دولة عرب نت


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دولة عرب نت
دولة عرب نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا ياعراق نزار

اذهب الى الأسفل

غرائب مرحبا ياعراق نزار

مُساهمة من طرف raddad الأحد سبتمبر 23, 2007 4:55 pm





مرحباً يا عراقُ، جئـتُ أغنّيـكَ
وبعـضٌ مـن الغنـاءِ بـكـاءُ

مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهـاً
حفـرتـهُ الأيّــامُ والأنــواءُ؟

أكلَ الحبُّ مـن حشاشـةِ قلبـي
والبقايـا تقاسمتـهـا النـسـاءُ

كـلُّ أحبابـي القدامـى نسَونـي
لا نُـوارَ تجـيـبُ أو عـفـراءُ

فالشـفـاهُ المطيّـبـاتُ رمــادٌ
وخيامُ الهـوى رماهـا الهـواءُ

سكنَ الحزنُ كالعصافيـرِ قلبـي
فالأسـى خمـرةٌ وقلبـي الإنـاءُ

أنا جرحٌ يمشـي علـى قدميـهِ
وخيولـي قـد هدَّهـا الإعيـاءُ

فجراحُ الحسينِ بعـضُ جراحـي
وبصدري مـن الأسـى كربـلاءُ

وأنا الحزنُ من زمـانٍ صديقـي
وقليلٌ فـي عصرنـا الأصدقـاءُ

مرحباً يا عراقُ،كيفَ العبـاءاتُ
وكيفَ المها.. وكيـفَ الظبـاءُ؟

مرحباً يا عراقُ.. هـل نسيَتنـي
بعـدَ طـولِ السنيـنِ سامـرّاءُ؟

مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهـرُ
وأهلاً يـا عشـبُ... يـا أفيـاءُ

كيفَ أحبابُنا على ضفـةِ النهـرِ
وكيـفَ البـسـاطُ والنـدمـاءُ؟

كان عنـدي هنـا أميـرةُ حـبٍّ
ثم ضاعـت أميرتـي الحسنـاءُ

أينَ وجهٌ فـي الأعظميّـةِ حلـوٌ
لو رأتـهُ تغـارُ منـهُ السمـاءُ؟

إنني السندبـادُ.. مزّقـهُ البحـرُ
و عيـنـا حبيبـتـي الميـنـاءُ

مضغَ الموجُ مركبـي.. وجبينـي
ثقبتـهُ العـواصـفُ الهـوجـاءُ

إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ
فهل لي إلـى العـراقِ التجـاءُ؟

وأنا العاشـقُ الكبيـرُ.. ولكـن
ليس تكفـي دفاتـري الزرقـاءُ

يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعـرُ؟
وما الذي أعطى لنـا الشعـراءُ؟

الدواويـنُ فـي يدينـا طـروحٌ
والتعابـيـرُ كلُّـهـا إنـشــاءُ

كلُّ عـامٍ نأتـي لسـوقِ عكـاظٍ
وعلينـا العمـائـمُ الخـضـراءُ

ونهزُّ الرؤوسَ مثـل الدراويـشِ
...و بالنـار تكتـوي سيـنـاءُ

كلُّ عامٍ نأتـي.. فهـذا جريـرٌ
يتغـنّـى.. وهــذهِ الخنـسـاءُ

لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشـراً
وفلسطيـنُ خضّبتهـا الـدمـاءُ

يا حزيرانُ.. أنـتَ أكبـرُ منّـا
وأبٌ أنـتَ مـا لــهُ أبـنـاءُ

لـو ملكنـا بقيّـةً مـن إبــاءٍ
لانتخيـنـا.. لكنـنـا جبـنـاءُ

يـا عصـورَ المعلّقـاتِ ملَلنـا
ومن الجسـمِ قـد يمـلُّ الـرداءُ

نصفُ أشعارنـا نقـوشٌ ومـاذا
ينفعُ النقشُ حين يهـوي البنـاءُ؟

المقامـاتُ لعبـةٌ... والحريـريُّ
حشيـشٌ.. والغـولُ والعنـقـاءُ

ذبحتنـا الفسيفسـاءُ عـصـوراً
والدُّمـى والزخـارفُ البلـهـاءُ

نرفضُ الشعرَ كيميـاءً وسحـراً
قتلتـنـا القصـيـدةُ الكيمـيـاءُ

نرفضُ الشعـرَ مسرحـاً ملكيـاً
مـن كراسيـهِ يحـرمُ البسطـاءُ

نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصانـاً
يمتطيـهِ الطـغـاةُ والأقـويـاءُ

نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورمـوزاً
كيف تستطيعُ أن ترى الظلمـاءُ؟

نرفـضُ الشعـرَ أرنبـاً خشبيّـاً
لا طمـوحَ لــهُ ولا أهــواءُ

نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعـر..
دخـانٌ أيّامـهـم.. وارتـخـاءُ

شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفـراً
بيديـهِ.. فكـلُّ شـيءٍ مُضـاءُ

شعرنا اليومَ هجمـةٌ واكتشـافٌ
لا خطـوطَ كوفيّـةً ، وحِــداءُ

كلُّ شعـرٍ معاصـرٍ ليـسَ فيـهِ
غصبُ العصـرِ نملـةٌ عرجـاءُ

ما هوَ الشعـرُ إن غـدا بهلوانـاً
يتسـلّـى برقـصـهِ الخُلـفـاءُ

ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فـأراً
كِسرةُ الخبـزِ –هَمُّـهُ- والغِـذاءُ

وإذا أصبـحَ المفـكِّـرُ بُـوقـاً
يستوي الفكـرُ عندهـا والحـذاءُ

يُصلبُ الأنبياءُ مـن أجـل رأيٍ
فلمـاذا لا يصلـبَ الشـعـراءُ؟

الفدائيُّ وحـدهُ.. يكتـبُ الشعـرَ
و كـلُّ الـذي كتبنـاهُ هــراءُ

إنّـهُ الكاتـبُ الحقيقـيُّ للعصـرِ
ونحـنُ الحُجَّـابُ والأجــراءُ

عندمـا تبـدأُ البنـادقُ بالعـزفِ
تمـوتُ القصـائـدُ العصـمـاءُ

ما لنـا؟ مالنـا نلـومُ حزيـرانَ
و فـي الإثـمِ كلُّنـا شـركـاءُ؟

من هم الأبرياءُ؟ نحـنُ جميعـاً
حاملـو عــارهِ ولا استثـنـاءُ

عقلُنا، فكرُنـا، هـزالُ أغانينـا
رؤانــا، أقوالُـنـا الجـوفـاءُ

نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفـراءُ
والحبـرُ والحـروفُ الإمــاءُ

البطـولاتُ موقـفٌ مسـرحـيٌّ
ووجــوهُ الممثلـيـنَ طــلاءُ

وفلسطـيـنُ بينـهـم كـمـزادٍ
كـلُّ شـارٍ يزيـدُ حيـن يشـاءُ

وحدويّـون! والبـلادُ شظـايـا
كلُّ جـزءٍ مـن لحمهـا أجـزاءُ

ماركسيّونَ! والجماهيـرُ تشقـى
فلمـاذا لا يشـبـعُ الفـقـراءُ؟

قرشيّـونَ! لـو رأتهـم قريـشٌ
لاستجارت مـن رملِهـا البيـداءُ

لا يميـنٌ يجيـرُنـا أو يـسـارٌ
تحتَ حدِّ السكيـنِ نحـنُ سـواءُ

لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ
وضاعت من قبلها "الحمـراءُ"..

يا فلسطينُ، لا تزاليـنَ عطشـى
وعلى الزيتِ نامـتِ الصحـراءُ

العبـاءاتُ.. كلُّهـا مـن حريـرٍ
والليالـي رخيـصـةٌ حـمـراءُ

يا فلسطيـنُ، لا تنـادي عليهـم
قد تسـاوى الأمـواتُ والأحيـاءُ

قتلَ النفطُ ما بهـم مـن سجايـا
ولقـد يقتـلُ الثـريَّ الـثـراءُ
يا فلسطيـنُ، لا تنـادي قريشـاً
فقريـشٌ ماتـت بهـا الخيَـلاءُ

لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمـسٍ
لا تنادي.. لـم يبـقَ إلا النسـاءُ

ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ
ويمشـي إلـى الـوراءِ الـوراءُ

مـرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ
و تاريـخُ أمـتـي... أشــلاءُ

مرَّ عامـانِ.. والمسيـحُ أسيـرٌ
في يديهـم.. و مريـمُ العـذراءُ

مرَّ عامـانِ.. والمـآذنُ تبكـي
و النواقيـسُ كلُّـهـا خـرسـاءُ

أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحـرفِ
كفـانـا الــدوارُ والإغـمـاءُ

مزِّقوا جُبَّـةَ الدراويـشِ عنكـم
واخلعوا الصوفَ أيُّهـا الأتقيـاءُ

اتـركـوا أوليـاءَنـا بـسـلامٍ
أيُّ أرضٍ أعادهـا الأولـيـاءُ؟

في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كثيـرٌ
كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟

زعمـوا أننـي طعنـتُ بـلادي
وأنـا الحـبُّ كـلُّـهُ والـوفـاءُ

أيريـدونَ أن أمُـصَّ نزيـفـي؟
لا جـدارٌ أنــا و لا ببـغـاءُ!

أنا حريَّتـي... فـإن سرقوهـا
تسقـطِ الأرضُ كلُّهـا والسمـاءُ

ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعـري
ما اشتـراهُ الملـوكُ والأمـراءُ

كلُّ حـرفٍ كتبتـهُ كـانَ سيفـاً
عربيّـاً يشـعُّ منـهُ الضـيـاءُ

وقليـلٌ مــن الـكـلامِ نـقـيٌّ
وكثيـرٌ مـن الـكـلامِ بـغـاءُ

كم أُعانـي ممـا كتبـتُ عذابـاً
ويعانـي فـي شرقنـا الشرفـاءُ

وجعُ الحرفِ رائـعٌ.. أوَتشكـو
للبساتـيـنِ وردةٌ حـمــراءُ؟

كلُّ من قاتلـوا بحـرفٍ شجـاعٍ
ثـم ماتـوا.. فإنهـم شـهـداءُ

لا تعاقب يا ربِّ مـن رجمونـي
واعـفُ عنهـم لأنّهـم جهـلاءُ

إن حبّي للأرضِ حـبٌّ بصيـرٌ
وهواهـم عـواطـفٌ عمـيـاءُ

إن أكُن قد كويـتُ لحـمَ بـلادي
فمن الكـيِّ قـد يجـيءُ الشفـاءُ

من بحارِ الأسى، وليـلِ اليتامـى
تطلـعُ الآنَ زهــرةٌ بيـضـاءُ

ويطـلُّ الفـداءُ شمسـاً عليـنـا
ما عسانا نكـونُ.. لـولا الفـداءُ

من جراحِ المناضليـنَ.. وُلدنـا
ومـنَ الجـرحِ تولـدُ الكبريـاءُ

قبلَهُـم، لـم يكـن هنـاكَ قبـلٌ
ابتداءُ التاريخِ من يـومِ جـاؤوا

هبطـوا فـوقَ أرضنـا أنبيـاءً
بعـد أن مـاتَ عندنـا الأنبيـاءُ

أنقذوا ماءَ وجهنـا يـومَ لاحـوا
فأضـاءت وجوهُنـا الـسـوداءُ

منحونـا إلـى الحيـاةِ جـوازاً
لـم تكُـن قبلَهـم لنـا أسـمـاءُ

أصدقاءُ الحـروفِ لا تعذلونـي
إن تفجّـرتُ أيُّهـا الأصـدقـاءُ

إنني أخـزنُ الرعـودَ بصـدري
مثلما يخـزنُ الرعـودَ الشتـاءُ

أنا ما جئتُ كـي أكـونَ خطيبـاً
فبـلادي أضاعَـهـا الخُطـبـاءُ

إنني رافضٌ زمانـي وعصـري
ومـن الرفـضِ تولـدُ الأشيـاءُ

أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى
و شفيعـي... طفولتـي والنقـاءُ

إننـي قـادمٌ إليكـم.. وقلـبـي
فـوقَ كفّـي حمامـةٌ بيـضـاءُ

إفهموني.. فما أنـا غيـرُ طفـلٍ
فـوقَ عينيـهِ يستحـمُّ المسـاءُ

أنا لا أعرفُ ازدواجيّـةَ الفكـرِ
فنفـسـي.. بحـيـرةٌ زرقــاءُ

لبلادي شعري.. ولسـتُ أبالـي
رفصتـهُ أم باركتـهُ السمـاءُ..



164 عدد المشاهدات لهذه القصيدة

raddad
عضو قيادي

ذكر
عدد الرسائل : 154
العمر : 42
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى