صناعة بيت الشعر في البادية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صناعة بيت الشعر في البادية
نسجة في الصيف فن وموضعة في الشتاء أمان
016) اعداد محمد ابوعيطة
من بعيد تبدو هالات سوداء بمحيط متوازن بظواهر الطبيعة واثبات الحياة في بيداء أمطرها البرد صمتا يهرب منها ساكن ديارها في بطن هذه الهالة أو تلك فهي المقر المؤقت والملاذ الامن من بردا يلسع ومطرا يهطل وريحا يخــــــفق .
إنها بيوت الشعر في صحاري العرب وهي منصوبة بعمادها في هذا التوقيت من كل عام لتعلن تحديها لقوة الطبيعة مع مولد شتاء كل عام في مشاهد تكاد تعلن رحيلها من بوادي العرب .
وبيت الشعر هو مسكن البدوي في الصحراء ينصبة أواخر الخريف ليقي تقلبات الشتاء من برد ومطر وريح وعواصف عاتية وطوية إذا ما حل فصل الربيع ليبدأ بعدها الانطلاقة من قيود الشتاء والرحيل بحثا عن منبت الكــــلاء .
****العناية بالتحضير لمسكن الشتاء في البادية تبدأ في العادة مبكرا أواخر فصل الصيف وقبيل الخريف تنشط ( مغازل ) البدويات وهن وراء أغنامهن في المراعي يفتلن خيوط من شعر الماعز والأغنام طويلة يكو نن منها لفائف من الحبال المفتولة بعناية ودقة من الصوف أو الشعر أو الوبر ويقمن بعد ذلك بشد هذه الحبال ورصها بجانب بعضها البعض وإحكام ربطها من الطرفين بقطعة خشبية مثبتة بأوتاد من الطرفين ومن ثم نسجها بعضها البعض باستخدام ( قرن غزال ) إلى أن تنسج مكونة قطعة متكاملة مستطيل الشكل بأطوال وأعراض مختلفة حسب الحاجة إليها فيما بعد عند نصب بيت الشعر .
***بيت الشعر عند بناة يتألف من وحدات منسوجة من هذه القطع بجانب بعضها يختلف موضعها اسمها حسب موقعها وهي .
الشقق – جمع شقة : وهي الجزء العلوي من البيت ( السقف ) والذي يتألف من مجموعة من الشقق متصلة ببعضها البعض بحسب حجم البيت وتنسج الشقة من شعر الماعز الأسود وهو ما يضفي على البيت طابع السواد المهيب المعروف عنه
الرواق أو الزافر أو المنساب : وهي ما يغطا بها الجانب الخلفي من البيت وتنسج من صوف الأغنام البيضاء أو وبر الإبل وتتصل بسقف البيت .
الرفراف : وهو جانبي البيت الأيمن والأيسر وتنسج أيضا من صوف الأغنام أو وبر الإبل .
الغدفة : وهي الستارة التي تسدل على مقدمة البيت في حالة سقوط المطر أو البرد والريح الشديد وفي العادة بيت الشعر يبقى مفتوحا من الإمام .
المعاند – جمع معند : وهي التي تفصل غرف البيت عن بعضها البعض وتحاك أيضا من الصوف أو الوبر .
والبيت نفسه ينصب على أعمدة مكونة هيكل البيت ويختلف عددها وطولها بحسب حجمة وهي :-
الو اسط : وتعتبر أعلى أعمدة البيت ارتفاعا وعليها مهمة حمل البيت وتقع في المنتصف .
المقدم : وهي أعمدة المقدمة ومكانها بصدر البيت .
زافرة أو منيحر : وهي أعمدة مؤخرة البيت .
العامر: وهي الأعمدة الجانبية الموازية لأعمدة الو اسط من الجانبين .
ويشد البيت على هذه الأعمدة بحبال غليظة تتصل بأطراف البيت بقطعة قماش ملفوفة تسمى (نعلة ) وتثبت في الأرض بأوتاد حديدية محكمة .
وتختلف أسماء البيوت باختلاف عدد الأعمدة قلتها أو كثرتها كما يختلف المسمى في البادية من مكان لأخر ففي بادية الشام مثلا يسمى البيت ذو العمد الواحد باستثناء العامودين الجانبيين قطبة ، وإذا كان صغيرا ورثا وبدون عامود متوسط يدعى : خر بوشا ، كما هو لدى الارولة وأمثالهم ، وذو العامودين يدعى : مقورا وفي بعض العشائر : جرنين أو مدو بل ودبل الشيء بمعنى كبر وزاد حجمة ، وإذا كان له ثلاثة أعمدة : مثولث أو خمسة : مخمس وهكذا ، مسبع ومتوسع ، وأكثر رؤساء العشائر الكبيرة بيوتهم من صنف المسبع ويبدو أن هذا العدد هو الحد الأقصى لدي عشائر الشام طرا وبيت الذين يلونهم من الكبراء من صنف المخمس أو المثولث وهكذا ومساحة هذه البيوت من 60 – 100م2 ( 1 )
وفي بادية سيناء البيت الذي يتسع لغرفتين يسمى عودية وما يتسع لأكثر من غرفتين يسمى فازه ( 2 )
ونصب بيت الشعر هو أول ما يفكر به القوم عندما يصل ظعنهم إلى المنزل الجديد يبدأ ون باختيار المحل اللائق لنصب ( الشق ) وهم يضعون في الغالب في وسط البيوت الأخرى ثم ينصبون البيوت حوالي الشق ولا يشترط في نصب بيوت الشعر أن تكون صف واحدا أو في نقطة واحدة بل قد يكون بين البيت ولآخر مسافات . إلا أن هذه المسافات يجب أن لا تبعد أكثر من خمسمائة متر وينصب بحيث يواجه بابة الشرق(3) خاصة في الشتاء ليحصلون على دفء الشمس ، وفي باقي الفصول الأخرى يراعى اتجاه الرياح أو قد تفتح البيوت تجاه ألقبله فتجد أن كلها وقد فتحت في اتجاه واحد (4)
وهم إذا أرادوا أن يركبوا بيت الشعر يمدون شقق السقف على الأرض ثم يغرزون الأوتاد على بعد 10 – 15 مترا عنها ، وذلك لأجل أن يصلون بينها وبين البيت بالحبال الممدودة ، فإذا تم ذلك يدخلون تحت شقق السقف ، ويرفعونها بلأعمدة ، وهذه الأعمدة تبقى طلقة بدون ربط ، ثم يعلقون الأروقة الجانبية بالسقف ، وأما هدم بيت الشعر أو تقويضة فيجري على العكس مما عددناه ، وتركيب بيت الشعر على هذا النحو لا يتحمل أكثر من بضع رقائق ، ثم يقسم إذا كان صغيرا إلى قسمين : الربعة والمحي ، وإذا كان كبيرا يقسم المحرم لعدة أقسام لكل من الزوجات ، إذا كان صاحب البيت ذا عدة زوجات أو له أم وأخوات يرى لزوما لتفريق بينهن ،وهذا التقسيم يكون بواسطة الحواجز المصنوعة من القصب أو المنسوجة من الشعر هي المسماة بالقطع أو الساحة (5) .
وتسمى هذه البيوت نزلا وهذه النزل تقسم إلى فرق ( فريق ) والبيت البدوي له حرمة خاصة ، فإذا لجأ إلية لاجئ أو استجار به أحدا فإن من واجب صاحب البيت أن يحمي ويدافع عن هذا ألاجئ ( 6)
بل أن الأعراف والتقاليد المنظمة بالقضاء في قضايا البدو في سيناء أعطت للبيت البدوي حرمة لا يستهان بها فيوجد قضاة متخصصون في نظر قضايا الاعتداء على حرمات بيوت الشعر ويسمى هذا النوع من القضاء الأحمدي وتعرف حرمة البيت عند بدو سيناء بأنه يأوي السيدات الآتي يعشن فية ويما رسن فيه حياتهن بالإضافة إلى الأسرة ، ولا بد أن يكون حرما أمناً مصوناً عن الغرباء .
فضلا عن أن البيت هو حمى المستجير فإذا لجأ أحد الجناة إلى بيت أو استجار باهلة أجاروة ، وصار في حماية أهل البيت ، وبات في مأمن من أي أذى يصيبة
وبيت الشعر البدوي له حرماتة من جوانبة الأربعة ، في حدود أربعين خطوة من كل جانب وقد تزاد عدد خطوات مدخل البيت إلى 60 خطوة فإن تعدى أحد هذه الحدود بدون أذن أو بقصد السوء وقع تحت القضاء العرفي الأحمدي .
ولبيت الشعر سبع ستاير أو حجابات أو سبع كلمات يعلن القادم عن نفسه أمام مدخل البيت وذلك بأن يكرر بصوت عالي بعض العبارات مثل دستوركو أو يا أهل الله أو يا أهل الدار أو يا عرب أو يا فلان ... الخ حتى يسمعه أهل البيت فيأذنون له بالدخول ولتحديد مقدار خطوات المنطقة المحرمة ، فإنهم يقولون أنها بمقدار (قرطة عصا ) بمعنى بمقدار رمية عصا فطريقة ذالك أن يجلس الرجل على ركبتة عند باب البيت أو المقعد ثم يقذف بالعصا فتعد المسافة من باب البيت أو المقعد حتى مكان وقوع العصا وهي حرمة البيت وكذالك تكون للجهات الأخرى ( 7 ) .
والملاحظ أن البدو لا يستعملون كلمة خيمة ولا مضرب ولا فسطاط ولا غيرها مما جاء في كتب اللغة بل كلمة : بيت أو بيت شعر فقط (
ووصف الله عز وجل في كتابة العزيز هذه المساكن في سورة النحل فقال عز وجل (( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تسخفونها يوم ظعنكم ويم إقامتكم ومن أصوافها وأوبا رها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين )) النحل – الآية ( 80)
وبيوت الشعر على هذه الشاكلة مابرحت منذ ألاف السنين مأوى البدو ومسكنهم , يطوونها وينشرونها ويقوضونها ، ويهيمون بها ويمدحون ،فمن المادحين لها ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان ، وذلك رغم الترف والنعيم الذين غمرها زوجها في قصرها المشرف على غوطة دمشق وريضها فقد دخل عليها يوما فسمعها تترنم في خدرها فأنصت إليها فإذا هي تقول :
لبيـــت تخـــفـق الأرواح فـــية أحب إلى من قصــر مــــــنيف
ولبــس عــباءة وتــقـر عينـــي أحب إلى من لبــس الشــــفوف
وكلــب ينبــح الطــريق دونــي أحب إلى من قــط ألــــــــــوف
وأكـل كســيرة فــي كسـر بيتي أحب إلى من أكـل الـرغـــــيف
وأصـوات الـرياح فــي كل فج أحب إلى من نــقر الـدفـــــوف
وبــكر يتـبع الأظــعان صــعب أحب إلى من بغـل زفــوف
وخـرق من بـني عــمي نحـيف أحب إلى من علــــج عــنيــــف
خشونة عيشتي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظـريـف
فـما أبــغي سـوى وطني بديــلاُ فحسبي ذاك من وطني شريـف
فلما سمع معاوية ذلك منها قال : ما رضيت بنت بحدل حتى جعلتني علجاً عنيفاً ثم ردها إلى أهلها .
• ومن ما قالة الأمير عبد القادر الجزائري المتوفى في سنة 1300هـ ( 1882م) في وصفه لمعيشة البدو:
• يا عاذراُ لامرئ قد هام في الحضـــــر وعازلا لمحب البـدو والقــفر
• لا تـذمن بيـــوتا خـــــف مـــحملــــها وتمدحن بيوت الطين والحجر وقال
• : نلقي الخيام وقد صفت بها فغدت مثل السماء زهت بالأنجم الــــزهر
• الحســـن يظـهر في بيــتيني رونـــقة بيت من الشِـعر أو بيت من الشــعرِ
016) اعداد محمد ابوعيطة
من بعيد تبدو هالات سوداء بمحيط متوازن بظواهر الطبيعة واثبات الحياة في بيداء أمطرها البرد صمتا يهرب منها ساكن ديارها في بطن هذه الهالة أو تلك فهي المقر المؤقت والملاذ الامن من بردا يلسع ومطرا يهطل وريحا يخــــــفق .
إنها بيوت الشعر في صحاري العرب وهي منصوبة بعمادها في هذا التوقيت من كل عام لتعلن تحديها لقوة الطبيعة مع مولد شتاء كل عام في مشاهد تكاد تعلن رحيلها من بوادي العرب .
وبيت الشعر هو مسكن البدوي في الصحراء ينصبة أواخر الخريف ليقي تقلبات الشتاء من برد ومطر وريح وعواصف عاتية وطوية إذا ما حل فصل الربيع ليبدأ بعدها الانطلاقة من قيود الشتاء والرحيل بحثا عن منبت الكــــلاء .
****العناية بالتحضير لمسكن الشتاء في البادية تبدأ في العادة مبكرا أواخر فصل الصيف وقبيل الخريف تنشط ( مغازل ) البدويات وهن وراء أغنامهن في المراعي يفتلن خيوط من شعر الماعز والأغنام طويلة يكو نن منها لفائف من الحبال المفتولة بعناية ودقة من الصوف أو الشعر أو الوبر ويقمن بعد ذلك بشد هذه الحبال ورصها بجانب بعضها البعض وإحكام ربطها من الطرفين بقطعة خشبية مثبتة بأوتاد من الطرفين ومن ثم نسجها بعضها البعض باستخدام ( قرن غزال ) إلى أن تنسج مكونة قطعة متكاملة مستطيل الشكل بأطوال وأعراض مختلفة حسب الحاجة إليها فيما بعد عند نصب بيت الشعر .
***بيت الشعر عند بناة يتألف من وحدات منسوجة من هذه القطع بجانب بعضها يختلف موضعها اسمها حسب موقعها وهي .
الشقق – جمع شقة : وهي الجزء العلوي من البيت ( السقف ) والذي يتألف من مجموعة من الشقق متصلة ببعضها البعض بحسب حجم البيت وتنسج الشقة من شعر الماعز الأسود وهو ما يضفي على البيت طابع السواد المهيب المعروف عنه
الرواق أو الزافر أو المنساب : وهي ما يغطا بها الجانب الخلفي من البيت وتنسج من صوف الأغنام البيضاء أو وبر الإبل وتتصل بسقف البيت .
الرفراف : وهو جانبي البيت الأيمن والأيسر وتنسج أيضا من صوف الأغنام أو وبر الإبل .
الغدفة : وهي الستارة التي تسدل على مقدمة البيت في حالة سقوط المطر أو البرد والريح الشديد وفي العادة بيت الشعر يبقى مفتوحا من الإمام .
المعاند – جمع معند : وهي التي تفصل غرف البيت عن بعضها البعض وتحاك أيضا من الصوف أو الوبر .
والبيت نفسه ينصب على أعمدة مكونة هيكل البيت ويختلف عددها وطولها بحسب حجمة وهي :-
الو اسط : وتعتبر أعلى أعمدة البيت ارتفاعا وعليها مهمة حمل البيت وتقع في المنتصف .
المقدم : وهي أعمدة المقدمة ومكانها بصدر البيت .
زافرة أو منيحر : وهي أعمدة مؤخرة البيت .
العامر: وهي الأعمدة الجانبية الموازية لأعمدة الو اسط من الجانبين .
ويشد البيت على هذه الأعمدة بحبال غليظة تتصل بأطراف البيت بقطعة قماش ملفوفة تسمى (نعلة ) وتثبت في الأرض بأوتاد حديدية محكمة .
وتختلف أسماء البيوت باختلاف عدد الأعمدة قلتها أو كثرتها كما يختلف المسمى في البادية من مكان لأخر ففي بادية الشام مثلا يسمى البيت ذو العمد الواحد باستثناء العامودين الجانبيين قطبة ، وإذا كان صغيرا ورثا وبدون عامود متوسط يدعى : خر بوشا ، كما هو لدى الارولة وأمثالهم ، وذو العامودين يدعى : مقورا وفي بعض العشائر : جرنين أو مدو بل ودبل الشيء بمعنى كبر وزاد حجمة ، وإذا كان له ثلاثة أعمدة : مثولث أو خمسة : مخمس وهكذا ، مسبع ومتوسع ، وأكثر رؤساء العشائر الكبيرة بيوتهم من صنف المسبع ويبدو أن هذا العدد هو الحد الأقصى لدي عشائر الشام طرا وبيت الذين يلونهم من الكبراء من صنف المخمس أو المثولث وهكذا ومساحة هذه البيوت من 60 – 100م2 ( 1 )
وفي بادية سيناء البيت الذي يتسع لغرفتين يسمى عودية وما يتسع لأكثر من غرفتين يسمى فازه ( 2 )
ونصب بيت الشعر هو أول ما يفكر به القوم عندما يصل ظعنهم إلى المنزل الجديد يبدأ ون باختيار المحل اللائق لنصب ( الشق ) وهم يضعون في الغالب في وسط البيوت الأخرى ثم ينصبون البيوت حوالي الشق ولا يشترط في نصب بيوت الشعر أن تكون صف واحدا أو في نقطة واحدة بل قد يكون بين البيت ولآخر مسافات . إلا أن هذه المسافات يجب أن لا تبعد أكثر من خمسمائة متر وينصب بحيث يواجه بابة الشرق(3) خاصة في الشتاء ليحصلون على دفء الشمس ، وفي باقي الفصول الأخرى يراعى اتجاه الرياح أو قد تفتح البيوت تجاه ألقبله فتجد أن كلها وقد فتحت في اتجاه واحد (4)
وهم إذا أرادوا أن يركبوا بيت الشعر يمدون شقق السقف على الأرض ثم يغرزون الأوتاد على بعد 10 – 15 مترا عنها ، وذلك لأجل أن يصلون بينها وبين البيت بالحبال الممدودة ، فإذا تم ذلك يدخلون تحت شقق السقف ، ويرفعونها بلأعمدة ، وهذه الأعمدة تبقى طلقة بدون ربط ، ثم يعلقون الأروقة الجانبية بالسقف ، وأما هدم بيت الشعر أو تقويضة فيجري على العكس مما عددناه ، وتركيب بيت الشعر على هذا النحو لا يتحمل أكثر من بضع رقائق ، ثم يقسم إذا كان صغيرا إلى قسمين : الربعة والمحي ، وإذا كان كبيرا يقسم المحرم لعدة أقسام لكل من الزوجات ، إذا كان صاحب البيت ذا عدة زوجات أو له أم وأخوات يرى لزوما لتفريق بينهن ،وهذا التقسيم يكون بواسطة الحواجز المصنوعة من القصب أو المنسوجة من الشعر هي المسماة بالقطع أو الساحة (5) .
وتسمى هذه البيوت نزلا وهذه النزل تقسم إلى فرق ( فريق ) والبيت البدوي له حرمة خاصة ، فإذا لجأ إلية لاجئ أو استجار به أحدا فإن من واجب صاحب البيت أن يحمي ويدافع عن هذا ألاجئ ( 6)
بل أن الأعراف والتقاليد المنظمة بالقضاء في قضايا البدو في سيناء أعطت للبيت البدوي حرمة لا يستهان بها فيوجد قضاة متخصصون في نظر قضايا الاعتداء على حرمات بيوت الشعر ويسمى هذا النوع من القضاء الأحمدي وتعرف حرمة البيت عند بدو سيناء بأنه يأوي السيدات الآتي يعشن فية ويما رسن فيه حياتهن بالإضافة إلى الأسرة ، ولا بد أن يكون حرما أمناً مصوناً عن الغرباء .
فضلا عن أن البيت هو حمى المستجير فإذا لجأ أحد الجناة إلى بيت أو استجار باهلة أجاروة ، وصار في حماية أهل البيت ، وبات في مأمن من أي أذى يصيبة
وبيت الشعر البدوي له حرماتة من جوانبة الأربعة ، في حدود أربعين خطوة من كل جانب وقد تزاد عدد خطوات مدخل البيت إلى 60 خطوة فإن تعدى أحد هذه الحدود بدون أذن أو بقصد السوء وقع تحت القضاء العرفي الأحمدي .
ولبيت الشعر سبع ستاير أو حجابات أو سبع كلمات يعلن القادم عن نفسه أمام مدخل البيت وذلك بأن يكرر بصوت عالي بعض العبارات مثل دستوركو أو يا أهل الله أو يا أهل الدار أو يا عرب أو يا فلان ... الخ حتى يسمعه أهل البيت فيأذنون له بالدخول ولتحديد مقدار خطوات المنطقة المحرمة ، فإنهم يقولون أنها بمقدار (قرطة عصا ) بمعنى بمقدار رمية عصا فطريقة ذالك أن يجلس الرجل على ركبتة عند باب البيت أو المقعد ثم يقذف بالعصا فتعد المسافة من باب البيت أو المقعد حتى مكان وقوع العصا وهي حرمة البيت وكذالك تكون للجهات الأخرى ( 7 ) .
والملاحظ أن البدو لا يستعملون كلمة خيمة ولا مضرب ولا فسطاط ولا غيرها مما جاء في كتب اللغة بل كلمة : بيت أو بيت شعر فقط (
ووصف الله عز وجل في كتابة العزيز هذه المساكن في سورة النحل فقال عز وجل (( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تسخفونها يوم ظعنكم ويم إقامتكم ومن أصوافها وأوبا رها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين )) النحل – الآية ( 80)
وبيوت الشعر على هذه الشاكلة مابرحت منذ ألاف السنين مأوى البدو ومسكنهم , يطوونها وينشرونها ويقوضونها ، ويهيمون بها ويمدحون ،فمن المادحين لها ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان ، وذلك رغم الترف والنعيم الذين غمرها زوجها في قصرها المشرف على غوطة دمشق وريضها فقد دخل عليها يوما فسمعها تترنم في خدرها فأنصت إليها فإذا هي تقول :
لبيـــت تخـــفـق الأرواح فـــية أحب إلى من قصــر مــــــنيف
ولبــس عــباءة وتــقـر عينـــي أحب إلى من لبــس الشــــفوف
وكلــب ينبــح الطــريق دونــي أحب إلى من قــط ألــــــــــوف
وأكـل كســيرة فــي كسـر بيتي أحب إلى من أكـل الـرغـــــيف
وأصـوات الـرياح فــي كل فج أحب إلى من نــقر الـدفـــــوف
وبــكر يتـبع الأظــعان صــعب أحب إلى من بغـل زفــوف
وخـرق من بـني عــمي نحـيف أحب إلى من علــــج عــنيــــف
خشونة عيشتي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظـريـف
فـما أبــغي سـوى وطني بديــلاُ فحسبي ذاك من وطني شريـف
فلما سمع معاوية ذلك منها قال : ما رضيت بنت بحدل حتى جعلتني علجاً عنيفاً ثم ردها إلى أهلها .
• ومن ما قالة الأمير عبد القادر الجزائري المتوفى في سنة 1300هـ ( 1882م) في وصفه لمعيشة البدو:
• يا عاذراُ لامرئ قد هام في الحضـــــر وعازلا لمحب البـدو والقــفر
• لا تـذمن بيـــوتا خـــــف مـــحملــــها وتمدحن بيوت الطين والحجر وقال
• : نلقي الخيام وقد صفت بها فغدت مثل السماء زهت بالأنجم الــــزهر
• الحســـن يظـهر في بيــتيني رونـــقة بيت من الشِـعر أو بيت من الشــعرِ
sawa- عضوماسى
-
عدد الرسائل : 1116
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
hassnae- Admin
-
عدد الرسائل : 3845
العمر : 46
المزاج : جيد
الاوسمة :
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
مواضيع مماثلة
» صناعة بيت الشعر في البادية
» صناعة بيت الشعر في البادية
» قصات الشعر تناسب وجهك أسهل الطرق للتعرف على قصة الشعر التى ت
» خلطات ونصائح لتقوية الشعر ومنع تساقط الشعر:
» صناعة المتفجرات
» صناعة بيت الشعر في البادية
» قصات الشعر تناسب وجهك أسهل الطرق للتعرف على قصة الشعر التى ت
» خلطات ونصائح لتقوية الشعر ومنع تساقط الشعر:
» صناعة المتفجرات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى