هدية الزعيم...........(
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هدية الزعيم...........(
هدية الزعيم)
خرج من عمله سريعا وهو يشعر بالسعادة تغمر كيانه..له دهر لم يشعر فيه بهذه السعاده .. لقد أنعم عليهم الزعيم اليوم بمنحة العيد ..زيادة قبضها مع راتب الشهر.. ليس هذا فقط بل تم توزيع معطف جديد لكل موظف فى الدولة ..
تحول الشارع الى كرنفال .. كانت المعاطف جميلة حقا,, و لما كانت ساعة الذروة والجميع فى طرقهم الى محطات المترو و مواقف الباصات فقد انتشرت ألوان هذه المعاطف البراقة فى الشوارع و قد ارتداها الجميع ..عمالا و موظفين.. كان المديرون و الرءوساء يصرون على أن يخرج مرؤو سيهم و قد ارتدوا هدية الزعيم فى مظاهرة فرح تعبيرا عن شكرهم العميق للزعيم الأب .. حتى ظن سعيد افندى أنها التعليمات... وهو رجل لم يخالف التعليمات فى حياته
لقد وضع سعيد الراتب فى جيب المعطف الجديد .. و لدهشته سمع نفسه يغنى مقطعا من أغنية لم يرددها منذ انقضاء شبابه
عليه أن يعيد أفكاره مرة ثانية عن الزعيم.. فهو وان لم يصارح أحدا أبدا بها .. الا أنه يشعر الآن بالخجل منها.. فلطالما سخر من البرامج التلفازية التى تمجد من دور الزعيم فى حرب التحرير و التى كانت تؤكد على أنه لولا الكتيبة التى كان يقودها الزعيم فى الحرب أبان كان ملازما فى الجيش, و لولا أدوارها البطولية المجيدة لما تم النصر و استكمل التحرير بل قد كانوا يدعون بأن أول علم زرع فى الأرض المحررة كان علن كتيبة الزعيم.... يبدوا أنهم كانوا على حق فالزعيم انسان عظيم و لابد أن كان عبقريا
أخذتا عينا سعيد تدور فرحة فى الشارع و الذى صار و كأنه "حارة العيد" .. التى طالما زارها فى طفولته أيام الأعياد ليستمتع بالمراجيح و الأراجوز و شراء اللعب الجيدة من دكاكين اللعب المتراصة و المليئة بألوان شتى من اللعب ..وكان يؤمها كل أطفال المدينة فى أزياء العيد الجديدة .. بارك الله فى الزعيم الذى صنع لنا العيد قبل بلوغه.. بل لقد أعطى العيد أخيرا مذاق العيد
كان الجو فى الشارع مفعما بالفرح و المظاهر الاحتفالية . لاحظ سعيد فقط تواجد كثيف من رجال الأمن ..برر ذلك بأنها رحمة الزعيم بهم و شفقته عليهم و حرصه على ألا يفسد لص فرحتهم.. كان الجنود حقا منتشرون فى كل ركن من كل شارع
ازدحمت رأس سعيد بالأفكار حول الهدية التى سيشتريها لزوجته بعد طول نسيان...مستغلا فى ذلك هذه الزيادة الطارئة فى راتبه
فكر أولا فى فستان ثم فى حذاء .. أو... أو "اشارب" .. استقر رأيه أخيرا على أن يشترى لها زهرة
لم يستشعر اضطرابا فى الشارع من حوله و هو منغمس فى أفكاره .. أو لم يكترث
مد يده فى جيب المعطف لييتنعم بملامسة المال قبل دخوله محل الزهور ..كانت ملامسة يده للبطانه الناعمه للمعطف الجديد شيئا مثيرا و مبهجا.. استمرت يده فى التقدم كثيرا حتى انغمس ذراعه بالكامل فى جيبه و أحس بخشونة قماش بنطا له .. لا قاع للجيب .. و لا راتب
بحث فى جميع جيوبه... كلها بلا قيعان ... كلها مفتوحة الى الشارع ... نظر خلفه .. خيل اليه أن لفائف من المال متناثرة فى أرض الشارع رغم الزحام .. انقض عليها ..لكن انقضاض رجال الأمن عليه كان أسرع
داخل عربة الاعتقال الزرقاء الضخمة ,وجد نفسه محشورا مع كثيرين مثله .. يرتدون مثل معطفه و يحكون نفس قصته
.. كلهم مثله ....متهمون بمحاولة افساد سعادة الشعب .
خرج من عمله سريعا وهو يشعر بالسعادة تغمر كيانه..له دهر لم يشعر فيه بهذه السعاده .. لقد أنعم عليهم الزعيم اليوم بمنحة العيد ..زيادة قبضها مع راتب الشهر.. ليس هذا فقط بل تم توزيع معطف جديد لكل موظف فى الدولة ..
تحول الشارع الى كرنفال .. كانت المعاطف جميلة حقا,, و لما كانت ساعة الذروة والجميع فى طرقهم الى محطات المترو و مواقف الباصات فقد انتشرت ألوان هذه المعاطف البراقة فى الشوارع و قد ارتداها الجميع ..عمالا و موظفين.. كان المديرون و الرءوساء يصرون على أن يخرج مرؤو سيهم و قد ارتدوا هدية الزعيم فى مظاهرة فرح تعبيرا عن شكرهم العميق للزعيم الأب .. حتى ظن سعيد افندى أنها التعليمات... وهو رجل لم يخالف التعليمات فى حياته
لقد وضع سعيد الراتب فى جيب المعطف الجديد .. و لدهشته سمع نفسه يغنى مقطعا من أغنية لم يرددها منذ انقضاء شبابه
عليه أن يعيد أفكاره مرة ثانية عن الزعيم.. فهو وان لم يصارح أحدا أبدا بها .. الا أنه يشعر الآن بالخجل منها.. فلطالما سخر من البرامج التلفازية التى تمجد من دور الزعيم فى حرب التحرير و التى كانت تؤكد على أنه لولا الكتيبة التى كان يقودها الزعيم فى الحرب أبان كان ملازما فى الجيش, و لولا أدوارها البطولية المجيدة لما تم النصر و استكمل التحرير بل قد كانوا يدعون بأن أول علم زرع فى الأرض المحررة كان علن كتيبة الزعيم.... يبدوا أنهم كانوا على حق فالزعيم انسان عظيم و لابد أن كان عبقريا
أخذتا عينا سعيد تدور فرحة فى الشارع و الذى صار و كأنه "حارة العيد" .. التى طالما زارها فى طفولته أيام الأعياد ليستمتع بالمراجيح و الأراجوز و شراء اللعب الجيدة من دكاكين اللعب المتراصة و المليئة بألوان شتى من اللعب ..وكان يؤمها كل أطفال المدينة فى أزياء العيد الجديدة .. بارك الله فى الزعيم الذى صنع لنا العيد قبل بلوغه.. بل لقد أعطى العيد أخيرا مذاق العيد
كان الجو فى الشارع مفعما بالفرح و المظاهر الاحتفالية . لاحظ سعيد فقط تواجد كثيف من رجال الأمن ..برر ذلك بأنها رحمة الزعيم بهم و شفقته عليهم و حرصه على ألا يفسد لص فرحتهم.. كان الجنود حقا منتشرون فى كل ركن من كل شارع
ازدحمت رأس سعيد بالأفكار حول الهدية التى سيشتريها لزوجته بعد طول نسيان...مستغلا فى ذلك هذه الزيادة الطارئة فى راتبه
فكر أولا فى فستان ثم فى حذاء .. أو... أو "اشارب" .. استقر رأيه أخيرا على أن يشترى لها زهرة
لم يستشعر اضطرابا فى الشارع من حوله و هو منغمس فى أفكاره .. أو لم يكترث
مد يده فى جيب المعطف لييتنعم بملامسة المال قبل دخوله محل الزهور ..كانت ملامسة يده للبطانه الناعمه للمعطف الجديد شيئا مثيرا و مبهجا.. استمرت يده فى التقدم كثيرا حتى انغمس ذراعه بالكامل فى جيبه و أحس بخشونة قماش بنطا له .. لا قاع للجيب .. و لا راتب
بحث فى جميع جيوبه... كلها بلا قيعان ... كلها مفتوحة الى الشارع ... نظر خلفه .. خيل اليه أن لفائف من المال متناثرة فى أرض الشارع رغم الزحام .. انقض عليها ..لكن انقضاض رجال الأمن عليه كان أسرع
داخل عربة الاعتقال الزرقاء الضخمة ,وجد نفسه محشورا مع كثيرين مثله .. يرتدون مثل معطفه و يحكون نفس قصته
.. كلهم مثله ....متهمون بمحاولة افساد سعادة الشعب .
hesham650- عضوماسى
-
عدد الرسائل : 1481
العمر : 53
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 07/07/2007
رد: هدية الزعيم...........(
جميل جدا
عماد الربيعي- عضو مميز في اسرة التحرير
-
عدد الرسائل : 427
العمر : 53
المزاج : جيد جداً
الاوسمة :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2007
رد: هدية الزعيم...........(
اللة يخليلهم الزعيم ويطول عمرة
ابو علي- عضو نشيط
-
عدد الرسائل : 49
العمر : 60
المزاج : عادي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/01/2008
مواضيع مماثلة
» في عيد ميلادي ... هدية
» في عيد ميلادي هدية
» تقبل منا ياسياده الزعيم خالص العزاء.
» أحلى هدية للأصدقاء....
» اشاعة في القاهرة : وفاة الزعيم عادل امام
» في عيد ميلادي هدية
» تقبل منا ياسياده الزعيم خالص العزاء.
» أحلى هدية للأصدقاء....
» اشاعة في القاهرة : وفاة الزعيم عادل امام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى