بيع دمك
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بيع دمك
مش لاقى شغل.. بيع دمك بنوك الدم تشتري الكيس بعشرة جنيهات وتبيعه بـ 700!!/] |
سيدهشك أن نقول لك ان كثيرا من الشباب في مصر الان يحترفون بيع دمائهم , فما هي ظروف حياتهم وأشكالهم وكيف يسلكون هذا الطريق وهل حققوا ما أرادوه من بيع دمائهم؟ لكي أعرف الإجابة عن هذه الاسئلة كان لابد أن أكون واحدا منهم, أي أن أبيع دمي أنا الآخر لأتمكن من القيام بهذه المغامرة الصحفية ظللت فترة اجمع معلومات عن الأمر حتي علمت أنه تحول الي تجارة ومافيا لها من يحكمونها ولها قوانينها, والتجارة تتكون من ثلاثة أطراف بائع ومشتر ووسيط أو سمسار. البائعون هم شباب دفعتهم ظروف الفقر أو البطالة أو الإدمان أو أي أسباب أخري الي بيع دمائهم وكي أصل الي هذا البائع كان يجب أن أعرف ان المشتري هو المستشفيات الخاصة الكبري في القاهرة وضواحيها, واهم هذه المستشفيات ثلاثة توجد في منطقة الدقي بالجيزة, اكبرها من أهم المستشفيات التي تمتلك بنك دم في مصر وينصح بالتوجه اليه دائما لدي حدوث أي عجز في مخزون الدم لدي المستشفيات الحكومية نفسها, ومن هنا كان الخيط الذي امسكت بطرفه لاقتحام هذا العالم المثير والمخيف, توجهت الي المستشفي مباشرة بالدقي قاصدا بنك الدم, وعلي الباب المخصص لدخول المتبرعين أو بالأصح البائعين, وبعد ترحيب شديد ـ تعجبت له ـ اخبرني الأمن الموجود أن الساعة الآن الرابعة عصرا وهذه العملية تتم في الصباح الباكر, ونصحني ان أقول: انني أرغب في التبرع وليس البيع لأن البيع ممنوع بأمر وزارة الصحة!! في تمام الخامسة صباحا من اليوم التالي توجهت الي نفس المستشفي, وعلي باب بيع .. أقصد التبرع بالدم ـ وجدت نفس الترحيب الذي تعجبت له بالأمس, وسبب تعجبي أنه علي حسب معلوماتي ان هذا المستشفي زبائن بيع الدم لديه بالمئات ودائمون, فما سبب كل هذا الترحيب ببائع مثلي , ولكن ما إن دخلت ساحة الانتظار الموجودة أمام البنك حتي علمت السبب بأن المتبرع الجديد مثلي يمثل لقطة بالنسبة لبنوك الدم حيث إن المتبرع أو البائع لأول مرة يكون دمه مطلوبا لأنه ثري بمادة الهيموجلوبين, المهم وجدت حفاوة حسدني عليها كل الجالسين علي مقاعد الانتظار أو الواقفون في طوابير البيع الذين جاء عليهم الدور للدخول, المهم جاءني المسئول عن تنظيم عملية الدخول للبيع , اسمه الحاج سلطان وطلب مني بياناتي وطلب مني الانتظار حتي يخرج لينادي علي من أجل الدخول, وخلال تلك الفترة ظللت أراقب الموقف.. الجالسون في حالة إنهاك شديد, أعمارهم صغيرة ولكن أشكالهم وملامحهم توحي بأنهم بلغوا السبعين بل تخطوها بسنوات, هناك من هو نائم ـ والذي يخدمه الحظ ويأتي دوره للدخول وينقذه من وقفة الطوابير يخرج في حالة إعياء شديد, كل هذا جعلني أشعر بالخوف من الأمر خاصة أنني لم أتبرع بالدم سوي مرة واحدة أثناء دراستي بالجامعة وشعرت أن روحي تخرج مني, فما بالنا بهؤلاء الذين كل همهم هو الحصول علي أكبر كمية ممكنة من الدم مقابل الملاليم التي يدفعونها للبائع, وأنا بالنسبة لهم مهم! وأثناء جلوسي اقترب مني شخص هو الوحيد الذي تظهر عليه علامات الصحة والفخفخة مع أنه يجلس مع البائعين ويعرفهم ويعرفونه بالاسم ولكن له سلطة عليهم يسمعون كلامه في كل شيء, اقترب مني واسمه سيد قرافة قال لي: إنما الوجه الجديد ده منين؟ وأخبرني احد الجالسين بجواري انه هو السمسار الذي يأتي بكل البائعين الي هذا البنك ولازم أتعامل معاه كويس عشان ما يقطعش عيشي, وخوفا من أن عم سيد قرافة يقطع عيشي, بدأت أتكلم معه بشكل ودي حتي اطمأن لي وفجأة قال لي : انت دلوقتي تقوم تروح وتقول انك تعبان ومش هينفع تشتغل النهاردة!! فقلت له يا معلم انت فاهم غلط أنا مش جاي اشتغل أنا جاي أبيع دم, فقال لي : يا تلميذ تشتغل يعني تبيع دم, أمال انت فاكر ايه؟؟.. ده شغل وليه قواعد وبتعمله كل يوم فاندهشت جدا وقلت له كل يوم, هو أنا هجيب دم منين كل يوم؟ فقال ماهو أنت لازم تقعد معايا الأول عشان أرسيك علي الدور, انت دلوقتي تقول انك تعبان ومش هتقدر تشتغل وهاتيجي بكرة, قال هذا بنبرة فيها تهديد فما كان مني إلا أن أطيعه فأخبرت عم سلطان مسئول تنظيم البيع بما قاله لي عم قرافة, وخرجت مع الأخير علي المقر في الناصرية بالسيدة زينب, وبالطبع انا كنت مطيعا له لأن كل مايهمني هو اقتحام هذا العالم ومعرفة تفاصيله وأثناء ذهابنا أخبرني عم سيد أن قرافة هذا هو اسم شهرة وأخبرني بالاسم الحقيقي, وأنه بدأ في هذا المجال منذ 15 سنة كمتبرع أوهمه سمسار آخر بأن زوجته مريضة جدا وهو غريب عن القاهرة ويحتاج الي من يتبرع لها بالدم , فذهب معه سيد قرافة هذا كنوع من الشهامة, ولكن بعد أن تبرع علم من الممرضات أن هذا الشخص الذي أوهمه هو سمسار ويأتي بعشرات الشباب يوميا بتلك الطريقة حتي يحصل هو علي المقابل لدمائهم دون أن يعلموا, إذا علم أحدهم ب الأمر يقنعه ويعطي له هدية بعشرة جنيهات أو خلافه, بل ويضمه لما يسمي مؤسسته التجارية التي تكون السلع المبيعة فيها هي دماء الشباب الذين ينجح في إقناعهم, وهذا ما فعله مع قرافة أعطاه هدية وأقنعه بأن هذا الأمر بيزنس ويستطيع أن يحصل منه علي أموال كثيرة, وبالطبع رفض قرافة في البداية إلا أنه مالبث أن استجاب أمام ضغوط الحياة, وأصبح في المواسم مثل بداية الدراسة أو الأعياد يبيع دماءه من أجل الحصول علي مئات الجنيهات التي بالكاد تمرر أزمته بسلام, حتي فكر في أن يعمل هو بيزنس كبيرا من وراء تلك المهنة, بدأ يمارس نفس الأمر ويقنع الشباب ببيع دمائهم من أجل الحصول علي الأموال , ولكن الشهادة لله عم سيد راجل نظيف لايلجأ الي الطريقة الملتوية التي تمت معه بل يخبر الشباب مباشرة أنه متعهد توريد متبرعين أو بائعين لبنوك الدم ويحصل علي نسبة مقابل هذا من البائع ومن المستشفي أو بنك الدم, وأعضاء مؤسسته بعضهم عمال تراحيل جاءوا الي القاهرة من أجل حلم العمل والحصول علي المال, ويفاجأون أن كل ماحلموا به مجرد سراب ويصطدمون بأرض الواقع المرير حتي يتلقفهم بائعو الهواء مثل قرافة وأمثاله, وضمن مؤسسة قرافة أيضا شباب من خريجي الجامعات لكنهم عانوا البطالة أو اتجهوا للإدمان, ومن أجل الإنفاق علي مزاجهم يبيعون دماءهم, وهناك من يقول إنه يفعل هذا من أجل أن يعيش!! فأين الدم الذي يساعده علي العيش؟ .. ربنا يرزق!! المهم أخبرني عم قرافة عن تفاصيل مذهلة عن أسعار بيع الدم, فالمستشفي الذي كنت به يشتري كيس الدم بـ 30 جنيها ويبيعه بـ 330 جنيها ومستشفي آخر بجواره في الدقي يشتريه بـ 46 جنيها ويبيعه بـ 400 وآخر يتمتع بشهرة دولية يشتري كيسا كبيرا بـ 90 جنيها ويبيعه بـ 600 جنيه هذا بالنهار أما بالليل فيصل سعر بيع الكيس به الي أكثر من 1000 جنيه, وتعامل هذه المستشفيات الشخص الجديد في هذه المهنة معاملة خاصة حيث تشتري منه كيس الدم بـ 150 جنيها نظرا لاحتواء دمه علي نسبة كبيرة من الهيموجلوبين. ويختلف سعر وحدة الدم (450 ملليلترا) من شخص لآخر فالمدمنون ومحترفو البيع قد يصل بهم الأمر الي بيع دمهم بأقل من عشرة جنيهات للوحدة الواحدة, بينما يستطيع البعض أن يتعدي سعر دمه 300 جنيه مصري خاصة لو كان سيتبرع علي جهاز فصل مشتقات الدم APHERESIS.. الذين يمتهنون مهنة بيع دمائهم يتعاملون مع العالم الخارجي بإحراج وخوف مثل الذين يعانون مرضا معديا مما يجعلهم أكثر ميلا للعزلة, يبدأ يومه عندهم منذ الخامسة صباحا والذهاب الي المستشفيات المعروفة لهم لبيع الدم ثم يعودون في السابعة للنوم في منازلهم ومن لا منزل له يذهب للنوم في أي مكان ثم يتوجهون بعد ذلك الي المقاهي الخاصة بهم ويظلون بها حتي صباح اليوم التالي والذهاب الي المستشفيات لعمل نفس الشيء. ويتجمع من يمتهنون مهنة بيع الدم في أماكن معروفة بهم مثل منطقة الناصرية بالسيدة زينب التي أجلس علي مقهي بها الآن مع المعلم سيد قرافة وحواري الحسين ومنطقة الست فاطمة النبوية بباب الخلق والإمام الشافعي والسيدة نفيسة وعزبة خير الله, أما في الجيزة فتوجد منطقة كوبري نصر الدين التي يجلس فيها عمال التراحيل الصعايدة وكذلك منطقة الطوابق وفي قليوب توجد منطقة أبو الغيط, سكان هذه المناطق هم المصادر الأساسية لبنوك الدم المنتشرة في كل المستشفيات. وعاد بي قرافة الي الحديث عن كيفية إتقان تلك المهنة وقال لي إنت لازم تشرب سوايل كتير عشان يبقي عندك دم كتير وتعرف تعملك قرشين تعيش بيهم, وبعدين لازم تغير كل مرة نوديك مستشفي شكل عشان تقنعهم أنك متبرع لأول مرة وتاخد فلوس أكتر!! وبعد ان انتهي من حديثه كان أعضاء مؤسسته الذين وزعهم في الصباح علي بنوك الدم قد جاءوا وكلهم منهكون. فمنهم من يتبرع يوميا بدمه منذ 5 سنوات والغريب أنهم لم يحققوا أحلامهم في المعيشة المنعمة ولكن تحولوا الي مومياوات تمشي علي أقدام متهالكة !! وأخذ قرافة يحاسبهم بالسحتوت ويقول لهذا انت عليك 20 جنيها من امبارح وذلك يطلب منه 30 جنيها فتونة, بالإضافة الي 5 جنيهات من كل واحد مصاريف القعدة , أما أنا فقد انصرفت بعد أن قررت أن أخبرهم أنني سآتي إليهم بالليل أسهر معهم والاتفاق علي ماسنفعله في موضوع بيع دمي !! وللتأكد مما حصلت عليه من معلومات خلال مغامرتي هذه وخوفا من أن يكون موظفون صغار ببنوك الدم في المستشفيات هم الذين يعملون هذه الأخطاء دون علم أصحابها, قررت الذهاب بشكل رسمي وبصفتي الصحفية إلي أحد المستشفيات الذي يتمتع بسمعة طيبة في الدقي ولديه أكبر بنك دم وهو مستشفي الشبراويشي وبالطبع قابلت الدكتور مجدي الإكيابي المدير المسئول عن بنك الدم وحينما سألته عن فكرة وجود أشخاص يأتون إلي بنوك الدم بغرض بيع دمائهم مقابل أموال محددة نفي هذا الأمر بشدة واستبعد أن يكون موجودا عندهم علي الإطلاق ولكن فقط أشار إلي وجود متبرعين مترددين علي بنك الدم عندهم ضمن برنامج تشجيعي علي التبرع يسمي qualified وهو التبرع عن طريق جهاز فصل مكونات الدم الذي أشرنا إليه من قبل وهذا الجهاز يقوم بأخذ مكونات معينة مطلوبة في الدم وإعادة باقي المكونات وهذه العملية تأخذ وقتا طويلا وبالتالي فلامانع من إعطاء المتبرع مقابلا ماديا علي تعطيله وضياع وقته خاصة أنه يأتي للتبرع حوالي ثلاث مرات في الشهر, وأضاف أن عدد المتبرعين المترددين علي البنك ضمن هذا البرنامج يقدرون بحوالي 300 شخص وحينما طلبت منه أن أقابل أحد هؤلاء المتبرعين للتأكد من المعلومات وسؤالهم بعض الأسئلة تردد في البداية وبعد إقناع مني قال إنه سيحدد لي موعدا مع أحدهم غدا بعد أن يعلمه بذلك!! وفي المساء اتصلت بالدكتور مجدي لمعرفة الساعة المحددة غدا لمقابلة المتبرع ففوجئت به يطلب مني جوابا رسميا من المجلة وموقعا من رئيس التحرير ففعلت وذهبت إليه في اليوم التالي وهناك انتظرت بعض الشيء حتي جاء هو ومعه شخص آخر عرفت أنه المسئول المالي في المستشفي وأول شيء طلبه مني الجواب فأعطيته له وبعد ذلك أحضر لي هذا الشخص ورقة مكتوبا فيها إقرار علي أن ألتزم بكتابة ونشر الكلام الذي يتم تسجيله علي الكاسيت فقط ولأنني لايهمني الكلام الذي أسمعه منهم بقدر ما ألاحظه بعيني وماتستشعره نفسي وقعت الاقرار بدون تردد, وبعد ذلك فوجئت بهم يحضرون جهاز تسجيل كبيرا يحمله شخص وقالوا إنهم سيسجلون الحديث وبالطبع لم أمانع وطلبوا بطاقتي الشخصية لتصويرها فأعطيتها!! |
hesham650- عضوماسى
-
عدد الرسائل : 1481
العمر : 53
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 07/07/2007
رد: بيع دمك
الدم ليس للبيع وليست له قيمة مادية
أحيانا نبذل دمائنا ولكن تبرع
ولانقصد من ذلك غير عمل الخير
لاسعاف حالة مرضية
كونو بخير
أحيانا نبذل دمائنا ولكن تبرع
ولانقصد من ذلك غير عمل الخير
لاسعاف حالة مرضية
كونو بخير
aboezra- المدير العام
-
عدد الرسائل : 2933
العمر : 72
المزاج : معتدل
الاوسمة :
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى