدما فى الكلام إيجابيا عن مصر المستقبل تنفيذا للعهد الذى أخذته على نفسى فى العم الجديد 2007. وللمرة الثانية خلال يومين متتاليين فشلت وذلك لإنه لايمكن التحدث عن الإيجابيات دون ذكر السلبيات التى سبقتها. ومع ذلك فقد وجدت مخرجا من تلك الورطة فى مقال نشره أحد المدونين المصريين (aboyousif.net ) أجاب فيه كاريكاتوريا على السؤالين فى شكل أسطورى كما يلى:
"تقول الأسطورة أن رجلا عاش عمره كله وهو يخشى من الذئب على خرافه ، و حدث ذات يوم أن خروفا ذهب إليه ليناقشه في ذلك الأمر، حيث هدى الخروف تفكيره إلى أن الذئب ليس سيئا وأنه لابد فيه بعض من الطيبة التي تعتمل في قلوب الخراف. كان من أمر الرجل أن استشاط غضبا واحمر وجهه في غيظ شديد لما سمع مقالة الخروف . فلما استشرى كلام ذلك الخروف و قابله من قابله من باقي الخراف بالمناظرات و الرفض و تبعه من تبعه من الحملان و باقي الخراف الشباب بالقبول والتصديق حدث انقسام عظيم في القطيع و كانت الخراف التي ذهبت مع الرجل حيث ذهب وترك القطيع قليلة العدد ، ذهبت في أسف و حزن وحسره على ما أل إليه حال القطيع و ما تشرذم إليه .. وحدث أن خروفا من الفئة التي لم ترحل مع الراعي ذهب إلى الذئب ليخبره أن ما تبقي من القطيع يريد إقامة علاقات طبيعية ووديه معه من أجل أن يعم السلام العالم، فتمدد الذئب في مجلسه وطلب من الخروف أن يعقد مؤتمرا بين الخراف يعرض عليهم تغيير نظام حكم القطيع إلى الديموفاضية ، لأنه لن يستطيع فهم نظام حكم الخراف الحالي القائم على الطيبة والتفاهم، فكان أن سأله الخروف يعني إيه ديموفاضية ؟ .. فنظر الذئب إليه بخبث وقال : يعني إن الناس اللي معاك بس هما اللي تبقى كلمتهم مسموعه و لو في معارضه يبقى كلامها مالوش لازمه .. انبسط الخروف من تلك الفكرة و قال له : سأفعل ! أملى الذئب عليه بعض الشروط التي يراها ضرورية حتى يعم السلام ما بينهما و الخروف يصدق عليه ما يقول معجبا بفكرة أن الرأي لجماعته و من يعارضه لا قيمه له حتى انتهى الاجتماع ورجع الخروف إلى القطيع مبشرا بينهم بنظام جديد يحمل علامات التحسن الإقتصادي و الإرتفاع لمستوى المعيشة وأداء البورصة بفضل عملات الذئب التي ستملأ بنوك الخراف .. وحدث أن جاع الذئب يوما و لم يجد ما يأكله .. فرأى حملا صغيرا من الحملان التي وافقت على نشر السلام يأكل من حشائش الأرض فذهب إليه و حياه ثم تجاوزه و رسم بيديه خطا على الأرض بعيدا عن الخروف بمسافة صغيرة ثم عاد وأمسك الحمل و قيده، فصاح الخروف بصوت مرتفع اجتمع على إثره كل الخراف فصاح فيهم الذئب : لا أحد يتجاوز الخط .. هذه حدودي و كل من يعتدي عليها يصبح إرهابي ملكا لي ، لم تملك الخراف أن تعترض فالديموفاضية لا تضع للإعتراض قيمه .. ذهب الذئب بالحمل و أكله و الكل يشاهد ويتفرج .. وكان الذئب كلما جاع يذهب إلى الخط فيمسحه ويرسم خطا أخر على مسافة أبعد وأبعد .. حتى صارت قطعة الأرض التي يسكنها الخراف مزدحمة بهم ، لا تقدر على بقاءهم فيها فكلما حاولوا التحرك تدافعوا وسقط واحدا منهم في فخ ( الحدود ) و الإرهابيين حتى ياكله الذئب و تظل "الديموفاضية" تحكم العالم والسلام مطلب صعب عسير للخراف الطيبة."
إن تلك الأسطورة تحمل وصفا دقيقا للحياة السياسية فى مصر بما لا يدعوا للشك. لذا فإن المدون العبقرى يستحق كل الشكر على توفيره لوقت الكثير من المصريين الضائع فى المهاترات والصراخ والعويل فى حارة الطرش.
ودعونى أن أضيف تأييدا للأسطورة لأقول بالعامية دون تشبيه وبصراحة أنه ، وفى المقام الأول ، لا توجد فى مصر أية أحزاب لها ثقل يعتد به بإستثناء الحزب المزيف الذى أوجده النظام. أما بقية "الأحزاب" الأخرى فهى كما قلت مؤخرا إكسسوار للديمقراطية المزيفة ، أو الديموفاضية ، التى يحاول النظام دون كلل إستحداثها فى مصر.
وعليه فإنه لا يمكن أن تكون هناك أى علاقة شريفة بين النظام الفاسد وأى من أحزاب يعتبرها النظام كمالة عدد. كل ما يمكن أن يحدث هو عملية إحتواء "مشروطة" على غرار إتفاق الذئب مع الخراف أعلاه ، وحتى يأخذ النظام فرصته ليتسلى على تلك "الأحزاب" ويجهز عليها الحزب تلو الآخر –على راحته.
أما عن علاقة الأحزاب ببعضها فإنى أشهد للنظام بالنجاح الباهر فى غرس الفرقة بينها على الطريقة الإنجليزية "فرق وأحكم". وإنقسمت الأحزاب الضعيفة أصلا إلى جزيئات لا دور لها إلا مساعدة النظام ، وربما دون قصد ، على التفرغ لذبح حركات التحرر القوية التى تشكل تهديدا حقيقيا لوجود النظام مثل الإخوان المسلمين وبدرجة أقل كثيرا "كفاية".
فلا عجب إذن أن نرى النظام الآن يشحذ سكاكينه للقضاء نهائيا على تلك الحركات الشعبية جتى يتفرغ بالكامل لنقل السلطنية من على رأس حسنى ثم وضعها فوق رأس جمال ولتحويل مصر إلى مملكة كما فعل المملوك محمد على.
العجيب حقا هو الخراف التى تظن أن الذئب سيتخلى عن طبيعته وينسى طعم لحم الخروف.
"تقول الأسطورة أن رجلا عاش عمره كله وهو يخشى من الذئب على خرافه ، و حدث ذات يوم أن خروفا ذهب إليه ليناقشه في ذلك الأمر، حيث هدى الخروف تفكيره إلى أن الذئب ليس سيئا وأنه لابد فيه بعض من الطيبة التي تعتمل في قلوب الخراف. كان من أمر الرجل أن استشاط غضبا واحمر وجهه في غيظ شديد لما سمع مقالة الخروف . فلما استشرى كلام ذلك الخروف و قابله من قابله من باقي الخراف بالمناظرات و الرفض و تبعه من تبعه من الحملان و باقي الخراف الشباب بالقبول والتصديق حدث انقسام عظيم في القطيع و كانت الخراف التي ذهبت مع الرجل حيث ذهب وترك القطيع قليلة العدد ، ذهبت في أسف و حزن وحسره على ما أل إليه حال القطيع و ما تشرذم إليه .. وحدث أن خروفا من الفئة التي لم ترحل مع الراعي ذهب إلى الذئب ليخبره أن ما تبقي من القطيع يريد إقامة علاقات طبيعية ووديه معه من أجل أن يعم السلام العالم، فتمدد الذئب في مجلسه وطلب من الخروف أن يعقد مؤتمرا بين الخراف يعرض عليهم تغيير نظام حكم القطيع إلى الديموفاضية ، لأنه لن يستطيع فهم نظام حكم الخراف الحالي القائم على الطيبة والتفاهم، فكان أن سأله الخروف يعني إيه ديموفاضية ؟ .. فنظر الذئب إليه بخبث وقال : يعني إن الناس اللي معاك بس هما اللي تبقى كلمتهم مسموعه و لو في معارضه يبقى كلامها مالوش لازمه .. انبسط الخروف من تلك الفكرة و قال له : سأفعل ! أملى الذئب عليه بعض الشروط التي يراها ضرورية حتى يعم السلام ما بينهما و الخروف يصدق عليه ما يقول معجبا بفكرة أن الرأي لجماعته و من يعارضه لا قيمه له حتى انتهى الاجتماع ورجع الخروف إلى القطيع مبشرا بينهم بنظام جديد يحمل علامات التحسن الإقتصادي و الإرتفاع لمستوى المعيشة وأداء البورصة بفضل عملات الذئب التي ستملأ بنوك الخراف .. وحدث أن جاع الذئب يوما و لم يجد ما يأكله .. فرأى حملا صغيرا من الحملان التي وافقت على نشر السلام يأكل من حشائش الأرض فذهب إليه و حياه ثم تجاوزه و رسم بيديه خطا على الأرض بعيدا عن الخروف بمسافة صغيرة ثم عاد وأمسك الحمل و قيده، فصاح الخروف بصوت مرتفع اجتمع على إثره كل الخراف فصاح فيهم الذئب : لا أحد يتجاوز الخط .. هذه حدودي و كل من يعتدي عليها يصبح إرهابي ملكا لي ، لم تملك الخراف أن تعترض فالديموفاضية لا تضع للإعتراض قيمه .. ذهب الذئب بالحمل و أكله و الكل يشاهد ويتفرج .. وكان الذئب كلما جاع يذهب إلى الخط فيمسحه ويرسم خطا أخر على مسافة أبعد وأبعد .. حتى صارت قطعة الأرض التي يسكنها الخراف مزدحمة بهم ، لا تقدر على بقاءهم فيها فكلما حاولوا التحرك تدافعوا وسقط واحدا منهم في فخ ( الحدود ) و الإرهابيين حتى ياكله الذئب و تظل "الديموفاضية" تحكم العالم والسلام مطلب صعب عسير للخراف الطيبة."
إن تلك الأسطورة تحمل وصفا دقيقا للحياة السياسية فى مصر بما لا يدعوا للشك. لذا فإن المدون العبقرى يستحق كل الشكر على توفيره لوقت الكثير من المصريين الضائع فى المهاترات والصراخ والعويل فى حارة الطرش.
ودعونى أن أضيف تأييدا للأسطورة لأقول بالعامية دون تشبيه وبصراحة أنه ، وفى المقام الأول ، لا توجد فى مصر أية أحزاب لها ثقل يعتد به بإستثناء الحزب المزيف الذى أوجده النظام. أما بقية "الأحزاب" الأخرى فهى كما قلت مؤخرا إكسسوار للديمقراطية المزيفة ، أو الديموفاضية ، التى يحاول النظام دون كلل إستحداثها فى مصر.
وعليه فإنه لا يمكن أن تكون هناك أى علاقة شريفة بين النظام الفاسد وأى من أحزاب يعتبرها النظام كمالة عدد. كل ما يمكن أن يحدث هو عملية إحتواء "مشروطة" على غرار إتفاق الذئب مع الخراف أعلاه ، وحتى يأخذ النظام فرصته ليتسلى على تلك "الأحزاب" ويجهز عليها الحزب تلو الآخر –على راحته.
أما عن علاقة الأحزاب ببعضها فإنى أشهد للنظام بالنجاح الباهر فى غرس الفرقة بينها على الطريقة الإنجليزية "فرق وأحكم". وإنقسمت الأحزاب الضعيفة أصلا إلى جزيئات لا دور لها إلا مساعدة النظام ، وربما دون قصد ، على التفرغ لذبح حركات التحرر القوية التى تشكل تهديدا حقيقيا لوجود النظام مثل الإخوان المسلمين وبدرجة أقل كثيرا "كفاية".
فلا عجب إذن أن نرى النظام الآن يشحذ سكاكينه للقضاء نهائيا على تلك الحركات الشعبية جتى يتفرغ بالكامل لنقل السلطنية من على رأس حسنى ثم وضعها فوق رأس جمال ولتحويل مصر إلى مملكة كما فعل المملوك محمد على.
العجيب حقا هو الخراف التى تظن أن الذئب سيتخلى عن طبيعته وينسى طعم لحم الخروف.
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
hassnae- Admin
-
عدد الرسائل : 3845
العمر : 46
المزاج : جيد
الاوسمة :
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
مواضيع مماثلة
» الرجل الذئب .. قصة حقيقية
» قصة ليلى والذئب ......... كما يرويها حفيد الذئب
» كيف بدأت اسطورة الرجل الذئب, ليست خيال فأنها واقع
» الذئب الأمريكي اغتصب شقيقتين والمحكمة عاقبته بالسجن 438 عاما
» أسطورة بروميثيوس
» قصة ليلى والذئب ......... كما يرويها حفيد الذئب
» كيف بدأت اسطورة الرجل الذئب, ليست خيال فأنها واقع
» الذئب الأمريكي اغتصب شقيقتين والمحكمة عاقبته بالسجن 438 عاما
» أسطورة بروميثيوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى